fbpx

“سر حزب الله” 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

النظام هو الذي أتاح للصواريخ أن تنطلق قبل نحو أسبوع من محيط صور، وهو الذي أفسح للحزب أن يكون صاحب القرار النهائي في الشاردة والواردة، وهو أمر جرى العمل لتحقيقه على مدى سنوات نجح خلالها “حزب الله” في إنجاز المهمة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

ليس خفياً على أحد من اللبنانيين، أن “حزب الله” هو حارس النظام من ألفه إلى يائه. من سليمان فرنجية إلى رياض سلامة، ومن نجيب ميقاتي إلى نبيه بري، مروراً بجبران باسيل طبعاً. وهذه الأسماء ليست أشخاصاً، بل هي أدوار ووظائف، فهو لا يحمي نجيب ميقاتي الشخص، بل تلك الوظيفة الباهتة والمراوغة التي يؤديها صاحب هذه الشخصية، وطبعاً لا يحمي رياض سلامة، حاكم مصرف لبنان، بل المهمة التي لعبها الرجل لإطالة عمر 

منظومة الحزب عبر ضخّ ودائع اللبنانيين في خزانتها الفاسدة. واليوم، لا يرشح “حزب الله” سليمان طوني فرنجية لرئاسة الجمهورية، لأن الرجل يصلح للمهمة، بل لأنه سليل دور لطالما كان حلقة تغذي نفوذ الحزب ليس أكثر.

النظام هو الذي أتاح للصواريخ أن تنطلق قبل نحو أسبوع من محيط صور، وهو الذي أفسح للحزب أن يكون صاحب القرار النهائي في الشاردة والواردة، وهو أمر جرى العمل لتحقيقه على مدى سنوات نجح خلالها “حزب الله” في إنجاز المهمة.

وأن يكون الحزب حارس المنظومة التي تولت إغراق البلد في الكوابيس التي يعيشها اللبنانيون اليوم، وأن يحافظ في الوقت نفسه على قاعدة مؤيدين من اللبنانيين أنفسهم، ممن يدركون ويعرفون أن الفساد الذي تسبب بالمأساة التي يعيشونها محمي من الحزب، فإن هذه المفارقة تستدعي تأملاً. شعبية الحزب أمر يستحق التأمل، نظراً الى وضوح دوره في ما يعيشه اللبنانيون اليوم.

لننطلق لتبسيط هذه المعادلة من عبارة قالها أخيراً رئيس تكتل “حزب الله” النيابي، النائب محمد رعد: “من الأفضل للبنانيين أن يكون لهم رئيس من الوجوه التي يعرفونها، والتي ألفوا حضورها في الحياة السياسية”. هذه العبارة لا تقبل تأويلاً غير أن “حزب الله” يريد رئيساً من المنظومة الحاكمة التي يُجمع اللبنانيون على أنها تسببت بالكارثة التي يعيشونها. العبارة هي التي تسبق تسمية الحزب لفرنجية. فالأخير قبل أن يكون حليفاً للحزب ولبشار الأسد، جزء ممن ألف اللبنانيون حضورهم في المشهد العام. أي تغيير في هذا المشهد سيكون من صنع “الاستكبار العالمي”. الحزب متمسك أقسى التمسك بالنظام، أما الانهيار والفساد وسرقة المدخرات فليست شأن من يريده الحزب رئيساً.

التصدي لهذه الآفات هي من شأن الاستعمار. ونحن هنا لا نضع كلاماً في فم الحزب، إنما نكرر ما يقوله قادته حرفياً. “المرشّح الذي لديه خلفية اقتصادية يستطيع التفاهم مع المؤسّسات المالية الدولية التي يمكنها، من خلاله، فرض التعليمات والتوجيهات والسياسات التي يرسمها النافذون الاستكباريون في العالم بهدف تطويع إرادة شعب قاوم الإسرائيليين وهزمهم”، هذا ما قاله رعد أيضاً. 

فرنجية قادم لتأدية أدوار أخرى. هذا ما يعرضه الحزب على اللبنانيين، وهو لا يقترحه بصفته خياراً عليهم أن يفاضلوا بينه وبين غيره من الخيارات، بل أن يقبلوا به بصفته قدراً. فللحزب الكلمة الفصل، وليجتمع المسيحيون في بكركي، ويعلنوا تبرّمهم.

وهنا نعود إلى سؤال عن سر تعلق لبنانيين بمن يعرفون أنه “سر صمود النظام الذي تسبب بمأساتهم”. وما نعنيه هنا بـ”لبنانيين”، مواطنون ممن نالهم من الكارثة نصيب، وممن يعانون سرقة ودائعهم، ومن انهيار النظام الصحي والتعليمي على يد المنظومة. وهؤلاء اللبنانيون يعرفون أن الحزب الذي يقفون خلفه هو العائق الأول أمام تجاوز محنتهم!

الحزب هو القوة المذهبية الأقوى، بين قوى مذهبية أقل قوة منه. المذهبية ليست سر قوة الحزب الوحيدة، السلاح يسبقها هنا، إلا أنها سر مواصلة متضررين من النظام بتعلقهم بالحزب. قد تأتي إجابات عن تساؤلنا لها علاقة بالنفوذ المالي للحزب، أو بالنفوذ الأمني، وهي إجابات صحيحة، إلا أننا بسؤالنا عن لبنانيين يعرفون أن “الحزب سر بقاء النظام” لا نعني هؤلاء، وإنما لبنانيين من غير هذه الدوائر يناصرون الحزب من دون أن يشبهوه، ومن دون أن يكونوا من المستفيدين من دورته الاقتصادية، وبعيدين من نفوذه الأمني، وممن لا يقنعهم على الإطلاق خطاب محمد رعد، الذي أوردنا مقتطفات منه. وهؤلاء أكثر ذكاء وفطنة من الخطاب الذي ينساقون خلفه.

يسخرون من رعد، لكنهم ينتخبونه، ويعرفون أن نصرالله منع أولادهم من إسقاط رياض سلامة، إلا أنهم يشيحون بأبصارهم عن ذلك. التفوق المذهبي يغشي أبصارهم، على رغم ما نالهم منه من مصائب.

هل صحيح أن عدد هؤلاء تراجع؟ لا مؤشرات صلبة تؤكد ذلك، ذاك أن السياسة والشأن العام في الجنة المذهبية اللبنانية هما من القضايا التي لا ترتبط بالمصالح وبالمستقبل. عندما ذهب اللبنانيون للاقتراع، اصطحبوا معهم مشاعرهم وتواريخهم وآلهتهم، ونسوا عقولهم ومستقبلهم، فكيف والحال هذه أننا حيال “حزب الله”؟!.       

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.