fbpx

“الكتيبة 101”: ماذا عن “أخطاء” الحرب على الإرهاب في سيناء

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

يقع “الكتيبة 101” في خطأ استراتيجي، كان يريد أن يظهرَ بطولة الجنود والضباط التي لا توازيها بطولة في مواجهة حربٍ، لا مصلحة لهم فيها سوى الوطن. فكشف جانباً آخر من القصة، وهو عدم تأمين تلك الكتيبة المتاخمة للحدود المصرية، والاستهتار بأرواح عناصرها وأفرادها.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لم يثر مسلسل “الكتيبة 101” الجدل ذاته الذي أثارته المواسم الثلاثة من مسلسل “الاختيار”، الذي عُرض خلال السنوات الثلاث الماضية. هذه المرة لا دراما كالتي جسّدتها حياة الضابط المصري أحمد منسي، ولا قصة قضاء السيسي على الإخوان منذ كان مديراً للمخابرات الحربية.

يحوي “الكتيبة 101” جدلاً مغايراً لما سبق، ويحمل على عاتقه مهمة تلميع صورة الجيش المصري خلال حربه على الإرهاب طوال السنوات الماضية، ولم يجد صناع العمل سوى سيرة الكتيبة 101، أكبر قاعدة عسكرية في سيناء، وأكثرها تعرضاً للهجوم وتقديماً للشهداء، لتقديمها كي تجمّل وجه الحقيقة.

تقع الكتيبة 101 من الجيش المصري، في منطقة حدودية مع فلسطين، بالقرب من المنطقة “محدّدة السلاح”، طبقًا لاتفاقية كامب ديفيد، ما يجعلها كتيبة بلا أنياب. تتلقى الضربات من دون قدرة على الهجوم أو الردّ العنيف، على رغم أنها مكلّفة بالدفاع عن شمال سيناء، المنطقة الأكثر سخونة، والتي اشتهرت باستهداف كمائنها “العريش، الشيخ زويد، الجورة، ورفح”، التي سقط خلال اشتباكاتها أكثر من 300 قتيل.

لم ينل المسلسل الذي يقدّم حكاية الكتيبة المحزنة، الاهتمام والمشاهدة الكافيين. فلم يعد أحد مهتماً بالمسلسلات الدعائية التي تتناول تضحيات النظام المصري وأجنحته المختلفة. الناس تعيش تحت ضغط الغضب الكامن من الأزمة الاقتصادية المتصاعدة، والأوضاع الاستثنائية التي تطغى على كلِّ الأجواء المصرية، فضلًا عن “الثغرات” التي خلّفها المسلسل، ولم ينجح في تناولها أو تكذيبها.

روايات بديلة عن الحرب على الإرهاب

يتجاهل مسلسل “الكتيبة 101” الطبيعة الأمنية للكتيبة التي يحمل اسمها، فهي مقر قيادة جميع القوات المنتشرة بالمناطق الساخنة في شمال سيناء، أكثر مدن مصر اشتعالًا في تاريخها، ويحاول تقديم وجه آخر لها. 

يحنو المسلسل على أهالي سيناء، ويمنحهم المياه حين تنقطع (وهو مشهد في المسلسل)، ويحميهم من الاقتتال بمناطق سكنهم، وأخيراً، يداعب أطفالهم وينقذهم من المخاطر كي ينسج خطوطاً موازية لمقاطع الفيديو والشهادات التي تنتشر للجيش المصري مراراً (كالذي يصور جريمة قتل طفل بعد اعتقاله في سيناء على يد الجيش).

الرواية البديلة هي المنطق الذي يعتمده ذلك المسلسل على طولِ حلقاته، هناك الكثير من الجرائم والانتهاكات التي تُنسب الى الجيش المصري خلال حربه على الإرهاب في سيناء، لكنها لا تحضر في المسلسل. إذ تشتبك الحكاية مع ذلك التاريخ بتقديم روايات بديلة، أو ربما تستحق مُسمّى “روايات موازية”.

يكتفي النظام المصري بتجميل وجه الجيش عبر الدراما والمسلسلات السنوية التي تتناول إنجازاته واشتباكاته، وتُظهر المقاتل المصري “سوبر مان” أخلاقياً، شهماً، نبيلاً، لا يرتكب خطأً، ولا يتنازل إلا لحماية وطنه. اللافت أيضاً أن قيادة هذا الجيش (في المسلسل طبعاً) حكيمة، توصيه دوماً بألا يقترب من مدني ولا يطلق عليه النار، ولا يتخلّى عنه. دور الجيش الأهم هو حماية المدنيين،  والإصرار في جميع المسلسلات التي تتناول مقاطع من قصة الجيش المصري في سيناء على هذه الصورة، ليس سوى إسقاط على حقائق تُروى، ومحاولة لتكذيب وقائع حدثت بالفعل.

الكثير من أهالي سيناء سقطوا ضحايا لإطلاق النار العشوائي من الجيش المصري، الذي لا يفرّق بين إرهابي ومواطن سيناوي. ما سبق، عكّر علاقة قبائل سيناء بالجيش، ودفع الكثير من أهالي سيناء الى الانضمام إلى تنظيمات وجماعات إرهابية للثأر من الجيش المصري، الذي قتل ذويهم، كما أن من يشتبه به الجيش، كان يُقبض عليه فوراً ليذهبوا ضحية الإخفاء القسري.

لم يتعرض المسلسل لـ”زنازين” الكتيبة، التي كشف عنها تقرير لـ”هيومان رايتس ووتش”، الموصوفة بأماكن احتجاز غير رسمية، لا تخضع لأي سلطات، سوى قيادة الكتيبة، تعرض بعض المعتقلين فيها لـ”سوء المعاملة والتعذيب والضرب والصعق بالكهرباء والموت رهن الاحتجاز، وغالباً ما يتم ذلك على أيدي جنود أو ضباط يرتدون زياً عسكرياً”.

أكد محتجزون سابقون بالكتيبة 101، أنهم رأوا أطفالاً لا تتعدى أعمارهم الـ 12 عاماً محتجزين في ظروف قاسية مع البالغين،  كما أنّ قلة قليلة منهم، حسب تقرير “هيومان رايتس ووتش”، وُجّهت إليهم اتهامات أو مثلوا أمام النيابة العامة، كما ينصّ القانون المصري. وقال معتقلون سابقون بالكتيبة، إنهم شهدوا وفاة 3 محتجزين في الحجز بسبب سوء المعاملة وغياب الرعاية الطبية. وقال آخرون إن “بعض العسكريين العاملين في شمال سيناء يُعذبون المعتقلين حتى يعترفوا للمحققين بأنهم (إرهابيون) أو (تكفيريون)”. وهي كلمة تستخدمها السلطات المصرية على نطاق واسع لوصف جميع المُتشددين، تمهيداً لتصفيتهم أو تقديمهم إلى المُحاكمة باعترافات أُخذت منهم تحت ضغط.

لم ينل المسلسل الذي يقدّم حكاية الكتيبة المحزنة، الاهتمام والمشاهدة الكافيين. فلم يعد أحد مهتماً بالمسلسلات الدعائية التي تتناول تضحيات النظام المصري وأجنحته المختلفة.

تبييض صفحة  الجيش المصري

تبييض صفحة الجيش المصري، هو أحد الأهداف الرئيسية لمسلسل “الكتيبة 101″، كغيره من المسلسلات المشابهة، فبينما يتعرض ضابط للخطر – خلال إحدى الحلقات – تجده ينقذ طفلًا، أو يعرض نفسه للقتل لإنقاذ أسرة تتعرض لإطلاق النار، أو يقدم طعاماً مجانياً أو شراباً لذوي الإرهابيين وأسرهم. كأنّه يقول: نحن نفصل بين المخطئ وأهله، نعرف المجرم ولا نعترف بالإبادة العشوائية. ذلك الخط يتجسّد في شخصية “القائد هارون”، التي يقدمها الفنان محمود عبد المغني، كما تتجلّى الفدائية في شخصية “الضابط محمد عبده” التي قدّمها الفنان يوسف عثمان.

الإبادة العشوائية” و”التهجير القسري” هما أبرز عنوانين لعمليات الجيش المصري في سيناء طوال السنوات الماضية. تختفي هذه الممارسات وراء بلاغة القضاء على الجماعات التي تحملُ السلاح، إذ تم هدم آلاف المنازل، وتهجير آلاف الأسر، الأمر الذي اعتبرته منظمات دولية عدة “جرائم حرب محتملة“، خصوصاً أنه لم يتم تأمين سكن بديل على المستوى ذاته لتلك الأسر.

تهاجم قوات الجيش أعداءها من الإرهابيين، لكنها في الوقت ذاته كانت تقصف المنطقة عشوائياً، ما أودى بحياة أسر بأكملها، إذ كان اعتقاد القيادات الأمنية في ذلك الوقت، أنّ جميع أهالي سيناء داعمون أو مشاركون في الهجمات الإرهابية التي كانت تستهدف مقرات عسكرية أو ضباطاً وجنوداً.

الظن والتوجه السابقان صنعا مزيداً من الإرهابيين، فكلما قُتل شخص برصاص الجيش المصري، قرر آخر أن ينضمّ الى جماعة أو قوة أكبر ليحصل على حقه وينال ثأره. تلك الدراما لم ولن يقدّمها “الكتيبة 101″، أو أي مسلسل آخر نابع من النظام المصري لتلميع صورته، لكن الأمر يبدو صعباً، لا سيما أن جنوداً بالجيش المصري تلقوا أوامر طوال السنوات الماضية بإطلاق النار فوراً، إذا ما شعروا بأحدٍ يقترب من دون حتى شكٍّ في أمره.

انعكس ذلك الأمر على عدد الضحايا المدنيين الذين راحوا بالممرات وبالقرب من الكمائن، وانعكس ذلك التوجّه الذي سهّل عمليات إطلاق الرصاص وجعلها مُباحةً وشائعة، على تقرير “هيومن رايتس ووتش” الذي وثّق وقوع عمليات قتل غير قانونية كثيرة، وأن “الجنود عند نقاط التفتيش يطلقون النار أحياناً على أفراد ومركبات مدنية لا تُشكل أي تهديد أمني ظاهر، حتى خارج ساعات حظر التجول”. 

من الصعب الاعتراف بتلك التفاصيل، في عمل فني، وهو ما يضرب مصداقيته بالكامل، بخاصةً أن إطلاق النار العشوائي زاد حالة الغليان لدى أهالي سيناء، لزيادة عدد الضحايا إلى حد كبير خلال السنوات التي يتناولها المسلسل، فيما لا يجري الاهتمام بالتقارير الطبية أو محاسبة المخطئين في تلك الحوادث، ويتمّ الاكتفاء باعتبارهم من خسائر الحرب على الإرهاب.

توضح التقارير الطبية الخاصة بالضحايا، أنّ “إطلاق النار جاء بشكل مباشر، ومن مسافات قريبة، وهو ما يوضح تعمّد إطلاق النار من القوات الأمنية، ولا تُسلَّم تلك التقارير التفصيلية إلى أهالي الضحايا، ويُمنع الإفراج عن الجثث من المشرحة إلا بالتوقيع على إقرارات بأنّ القتل كان نتيجة إطلاق رصاص عشوائي مجهول المصدر، من دون توجيه اتهامات الى أي طرف، وإغراء المصابين بتعويضات مالية نظير عدم الحديث عن تفاصيل الحوادث”.

غسل سمعة الأجهزة الأمنية

يقع “الكتيبة 101” في خطأ استراتيجي، كان يريد أن يظهرَ بطولة الجنود والضباط التي لا توازيها بطولة في مواجهة حربٍ، لا مصلحة لهم فيها سوى الوطن. فكشف جانباً آخر من القصة، وهو عدم تأمين تلك الكتيبة المتاخمة للحدود المصرية، والاستهتار بأرواح عناصرها وأفرادها. 

الكتيبة التي من المفترض أن تكون في قلب التأمين الجوي بالطائرات، وتحصل على إمدادات عاجلة لحساسية وضعها وموقعها والدور الذي تؤديه والعدو الذي تواجهه، كانت تجدُ نفسها دوماً وحدها، عاريةً، في خطوط المواجهة، بينما يأتي الإمداد متأخراً. هذا التأخير هو السبب في قتل الضابط أحمد منسي وغالبية أفراد كتيبته، وكشفه مشهد استشهاده في الجزء الأول من مسلسل “الاختيار”، إذ تمّت تصفية دورية شرطة في قلب الصحراء، لخروجها من دون تأمين أو ظهيرٍ جوي في مهمة صعبة، فيما عُرِفَ بـ”هجوم الواحات“، الذي عرض في “الاختيار 2”.

أراد المسلسل إبراز الخطر الذي يتعرض له الضباط والجنود المصريون في ساحات التأمين، لكنه ألقى الضوء على الإهمال الذي يتعرضون له أيضاً، فيُلقى عناصر الشرطة والجيش بين النيران من دون توفير الحماية اللازمة أو التدريب اللائق بأفراد يواجهون “حرب شوارع”، ليصبحوا حائط صد أمام الهجمات، رغم توافر القوات والإمكانات اللازمة للحماية والانتقام، وهو ما تبدّى في مشهد من المسلسل يظهر سلاح الطيران وهو يعيد حق الكتيبة 101 بعد ساعات من قصفها.

من ضمن مشاهد المسلسل، التي تكشفُ عدم تأمين معسكرات الجيش في سيناء، أو استطلاع الخطر عليها أو استنباطه، تفجير قطاع الكتيبة 101 بكل سهولة، عبر سيارات عدة تابعة لتنظيمات إرهابية، من بينها “فنطاس متفجرات”.

يتكرّر ذلك الهجوم منذ سنوات، من دون تغيير في الخطة، ومن دون رغبة حقيقية في حماية الجنود والضباط، وكأن دماءهم هي الضامن الوحيد لاستمرار تلك الفوضى في سيناء، الفوضى التي تتحوّل إلى شرعية للحرب الدائرة والمكتسبات التي يحققها الجنرالات.

تُلاحَق أجهزة المعلومات، دوماً، باتهامات بالتعذيب والحصول على الاعترافات والمعلومات عنوةً وبالقوة والإجبار على الاعتراف باتهامات غير حقيقية. في سيناء، تتمتع تلك الأجهزة الأمنية بسُمعة سيئة، فمن يقع تحت يدها، لن يعود مرة أخرى. يمثّل تلك الأجهزة الرائد خالد دبور، الذي يجسّده الفنان آسر ياسين.

يكمن اختيار آسر تحديداً بسبب قبوله الكبير كممثل مصري محبوب، يتمتّع بالأناقة والاستقلالية والوعي، فهو خريج الجامعة الأميركية حيث درس الهندسة. وتضفي عليه شخصية “الچان” مزيداً من العُمق، كما أن له جمهوراً كبيراً. يظهر “آسر” في غرف التحقيق بطلاً ثابتاً، يتلاعب بالمتهمين عصبياً ونفسياً، حتى يحصل منهم على معلومات، كما أنّ غرفة التحقيق الفخمة مجهّزة بكل شيء يضمن الراحة، ويتمنّى أي متهم أن يراه فقط.

الطريقة الراقية التي يتّبعها الرائد خالد (آسر) في اقتناص الاعترافات والوقيعة بين الإرهابيين وأعوانهم حتى يعترفوا عليهم، أسلوب مُكرّر خلال أجزاء “الاختيار” الثلاثة، وهو ما يزيد الشكوك حول مصداقية ذلك العمل. الجميع يعرف كيف تقتنص أجهزة الأمن والمعلومات ما تريده، وكيف يتعرّض المشتبه بهم لضغوط واعتداءات وحرمان من الطعام والشراب وإنهاك بدني ونفسي حتى يلقوا باعترافاتهم، ووثّقت شهادات عدة تعرض مشتبه بهم للاعتداء حتى الموت خلال إجبارهم على الإدلاء بمعلومات أو اعترافات، رغم عدم وجود أدلة حاسمة على تورّطهم في عمليات إرهابية.

تتماشى تلك الشهادات مع تفاخر “الكتيبة 101” بقصف مجموعات من المدنيين المشتبه بكونهم مهرّبين – وليسوا إرهابيين – في صحراء سيناء، والقضاء عليهم نهائياً، من دون القبض عليهم أو التحقيق معهم، أو إحالتهم الى المحاكمة. يأتي ذلك للتأكيد على حدوث مثل تلك الضربات في سيناء، ووقوع ضحايا نتيجة قتل خارج إطار القانون.

كشف تحقيق استقصائي دولي تورُّط مصر في قصف مدنيين مشتبه بكونهم مهرّبين على الحدود الليبية، باستخدام سلاح حصلت عليه من إحدى الدول الأوروبية. لم تصدر مصر رداً أو بياناً توضح فيه ماهية أو ملابسات تلك العمليات العسكرية التي استهدفت مدنيين للنفي أو التأكيد، رغم العلم بكونِهم لا ينتمون الى جماعات إرهابية، ومن دون تقديمهم للمحاكمة، لكن تصوير مشهد قصف المهرّبين من دون قرار قضائي، وبثّه ضمن أحداث المسلسل كأحد إنجازات الكتيبة 101، يُعدّان تفاخراً وإعلاناً عن جرائم تُرتكب بحق المدنيين من دون إطارٍ قانوني.

“الحرب على الإرهاب” مستمرة؟

يحفل “الكتيبة 101” بأكاذيب ومبالغات بعيدة تماماً من الواقع الذي يعيشه المصريون، وهو ما خلق حالة من عدم الاهتمام به، فغالبية أحداثه هي مجرد دراما بطولية من وحي خيال المؤلف، بينما لا يشعر المواطن – المتفرج بتلك البطولة في ما يعيشه ويراه يومياً.

يؤكد الدكتور أحمد يوسف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن منطقة شمال سيناء لم تخلُ من الإرهاب نهائياً كما يعتقد البعض، موضحاً أن قوات الجيش لا تزال تخوض معارك لتأمين الحدود، ومواجهة الإرهابيين، ومنع إقامة ما يُعرف بـ”ولاية سيناء”.

يضيف يوسف: “لا تزال هناك عناصر إرهابية كامنة في سيناء، وهي إما لم تعلن عن نفسها أو أنها تختبئ في الجبال والتضاريس الصحراوية، ونسمع على فترات أن هناك حادثاً إرهابياً أو محاولة لاستهداف الجنود، غير أنّ بعض الهجمات لا يتم نشر أخبار عنها، ويتطور الهجوم أحياناً الى مدن قريبة من شمال سيناء، كما جرى في الإسماعيلية حين سقط قتلى ومصابون في هجوم على كمين أمني بقناة السويس”.

ويرى يوسف أن “شمال سيناء جغرافيا وعرة، يصعب السيطرة عليها بالكامل أو تأمينها، وقوات الجيش حين تواجه تنظيم ولاية سيناء أو أي تنظيمات أخرى، أو حتى أفراداً يريدون استهداف كمين أو معسكر، قد تلجأ للقصف الجوي للقضاء على البؤرة الإرهابية، وقد يدفع بعض أهالي سيناء ضريبة الحرب المستمرة على الإرهاب بتضرّرهم أو تضرّر منازلهم، وذلك يحدث حتى الآن”.

على رغم ما يشاع حول “تطهير” سيناء من الإرهاب تماماً، وقرب إعلانها منطقة خالية من الخطر، خلال سنوات الحرب على الإرهاب الطويلة، لا تزال “ولاية سيناء” تسيطر على بعض مناطقها، ولا يزال الكرّ والفر مستمرّين بين قوات الجيش والتنظيمات، التي لا تعتبر نفسها إسلامية، إنما قوات معارضة مسلحة غاضبة على ما يجري لذويها في سيناء، بل تطور ظهور مسلحي ولاية سيناء إلى حد الوصول إلى محيط قناة السويس، الذي يفصله ساعتين فقط عن القاهرة.

وجهة النظر تلك لم يتعرض لها المسلسل لا بالتناول ولا بالنقد، لعدم قدرة صناع المسلسل على تقديمها كحقيقة تقبل الجدل أو النقاش. وحتى الآن، يتعرض أهالي سيناء للقصف العشوائي من الطيران الحربي من دون قدرة على النجاة، حياتهم مهددة وفي خطر، ففي أيلول/ سبتمبر الماضي، سقط مزارع مصري وطفلاه ضحايا قصف من الجو، وحتى الشهر الماضي، قتل ضابط وأصيب 4 عسكريين خلال هجوم على سيارة جيش جنوب سيناء، وذلك رغم ما يجري في سيناء من تعامل بالرصاص والقصف الجوي حتى الآن مع الجميع، بدءاً من الأهالي مروراً بالمشتبه بهم، حتى المناطق التي كانت تخضع لسيطرة ولاية سيناء.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.