fbpx

بعد احتجاز جنود مصريين في السودان…
هل تنحاز القاهرة الى البرهان في حرب المسلّحين؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

تجاهُل البرهان تنفيذ الاتفاق الإطاري تركنا أمام أسئلة تشير إجابتها إلى مساندة مصر البرهان، إلى حدّ بدت فيه مصر كأنها تدعم الطرف العسكري السوداني ليكون وكيلاً لها في السودان.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

كان مشهد ركوع الجنود المصريين أمام عناصر قوات الدعم السريع في “مروى” السودانية، كفيلاً بإثارة مشاعر السخط لدى المصريين. هم الذين اعتادوا على أن يأخذ جنودهم الآخرين أسرى في سيناء، لا أن يتم أسرهم في بلد آخر. أثار الفيديو تساؤلاً مفاده، ماذا يفعل جنود القوات الجوية المصرية في السودان؟ وماذا فعلوا ليتم اقتيادهم بهذا الشكل المهين وسبهم ودفعهم ركوعاً وزحفاً على الأرض؟

غذّى الفيديو حماسة “الثأر” على منصات التواصل الاجتماعي، إذ طالب بعض المصريين بطرد اللاجئين السودانيين من مصر، في حميّة جنونية، من دون الإجابة عن التساؤلات المهمة، هل لمصر نفوذ سياسي وعسكري مسكوت عنه في السودان؟ وهل كانت طرفاً في الأزمة المشتعلة حالياً بين القوات المسلحة السودانية بقيادة رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وبين قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حمديتي؟

مضت الليلة الأولى على الجنود المصريين بعد نشر قوات الدعم السريع الفيديو من دون توضيح من الجانب السوداني، لكن بيان المتحدث باسم الجيش المصري العقيد غريب عبد الحافظ، أشار إلى أن “القوات المصرية تتواجد بالسودان لإجراء تدريبات مشتركة مع نظرائهم في السودان”، من دون توضيح عدد القوات المصرية الفعلية الموجودة هناك، ولا نوعية التدريبات التي يخضعون لها. من جانبها، ردت قوات الدعم السريع عبر حسابها على “تويتر”، بأن القوات المصرية في مكان آمن وسيتم تسليمها للجانب المصري.

ما الذي أثار حفيظة قوات الدعم السريع؟

في كانون الثاني/ يناير من هذا العام، وصل إلى الخرطوم اللواء عباس كامل، مدير المخابرات المصرية، كانت الزيارة بهدف إطلاق مبادرة لتوسيع قاعدة المشاركة في الحكومة المدنية المرتقبة في السودان بحسب ما قالت وسائل الإعلام حينها. هذه المبادرة في حد ذاتها تشير إلي تدخل مصر بشكل واضح في السياسة الداخلية للبلد “الشقيق”، والى أن حجم التدخل في الشأن السوداني تخطى مسألة مجرد التدريبات العسكرية.

أشارت وسائل الإعلام حينها، إلى أن مدير المخابرات المصرية لم يلتق خلال زياراته سوى البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد القوات المسلحة السودانية، متجاهلاً باقي الأطراف، وعلى رأسهم القوى المدنية والفصيل المسلح، قوات الدعم السريع.

تجاهُل البرهان تنفيذ الاتفاق الإطاري تركنا أمام أسئلة تشير إجابتها إلى مساندة مصر البرهان، إلى حدّ بدت فيه مصر كأنها تدعم الطرف العسكري السوداني ليكون وكيلاً لها في السودان.

حتى الآن لا توجد معلومات مؤكدة، لكن قوات الدعم السريع وبعض مناصريها يزعمون بشكل غير رسمي أن بعض الطائرات التي استُخدمت في قصفهم هي طائرات مصرية.

الدكتور مهدي العثمان، القيادي في حزب الحرية والتغيير السوداني وحزب الأمة القومي، قال في تصريحاته لـ”درج”، إن هناك أقاويل غير رسمية منتشرة في السودان، ويتم تداولها في الإعلام المحلي، تشير إلى أن وجود القوات المصرية في السودان لا يتعلق بأزمة سد النهضة، بل لأن الصراعات على السلطة بين حميدتي والبرهان كانت قد وصلت الى ذروتها قبل اشتعال الحرب، إذ بدأ كل طرف منهما في بناء ظهير من الدول العربية والغربية لتسانده، فحميدتي يحاول استمالة روسيا ودول الجوار الإفريقي والإمارات والسعودية إلي جبهته ضد البرهان، و القوات العسكرية المصرية بوجودها في السودان تُشكك في أن يكون البرهان استمال مصر كحليف له إذا نشبت الحرب بين الرجلين.

يقول العثمان، حتى الآن لا توجد معلومات مؤكدة، لكن قوات الدعم السريع وبعض مناصريها يزعمون بشكل غير رسمي أن بعض الطائرات التي استُخدمت في قصفهم هي طائرات مصرية، لكنهم لم يتهموا مصر بشكل مباشر ورسمي حتى الآن. واعتبر العثمان أن تدخل مصر أو أية دولة أخرى والانحياز لصالح طرف ضد آخر، سيؤديان إلى مزيد من الضحايا من المدنيين، وربما إلى انقسام إثني وقبائلي أكثر داخل السودان.

يشير مهدي العثمان (هو في الأصل طبيب)، إلى أنه يتابع أوضاع المصابين والقتلى منذ بدء إطلاق النار بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ويؤكد أن غالبية هؤلاء الضحايا من المدنيين، يقول “عندما تبدأ لغة السلاح، لن يستمع أحد الى مطالبنا، ولن يرجحوا صوت العقل، الأزمة الآن بين رجلين كلاهما يريد السلطة لنفسه، لا إصلاح البلاد ولا تحقيق الاتفاق الإطاري، والذي ينص في بعض مواده على أن السودان دولة مدنية ديمقراطية فيدرالية برلمانية، السيادة فيها للشعب، وهو مصدر السلطات، ويسود فيها حكم القانون والتداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات الحرة والنزيهة والتقسيم العادل للثروات والموارد”.

من يُجبر الأطراف على وقف إطلاق النار؟

يعتبر العثمان أن الحرب الحالية قد تتفاقم إذا لم تتدخل الدول الكبرى غير المنحازة، وتجبر الطرفين على وقف إطلاق النار، يضيف: “في السودان، هناك 12 فصيلاً مسلحاً آخر غير القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وحتى الآن هذه القوات لم تنحز الى طرف من الطرفين، لكن لو انحازت في الأيام المقبلة سيمضي السودان باتجاه الكارثة”.

شهاب إبراهيم الطيب، المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير بالمجلس المركزي السوداني، قال في تصريحاته لـ”درج”، إنه حتى الآن لا يستطيع تحميل دول بعينها مسؤولية ما يحدث في السودان،  يضيف:”جميعنا يعلم من هي الدول التي تنحاز الآن سواء الى البرهان أو حميدتي، لكن هذه الدول هي من ستتحمل مع السودانيين ضريبة هذه المساومات، والتي دفعت السودان إلي التباين العسكري – العسكري لا التباين المدني – المدني”.

يطالب شهاب إبراهيم الطيب بتدخّل الأطراف تحت رعاية أممية، لأن الصراع بين الرجلين المسلحين و”طموح الميليشيا” وصل الى حدّ المكايدات، وقد لا يتوقف إلا بمزيد من الدماء. ويرى أن اعتبار البرهان قوات الدعم السريع كجماعة متمردة سيخلق واقعاً جديداً، وحميدتي أيضاً قال بدوره في البرهان الكثير، وصعّد لهجته ووعيده، ولا أظن أن كلاهما سيتراجع إلا بموقف دولي حاسم من مجلس الأمن.

أحمد مولانا، الباحث في الشؤون الدولية قال في تصريحات صحافية، إن “النظام المصري بطبيعة الحال داعم للجيش السوداني، لأنه يرى أن قوات الدعم السريع ميليشيا، والجيوش بطبيعتها تنحاز الى بعضها، إلى جانب أهمية السودان كبوابة جنوبية لمصر، والتنسيق بشأن ملف السد الإثيوبي”.

وأوضح أن هذه الاعتبارات دفعت مصر الى “نشر قوات جوية متمركزة شمالاً في قاعدة مروي، وقامت بتدريبات عسكرية مشتركة، تكررت خلال العامين الماضيين بين الجيشين سواء في مصر أو السودان”.

يفسر أحمد مولانا سبب وجود أسلحة مصرية في قاعدة مروي التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع، وألقت القبض على مجموعة عناصر مصرية فيها، مؤكداً أنها “موجودة بشكل طبيعي، وفق اتفاق سابق وتنسيق مع الجيش السوداني.

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!