fbpx

إرسلان وخير الدين… تلميذا الممانعة النجيبان

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

نادراً ما انتبه اللبنانيون إلى طلال إرسلان كمساهم في مشهد بؤسهم. هذا اعتلال مرده على الأرجح إلى ضآلة، حجمه السياسي. لا بأس إذاً في أن يُصحِّح مشهد المطار ووقائعه هذا الاعتلال.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

من مطار رفيق الحريري الدولي، انتبه اللبنانيون راهناً إلى قدر سيئ آخر من أقدارهم.

  القدر السيئ أفضى إليه مشهد الاستقبال الذي نظمه الوزير السابق طلال إرسلان إثر عودة رئيس مجلس إدارة بنك الموارد مروان خيرالدين من باريس بعد خضوعه لاستجواب من القضاء الفرنسي، على خلفية قضايا فساد مالي.

فوق جراح المودعين، أقام إرسلان حفل استقبال لصديقه محتجز أموال الناس، والذي كان مصرفه قد حرر 3.5 مليون دولار “فريش” قبل أيام لأحد المودعين من المجنسين اللبنانيين، والذي تم توقيفه في مطار بيروت، ثم أخلي سبيله، بتدخل من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، كما أشيع.

   عموماً، يجتمع اللبنانيون، ممانعين وغير ممانعين،على مسلمة أن مروان خير الدين واحد من صنَّاع بؤسهم. يُستثنى من ذلك، سياسيون ممانعون من “أصدقاء” خير الدين، إضافة إلى حاشيته وبعض الإعلام المرتشي الذي ما زال يبيّض صور المصارف والمصرفيين.

    لكن، نادراً ما انتبه اللبنانيون إلى طلال إرسلان كمساهم في مشهد بؤسهم. هذا اعتلال مرده على الأرجح إلى ضآلة، حجمه السياسي. لا بأس إذاً في أن يُصحِّح مشهد المطار ووقائعه هذا الاعتلال.

  تصحيح الاعتلال المذكور يفتح أيضاً على اعتلال آخر في السياسة. هنا سينشطر الاجتماع اللبناني على مساوئ خير الدين في طلال إرسلان، ويصير الأخير واحداً من صناع افتراقهم. إنه الانتساب إلى الممانعة، فكيف إن كنا أمام “تلميذ” نجيب في سجلاتها؟

من مطار رفيق الحريري الدولي، انتبه اللبنانيون راهناً إلى قدر سيئ آخر من أقدارهم.

  نجابة إرسلان تتماهى في الشكل والمضمون مع نجابة أخرى. إنها نجابة المرشح الرئاسي الحالي سليمان فرنجية.

   عام 1992، أصبح طلال إرسلان نائباً في البرلمان، شاب يافع قذفته الوصاية السورية إلى السياسة، وإلى حياة اللبنانيين. 

  لم يوفر “المير” الدرزي فرضاً من فروض الممانعة إلا وكان فيه من النجباء، ما وفر له ثباتاً دائماً في السلطة بشخصه، أو بأحد المحسوبين عليه، ومنهم مروان خيرالدين. الأكثر إثارة في السيرة السياسية لطلال إرسلان هو تكثيفه في يومياتنا ووقائعها كقرينة من القرائن التي تُدرجها الممانعة  عن معايير”الوطنية” واختباراتها، وهو ما يُسهل على المرء تقصي هذا الفصل المبتذل عن موقع طلال إرسلان ومروان خير الدين في وعي جمهورها، وقد فضحته حفاوة المطار.

    في 18 أيلول/ سبتمبر 2010، كان مطار رفيق الحريري الدولي شاهداً على استقبال آخر يقترب بوقائعه من الاستقبال الراهن. قادماً أيضاً من باريس، كان نواب من “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” يُستقبلون في صالون الشرف المدير العام الأسبق للأمن العام جميل السيد، والذي سبق أن برأته المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

   الاستقبال تبدى حينها بما هو أبعد من براءة محكمة دولية. كان استقبالاً أريد له تكثيف انشطار اللبنانيين، وبشخصية أنصفها قوس العدالة، لكنها لم تنصف نفسها كمساهم في خلق مناخات أمنية وسياسية سهَّلت وقائع جريمة الاغتيال والتباساتها لاحقاً.

   راهناً، يتكرر المشهد. مصرفي فاسد هو مروان خيرالدين، تقترن سيرته مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة  كأكثر المصرفيين إثقالاً لبؤس اللبنانيين على ما وثقته استقصاءات كثيرة كان لموقع “درج” الدور الأساسي فيها. وسياسي لبناني هو طلال إرسلان، يقفز فوق كل هذه الوقائع، ليتحدى مشاعر اللبنانيين كمورد راهن من موارد بؤسهم.

    والحال، وأمام السقوط الأخلاقي الذي تبدى راهناً في مطار بيروت، ربما على  المكرهين بالمشهد أن يستعيدوا من ذاكرتهم القريبة لحظة سقوط طلال إرسلان ومروان خير الدين في الانتخابات النيابية الأخيرة. إنها أغلب الظن لحظة معنوية تخفف عنهم سفاهة طلال إرسلان وشقيق زوجته.