fbpx

 “استبداد التكنولوجيا”
كاميرات للتعرف إلى وجوه الإيرانيات غير المحجبات

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

غالبية تقنيات المراقبة التي يستخدمها النظام الإيراني للتعرف إلى وجوه المتظاهرات والنساء اللواتي يتحدين الحجاب الإجباري مصدرها الصين.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

بدأت السلطات الإيرانية في الثامن من نيسان/ أبريل 2023، نشر كاميرات مراقبة في الأماكن العامة للتعرف إلى وجوه النساء غير المحجبات، كما أعلنت الشرطة الإيرانية التي قالت في بيانها إن “النساء اللواتي يتم التعرف إليهن سيتلقين رسالة نصية حول عواقب عدم تغطية شعرهن بالحجاب، وهذه التقنية  ستساعد في منع مقاومة قانون الحجاب”.

تحاول السلطات الإيرانية بشتى الوسائل قمع الانتفاضة الشعبية التي نتجت عن مقتل الشابة مهسا أميني في أيلول/ سبتمبر 2022، بعد اعتقالها من الشرطة الإيرانية بسبب عدم التزامها لبس الحجاب. ومنذ ذلك الحين، تشهد إيران انتفاضة مستمرة ضد القيود الصارمة التي يفرضها النظام الإيراني وشرطة الأخلاق على السلوك الاجتماعي للايرانيات والإيرانيين. 

الحديث عن دور كاميرات المراقبة في ملاحقة الفتيات اللواتي يخلعن الحجاب سبق هذا الإعلان الرسمي من السلطات الإيرانية. وتحدثت تقارير عن استخدام إيران تقنية التعرف إلى الوجوه بمساعدة أجنبية، غالباً صينية. لكن مع اعتراف النظام الإيراني باستخدام هذه التقنية في مراقبة الإيرانيات، يصير مهماً التعرف إلى كيفية عملها، وهل ستكون عنصراً حاسماً في كبح جماح التحركات في الشارع؟ وكيف يمكن للمتظاهرات التعامل معها؟ 

تعيش البروفيسورة الإيرانية المتخصصة بالأمن السيبراني والناشطة السياسية راميش شيبهراد في العاصمة الأميركية واشنطن، وتتابع من هناك عن كثب ما يحدث مع نساء بلدها. تقول لـ”درج” إن “غالبية تقنيات المراقبة التي يستخدمها النظام الإيراني للتعرف على وجوه المتظاهرات والنساء اللواتي يتحدين الحجاب الإجباري مصدرها الصين. ويستخدم النظام الإيراني قاعدة البيانات الخاصة بلوائح القيد لمقارنة الوجوه والتعرف عليها بعد التقاط صور النساء، كما أنه يحاول استخدام البيانات المتاحة على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن برأي شيبهراد فإن هذه التقنية لا تؤتي نتائجها بالنسبة إلى النظام: لو أن التقنية ناجحة لكان النظام تفاخر بها في وسائل إعلامه لزيادة تخويف الناس”. بالنسبة إلى الناشطة الإيرانية، نظام بلادها “يفتقر إلى المعرفة والقدرة على صيانة وإدارة مثل هذه الأجهزة، ناهيك عن أن هذه الأجهزة بها عيوب متأصلة وغير موثوقة”.

أما السبب الثاني، الذي يدفع شيبهراد إلى الاعتقاد بأن هذه التقنية لا تعمل، فيكمن في ثقتها بأن “المتظاهرات والمتظاهرين في إيران يواكبون التطور أكثر بكثير من النظام المتخلف، ووجدوا طرقاً للتهرب من الرقابة، عبر التمويه وتغطية الوجوه أثناء الانخراط في الاحتجاجات”. 

مع دخول هذه التقنية حيز التنفيذ ومع تكرار الهجمات العلنية على غير المحجبات، يضطر المحتجون والمحتجات الإيرانيات إلى استخدام أساليب للتعامل مع خليط أساليب القمع التقليدية والحديثة التي يعتمدها نظامهم.

تعتقد شيبهراد أن على المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات ضد شركات التكنولوجيا التي تطور مثل هذه التقنيات ويحثها على إيجاد طرق لضمان عدم وصول تقنياتها المتطورة إلى أيدي الأنظمة الاستبدادية مثل إيران والصين. لذلك، تتابع شيبهراد، “بغض النظر عما إذا كانت هذه التقنيات متاحة من خلال المبيعات أو غيرها من الوسائل عبر السوق السوداء، يجب أن تملك شركات التكنولوجيا طريقة لمراقبة كيفية استخدام هذه الأجهزة ضد الشعوب”.

قبل الإعلان الإيراني الرسمي عن استخدام الكاميرات، قال رئيس الهيئة البرلمانية الإيرانية موسى غضنفر آبادي، إن “استخدام كاميرات مراقبة الوجوه يمكن أن يقلل من احتكاك الشرطة الإيرانية بالمتظاهرين”، بمعنى أن هذه التقنية هدفها حماية الشرطة أولاً قبل ملاحقة النساء الإيرانيات. بالنسبة إلى شيبهراد “لا يرتبط الحد من وجود الشرطة بهذا الأمر، بل يتعلق باستمرار انشقاق قوات الأمن التابعة للنظام. تخشى القوى الأمنية المتظاهرين، وبخاصة النساء اللواتي يواصلن تحدي هذا النظام”. وتتابع الناشطة الإيرانية: “الهدف الرئيسي من تركيب مثل هذه الكاميرات هو تخويف الشعب ولكن مع استمرار الاحتجاجات في إيران، لم يعد النظام قادراً على السيطرة على الوضع”. 

تتواصل شيبهراد بشكل دائم مع متظاهرات ومتظاهرين في الداخل الإيراني، وتقول إنها لمست من حديثها مع الناس على الأرض أنهم يقولون عن حراكهم أنه “ليس احتجاجاً، بل ثورة”، وهذا الكلام، ورسائل أخرى كثيرة وضعت هذا النظام، بحسب شبيهراد في حالة خوف من سقوطه المحتوم. وعما إذا كان استخدام هذه التقنية سيؤدي إلى تراجع زخم الاحتجاجات في إيران، تعبّر شيبهراد عن قناعتها بأن “حدة الاحتجاجات ضد هذا النظام تكتسب زخماً مع الوقت حيث يتطلع الشعب الإيراني إلى إسقاط هذا النظام”. وأن لجوء النظام إلى المزج بين أساليب القمع التقليدية والتقنيات الجديدة ليس سوى “مؤشراً على ضعفه المتأصّل”. تبدو شيبهراد واثقة من أن “المقاومة التي نشهدها في الشوارع وحتى في السجون الإيرانية يجب أن توجه تفكيرنا بأن حركة المقاومة الإيرانية التي تعمل على إسقاط الاستبداد في إيران لن تهدأ حتى يتمكن الإيرانيون والإيرانيات من إقامة جمهورية إيرانية علمانية ديمقراطية”.

مع دخول هذه التقنية حيز التنفيذ ومع تكرار الهجمات العلنية على غير المحجبات، يضطر المحتجون والمحتجات الإيرانيات إلى استخدام أساليب للتعامل مع خليط أساليب القمع التقليدية والحديثة التي يعتمدها نظامهم. اطلعت شيبهراد على عدد من  التقارير الوافدة من إيران، التي تتحدث عن قيام  المتظاهرين والمتظاهرات بتدمير هذه الكاميرات أو شن هجمات إلكترونية على الأنظمة المختلفة التي تدعم هذه الكاميرات: “أعتقد أننا في العالم الحر مدينون للمتظاهرين في إيران بدعمهم بالأدوات اللازمة للرد على مثل هذا الاستخدام الاستبدادي للتكنولوجيا”.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.