fbpx

الانتخابات المصرية: هل يفعلها الطنطاوي؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

ما زال الطنطاوي مصراً على خوض الانتخابات الرئاسية وعودته إلى القاهرة قريباً، وبرغم أن المناخ السياسي لن يسمح له بأن يرفع الصوت من الداخل، إلا أن سيناريوات إسكاته لن تتوقف.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

مذ أعلن النائب المصري السابق أحمد الطنطاوي نيته خوض سباق الانتخابات الرئاسية المصرية، بدأت حرب تكسير العظام، لكن هذه الحرب يمتلك طرف واحد فيها العصا، ليرهب الطرف الآخر الأعزل من أي سلاح إلا سلاح البيانات والفيديوات للتنديد بأنها مجرد حرب لا شرف فيها “يدفع فيها الطرف الأضعف ثمن بطش السلطة وبؤس المعارضة”.

منذ أسبوعين، أعلن الطنطاوي، الرئيس السابق لـ”حزب الكرامة”، نيته الترشح لرئاسة الجمهورية في الانتخابات المقبلة عام 2024، ونيته العودة إلى القاهرة من بيروت التي لجأ إليها منذ شهر آب/ أغسطس من العام الماضي، واعتبر الطنطاوي ترشحه للرئاسة بمثابة مقدمة لإنجاز التحول المدني الديمقراطي الآمن والرشيد، واللازم لتجنيب مصر “مخاطر استمرار الانهيار القائم أو المخاطرة بانفلات مقبل”.

لكن وقبل أن يحين موعد عودته بأيام، خرج الطنطاوي ليعلن عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، عن قيام السلطات الأمنية المصرية بالقبض على رجلين مسنين من عائلته هما عمه وخاله، بلا أي تهم سوى ما وصفه بـ”ترهيب المقربين مني لمساندتي في الانتخابات، وهو استهداف ناس بلا ذنب، وأقربائى المسنون حالتهم الصحية حرجة”.

لم يكن خروج الطنطاوي من مصر إلي بيروت في آب/ أغسطس الماضي اختيارياً بشكل كامل، فقد تعرض لاستبعاد أمني من المشهد السياسي ومنع من الكتابة وحجب موقعان صحافيان مصريان كان ينشر فيهما مقالاته. وفي حوار معه أجراه الصحافي المصري المقيم في بيروت مصطفى الأعصر ، قال الطنطاوي: “منعت من الاستمرار في عملي كبرلماني منذ عام ونصف العام بسبب انتقادي التجاوزات التي ارتكبتها السلطة والحكومة المصرية، حتى بعدما أصبحت رئيساً لحزب الكرامة، ومع تدفق العضويات الجديدة للحزب التي تخطت الآلاف، لم تتوقف التضييقات والتهديدات بل ضاعفت انزعاج النظام السياسي الحالي، وزادت حدة التهديدات تجاه القريبين مني، وكانت الرسالة واضحة إذا لم أختر الصمت فستتسع دائرة اعتقال أصدقائي وأقربائي والمناصرين لي، وهي طريقة عقابية خارج حدود القانون وشرف الخصومة السياسية”.

مطلب الطنطاوي يتلخّص في “ستارة وصندوق انتخابي”، في إشارة إلى لجنة انتخابات حرة ونزيهة.

كان أحمد الطنطاوي البرلماني الأعلى صوتاً في البرلمان المصري في دورته السابقة، ينتقد بلا مواربة أداء الحكومة الذي يستوجب المساءلة والعزل، في قضية سد النهضة وفي ملف حقوق الإنسان واعتقال المعارضين السياسيين وفي ملف الموازنة وزيادة الأسعار لأكثر من ثلاثة أضعاف حتى العام الماضي، حتى إنه أول نائب برلماني مصري قالها بشكل واضح وصريح “أنا لست راضياً عن أداء الحكومة ولا عن أداء الرئيس السيسي”، ووقتها نزلت تصريحاته على مسامع رئيس مجلس النواب كالصاعقة.

لم يكتفِ أحمد الطنطاوي بانتقاد سياسات السيسي، بل طالب أيضاً بإعادة النظر في التعديلات الدستورية التي أجريب في عهد الرئيس الحالي، والتي تسمح له بتمديد مدته الرئاسية، فقد وافق مجلس النواب المصري عام 2019 بغالبية ثلثي أعضائه على زيادة مدة الرئاسة من 4 إلى 6 سنوات، وإضافة مادة تسمح للسيسي بتمديد مدته الرئاسية الحالية سنتين لتنتهي عام 2024 بدلاً من 2022، على أن يكون له بعد ذلك الحق في الترشح لفترة رئاسية (ثالثة) مدتها 6 سنوات.

يعتبر الطنطاوي نفسه من أبناء ثورة كانون الثاني/ يناير، التي يعتبرها “ثورة مغدورة، أعداؤها منذ اليوم الأول للتظاهرات يعاقبون الشعب المصري على ثورتهم، وتحكمهم ثورة مضادة أصابت المصريين بالجزع والهلع مما هو آت”. لذا يعتبر الطنطاوي نفسه في معركة لانتزاع ما أسماه انفراد السيسي بالحكم وتنحيته مؤسسات الدولة عن الحكم، يقول في كلمته على صفحته الشخصية: “السيسي يعاند ويكابر ولا يعترف بأخطائه، وما نراه الآن في مصر هو أسوأ أداء لأي سلطة حكمت مصر منذ أكثر من 200 عام”.

حاول الطنطاوي خلال ممارسته العمل السياسي في مصر، إطلاق مبادرتين، الأولى “تحالف الأمل” وتم القبض على كل أعضائها قبل ساعات من إعلانهم عن المبادرة، كان “تحالف الأمل” ائتلافاً سياسياً أُجهض قسراً قبل إطلاقه، وضَمّ نواباً ورؤساء أحزاب وصحافيين ورجال أعمال وقادة عماليين وقادة شباب، وتم القبض على معظم مؤسسيه، منهم زياد العليمي النائب السابق وعضو “الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي”، وحسام مؤنس الصحافي والمدير السابق لحملة المرشح الرئاسي حمدين صباحي، وهشام فؤاد الناشط العمالي في “حركة الاشتراكيين الثوريين”، وعمر الشنيطي الخبير الاقتصادي. تم اعتبارهم جميعاً داعمين للإرهاب، على رغم أن القانون يسمح للمصريين بإنشاء تحالفات وأحزاب سياسية والترشح للانتخابات النيابية والرئاسية.

المبادرة الثانية التي أطلقها الطنطاوي كانت مبادرة “الطريق الثالث” التي دعا فيها إلى عزل الرئيس السيسي عام 2022، والإفراج عن المسجونين غير المتورطين في قضايا العنف أو التحريض عليه، والنظر في مسألة الحبس الاحتياطي وإعادة هيكلة وزارة الداخلية، والموازنة العامة للدولة، بما يتناسب مع مكافحة الإرهاب والفساد.

كانت هذه المبادرة برغم مطالبها السياسية المشروعة، سبباً في تحويل الطنطاوي- الذي كان عضواً برلمانياً وقتها- إلى لجنة القيم التأديبية، وقال  رئيس مجلس النواب أن مبادرته تسيء الى الرئيس السيسي والى وزارة الداخلية.

مطالب الطنطاوي لم تتوقف حتى بعد خروجه من مصر، فمطالبه الآن تتلخص في “ستارة وصندوق انتخابي”، في إشارة إلى لجنة انتخابات حرة ونزيهة. يقول: “أبسط حقوق أي مواطن في أي بلد في العالم أن يحاسب السلطة من خلال صندوق الانتخابات، ومن خلال التحول الديمقراطي من خلال الصناديق، على السيسي أن يسمح بانتخابات حقيقية ليكتشف أنه يعيش في وهم حقيقي”.

حتى الآن، وبرغم ما أعلن عنه الطنطاوي من تهديدات وتضييقات تصله في بيروت، إلا أنه ما زال مصراً على خوض الانتخابات الرئاسية وعودته إلى القاهرة قريباً، وبرغم أن المناخ السياسي لن يسمح له بأن يرفع الصوت من الداخل، إلا أن سيناريوات إسكاته لن تتوقف، رغم استبعاده وجود نية لاعتقاله، يقول: “قالوا لي من قبل لن نصنع منك بطلاً باعتقالك”.

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!