fbpx

ماري كوانت مبتكرة الـ”ميني جوب” و”محرّرة” سيقان النساء! 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لم يعجب ما فعلته كوانت رجال تلك الحقبة، ولا يزال لا يعجب رجالاً كثراً اليوم، لأن ثورتها المتمثلة بالتنورة القصيرة تستفزّ المجتمعات المحافظة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“لم يكن لدي وقت لانتظار تحرير المرأة” تقول ماري كوانت، المرأة التي أطلقت “موضة ” التنورة النسائية القصيرة وأبعدت حافة السراويل عن الركبة صعوداً، في مقابلة أجرتها معها صحيفة “نيويورك تايمز” في العام 1973 لمناسبة افتتاح معرضها في متحف لندن.

“الثورة كانت حيوية، جيلنا كان لا يزال محاصراً بالحرب، وكانت ملابسنا مجرد إسقاطات رديئة لما كان يرتديه آباؤنا”، تقول مصمّمة الأزياء الإنكليزية التي توفيت الشهر الماضي عن عمر ناهز الـ 93 عاماً.

تخبرنا كوانت في سيرتها الذاتية عن تلك الفترة الثورية الصعبة في حياتها قائلةً: “كان السادة الذين يرتدون قبعات على شكل الشمّام يقرعون على نافذة بوتيكي بمظلاتهم، وهم يصرخون: غير أخلاقي! فاسد! مثير للاشمئزاز!”. لم يعجب ما فعلته كوانت رجال تلك الحقبة، ولا يزال لا يعجب رجالاً كثراً اليوم، لأن ثورتها المتمثلة بالتنورة القصيرة تستفزّ المجتمعات المحافظة. 

من هي التي حررت سيقان النساء؟

ولدت ماري كوانت في 11 شباط/ فبراير 1934 في لندن، لوالدين امتهنا التعليم في المدرسة الويلزية. بعد دراستها الجامعية في الرسم التوضيحيّ في كلية غولدسميث للفنون في العاصمة البريطانية، عملت لمدّة عامين في تصميم القبعات لدى صانع القبعات الدنماركي إريك في شارع بروك، كما جاء في وثائقي Mary Quant – Discovering Fashion .

على مقاعد الدراسة الجامعية ،تعرفت كوانت على زوجها الأرستقراطي ألكسندر بلونكيت غرين الذي ساعدها مع صديقهما آرتشي ماكنير في العام 1955 على افتتاح متجرBazaar، الذي يقع على طريق King’s Road في تشيلسي بريطانيا، المنطقة التي كان يرتادها الفنانون الشباب والمخرجون والنجوم الذين باتوا يتزاحمون للاجتماع في متجر كوانت، ومنهم فرقة البيتلز، بريجيت باردو، رولينغ ستونز وأودري هيبورن وغيرهم.

بعد النجاح المبهر لمتجرها، قرّرت ماري كوانت إطلاق علامتها التجارية الخاصّة للأزياء، فبدأت بتصميم ملابس النوم (البيجامات) والفساتين، ولاقت تصاميمها إعجاباً شديداً، وفي عام 1958 وُلدت التنورة القصيرة أو الـميني جوب ذات الثنيات، واشتهرت بها عارضة الأزياء تويغي، التي ارتدتها مع جوارب ملوّنة. ويُقال إن ماري كوانت أطلقت عليها اسم ميني على اسم سيارتها المفضلة الـ”ميني كوبر”. كان هدف الميني جوب حينها السماح للشابات بمزيد من حرية الحركة أثناء العمل والرقص، وسبقت صعود حراك مفصلي بدأ في الستينات، وهو تحرر المرأة.

كسرت “رائدة ثقافة الشباب في بريطانيا” كما وصفتها الـ “فاينانشيال تايمز”، بتنورتها القصيرة وتصاميمها الشهيرة كالسراويل والفساتين القصيرة جداً وياقة “بيتر بان” وسترة المطر البلاستيكية، الموروثات التي تثقل كواهل المراهقات اللواتي ارتدين تصاميمها لرفض قيود الخمسينات الاجتماعية الذكورية الصارمة.

تقول كوانت إنها كانت تكره ملابس النساء منذ كان عمرها 13 سنة، “كنّ ينتعلن كعوباً عالية ومشدّ كورسي بصدور عارمة من دون حلمات ظاهرة. وكأن صدر المرأة الكبير يسبقها وهي تتبعه. حتى شعرهن كان عصياً على اللمس. كان عمري 13 سنة وانهرت بالبكاء خوفاً من أن أكبر في العمر وأصبح مثل هؤلاء النسوة”، بما تمثّلن من حقبة متشدّدة لجهة الحريات الاجتماعية.

عن تلك الفترة تقول ماري كوانت لصحيفة “ذا نيويورك تايمز”، إنها كانت شاقة، “كانت بمثابة معركة”.”لم يكن هناك ما يكفي من رأس المال لشراء مزيد من الأقمشة. كنا دائماً نتأرجح على حافة الإفلاس التام “.  وعن الملابس التي ابتكرتها لأول بوتيك لها “بازار” تقول كوانت، إنها كانت “بسيطة وعدوانية ومتحررة، وكأن الملابس تقول “أنظر جيداً إليّ”. تتذكر كوانت أن الجوارب الملونة والسراويل القصيرة المتدلية وحمالات الصدر والتنانير القصيرة أوقفت حركة المرور في تشيلسي، وسرعان ما اعتمدت شابات المدينة هذه الموضة.

أصبح أسلوب كوانت الغريب والملون تعريفاً لموضة الستينات في لندن أو Swinging، وكانت أزياؤها رمزاً للانتقال من التحجر الخمسيني الى تحرر المرأة في الستينات.  فالموضة وبحسب  جيسون دورسي من مركز Generational Kinetics، كما نقل موقع بي بي سي، هي “مؤشر يسمح لنا برؤية عملية الانتقال من الجيل القديم الذي دفع نحو أزياء معينة، إلى الجيل الجديد. هي أحد المجالات الرئيسية التي تتيح لنا معرفة نهاية جيل وبداية جيل”.

حصدت كوانت كراهية الكثير من مصممي الأزياء، وكانت تعرف ذلك. ونقلت عنها مجلة “فوغ” قولها: “كوكو شانيل كرهتني، أستطيع أن أفهم لماذا”، لكنها تحدّت الموروث حتى بالموضة، وسعت إلى التحرر حتى حصلت على وسام الإمبراطورية البريطانية، في عام 1966 لمساهمتها في الصادرات البريطانية، قالت حينها: “لطالما أردت التصميم على نطاق واسع. نحن نعيش في عصر الإنتاج الشامل ويجب أن تكون الملابس ديمقراطية”.

عند وفاتها، نشر متحف فيكتوريا وألبرت رسالة على “تويتر” احتفاءاً بإرثها وتأثيرها: “من المستحيل وصف ما جلبته ماري كوانت إلى الموضة. لقد مثّلت الحرية المبهجة في الستينات، وكانت نموذجاً يُحتذى به للشابات. الموضة اليوم تدين بالكثير لنهجها الرائد”.