fbpx

حملة ضد “تجنيس اللاجئين” في مصر… ما القصة؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

في 8 آذار/ مارس، أعلنت الحكومة المصرية تعديلات على شروط منح الجنسية للأجانب، منها الودائع المالية والاستثمار وشراء عقارات بالدولار الأميركي. أثار الإعلان جدلاً واسعاً في البلاد، التي تواجه أزمة في احتياطيات النقد الأجنبي.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في هذه الأثناء، نشطت حملة إلكترونية رافضة للقرار عبر موقع “تويتر”، دشنتها حسابات مرتبطة بمجموعات قومية معادية لوجود الأجانب واللاجئين في مصر. 

اعتمدت الحملة على هاشتاغ دعمته حسابات كانت منخرطة بشكل رئيسي في حملات تحمل الخطاب ذاته على مدار السنوات الماضية.

ماذا حدث؟

أدخلت الحكومة المصرية تسهيلات جديدة بشأن ضوابط منح الجنسية المصرية للأجانب التي صدر بشأنها قانون مجلس النواب لعام 2019.

تتضمن التسهيلات الجديدة منح طالب التجنس مدة ليمكنه تقسيط المبالغ المالية المطلوبة وإعطائه إقامة مؤقتة بالبلاد لحين السداد في غضون سنة.

عام 2020، كان على الأجانب دفع ما قيمته 500 ألف دولار أمريكي من أجل الاستثمار العقاري. وفقا للقرارات الأخيرة، بات المطلوب 300 ألف دولار.

دفعت قرارات الحكومة إلى ظهور مفاجئ لهاشتاغ جديد إلى قائمة الموضوعات الأكثر تداولاً على مستوى مصر، للتعبير عن رفضها.

تحت هاشتاغ #ضد_توطين_وتجنيس_اللاجيين كتبت 2045 تغريدة أصلية و2794 تغريدة في صورة “ريتويت”، و8972 لايك.

رسم توضيحي لفترات نشاط هاشتاج #ضد_توطين_وتجنيس_اللاجيين – أداة InVID

الأكثر تغريداً… حسابات نشطة في حملات سابقة تقود الحملة

في الفترة من 8 إلى 17 آذار، شارك 651 حساباً في تنشيط وتيرة التغريد على الهاشتاغ، بعضها كان نشطاً بشكل بارز في حملات سابقة مناهضة للاجئين في مصر. 

في مساحة الصورة التعريفية، تضع حسابات صوراً ورموزاً فرعونية وعلم مصر، إضافة إلى صور أرشيفية من شبكة الإنترنت.

كان ترتيب الحسابات الأكثر تغريدًا على النحو التالي: Egyptian_soul22@ – 223 تغريدة، Ramses25248456@ – 210 تغريدات، Egyptia78842940@ – 130 تغريدة، mosaaiid@ – 96 تغريدة، Egyptianhiklxzp@ – 83 تغريدة، DashDas84990808@ – 60 تغريدة، WafaaAdel58@ – 55 تغريدة، TamerAl46106825@ – 46 تغريدة، Almhagr251@ – 44 تغريدة.   

رسم توضيحي للحسابات الأكثر تغريدًا وعدد تغريداتها على هاشتاج #ضد_توطين_وتجنيس_اللاجيين – أداة InVID

عند المقارنة، تمكن ملاحظة أن الحسابات النشطة في الحملة الحالية هي تقريباً الحسابات ذاتها التي كانت نشطة بقوة خلال الصيف الماضي في حملة #كفاية_لاجيين_في_مصر_قرفنا. 

رسم توضيحي للحسابات النشطة على هاشتاج #ضد_توطين_وتجنيس_اللاجيين – أداة Gephi

رسم توضيحي للحسابات النشطة عبر وسم #كفاية_لاجيين_في_مصر_قرفنا – أداة Gephi

هند الشواف.. من يقف وراء أول تغريدة؟ 

كانت أول تغريدة منشورة على الهاشتاغ صادرة من حساب Egyptianhiklxzp@ في الساعة 7:27 من مساء يوم 8 آذار.

يُعرف الحساب، المُنشأ في أغسطس/ آب 2012، نفسه باسم هند. تحمل عدة حسابات مشاركة في الهاشتاج اسم هند أيضًا، وهو ما أعاد إلى ذاكرتنا اسم “هند الشواف”.

سبق أن أطلقت هند حملات رافضة لوجود اللاجئين وتدعو إلى طردهم من مصر، كان أبرزها عبر وسم #كفاية_لاجيين_في_مصر_قرفنا، الذي أنشأته في 24 يونيو/ حزيران 2020 وما يزال نشطًا إلى الآن. 

عن طريق البحث، وجدنا أن هند غيّرت هاندل حسابها الناشر للتغريدة السابقة مرات عدة، فكان وقتها اسمه EIshwafmtyecIqx@ ثم أصبح EIshwafkmitqupr@ وأخيراً بات EIshwafshradrak@.  

قد تكون هذه محاولة للإفلات من تقنيات استشعار “تويتر” والبلاغات ضد نشاط الحساب غير الأصيل.

كان لافتاً أيضاً أن هند أعطت حسابها EIshwafshradrak@ بعض الراحة، فلم تكن له مساهمات في الهاشتاغ #ضد_توطين_وتجنيس_اللاجيين، بينما كانت نشطة من خلال حسابها Egyptianhiklxzp@.

يشار إلى أنه في الصيف الماضي، حلّل Arabi Facts Hub وسم  #كفاية_لاجيين_في_مصر_قرفنا وكشف أبرز الحسابات المؤثرة فيها وطبيعة التفاعلات عليه، ودور هند في تدشينه.  

من تكون هند الشواف؟ 

هند الشواف حاصلة على ليسانس لغة عربية، حسب بيانات حسابها عبر فيسبوك. وتدير صفحات ومجموعات، مثل “جيشنا نور عنينا”، التي يتابعها 9 آلاف شخص. ويرتبط بالصفحة جروب مغلق اسمه “كلنا الجيش المصري”.

تمتلك هند حسابان أخريان في تويتر، هما hanzada474@ وHendElshwaf_2@، لكن أغلقهما تويتر. تضع هند بريداً إلكترونياً في صفحتها (جيشنا نور عنينا) يحمل اسم حسابها الأول. 

في صفحاتها عبر الشبكات الاجتماعية، عبرت هند عن دعمها للجيش والرئيس عبدالفتاح السيسي وتترحم على أيام حكم الرئيس السابق حسني مبارك. وترفض توطين اللاجئين في مصر، وتنتقد جماعة الإخوان المسلمين، التي تتهمها بقتل ابنها ذي الـ16 عامًا، في وقت لم تفصح عن تفاصيل ما حدث.

لكن كيف عرفنا أن هند الشواف هي من أطلقت الهاشتاج الرافض لقرار الحكومة الذي احتوى إجراءات من شأنها تسهيل حصول الأجانب على الجنسية المصرية.

وجدنا تغريدة قديمة من حسابها Egyptianhiklxzp@ كانت ترد على تغريدة صادرة من حساب المايسترو، أو باسم بخيت، الذي سبق أن أظهرنا – في تحليلات سابقة – دوره في إطلاق الحملات الإلكترونية المؤيدة لسياسات الحكومة والمهاجمة لمن ينتقدها.

كان باسم بخيت، الذي يدير مصنعًا للبلاستيك في حي عين شمس الشرقية بالقاهرة، يسخر من هند الشواف وآخرين، قائلا إنه نجح في مهاجمتهم عن طريق هاشتاج أنشأه مع مجموعة الحسابات المرتبطة به.

وجهت بعض التغريدات في الهاشتاغ انتقادات إلى “غباء الحكومة”، في معرض احتجاج أصحاب الحسابات على القرار، في حين قدم آخرون نصائح من أجل ضمن صعود الهاشتاغ إلى الترند، مثل نصيحة الهمزة لوفاء عادل، كما نرى في التغريدة أدناه.

واستدعت بعض الحسابات سياسات أوروبية تلقت انتقادات هدفها تحجيم تدفق اللاجئين، من بينها نماذج وتصريحات من بريطانيا وبلجيكا.

“فيسبوك”… صفحات قومية على موجة رفض التجنيس

تنتشر على “فيسبوك” صفحات تبث أفكاراً ومسميات قومية شديدة التعصب لكل ما هو مصري. اعتادت الصفحات التركيز على مكانة الحضارة المصرية وفردية العرق المصري كما تفعل تيارات اليمين المتطرف في دول الغرب.

لا يعتبر عدد متابعي هذه الصفحات كبيراً، في حين تحظى إحداها بمتابعة عشرات الآلاف (تسمى وعي مصر).

برغم تركز نشاطها في إطلاق حملات مناهضة للاجئين، إلا أنها سبق أن تورطت في مهاجمة سياسيين مصريين، كما الناشط علاء عبدالفتاح والمرشح الرئاسي السابق عبدالمنعم أبو الفتوح، فضلاً عن إشادة بعضها بسياسات الحكومة.

هذه المرة لم تطلق الصفحات، التي تجمعها مظلة عمل مشتركة تضم 10 صفحات على الأقل على “فيسبوك”، هاشتاغات مرتبطة بقرار الحكومة الأخير، وبرغم ذلك نشرت كل منها تدوينة على الأقل بشأن الجدل الدائر حول قرار المتعلق بمنح الجنسية المصرية للأجانب. 

استندت المنشورات إلى تصريحات سابقة للكاتب والسيناريت المصري الراحل وحيد حامد والمحامي خالد أبو بكر والإعلامي عمرو أديب.

خلاصة: 

– حملة منظمة من حسابات وصفحات لرفض قرار الحكومة المرتبط بحالات حصول الأجانب على الجنسية المصرية. 

– الحسابات المشاركة في الحملة يملكها أشخاص حقيقيون، لا يكشفون عن هويتهم الشخصية ويكتفون بوضع أسماء ورموز فرعونية.

– ترتبط الحسابات ببعضها وتدور في فلك بعضها بعضاً. 

– الكثير من الحسابات التي يملكها شخص واحد، يتم تبادلها من حملة إلى أخرى. 

– لعبت الأطراف الفاعلة في تنشيط الحملة الدور ذاته في حملات سابقة تهاجم الأجانب واللاجئين وترفض وجودهم في مصر.

– أبرز انتشار الهاشتاغات من جانب الأطراف المشاركة في الحملات المؤيدة والمنتقدة للحكومة.  

– محاولات تضخيم عبر تغريدات الردود والريتويت المتضمنة للهاشتاغ، التي تخطى عددها عدد التغريدات الأصيلة.

– صفحات تتبنى أفكاراً قومية كتبت منشورات عن الموضوعات، لكنها لم تدشن وسوماً محددة للتعبير عن رفضها قرار الحكومة. 

– استدعاء نماذج لسياسات أوروبية متشددة ضد المهاجرين واللاجئين، مثل السياسة البريطانية الحالية. 

الأدوات المستخدمة:

InVID Verification Plugin

Twitter Search

Gephi