fbpx

المخرجة إينا ساهاكيان… “شروق أورورا” حكاية عن إبادة الأرمن وجشع هوليوود

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

أورورا مارديغانيان (1901-1994) كانت إحدى الناجيات القلائل من الإبادة. بعد فقدان عائلتها، اختُطفت وبيعت في أسواق العبيد في الأناضول، ثم انتهى بها المطاف في الولايات المتحدة، وهناك أصبحت نجمة سينمائية بفضل فيلم صامت اضطلعت ببطولته عن سيرة حياتها.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

 بين عامي 1915 و1917، قُتل أكثر من مليون أرمني بشكل منظم ووحشي على يد الإمبراطورية العثمانية، في ما يُعتبر الآن أول إبادة عرقية جماعية في القرن العشرين. شملت الجرائم المرتكبة اغتصاباً ومذابح ومسيراً في الصحراء وأسلمة قسرية. لكن إلى الآن، لا تعترف سوى 33 دولة رسمياً بإبادة الأرمن، ولم تفعل الولايات المتحدة ذلك إلا في العام 2021، فيما تواصل الدولة المسؤولة، تركيا، إنكارها لما حدث.

أورورا مارديغانيان (1901-1994) كانت إحدى الناجيات القلائل من الإبادة. بعد فقدان عائلتها، اختُطفت وبيعت في أسواق العبيد في الأناضول، ثم انتهى بها المطاف في الولايات المتحدة، وهناك أصبحت نجمة سينمائية بفضل فيلم صامت اضطلعت ببطولته عن سيرة حياتها.

سيرة لافتة

مراهقة يافعة استطاعت النجاة من الإبادة الجماعية للأرمن، ثم أصبحت نجمة كبيرة في هوليوود الوليدة في عشرينات القرن الماضي، لتختفي بعدها في غياهب النسيان لعقود… بالنسبة الى أي صانع أفلام، روائية كانت أم وثائقية، فإن أورورا مارديغانيان (اسمها الحقيقي: آرشالويس) شخصية لافتة ومثيرة للاهتمام. عندما صادفت المخرجة الأرمنية إينا ساهاكيان (46 عاماً) شهادة مارديغانيان المصوَّرة من العام 1984 في أرشيف معهد زوريان لدراسات الإبادة الجماعية، “أُخذت بها تماماً”، كما تقول في مقابلتها مع “درج” على هامش مهرجان “شاشات الواقع” في بيروت، حيث عُرض فيلمها الوثائقي الأخير “شروق أورورا“، حول سيرة حياتها الحافلة والزاخرة.

“تأثرت كثيراً بطريقة أورورا القوية في سرد سيرتها. تسترجع ذكرياتها، فتستحيل طفلة صغيرة من جديد عندما تتحدث عن طفولتها، وتصير محاربة حين تذهب بحديثها عن رحلة فرارها من السجن العثماني. حتى بالرغم من أنني كنت أتعامل مع لقطات أرشيفية قديمة لها، فبفضل شخصيتها القوية تيقّنتُ أنها ستصمد حين تضمينها في فيلمٍ وثائقي”، تقول إينا ساهاكيان.

تكشف ساهاكيان عن السبب وراء اختيارها هذه الشخصية لإنجاز عمل وثائقي بقولها، “بدايةً، اعتقدت أنه من المهم أن يتعلّق الأمر بمنظور فتاة ناجية، لأننا لا نسمع في كثير من الأحيان قصص شاهدات عيان على الإبادة الجماعية. ثم وجدتُ أورورا امرأة مرنة بشكل لا يصدَّق. لم تستسلم لمصيرها، وظلت تقاوم دائماً وتمكّنت من مساعدة الآخرين. بالنسبة إلي، هذا دليل على أن واحدةً من أكثر النساء ضعفاً، تلك الشابة الصغيرة، يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً. حقّقت أورورا أكثر مما أنجزه السياسيون في ذلك الوقت”.

اختيارات فنيّة

تُسرد قصة أورورا في الفيلم بأسلوبين، الأول عبر أورورا نفسها بالاستناد إلى مُقابلتين مؤرشفتين معها، والأسلوب الثاني وظّفت فيه المخرجة وفريقها الرسوم المتحركة، لإعادة تمثيل ما لا يمكن تمثيله، إذ نرى في الفيلم كيف تعطّلت طفولة أورورا السعيدة في غرب أرمينيا عام 1915 بشكل مفاجئ، عندما قتل جنود من الجيش العثماني والدها وشقيقها. وكيف أُجبرت حين كانت بعمر الـ 14 عاماً فقط، على خوض مسيرة صحراوية مميتة مع آلاف من الأرمن الآخرين، بعدما فقدت بقية أفراد عائلتها الكبيرة.

تخبرنا ساهاكيان عن هذا الخيار الفني والأسلوبي: “فكّرت في الأمر ووجدت أنه إذا استخدمنا شهادتها المصوَّرة ولقطات أرشيفية أخرى فقط، سيكون الفيلم مُملّاً. أحبُّ الأفلام الوثائقية التي تستخدم الرسوم المتحركة لالتقاط الذكريات واستعادتها، مثل فيلم فالس مع بشير، حيث يعود المخرج الإسرائيلي آري فولمان إلى فترته المؤلمة كمجنّد شاب في لبنان أثناء الغزو الإسرائيلي. باستخدام الرسوم المتحركة، يمكنك نقل المشاعر من خلال اللون والشكل والملمس، وإضافة طبقة أعمق باستخدام الرموز. يمكنك أيضاً التحدث عن الرعب من دون أن تكون مباشراً جداً، وإظهار الواقع، وفي الوقت نفسه أخذ مسافة منه.”

في الفترة الشاقة التي شهدتها مارديغانيان بعد مقتل أفراد عائلتها، تمكّنت من الفرار مرتين؛ أولاً من جنود الباشا العثماني، حيث هربت إلى تفليسي (تبليسي حالياً، عاصمة جورجيا)، ولاحقاً من حرملك الوالي الذي اشتراها بعد سبيها، فوصلت إلى سانت بطرسبرغ، حيث سافرت إلى أوسلو، وأخيراً – بمساعدة إحدى منظمات الإغاثة الأميركية – وصلت إلى الجانب الآخر من المحيط: نيويورك. هذا كله اختبرته ولم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها. تسافر أورورا وحدها إلى أميركا، على أمل اللقاء مجدداً بشقيقها الأكبر، الناجي الوحيد من عائلتها، وهناك تتكشّف فصلاً لافتاً بالقدر نفسه من حياتها.

حياة جديدة ومشقات جديدة

في نيويورك، ذاعت قصة أورورا  في الصحافة تحت عنوان عريض وصفها بـ”جان دارك أرمنية”، اتصل بها هارفي غيتس، كاتب السيناريو الشاب، الذي ساعدها في كتابة ونشر ما وُصف بأنه مذكرات/سيرة حياة بعنوان “أرمينيا مُغتصَبة” (العنوان الكامل: “أرمينيا مُغتصَبة؛ قصة أورورا مارديغانيان، الفتاة المسيحية الناجية من المذابح الكبرى”)، ثم أصبح وصيّاً رسمياً عليها، واختار لها “أورورا” كاسم فني يسهل حفظه على الأميركيين المهووسين بقصة الفتاة الأرمنية المسيحية الناجية من مذابح الأتراك المسلمين.

استُخدمت السردية الواردة في السيرة إياها لكتابة سيناريو فيلم صامت أُنتج في العام 1919، لعبت مارديغانيان دورها، وعُرض للمرة الأولى في لندن بعنوان “مزاد النفوس“. أما في نيويورك، فأقيم أول عرض للفيلم الصامت، الذي حمل عنوان “أرمينيا مُغتصَبة”، في 16 شباط/ فبراير 1919، وحضره لفيف من القادة المجتمعين، من بينهم السيدة أوليفر هاريمان والسيدة جورج دبليو فاندربيلت، بصفتهما مضيفتين مشاركتين نيابة عن اللجنة الأميركية لإغاثة الأرمن والسوريين.

هكذا، بعد أربع سنوات فقط من اختبارها الفظائع والمذابح، كان عليها إعادة تمثيل ما مرّت به على الشاشة الكبيرة. لكن كعادة الأميركيين في تناول المآسي الوطنية والعالمية، جاءت القصّة هوليوودية بامتياز، على حدّ قول المخرجة. “في شهادتها، تتحدث أورورا بإيجاز عن معلمة بريطانية في مدرستها في تركيا. في الفيلم، تلعب السيدة غراهام هذه دوراً أكبر بكثير، مثل دعمها لأورورا. بالإضافة إلى ذلك، اخترعوا لأورورا حبيباً، لعبه الممثل الشهير آنذاك إيرفينغ كامينغز. في الفيلم، هي نفسها تٌقدَّم بشكل أساسي كفتاة لطيفة بريئة تناضل من أجل قيمها المسيحية، وهذا العنصر الديني بارز في الفيلم. هي ليست شخصية صعبة ومغامرة كما كانت في الحياة الواقعية. تأمركت أورورا لأن هوليوود أرادت ذلك.”

حقق “مزاد النفوس” نجاحاً كبيراً، وساهم في الحشد لحملة تبرعات لمساعدة ضحايا الإبادة الجماعية. جمعت المنظمة الإغاثية التي ساعدت في تهريب أورورا ملايين الدولارات من التبرعات. بفضل أورورا، تمكّنت منظمة الإغاثة هذه من بناء مئات دور الأيتام للأطفال الأرمن. لكن خلف هذا النجاح هناك ثمن دفعته الشابّة الأرمنية في مصنع الأحلام الهوليوودي، بدءاً من اضطرارها لإعادة تمثيل قصة الفظائع التي خاضتها سابقاً قبل وصولها إلى أميركا، مروراً باستهلاك ما تبقّى من قدرتها على الاحتمال في جولات ترويجية للفيلم. سافرت عبر الولايات الأميركية مع الفيلم، ليلة بعد ليلة، وشاهدته، مع جماهير جديدة في كل مرة، لجمع الأموال لمساعدة اللاجئين الأرمن.

عن هذا الجانب اللافت من مسيرة أورورا، تقول المخرجة: “تساءلت كثيراً كم مرة عاودتْ النظر في صدماتها على شاشة كبيرة؟ ما التضحيات التي قدّمتها من خلال المشاركة في هذا الفيلم والاضطرار إلى مشاهدته طوال الوقت؟ يمضي بعض الناس حياتهم كلها لمعالجة صدماتهم، ولكن كان على أورورا التغلّب عليها على الفور”، مضيفةً: “بالطبع، دفعت ثمن ذلك. بعد الجولة مع الفيلم، والتي استمرت ما يقرب من عام ونصف العام، لازمت منزلها مع أعراض إجهاد ما بعد الصدمة الشديدة. في فيلمي، نرى أورورا يتم تبنّيها رسمياً من هنري غيتس وزوجته. الصحافي الذي كتب قصتها وشارك أيضاً في كتابة “مزاد النفوس”. للترويج للفيلم، أجبرت أورورا على القيام بجولات كثيرة، كانت تمتد الواحدة لأشهر في كل مرة. عندما انهارت أخيراً، شعر بخيبة أمل شديدة، الى درجة أنه وضعها في ديرٍ وأرسل ممثلة شبيهة لتجول المدن مكانها. لاحقاً، ستقاضي أورورا أوصياءها”.

يدرك المرء حين ينظر في قصة أورورا مارديغانيان، أننا أمام قصّة امرأة لعبت دوراً مهماً في التذكير بالإبادة الجماعية بحق الشعب الأرمني ومقاومة نسيانها، ولكنها أيضاً امرأة تعرضت للإيذاء والاستغلال مرة تلو أخرى، تحت ظلال الدولة العثمانية وفي رحاب الدولة التي قامت على أكتاف المهاجرين والمضطهدين. تُرجع المخرجة جذور هذا الملمح المأساوي في سيرة بطلتها إلى أعراف الزمان الذي عاشته، إذ تقول: “لكل عملة وجهان. في هوليوود، غالباً ما لا يزال الشخص الذي يقف وراء الممثل مهمّاً. ما حدث لأورورا قد لا يحدث الآن. لكن منظمات حقوق الإنسان لا تزال تدفع الشابّات إلى الأمام للتنديد بالانتهاكات، ولإخبار جميع أنواع المنصّات بما حدث لهن. أنظر إلى ملالا يوسفزي ونادية مراد، يوسفزي الباكستانية نجت من هجوم لطالبان، بينما سُبيت مراد العراقية من تنظيم “داعش” مثل غيرها من نساء إيزيديات؛ وكلتاهما فازتا بجائزة نوبل للسلام، ليس لدي أي شيء ضد هذا من حيث المبدأ، ولكن في حالات مثل هذه تكمن شبهات استغلال أيضاً”.

تضيف ساهاكيان: “أردت أن يسود نجاح أورورا في فيلمي. لديها مهمّتان: مساعدة شعبها والعثور على شخص من عائلتها. وعلى الرغم من إنهاكها وصدمتها، إلا أنها نجحت في كليهما. ولهذا السبب، آمل بأن يساعد فيلمي في ضمان عدم نسيان هذه المرأة وما كان عليها أن تتحمّله. أراها كمكافأة أرمنية لآنا فرانك، شخص تمكّن من الإفلات من فظائع التاريخ حتى نتمكّن من التفكير فيها حتى اليوم. وبقدر ما يعنيني الأمر، كامرأة أرمنية، فإن أورورا مارديغانيان مصدر إلهام لنا جميعاً”.

مزاد النفوس

رغم تحفّظاتها الكثيرة حول “مزاد النفوس”، إلا أن ساهاكيان في حديثها عن الفيلم الروائي، لا تُخفي اندهاشها من جودة صناعته: “إنه أمر مدهش أن يُنجز مثل هذا الفيلم بهذه السرعة. كانوا يصنعونه بالفعل بينما كانت الإبادة الجماعية مستمرة. لهذا السبب أنا مندهشة جداً من مدى ضخامة هذا الإنتاج وتفصيله. لقد قاموا بعمل كبير في أبحاثهم، بما في ذلك اختيار الأزياء والمواقع وغيرها من العناصر المرئية”.

بعد الاعتقاد بفقدانه لعقود، نجا نحو 18 دقيقة فقط من “مزاد النفوس”. جودة اللقطات المتداولة منه عبر الإنترنت رديئة، ولكن في “شروق أورورا” يمكن معاينة مشهدية لافتة في لقطات الفيلم المرمّمة. هناك مشاهد حركة كبيرة مع إضافات كثيرة لتصوير العنف الذي تعرّض له الشعب الأرميني. ما تجده ساهاكيان أكثر إثارة للإهتمام بشأن المواد الباقية من “مزاد النفوس”، هو اللقطات المقرّبة على وجه مارديغانيان. “إنه أمر لا يصدّق أن نراها في هذا الدور. لقد كادت أن تحوّل هذا الفيلم الروائي الطويل إلى فيلم وثائقي”. عندما شاهدت ساهاكيان تلك اللقطات للمرة الأولى، أدركت على الفور أنها تريد إنجاز فيلم وثائقي عن مارديغانيان و”مزاد النفوس”.

أثناء رحلة بحث المخرجة حول فيلم “مزاد النفوس”، لفتت انتباهها الأجواء السائدة في ذلك الزمن البعيد، على مستوى الصناعة والاستراتيجيات الدعائية، تقول: “جميل أن تقرأ عن الأيام الأولى لهوليوود، ومدى احترافية صناعة السينما. مثلاً، كان استوديو سيلفيك بوليستر، الذي أنتج “مزاد النفوس”، يضمّ حديقة حيوانات حتى يتمكّنوا من استخدام حيواناتهم الخاصة. كانت الدعاية للفيلم مذهلة أيضاً. عُرض في عشرات المدن في وقتٍ واحد، وجال ممثلوه الشوارع على ظهور الخيل للترويج له. ستجد في الصحف في ذلك الوقت، إعلانات ومراجعات ومقابلات مع أورورا. وكانت الشعارات الترويجية أيضا مثيرة جداً للاهتمام: “الفيلم الذي سيجعل دماء المرأة الأميركية تغلي”، “تعالوا وساعدوا إخوتنا وأخواتنا المسيحيين”. والثاني كان دافعاً جيوسياسياً مهماً للأميركيين: دعم الدول المسيحية في المنطقة”.

يبدو دخول أورورا إلى عالم السينما الأميركية وكأنه حكاية خيالية للوهلة الأولى، لكن ساهاكيان تبتعد من رَمْنستها أو رفدها بميلودراما لا تحتاجها بالأساس. ناهيك بوجود أسئلة أهمّ: هل كان الجميع صادقين حقاً في اهتمامهم بشأن هذه الشابة التي كان تملك ما يكفي بالفعل لتكافح في سبيل تجاوزه، أم أن هناك مآرب أخرى لعبت دورها؟ ما الاعتبارات الأخلاقية التي تحكم هوليوود؟ وهل كان من الممكن تفادي حدوث إبادة مثل الهولوكست بعدها بعشرين عاماً فقط لو انتبه العالم فعلاً لإبادة الأرمن؟

تخرج أورورا من دائرة الضوء بعد الفيلم، تتزوج وتنجب أطفالاً، وتعيش حياة منعزلة في لوس أنجلوس، ماتت في العام 1994. نهاية تراها المخرجة حزينة: “في المقابلة المُضمّنة معها في الفيلم، ترى ذلك الخيط الحزين الناظم لحياتها: امرأة وحيدة، منسية، في شقة كبيرة. إنها قصة الكثير من النساء في هوليوود اللاتي يقعن في النسيان بعد سنّ معينة. أعتقد إنها كانت من الذكاء لتأخذ خيار الزواج وتصبح أمّاً وتضطلع بدور المرأة الأميركية العادية أيضاً. ولكن في النهاية، انتهى بها الأمر بمفردها”.

التاريخ يعيد نفسه

أثناء الاشتغال على المراحل الإنتاجية النهائية للفيلم، توقّف العمل بسبب اندلاع الحرب بين أرمينيا وأذربيجان في أيلول/ سبتمبر 2020، بسبب النزاع حول إقليم ناغورنو قرة باغ، وهو جيب أرمني ينتمي رسمياً إلى أذربيجان. ونتيجة لهذا التطوّر، استُدعي جميع الرجال وبعض النساء من فريق الفيلم للذهاب إلى جبهة القتال. تطوّرات هدّدت الفيلم وألقت بانعكاساتها على صانعته وإدراكها التاريخ الحزين والمؤلم للبشر في تكرار أخطائهم.

تقول ساهاكيان :“لحسن الحظ، أنقذ المنتجون الليتوانيون والألمانيون الفيلم. لكن على المستوى العاطفي، كان من الصعب جداً العودة إلى العمل بعد تلك الحرب الدموية: تخيّل أنك تصنع فيلماً عن إبادة جماعية في بداية القرن العشرين، وعليك استنتاج أنه في بداية القرن الواحد والعشرين لم يتغيّر أي شيء تقريباً خلال مائة عام. في الوقت الحاضر، تحافظ أذربيجان على الطرق المؤدية إلى المنطقة مغلقة. لا أحد يستطيع الدخول أو الخروج، الناس يتضوّرون جوعاً. برأيي، لا يزال التطهير العرقي حاضراً، وللأسف تميل الإبادة الجماعية إلى تكرار نفسها. لهذا السبب أيضاً، يتعيّن علينا الاستمرار في سرد قصص مثل قصة أورورا”.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.