fbpx

“سنشد على رقابكم”… إردوغان يفتتح ولايته الجديدة بتهديد المثليين!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

طوال شهر كامل من الحملات الإعلامية والانتخابية، ركز إردوغان وحزبه على موضوع مجتمع الميم عين وتأييد أحزاب المعارضة لحقوقهم، وذلك من أجل كسب أصوات الأتراك المحافظين.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لطالما وصف الرئيس التركي مجتمع الميم عين بأبشع النعوت، إذ يسميهم أحياناً “سيئي السمعة” و”مدمّري العائلة”، ويحمّلهم مسؤولية إضعاف الأمة ويتهمهم بالعمل لمصلحة الغرب في أحيان أخرى. لم يتغيّر مضمون حديث رجب طيب إردوغان كثيراً في خطاب النصر بعد فوزه بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية. لا يزال الرجل على موقفه، ولا يفوّت فرصة لتعزيز الكراهية في المجتمع، حتى خلال كلمته التي شكر فيها من انتخبه، مشدداً على الوحدة في “أمة الـ85 مليون تركي”.

وقبل التوجّه إلى مقره في العاصمة أنقرة، خاطب إردوغان مناصريه في اسطنبول سائلاً: “حزب الشعب الجمهوري المعارض هذا، هل يؤيد مجتمع الميم عين؟” فأجاب الحشد الغاضب بـ”نعم”. ثم سأل، “وهل حزب الشعوب الديمقراطي (الكردي) هذا مؤيد لمجتمع الميم عين؟”، فأجاب الحشد الساخط بـ”نعم”. وبذلك انتهى إردوغان بالقول، “حتى الصغار من هؤلاء الأحزاب يؤيدونهم، لكن اعلموا أن مجتمع الميم عين لا يمكنه أبداً التسلل إلى حزبنا أو أن يحكم أمتنا”. 

يتعامل إردوغان مع أفراد الميم عين بقسوة وإجحاف، رافضاً الاعتراف بأبسط حقوقهم وانخراطهم في المجتمع والعمل.

في مرحلة سابقة، عندما نظم أفراد مجتمع الميم عين تظاهرات مطلبية تندد بالعنف ضدهم، كانت الشرطة التركية “تداوي العنف بالمزيد من العنف”. هذه السياسة “الإردوغانية” مردها إلى الفِكر المحافِظ الذي يؤمن به، إذ لا يستطيع رؤية الفرد، بعيداً من فرائض العقائد الإسلامية والمحافِظة. 

بالعودة إلى ليلة النصر “الإردوغاني”، تابع الرجل خطابه المحرض على الكراهية قائلاً: “بالنسبة إلينا، لا نقبل أن يهين أي أحد العائلة والقيم العائلية… سوف نقوم بكل ما وعدنا أمتنا به، وسنشد على رقاب هؤلاء”، وفي ذلك تهديد واضح بالعنف أطلقه إردوغان أمام آلاف المناصرين المزهوين بالرئيس ووعده. ثم أكمل خطابه: “فلتسمع كل أحياء إسطنبول ذلك”. 

يتعامل إردوغان مع أفراد الميم عين بقسوة وإجحاف، رافضاً الاعتراف بأبسط حقوقهم وانخراطهم في المجتمع والعمل.

في السنوات الأخيرة، أصبح حضور مجتمع الميم عين أكثر علانية في تركيا، وبخاصة في المدن الكبرى وتحديداً إسطنبول، المدينة الميتروبوليتية والتعددية، وهو ما قوبل بخطاب كراهية وتحريض، إضافة إلى استخدام الشرطة العنف لـ”مكافحتهم”، إلى جانب حملات التشهير التي يتعرض لها أفراد مجتمع الميم عين على الإعلام الرسمي والحزبي الموالي، والتسويق الدائم لـ”انحلالهم الأخلاقي” وبُعدهم من الدين والقيم العائلية التركية وتراث البلاد.

بعد ساعتين من خطابه في اسطنبول، حط إردوغان في أنقرة ليخطب في جماهير العاصمة. في ذلك الوقت، كان الإعلام التركي المعارض يقر بهزيمته الانتخابية، كما يستنكر هذه العدائية ضد مجتمع الميم عين ولا يرى ضرورة للحض على العنف في مثل هذا اليوم، على حد قول الصحافي التركي مصطفى كورداش.  

في أنقرة، بدا خطاب إردوغان أكثر هدوءاً. لم يسمِ مجتمع الميم عين كما فعل في إسطنبول، لكنه شدد على “أهمية القيم العائلية ومنع الأحزاب التي تحمل أفكاراً غريبة وغربية من قيادة مجتمعنا”. في هذا الخطاب، تذكير بما قاله في إسطنبول، وطيلة حملته الانتخابية، كما وَعَد بأن “التيارات المنحرفة أخلاقياً، لن تنجح يوماً في حكم أمتنا”. 

طوال شهر كامل من الحملات الإعلامية والانتخابية، ركز إردوغان وحزبه على موضوع مجتمع الميم عين وتأييد أحزاب المعارضة لحقوقهم، وذلك من أجل كسب أصوات الأتراك المحافظين. أما المعارضة وأحزابها، فركزت على موضوع اللجوء السوري بوصفه “ضعفاً” يعتري سياسة إردوغان، وذلك من أجل حشد أصوات القوميين. في نهاية الأمر، تحوّل اللاجئون كما مجتمع الميم عين إلى أدوات إعلامية وسياسية للمواجهة، من دون أن يكترث أي من إردوغان أو كيليجدار أوغلو لحقوقهم وأوضاعهم بأي شكل من الأشكال.

مع فوز إردوغان بولاية رئاسية جديدة تدوم حتى عام 2028، لن تكون السنوات الخمس المقبلة سهلة على الأتراك. إن رجلاً تسيّد الحكم طوال عقدين من الزمن، وأقصى كل من حاول مواجهته، لا شيء يمنعه من التشدد مع أفراد الميم عين أو غيرهم من المجموعات المهمّشة، بخاصة أن النظام السياسي في تركيا يُعطي صلاحيات شبه مطلقة لرئيس الجمهورية، تمكّنه تقريباً من فعل كل ما يريده و”الشدّ على رقاب” الجميع.