fbpx

رشقات إنذارات قضائيّة تستهدف “درج” بالتزامن مع فضائح جديدة لمنظومة الفساد في لبنان

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

اللافت في إنذار خير الدين الموجّه إلينا بالبريد المضمون، أنه يستعرض تناولنا له في تحقيق استقصائي نشرناه قبل أكثر من سنتين، حينها لم يشأ الرد، لا على أسئلتنا قبل النشر ولا على التحقيق بعدما نشرناه. اليوم، شعر خير الدين أن الزمن دار دورته، وصار بإمكانه التهديد بعصا القضاء اللبناني، إلى أن جاءه الرد من القضاء الفرنسي.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

 ما أن أعلنا في “درج” عن مباشرتنا العمل على ملف “شخصيات الظل في كواليس الانهيار اللبناني”، حتى توالت علينا الإنذارات عبر كتّاب العدل المكلّفين من الشخصيات المصرفية بتحذيرنا من التعرض لـ”كرامات” موكّليهم!

وصلنا الإنذار الأول من المصرفي المشتبه به من القضاء الفرنسي مروان خير الدين، وترافق وصول الإنذار مع توقيف خير الدين في فرنسا واحتجاز جواز سفره، ثم إطلاقه بكفالة مالية كبيرة، وذلك بعدما تحوّل إلى مشتبه به متعاون مع التحقيق. 

قلنا حينها لا بأس، فقد رد القضاء الفرنسي على الرجل، وما الإنذار الذي أرسله سوى درس للقضاء اللبناني، الذي لم يحرك ساكناً منذ بدأنا بفضح موثّق لممارسات خير الدين. 

اللافت في إنذار خير الدين الموجّه إلينا بالبريد المضمون، أنه يستعرض تناولنا له في تحقيق استقصائي نشرناه قبل أكثر من سنتين، حينها لم يشأ الرد، لا على أسئلتنا قبل النشر ولا على التحقيق بعدما نشرناه. اليوم، شعر خير الدين أن الزمن دار دورته، وصار بإمكانه التهديد بعصا القضاء اللبناني، إلى أن جاءه الرد من القضاء الفرنسي.

رجل ظلّ آخر قرر أن يبادر بإنذارنا، وهو نبيل عون، الرجل المقرب من رياض سلامة وشريكه السابق في شركة “كروسبردج”. لكن نبيل عون لم يكتفِ بالإنذار، بل أرفقه بشكوى لدى القضاء المستعجل، الذي قضى بإلزامنا بعدم التعرض لعون بشخصه وكرامته، ملوّحاً لنا بغرامة إكراهية قدرها 200 مليون ليرة جراء تعرضنا لـ”كرامة” صاحب الشكوى! 

نحن نتحدث هنا عما يعرفه القاصي والداني، نقول إن عون من أقرب رجال الأعمال الى رياض سلامة، الذي تسبّب بإفلاس المصارف ونهب الودائع. ثم إن كرامته التي أشارت إليها قاضية الأمور المستعجلة لا تشمل أدواره التي نحن في صدد تناولها. سألنا عدداً من المحامين عما تعنيه قانونياً “كرامة صاحب الشكوى” فأنكروا معرفتهم بحدودها!

ومرة أخرى، أسعفنا القضاء الأوروبي برد على القضاء اللبناني، وحصلنا على وثيقة تكشف العلاقة المالية بين نبيل عون ورياض سلامة ومساعدته ماريان الحويك، فالأخيرة تلقت حوالة بقيمة مليون و800 ألف يورو من حساب نبيل عون!. هذه الحوالة كانت موضوع تحقيق لدى القضاء الفرنسي، وسؤال عون عن تفاصيلها لم يعنِ تعرضاً لـ”كرامته”، على رغم أنها كانت، وما زالت، محل ارتياب وشك.

ومن المفيد هنا، أن نعيد نشر رد السيد نبيل عون على أسئلة استيضاحية عن هذا التحويل، إذ قال عبر محاميه: “يأسف السيد عون على تسريب معلومات يفترض أنها محميّة بسرية التحقيق، بخاصة إذا كانت هذه المعلومات غير دقيقة. يرغب السيد عون في أن يوضح أنه لدى معرفته بأن سلطات قضائية أوروبية ترغب في الاستماع الى شهادة في ما يتعلق ببعض جوانب التحقيقات المستمرة، اتصل بالقضاة الأوروبيين وأبلغهم عن جهوزيته للقائهم في لوكسمبورغ وفرنسا. السيد عون رد ومنذ أشهر، في لوكسمبورغ وفرنسا، على كل الأسئلة بطريقة موثقة و كاملة، ما يثبت حسن النية والرغبة في التعاون. وهو سيزود الجهات المحققة بأي مساعدة إضافية عند الحاجة”.

قررت “شخصيات الظل” مباشرة هجوم إعلامي مضاد علينا، مستعينين هذه المرة بما يتّهمنا به إعلام “حزب الله”!، فنحن “إعلام جورج سورس”! فانضمت جوقة المصفقين لرياض سلامة إلى الإعلام الممانع في إنتاج مواد مشكّكة في “نيات” تمويلنا من مؤسسة “المجتمع المفتوح”. يتّهمنا إعلام المصارف بأننا جزء من يسار عالمي هدفه تدمير القطاع المصرفي، والممانعة تتّهمنا بأننا جزء من آلة التطبيع.

نواصل في “درج” صدّ الهجمات، والمواظبة على المهمة المتمثلة بكشف فضائح المنظومة الحاكمة بشقّيها المصرفي والممانعاتي، فرصدنا أنه  بتاريخ 13 – 12 – 2018، أي قبل تنفيذ المصارف اللبنانية “كابيتال كونترول” مخالفاً للقانون بقليل، حجزت عبره على ودائع اللبنانيين لديها، أقدمت زوجة حاكم مصرف لبنان السيدة ندى سلامة على شراء شقة سكنية في مبنى الـ”BEY TOWER” الفاخر وسط بيروت، هو القسم رقم 13 من العقار رقم 1422 في منطقة ميناء الحصن، أو ما يعرف اليوم بـ”زيتونة باي”، وهو مبنى مطل على نادي اليخوت، ومجاور لمنزل رئيس حكومة تصريف الأعمال الملياردير نجيب ميقاتي.

لم نتمكن من معرفة كيفية سداد السيدة سلامة ثمن شقتها الجديدة، وما إذا كانت دفعت ثمنها “فريش دولار” أم عبر تحويل من حسابات خارجية، لا سيما أننا في الفترة ذاتها كنا كشفنا أن نجل سلامة، ندي، كان حوّل إلى الخارج مبلغاً قدره نحو ستة ملايين دولار أميركي، عبر “بنك الموارد” الذي يملكه صديق العائلة المصرفي مروان خير الدين. 

العمليتان لا ترتبطان ببعضهما بعضاً، إلا أن تزامنهما، في ظل إطباق المصارف على ودائع اللبنانيين، يكشف أن عائلة الحاكم كانت تتحرك بحساباتها بحرية في تلك الفترة، وتعمل على تهريبها من المصير الذي انتهت إليه ودائع اللبنانيين. 

قادتنا المصادفة أيضاً، إلى ملاحظة أن المبنى الذي اشترت فيه زوجة الحاكم منزلها الجديد، هو نفسه من اختاره السيد حسن مقلد ليكون مكتباً رئيسياً لشركة CTEX للصرافة، والتي استهدفتها عقوبات أميركية بسبب “علاقة مالية مع حزب الله”، ومن المعروف أن مقلد مقرب من حاكم مصرف لبنان، وأشيرَ إلى أن العقوبات الأميركية رسالة مزدوجة الى سلامة و”حزب الله”.

طبعاً لا يسعنا الربط بين مصادفة وقوع منزل ندى سلامة الذي انتقلت ملكيته لاحقاً إلى ابنها ندي، وبين وقوع مكتب CTEX في المبنى نفسه، لكن المصادفة تعيد تذكيرنا بالتقاطع الذي لم يعد يُخفَ على أحد بين أجنحة المنظومة بشقّيها المصرفي والممانعاتي. وفي هذا الوقت، نؤكد لنبيل عون أننا سنواصل بحثنا وكشفنا وقائع الانهيار المالي، من دون التعّرض لـ”كرامته”.