fbpx

فضائح سفير “العونية” كجزء من الانهيار اللبناني

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

يقدم لنا عدوان نموذجاً آخر عن ممثلي السياسة الخارجية للبنان مذ آلت إلى العونيين. نموذج ينزلق في انحداره أبعد مما يفترضه موقف سياسي لوزير الخارجية الأسبق شربل وهبة تجاه بعض دول الخليج، أو حتى من الابتذال الشكلي لـ”علكة” نظيره عبدالله بو حبيب في القمة العربية الأخيرة، أو من اللحظة التي باشر فيها العونيون انحدارهم بالسياسة الخارجية مع السقطة الأخلاقية لجبران باسيل.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

  كانت السيرة الذاتية لرامي عدوان في “ويكيبيديا” تحفل بما يخدم سيرته الشخصية والمهنية. لكن راهن سفير لبنان في العاصمة الفرنسية باريس يفضي إلى سيرة ذاتية مقتضبة تندرج تحتها نوافذ جديدة كثيرة تتعلق بالفضيحة الأخلاقية المتهم بارتكابها، ويتولى القضاء الفرنسي التحقيق فيها.

    من المفيد إذاً إضافة سيرة ذاتية أخرى للرجل تبدأ من موقعه الإداري في وزارة الخارجية اللبنانية، وفي مكتب وزير الخارجية حينها جبران باسيل،إلى فضيحته الراهنة.  فعدوان تبوأ منصبه الحالي بمسار قانوني ملتبس، وهو المتدرج من موقعه الإداري إلى سفير لبنان في العاصمة الفرنسية.

   من خارج الملاك، ومن موظف في الفئة الثالثة تم ترفيعه إلى الفئة الثانية، ساهم انتماؤه السياسي في تجاوز الآليات القانونية لتمثيل الدبلوماسية اللبنانية في الخارج. “عونية” رامي عدوان إذاً أتاحت له ما لا تتيحه القوانين المرعية الإجراء.

  في “العونية” أيضاً ما يجعل المرء متأهباً دائماً لفضائحها، ومن يعتريه الشك بأن الأخيرة قد جفت مع نهاية عهدها، ففضيحة عدوان الراهنة تتكفل بتبديد هكذا شكوك.

  نحن والحال أمام فضيحة أخلاقية تخضع بالضرورة للسياسة وأحكامها.

  كان رامي عدوان واحداً من الشخصيات الشاهدة، والمسكونة بالحبور، أمام الفضيحة الأخلاقية التي ارتكبها جبران باسيل حين كان وزيراً للخارجية. وبالمناسبة كان عدوان سعفة الأخير إلى “كارولين”.

  معظم اللبنانيين يتذكرون عبارة “رامي …وينا كارولين ؟”، ومعظمهم أيضاً تلمسوا حينها الانحدار الأخلاقي للدبلوماسية اللبنانية وقد آلت للعونيين. وأغلب الظن أن عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي لم يقرأها في حينها إلا كمحاولة من باسيل للاستثمار اللاأخلاقي  برئيسة بعثة لبنان الدائمة في الأمم المتحدة.

   افتتح باسيل إذاً، ومن مقر الأمم المتحدة في نيويورك، فكرة عونية مبتذلة عن تسليع المرأة في السياسة. رامي عدوان التقط تلك اللحظة “الباسيلية”، ثم راح يكثفها اغتصاباً على ما  كشفته الصحيفة الاستقصائية الفرنسية mediapart.

  كانت كارولين زيادة ضحية ذكورية كلام باسيل عن تسليع المرأة في الجنس، حتى وهي في ذروة موقعها السياسي، وكانت أيضاً ضحية نفسها في صمتها عن وقائع ذلك اليوم . آفا” و”غابرييلا”  عاملتان في سفارة لبنان في فرنسا، وهما راهناً رفعتا شكوى ضد رامي عدوان بوصفهما ضحيتي نزواته التي تتدرج بين بذاءة الكلام والضرب والإغتصاب، و يتكفل القضاء الفرنسي التحقيق  في القضية.

    يقدم لنا عدوان نموذجاً آخر عن ممثلي  السياسة الخارجية للبنان مذ آلت إلى العونيين. نموذج ينزلق في انحداره أبعد مما يفترضه موقف سياسي لوزير الخارجية الأسبق شربل وهبة (الحاضر أيضاً في مشهد باسيل) تجاه بعض دول الخليج، أو حتى من الابتذال الشكلي لـ”علكة” نظيره عبدالله بو حبيب في القمة العربية الأخيرة، أو من اللحظة التي باشر فيها العونيون انحدارهم بالسياسة الخارجية مع السقطة الأخلاقية لجبران باسيل.

    وأغلب الظن أن ما اقترفه الأخير، واندرج حينها كحدث عابر، وبلا مساءلة أدبية على الأقل بافتراض استعصاء مثيلتها القانونية، هو على الأرجح الانحدار الأخلاقي المؤسس للانحدار الراهن، وبكل مآلاته.

   خواء السياسة الخارجية منذ ما بعد اغتيال رفيق الحريري، ثم تفاهم مار مخايل بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” والذي أسس لعزلة لبنان الخارجية، يفضيان بالضرورة إلى تمدد هذه النماذج، والتي صارت وظيفتها  ملء هذا الخواء بالنقائص.

   وخواء كهذا انعكس أيضاً لا مبالاة من أغلب اللبنانيين عن أحوال سفاراتنا وسفرائنا في الخارج، هذا قبل أن نعود لنتقصى أخبارها الراهنة من باب “الفضيحة”. 

    عموماً سيبدو “العونيون” أمام الأخيرة كالمغلوبين على أمرهم. إنهم أمام قضاء فرنسي يحاكم “رجلهم” رامي عدوان، ويحاكم بالتوازي “خصمهم” رياض سلامة. وافتراض التشكيك في الأولى، سيفضي إلى تعريتهم في الثانية وهم من يتصدر مشهدها القضائي لبنانياً، كما في استدراجهم القضاء الفرنسي إليها.

    عودٌ على بدء إلى سيرة رامي عدوان الذاتية والتي تنطوي على قيمة مضافة في حياته السياسة. ففي مرسوم تعيينه هو سفير فوق العادة، وبصلاحيات استثنائية… سفير متّهم بالاعتداء الجسدي والجنسي على موظفتين في سفارته.