fbpx

جهاد أزعور مرشحاً… عجلة بلا صوت

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

أزعور الغائب، أو ربما المغيّب، يبقى إلى حين انعقاد الجلسة النيابية رجلاً غامضاً، لا نعرف ما يريده أو موقفه بشيء.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

انضم مرشح جديد الى السباق الرئاسي في لبنان، فبات جهاد أزعور حصان المعارضة الجديد، الذي ستواجه به مرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية.

دُعي الجميع إلى منزل المرشح المنسحب ميشال معوّض لإعلان تأييد أزعور. حضرت “القوات اللبنانية”، و”الكتائب”، كما المستقلون والنواب التغييريون، من سنّة وموارنة ودروز وأرثوذكس… فيما كان الغائب الوحيد هو جهاد أزعور.

غاب “العريس” عن العُرس مفضلاً، كما دائماً، ممارسة السياسة والمفاوضات بعيداً من الكاميرا والرأي العام. مرشحٌ لا يعرف أي لبناني رأيه بأي شيء. لا في مسألة تجبّر السلاح غير الشرعي على اللبنانيين، ولا بحقوق المرأة. لا في قضية اللاجئين ولا في قضية التحقيق في انفجار المرفأ. لا في مسألة الإصلاح الاقتصادي ولا في شكل علاقات لبنان الخارجية.

مرشحٌ بلا صوت، لم يظهر على شاشة واحدة ليقول لأحد أي شيء. جلّ ما فعله هو أنه تحوّل إلى نقطة تلاقٍ بين قوى المعارضة وحزبيّ “التيار الوطني الحر” و”الطاشناق”. كل ما تبقى غامض، فلا موقف في السياسة أو حتى ظهور إعلامي يوضح مواقف أزعور أو رأيه في كل ما يحصل.

جلّ ما يُعرف عن الرجل أنه ابن أخت النائب السابق وحليف النظام السوري اللصيق جان عبيد، وأنه كان وزيراً للمالية في حكومة فؤاد السنيورة. يهوى فرض الضرائب، ويعمل مديراً لإدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي. فيما أخوته شركاء جبران باسيل في بناء سد المسيلحة التعيس وبعض المشاريع الاقتصادية الأخرى. لكن، لا شيء أكثر من ذلك.

هذا الغموض لا يُضفي جدية على الترشيح، فيما يؤكد غيابه نظرية استخدامه كعجلة مربحة في السباق الرئاسي في وجه الثنائي الشيعي. نظرية تقول إن الهدف من ترشيح أزعور هو الضغط على نبيه برّي ليفتح أبواب مجلس النواب، فيتواجه مرشح المعارضة مع مرشح الثنائي، فيأخذ أزعور عدداً من الأصوات تزيد عن أصوات فرنجية، للانطلاق من هذه النتيجة لفتح مفاوضات بين الجميع، تكون للمعارضة وقواها اليد الطولى فيها، وذلك إلى حين الوصول، في النهاية، إلى تزكية رئيس للجمهورية يحظى بإجماع وطني عام.

انضم مرشح جديد الى السباق الرئاسي في لبنان، فبات جهاد أزعور حصان المعارضة الجديد، الذي ستواجه به مرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية.

غياب أزعور العلني والواضح لم يُكسر بأي شكل من الأشكال. لم يقدّم للجمهور برنامجاً سياسياً أو إصلاحياً، لا خطة للتعافي ولا من يحزنون. حتى إنه لم يظهر في مقابلة مصوّرة ويدلي بدلوه في شأن الرئاسة أو في أي أمر آخر.

أكثر من ذلك، لم “يتكرّم” أزعور بإصدار بيان شكر لمن أيده كمرشح رئاسي، ولا حتى تحركت أنامله لكتابة تغريدة عن ترشيحه وبرنامجه. 

هذا اللاموقف يطرح سؤالاً حقيقياً لا عن جدية ترشيح أزعور وحسب، إنما عن مدى استقلاليته. فإن كان يُدرك أن حظوظه الرئاسية معدومة، فإن الرجل قبل بجعل نفسه ذخيرة حيّة لمعركة قوى المعارضة وأحزابها، فيتم وضعه على هامش الحياة السياسية عند انتهائها من استخدامه. أما وإن كان مقتنعاً بأن حظوظه بالوصول إلى السدّة الرئاسية جدية، فيبدو غيابه تغييباً للرأي العام في معرفة ما يُضمر رئيس جمهوريتهم العتيد من مواقف وآراء.

في المقلب الآخر، إبعاد الناس من معرفة ما يحصل في كواليس المعركة الرئاسية مهين بحقهم. أيعقل أن يعرف كل دبلوماسيي العالم بما يحصل في بيروت، بكركي والضاحية، ولا يعرف اللبناني العادي ما يريده أزعور؟ 

ألا يحق للبناني العادي أن يكون على اضطلاع بما يحصل في بلاده، ويسمع آراء مرشحيه، بخاصة أن الدستور والنظام البرلماني لا يجعلانه شريكاً مباشراً في انتخاب رأس الدولة والسلطة؟

أزعور الغائب، أو ربما المغيّب، يبقى إلى حين انعقاد الجلسة النيابية رجلاً غامضاً، لا نعرف ما يريده أو موقفه بشيء. مجرد رجل من دون صوت أو موقف، يبحث عن أصوات النواب ومواقفهم الداعمة له، لم يُقدم للرأي العام أي شيء يُذكر سوى صور مسروقة ومغبشة له في حدائق قصور رؤساء الأحزاب ومداخل منازل النواب الذين يريد أصواتهم.