fbpx

اجتماع ماكماهان – عيتاني

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تبيّن أنّ السبب الحقيقيّ لزيارة الفيلسوف الأميركيّ جيف ماكماهان إلى لبنان هو غير ما أُعلن رسميّاً. فماكماهان استغلّ دعوة الجامعة الأميركيّة في بيروت له، لإلقاء محاضرة أو أكثر، لغرض آخر: الاجتماع ذي الطابع التشاوريّ مع المسرحيّ اللبنانيّ زياد عيتاني والتداول معه في هموم مشتركة بينهما.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تبيّن أنّ السبب الحقيقيّ لزيارة الفيلسوف الأميركيّ جيف ماكماهان إلى لبنان هو غير ما أُعلن رسميّاً. فماكماهان استغلّ دعوة الجامعة الأميركيّة في بيروت له، لإلقاء محاضرة أو أكثر، لغرض آخر: الاجتماع ذي الطابع التشاوريّ مع المسرحيّ اللبنانيّ زياد عيتاني والتداول معه في هموم مشتركة بينهما.

وقد علم “درج” بأنّ اللقاء بين ماكماهان وعيتاني، الذي تخلّله عتاب، تطرّق إلى السيّدة الإسرائيليّة كوليت حيث طمأن عيتاني صديقه الأميركيّ إلى أنّها في أتمّ الصحّة والعافية، وأنّها دائمة التنقّل بين قبرص وإسرائيل.

لكنّ المسرحيّ اللبنانيّ الذي قرأ في الصحف محاضرة ماكماهان، أزعجه ما قاله الأخير عن إسرائيل: “كيف تزعم يا جيف أنّ حروب إسرائيل على الفلسطينيّين غير متناسبة مع حجم التهديد والخطر الفلسطينيّين عليها؟. لقد ذهبتَ بعيداً يا عزيزي في نقد الدولة العبريّة على مسامع العرب!”.

هنا احتدّ ماكماهان قليلاً وأجابه: “اسمع يا زياد. هناك ضرورات تفرض نفسها أهمُّها التغطية على ما نفعله. ينبغي أن نوحي للعرب بأنّنا نتفهّم بعض أفعالهم ومواقفهم. ألم تكن أنت نفسك قوميّاً عربيّاً متحمّساً لما يسمّونه تحرير فلسطين؟! هل كان ذاك بريئاً حقّاً”.

وفرك عيتاني عينيه قليلاً وقال لنفسه: “هذا الماكماهان محترف بالفعل. إنّه بولدوزر جاسوسيّة”، ثمّ تذكّر أنّ أشرف مروان كان صهر جمال عبد الناصر، وهو ربّما تزوّج ابنته هدى من أجل تسهيل مهمّته، ولا بدّ أنّه تظاهر بأنّه ناصريّ متحمّس للوحدة العربيّة وتحرير فلسطين.

وإذ تبادلا الابتسامات والأنخاب، همس جيف في أذن زياد: “والآن، يا عزيزي، مَن سيكون هدفنا التالي؟ لقد قطعتُ مسافة طويلة من الولايات المتّحدة ولن أعود خالي الوفاض”.

وبعد لحظة صمت وتأمّل أجابه عيتاني: “من موقعي كخبير في هذه المنطقة، لا أظنّ أنّك ستعود بأيّ صيد ثمين. وهناك، لسوء الحظّ، سبب معلوم وراء ذلك: فأخبار بلدنا ومنطقتنا هي إمّا مكشوفة ومعروفة تسمعها في سيّارات السرفيس بحيث لا تستدعي أيّ تجسّس ، وإمّا أنّها سخيفة جدّاً لن تغري الطرف الذي يشغّلنا”.

“لكنّني، يا عزيزي زياد، سمعت الكثير عن شبّان المقاطعة وعن حماستهم. ألا يمكن مثلاً اختراقهم من الداخل أو فعل شيء ما يخرّب عليهم؟”.

“لا يا جيف. عندنا يقولون: غلطة الشاطر بألف. وأنت بالتأكيد شاطر، لكنّك لا تعرف تماماً بلدنا. إنّنا نصلّي كي تقوى جماعة المقاطعة عندنا لأنّهما كلّما ازدادت قوّة ازدادت ضعفاً. إنّها تنفّر الناس من المقاطعة وقضيّة فلسطين بطريقة لا سابق لها. اتركهم لي. إنّني أفهم عليهم. أمّا أنت فعد بسلامة إلى بلدك وفكّر ببلدان وجماعات أخرى ربّما كانت لديها أسرار أخطر وأكبر تستحقّ التجسّس أو الاختراق”.