fbpx

عن فساد “اللحم الحلال” بين سيناتور أميركي وسيدة لبنانية ورجل أعمال مصري!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

السيدة أرسلانيان متهمة مع زوجها بأنهما قبلا مئات آلاف الدولارات من مصادر مصرية مقابل استغلال منصب السيناتور لصالح النظام المصري وشركة ناشئة يديرها مصري- أميركي يدعى وائل حنا. هكذا تجتمع لقضية الفساد واستغلال السلطة هذه ثلاثة عناصر من لبنان ومصر والولايات المتحدة الأميركية.

يقول أحد إعلانات البنّ (القهوة) المشهورة لبنانياً: “وين في لبناني في نجّار”. مع فتح قضية رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بوب مينينديز وزوجته نادين أرسلانيان، ومعرفتي بأن نادين لبنانية، أجدني أعدّل العبارة الشهيرة على لساني لتصير: “وين في لبناني في فساد”. إذ يبدو أن آفة الفساد التي تفتك بالوطن لبنان، من رأسه إلى أخمص قدميه، تتفشى في كل مكان على الكوكب، وتحضر مع وجود لبنانيين في مواقع السلطة والقرار، حتى في الولايات المتحدة الأميركية. 

السيدة أرسلانيان متهمة مع زوجها بأنهما قبلا مئات آلاف الدولارات من مصادر مصرية مقابل استغلال منصب السيناتور لصالح النظام المصري وشركة ناشئة يديرها مصري- أميركي يدعى وائل حنا. هكذا تجتمع لقضية الفساد واستغلال السلطة هذه ثلاثة عناصر من لبنان ومصر والولايات المتحدة الأميركية. وتتضمن لائحة الاتهام ضد السيناتور وزوجته تقديمهما معلومات حسّاسة للحكومة المصرية والمساعدة سراً في توجيه المساعدات لمصر، مقابل تقديم الحكومة المصرية تسهيلات لشركة حنّا التي تحتكر تصدير اللحوم “الحلال” إلى مصر من بلدان مختلفة حول العالم.

حكاية السيدة اللبنانية أرسلانيان شغلت الكثير من وسائل الإعلام الأميركية. صحيفة “نيويورك تايمز” مثلاً، قالت إن أرسلانيان “وصفها الأصدقاء والمعارف واثنان من المحامين السابقين بالطريقة نفسها تقريباً: اجتماعية وذكية ومتابعة للموضة”. 

موقع “ذا هيل” نقل عن نادين قولها إنها وُلدت لأبوين أرمنيين وهربت من لبنان، مسقط رأسها، خلال الحرب الأهلية في البلاد. وتضيف نادين: “خلال الحرب الأهلية، هربنا من لبنان إلى اليونان إلى لندن، وأتينا إلى الولايات المتحدة وأقمنا في بالو ألتو بكاليفورنيا، لمدة سبعة أشهر تقريباً، ثم انتقلنا إلى نيويورك”، موضحةً أنها ذهبت إلى جامعة نيويورك للدراسة الجامعية والدراسات العليا، وتخصصت في السياسة الدولية والثقافة والحضارة الفرنسية. 

منذ العام 2019، جمعت قصة حب السيناتور الأميركي مينينديز بأرسلانيان وتزوجا في شهر تشرين أول/ أكتوبر من ذلك العام في الهند، بـ”لفتة عظيمة” كما وصفتها صحيفة “نيويورك تايمز”. حينذاك، “تقدم مينينديز لخطبة أرسلانيان وغنى لها خارج تاج محلّ”. ثم تقدّم السيناتور لخطبتها بعد عام في حفل صغير في كوينز، وحصلا كما تقول الصحيفة على “الهدايا من عشرات الأصدقاء المؤثرين، بما في ذلك رئيس أحد أكبر أنظمة الرعاية الصحية في نيوجيرسي وأحد المحامين الذي أصبح في ما بعد المدعي العام الأميركي لمقاطعة نيوجيرسي”.

تتابع الصحيفة أن السيناتور انتقل إلى منزل زوجته المتواضع المكون من طابقين في إنغلوود كليفس بولاية نيوجيرسي، ومنذ ذلك الحين حضرا حفلتي عشاء رسميتين في البيت الأبيض، وتناولا الطعام مع الرئيس الفرنسي ورئيس وزراء الهند.

ركزت الصحيفة على ماضي السيدة ارسلانيان المتواضع: معاناتها من الديون وعدم قدرتها على تسديد سندات تقسيط بيتها للمصرف. تقول الصحيفة إن أرسلانيان كافحت مالياً بعد طلاقها عام 2005 من زواجها الأول، وواجهت رهن منزلها. ولكن بحلول عام 2020، وهو العام الذي تزوجت فيه من مينينديز، كانت قد شكلت شركة استشارية دولية، وتضمنت أصولها سبائك ذهب كانت تقدر قيمتها آنذاك بما يصل إلى 250 ألف دولار. نقلة نوعية لافتة للأنظار، من سيدة ذكية يبدو أنها متورطة في فضيحة فساد كبيرة، إذ إن التحقيق الجديد، الذي يقوده مكتب المدعي العام الأميركي في مانهاتن، يركز على احتمال تلقي السيناتور وزوجته هدايا لم يكشف عنها من شركة حنا (للحوم الحلال) للسيدة مينينديز، وأن تلك الهدايا تم تقديمها مقابل خدمات سياسية، بحسب الاستدعاءات الصادرة في القضية.

وحنّا يمتلك شركة لتصدير اللحوم “الحلال” أسسها في العام 2019، أي في فترة بداية علاقة مينينديز وأرسلانيان، وحصل على تغطية سياسية وأمنية من جنرالات في الجيش المصري، أمنوا له موافقات حكومية تشارك فيها وزارات الأوقاف والصناعة والتجارة والزراعة والمالية، وأعطت حنا سلطة احتكارية باستيراد وتصدير اللحوم والمنتجات الغذائية كافة من وإلى أنحاء العالم، التي تحتاج إلى موافقة شرعية(من الأوقاف المصرية) بأنها “حلال”. وبذلك، ومن خلال إدارته تجارة يصل حجمها سنوياً إلى مليارات الدولارات، كان حنّا، ومن ورائه السيناتور الأميركي وزوجته اللبنانية وبالتنسيق مع جنرالات مصريين، يرفعون أسعار السلع التي يحتكرونها داخل مصر ومن بينها اللحوم، في مقابل تسهيلات قدمها حنا للحكومة المصرية للتلاعب وتوجيه المساعدات الأميركية لمصر، بعدما رتّبت أرسلانيان لقاءات بين زوجها السيناتور مينينديز ومسؤولين في الاستخبارات المصرية والجيش المصري. ولمينينديز، بحكم موقعه كرئيس للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، نفوذ كبير في التحكم بالعقود والمساعدات العسكرية الخارجية. وقد نالت أرسلانيان لقاء ذلك، كما ذكر موقع “سي أن أن”، إدراجها على كشوف رواتب إحدى شركات حنّا، وتعيينها، بحسب لائحة الاتهام، في “وظيفة لا تتطلب الحضور”.  

في كل ما يأتي، ما يهمّ حقاً هو المواطن المصري الذي بات يعاني من تضخم أسعار اللحوم والسلع التي تحتكرها شركة حنّا أضعافاً مضاعفة بسبب ثلاثي الفساد الأميركي-اللبناني-المصري الملاحق في المحاكم الأميركية. ففي مقابل كل فستان باهظ الثمن تلبسه أرسلانيان، أو محفظة باذخة تحملها، يُحرم طفل مصري من تناول اللحم بسبب غلاء أسعاره وعدم قدرة غالبية المصريين على تأمينه لعائلاتهم، بسبب احتكارات صديقها وائل حنّا، وسوء استخدام زوجها السيناتور الديمقراطي مينينديز سلطته كرئيس للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، وتواطؤ سياسيين وجنرالات مصريين جشعين ضد مصالح شعبهم.

هلا نهاد نصرالدين - صحافية لبنانية | 29.11.2023

هل تقاضت إيران 10 مليار دولار أميركي ثمن عدم توسيع حرب غزة؟

هل هناك اتفاق غير معلن بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران يفسّر الموقف الإيراني الحذر نسبيّاً في مقاربة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في مقابل التساهل الأميركي في تحرير الأموال الإيرانية المجمّدة في ظلّ الحرب وهجوم عدد من الجماعات التابعة لإيران على قوات ومراكز للولايات المتحدة الأميركية في العراق وغيرها؟