fbpx

العائدات من تنظيم الدولة الاسلامية إلى ألمانيا: خطر أمني يخيف المجتمع ويقلق السلطات

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تنشط في ألمانيا شبكة نساء (جهاديات) على مواقع التواصل الاجتماعي، لكسب النساء لتنظيم الدولة الاسلامية أو “داعش” وتشجيعهن على الالتحاق بصفوفه والزواج من مقاتليه. تقول الخبيرة الألمانية في شؤون التطرف الديني كلاوديا دنتشكين، “نلاحظ وجود مجموعات نسائية نشطة داخل الوسط الجهادي في ألمانيا”. شهدت السنوات الخمس الأخيرة تزايد عدد النساء المسلمات والألمانيات اللواتي اعتنقن الإسلام بالانجذاب للتيار السلفي، وعزت دنتشكين ذلك إلى “أنهن يبحثن عن دور محدد للمرأة كربّة بيت وأمٍّ تكرّس حياتها للرجل والعائلة”…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تنشط في ألمانيا شبكة نساء (جهاديات) على مواقع التواصل الاجتماعي، لكسب النساء لتنظيم الدولة الاسلامية او “داعش” وتشجيعهن على الالتحاق بصفوفه والزواج من مقاتليه. تقول الخبيرة الألمانية في شؤون التطرف الديني كلاوديا دنتشكين، “نلاحظ وجود مجموعات نسائية نشطة داخل الوسط الجهادي في ألمانيا”. شهدت السنوات الخمس الأخيرة تزايد عدد النساء المسلمات والألمانيات اللواتي اعتنقن الإسلام بالانجذاب للتيار السلفي، وعزت دنتشكين ذلك إلى “أنهن يبحثن عن دور محدد للمرأة كربّة بيت وأمٍّ تكرّس حياتها للرجل والعائلة”…
ويتضح من تقارير أمنية لوكالة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، أن نسبة النساء بين المتطرفين ارتفعت، بحيث تشكل المراهقات 15 في المائة من مجموع المتطرفين في برلين وحدها، حيث يزيد عددهم على 3 الاف متطرف”، وأفاد “أن أكثر من 70 امرأة التحقن بالتنظيم في سوريا والعراق”.
ليندا فينتسل، فتاة ألمانية عمرها 16 عاماً وهي من بلدة بولسنينتز، الواقعة بالقرب من دريسدن، التحقت بـ “داعش” بعد أن استخدمت جواز سفر مزور باسم أمها وتفويض مصرفي مزور أيضاً لشراء تذكرة إلى اسطنبول التي سافرت إليها عبر فرانكفورت، قبل أن تواصل رحلتها إلى سوريا. ليندا التي غيرت اسمها إلى مريم، كانت تنشر صورها على “فيسبوك” وهي ترتدي الحجاب.
وقعت ليندا في علاقة رومانسية مع أحد الدواعش عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الذي أقنعها بالسفر إلى سوريا للعيش معه، بحسب الشرطة التي أقرت بأنها كانت تحت المراقبة للاشتباه فيها في الانضمام إلى شبكة متطرفة. ولقد تبين لاحقاً بعد سقوط الموصل ووقوع ليندا بأيدي القوات العراقية انها كانت تعمل قناصاً في صفوف داعش.
خطر المسيحيات المتحولات إلى الإسلام
كانت مجموعة “الوقاية من الإرهاب”، التابعة لوزارة الداخلية الألمانية، رصدت رسائل إلكترونية مكثفة على وسائل التواصل الاجتماعي موجهة للمراهقات المسلمات في البلاد. ووفقاً لما ذكره خبراء المجموعة فأن “التنظيم نجح في جذب اهتمام المراهقات واقناعهن بالالتحاق به، من خلال تأكيده على احترام حد (الملوكية) للمرأة، لأنها تتأسس على ولادة وتنشئة الجيل المقبل من المقاتلين في سبيل الاسلام”. ونبّه تقرير أصدرته المجموعة نشر بعض تفاصيله موقع “دويتشه فيله”، إلى أن “الخطر الآتي من الألمانيات المسيحيات اللاتي اعتنقن الإسلام هو أكبر من خطر المسلمات في ألمانيا”.
وقال رئيس وكالة حماية الدستور في ولاين، “الراين” الشمالي، ويست فاليا، بوركهارت فراير، إن “المتطرفين في ألمانيا يعملون بجد للتقرب من المراهقات المسلمات واغرائهن بالالتحاق بداعش، بوعود زائفة عن الزواج والمساواة بالمقاتلين”، وأشار أمام لجنة المرأة في برلمان الولاية، “يقوم التنظيم  بتسويق فكرة الذهاب لسوريا والعراق على أنها مغامرة مثيرة، وأن الفتاة ستلتقي هناك بفارس أحلامها الذي سيحميها ويدافع عنها ويفديها بروحه، ويرافق بنشر قصص بين مقاتلين شجعان وفتيات غربيات أو فيديوهات يظهر فيها الدواعش كرجال لطفاء يلاعبون ويداعبون القطط”. وذكر تقرير لـ “المركز الأوروبي لدراسة مكافحة الإرهاب والاستخبارات”، أن “ما يدفع هؤلاء الفتيات إلى الالتحاق بداعش ليس سبباً دينياً فقط، بل يعود أيضاً إلى مرحلة النمو التي يعشنها المراهقات والتي تعرف بالرغبة في تحقيق الذات من خلال الالتزام بقضايا كبرى”.
وتشير البيانات الرسمية إلى ارتفاع وتيرة تجنيد النساء والمراهقات بعد هزائم داعش المتتالية في العراق وسوريا، وهذا يعود في أغلب الأحوال إلى محاولة التكفير عن الذنوب والحياة الصاخبة التي عاشتها بعضهن، إذ يعتقدن أن التطرف  يمثل مخرجاً وتوبة وتقرباً إلى الله”، بحسب الخبيرة الألمانية في شؤون الإسلام، شروتر، التي قالت أيضاً، “قام التنظيم بحملة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي لمخاطبة الألمانيات والأوروبيات الأجنبيات وجذبهن للتنظيم عن طريق نشر صور لشبان يتمتعون بالجاذبية، وصور لنساء محجبات مع أزواجهن المقاتلين، وقصص حب متنوعة، ما دفع بالكثير من الشابات إلى الانتقال إلى هناك والزواج من مقاتلين والانصراف إلى انجاب الأطفال والأعمال المنزلية”. هذا ويرى الخبير في قضايا التطرف، لدى المكتب الاتحادي الألماني للاجئين والهجرة، فلوريان إندرز، “داعش تستخدم مجموعات ومنتديات صغيرة للوصول إلى الشابات الأوروبيات ويسعى لإقناعهن بأن يصبحن جزءاً من مجتمع النخبة ودولة الخلافة الاسلامية”. وأضاف “داعش تريد اقامة دولة، ولهذا فالتنظيم يحتاج الى نساء لتكوين عائلات”.
سارة الراغبة في ولادة مقاتلين
سارة فتاة ألمانية عمرها 15 عاماً اختفت عن مدرستها الثانوية في مدينة كونستانس الواقعة في جنوب البلاد، ليظهر لاًحقا أنها في سوريا. كتبت سارة على مواقع التواصل الاجتماعي، “أنا الآن لدى القاعدة” ونحن الفتيات “نقدم الدعم لأزواجنا في القتال ونلد مقاتلين”.
غادرت سارة إلى سوريا بعد أن خططت بذكاء حاد لهذه المغامرة من دون علم أحد، إذ قامت بنسخ جواز سفر والدها وزورت توقيعه على وثيقة تسمح لها بالسفر لوحدها لكونها قاصر، ومنذ ذلك الوقت اختفت تماماً وسط دهشة عائلتها وأصدقائها. أمة العزيز، هو الاسم الجديد لسارة التي تزوجت من مجاهد ألماني من مدينة كولونيا، وانضم الاثنان لاحقاً إلى مجموعة المجاهدين الألمان في داعش. وبحسب المكتب الجنائي الإقليمي في مدينة شتوتغارت فإن “سارة اعتنقت الفكر السلفي، وتدربت على استخدام السلاح”. تفيد دراسة صادرة عن (معهد الكانو) الملكي الاسباني، أن “أكثر من 500 امرأة وشابة وربما أكثر بكثير من بلدان أوروبية انضممن إلى داعش” وأن “دورهن اتسع بشكل كبير”. وبرأي علماء نفس فإن “النساء أكثر ميلاً وتجاوباً للخطاب التحريضي التي يبثه التنظيم عبر منصات التواصل الاجتماعي”. وفي هذا السياق يشير تقرير (الكانو) إلى 55.6 في المائة من النساء في إسبانيا على سبيل المثال لديهن القابلية للالتحاق بصفوف الميليشيات المسلحة، مقابل 30.8 في المائة من الرجال”. ويتضح من التقرير “أن غالبية الملتحقات تتراوح أعمارهن بين 19 و23 عاماً”.
يعتمد داعش أساليب مختلفة لاستقطاب الأوروبيات ومن بينهن الألمانيات المراهقات وهي، وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت، والنساء الملتحقات بالتنظيم، وعملية تضليل وغسل للعقول مركبة تستخدم الدين وعنصر المغامرة والحياة الزوجية الآمنة ومنح المرأة دوراً متميزاً في العائلة والحياة. ولقد شكل التنظيم كتيبتين الأولى باسم “الخنساء” و “أم الريحان”، وذلك في العام 2014 مشترطاً للانتساب إليهما أن تكون النساء عازبات وأعمارهن ما بين 18 و25 عاماً. وتعد “الخنساء” الشرطة الأخلاقية لـ “داعش” وتقودها امرأة برتبة لواء، فيما “أم الريحان”، فتتولى توعية النساء وشرح تعاليم الإسلام ومراقبة تقيدهن بالقوانين وأصول الشريعة الإسلامية. وتتوزع مهمات الداعشيات إلى، “الانجاب والخدمة المنزلية، أو الخدمة المدنية في التعليم والصحة وغيرها، حمل السلاح والقتال”.
حين تصبح النساء ارهابيات
ترفض المتخصصة في شؤون التطرف وحقوق الانسان، جين هاكيربي، في مقال لها نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، بعنوان “حين تصبح النساء ارهابيات”، منح المرأة في التنظيمات الإرهابية الصورة النمطية المغلوطة والسلبية والقول بأنها تتعرض للتمييز حسب الجنس وتحت تأثير الرجل، وقالت “الجزء الأكبر من المشكلة يكمن في الاعتقاد الخاطئ بأن الإرهاب يشكل عنفاً حيال المرأة”. وأضافت، “هذا الاعتقاد يتعارض مع التوجه الذي أصبح أكثر كثافة لتنظيم داعش نحو تمكين المرأة وادرجها في قلب المخططات الإرهابية للتعويض عن اعتقال المئات من مناصري داعش دولياً، وللتمويه وإرباك الجهات الأمنية والاستخباراتية”. وقالت “نحن نفضل أن ننظر إلى الإرهاب من جانب تمييزي حسب الجنس، ما يضع الرجل المسلم المتطرف يعادي المرأة، فيما يعتبر الغرب وحده المدافع عنها”. وتستنتج بأنه “بات هناك نوع من التقارب سواء في الأعمال التي يقوم بها الرجل والمرأة وحتى في أسباب الالتحاق بالتنظيم” وبالتالي فمن “الخطأ تفسير التحاق المرأة بالجهاد بأنه مجرد انخراط في جهاد النكاح، أو كزوجة لأحد المقاتلين”. وفي تقرير أصدره مركز أبحاث كوليام، المتخصص بقضايا الارهاب في لندن، أكد أن “التركيز على وصف فتيات داعش بعرائس الجهاد، ساهم في اختصار دوافع اصرارهن على الالتحاق بالتنظيم”. وأشار إلى أن، “هناك أسباباً أخرى منها الرغبة في التمكين والخلاص والمشاركة والتقوى وتغيير نمط وأسلوب الحياة إلى جانب المساهمة في بناء ما يعتقدن انه المدينة الفاضلة”.
تنشغل دوائر القرار في ألمانيا بكيفية التعامل مع مقاتلي داعش الألمان العائدين إلى البلاد، وبشكل خاص النساء والأطفال الذي لم يعرفوا سوى أعمال العنف والقتل والإرهاب. ونقلت مجلة “شبيغل”، عن مصادر أمنية قولها إن “أكثر من 50 داعشية ألمانية عدن إلى البلاد، وأشارت إلى أن “كل واحدة من الألمانيات اللاتي غادرن إلى سوريا والعراق ستعود ومعها طفل واحد على الأقل منهم، وهذا ليس عدداً كبيراً، فيما سيكون الجزء الأكبر في سن الرضاعة أو الأطفال الصغار”. وحذر رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية هانس غيورغ ماسن، من الأطفال والمراهقين الذين سيعودون وتلقوا تربية إسلامية متطرفة”. وقال “يوجد أطفال ومراهقون خضعوا للتعليم في مدارس داعش حيث تعرضوا لغسل دماغ وتطرفوا بشكل قوي، وتمّ استخدامهم في مشاهد قتل في فيديوهات ما يمكن اعتبارهم جيلاً جديداً من مقاتلي المستقبل ويشكلون خطراً جدياً”.
أطفال داعش الغربيين
تشكل النساء الغربيات الملتحقات بـ “داعش” تحدياً كبيراً للدول الأوروبية، ولا تريد حكوماتها تقديم أي مساعدة لعودتهن مع أطفالهن إلى بلدانهم، ويتعين على زوجات الداعشيين من الدول الغربية وأولادهن التوجه إلى سفارة بلدهن في تركيا أو الأردن أو لبنان لأنهن لا يملكن وثائق سفر للعودة وهو أمر شبه مستحيل. وبحسب الباحث في مجال الارهاب في معهد الأمن والشؤون الدولية في جامعة “ليدن دان فاغمنز”، “الأطفال هم الضحايا هنا، فأهلهم هم الذين نقلوهم إلى سوريا في أغلب الأحيان بحجج كاذبة، أما البعض الآخر فلقد ولدوا في أحضان داعش ولايمكن استقبالهم من دون امهاتهم”. وترجح جهات الاستخبارات الغربية أن “بين عامي 2014 و2016 قام داعش بتجنيد وتدريب أكثر من 2000 طفل تتراوح أعمارهم بين 9 و12 ليكونوا شبكة أطفال الخلافة. يقول فاغمنز، “حتى لو لم يتم تدريبهم سيكون لهم ذكريات عن العيش في الحرب”. وأشار إلى أن “الأبحاث أظهرت أنه حتى الأطفال الأصغر سناً تبقى لديهم ذكريات الحرب”.
تتوقع برلين عودة 100 طفل من العراق وسوريا، وقال المدعي العام بيتر فرانك، “أن 600 ألماني من أصل 1000 مازالوا موجودين في داعش”. وقال “لا نعرف هل سيبقون في سوريا والعراق؟ أم سيعودون؟”. وقال هانس ماسن، “نرى خطراً في عودة أطفال داعش الذين خالطوا الإرهابيين وتلقوا تدريبات على القتل إلى ألمانيا”. وذكر تقرير لصحيفة “واشنطن بوست”، أن “داعش يبدأ بتعليم الأطفال التطرف في سن السادسة، ويكون هؤلاء جاهزين للعمل الارهابي في سن المراهقة”.
أظهر استطلاع جديد أجراه معهد (يوغوف)، لقياس مؤشرات الرأي أن “34 في المائة من الألمان يتوقعون ارتفاع منسوب الإرهاب خلال العام الجديد، فيما رأى 46 في المائة أن خطر داعش سيظل كما هو، مقابل 6 في المائة فقط رأوا أن وتيرة الإرهاب ستتراجع”.

[video_player link=””][/video_player]