fbpx

هآرتس: القدس العلمانية… انهزمت

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

أثار انقشاع الضباب، بعد فرز الأصوات في مدينة القدس، أسئلةً جديدةً حول انتخابات الإعادة لمنصب عمدة المدينة التي فرضتها النتائج… والمؤكّد على ضوئها هو أنّه يحق لسكّان القدس العلمانيين أن يشعروا بالقلق أكثر من قبل

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أثار انقشاع الضباب، بعد فرز الأصوات في مدينة القدس، أسئلةً جديدةً حول انتخابات الإعادة لمنصب عمدة المدينة، التي فرضتها النتائج، إذ لم يسبق لمدينة القدس أن شهدت انتخابات إعادة لاختيار عمدة المدينة، ولذا فمن الصعب تقييم ما قد يحدث، إنما هناك شيءٌ واحدٌ مؤكدٌ: يحق لسكان القدس العلمانيين أن يشعروا بالقلق أكثر من قبل.

نستعرض في ما يلي خمس ملاحظات بشأن النتائج:

الجولة الثانية

يتعين على المرشحين المنهكين، موشيه ليون وعوفر بيركوفيتش، العودة الآن إلى خط الانطلاقة من جديد استعداداً للجولة التالية. يبدو أن ليون يملك فرصةً أفضل للفوز، فقد حصل يوم الثلاثاء على نحو 20 ألف صوت أكثر من بيركوفيتش، والأهم من ذلك، من المرجح أن تجلب الكراهية التي يكنها المتطرفون المتشددون (الحريديم)، والقوميون الحريديم والناخبون اليمينيون المتطرفون لبيركوفتيش، المزيد من الأصوات الإضافية لمصلحة ليون.

يبدو أن الوضع الذي يواجهه بيركوفيتش أسوأ من ذلك، لأن الجولة التالية من التصويت المقرر عقدها في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر لن تكون يوم عطلة عن العمل ولن تفتح مراكز الاقتراع أبوابها إلا عند الواحدة بعد الظهر، يوم الثلاثاء، على رغم أن يوم التصويت خلال الجولة الأولى كان عطلة، إضافة إلى الحملة الانتخابية المطولة، ظل السكان غير الحريديم في المدينة غير مبالين بالحدث، بينما تراوح إقبال الناخبين في الأحياء العلمانية، ما بين 50 و60 في المئة، بينما في الأحياء التي يسكنها الحريديم، فقد أدلى أكثر من 70 في المئة من السكان بأصواتهم.

ومع ذلك، من السابق لأوانه أن يشعر بيركوفيتش ومؤيدوه باليأس من مآل هذه الانتخابات. يشير المراقبون الحريديم إلى الصدع الذي تعمق خلال الشهر الماضي بين حزب أغودات يسرائيل، الذي يمثل الحريديم الحاسيديم، وحزب “ديغيل هاتوراه”، الممثل للحريديم من غير الحاسيديم (“الليتوانيين”). وسيواجه ليون بلا شك صعوبةً كبيرةً في جسر الهوة بينهما. ويأمل بيركوفيتش بأن يؤدي غضب الحاسيديم تجاه غير الحاسيديم، الذين دعموا ليون، إلى بقائهم في منازلهم وعدم الخروج للتصويت يوم الـ13 تشرين الثاني، أو ربما حتى التصويت لمصلحته. ويمكن أن يفترض المرء أنه خلال الأيام القليلة المقبلة سوف نسمع عن الكثير من المفاوضات والصفقات السياسية المختلفة التي سيقدمها كلا المرشحين لحزب “أغودات يسرائيل”.

بعد أن تبين فشل زئيف إلكين في قدرته على المنافسة، والوصول إلى الجولة الثانية، أعلنت زوجته على صفحات “فيسبوك” أنه لن يقدم دعمه لأي من المرشحين، وسيترك ليون وبيركويتش يتنافسان لاستمالة الناخبين المتدينين واليمينيين الذين صوتوا لمصلحته.

مجلس المدينة

بالنسبة إلى سكان المدينة من غير الحريديم، تنذر نتائج الانتخابات بضربة قاسمة تقضي على الآمال المعلقة بجعل القدس مدينة ليبرالية أكثر انفتاحاً، وذلك بسبب فوز الحريديم بأغلبية كبيرة من مقاعد المجلس. ووفقاً للنتائج شبه النهائية، ستحصل كتلة الحريديم، إلى جانب فصيل الحريديم القومي بقيادة آرييه كينغ، على 17 مقعداً من بين مقاعد المجلس الـ31. وستحصل كتلة اليمين في الليكود، وقائمة إلكين، وحزب البيت اليهودي على خمسة مقاعد، أما تكتل يسار الوسط، الذي يضم حزب هيتيروت (التابع لبيركوفيتش) وحزب ميرتس، والقائمة التي قادها يوسي هافيليو، فسيحصلان على تسعة مقاعد.

خلال انتخابات مجلس المدينة في 30 تشرين الأول/أكتوبر 2018

تشير هذه النتائج إلى أنه في حال فوز ليون بمنصب العمدة، ستصبح القدس على مدى السنوات الخمس المقبلة أكثر ميلاً إلى نهج الحريديم، وأشد تقييداً، مع تضييق المساحات وحرية التعبير للسكان الذين يتسمون بالتعددية، أما إذا فاز بيركوفيتش، فسيُجبر على التعامل مع مجلسٍ مناهضٍ، وتحالفٍ هش للغاية. وسيجد نفسه محاصراً بين  أنصاره العلمانيين وشركائه السياسيين من الحريديم.

ولن يكون لحوالى 20 ألفاً من الناخبين العلمانيين والدينيين أي تمثيلٍ في مجلس المدينة بسبب تصويتهم لقوائم لم تتمكن من تجاوز العتبة الانتخابية. ويشمل هؤلاء 5 آلاف شخص صوتوا لقائمة ليون، وهذا يعني أنه حتى لو فاز في نهاية المطاف بمنصب العمدة، لن يكون مع ذلك عضواً في المجلس المنتخب.

ثورة الحريديم التي لم تتم

تشير النتائج إلى أن الثورة في سياسة الحريديم التي علق كثيرون آمالهم على وقوعها، لم تحدث. وعلى غرار جميع الحملات الانتخابية السابقة، اتبع جمهور الحريديم إملاءات حاخاماتهم. وقد صوّت الناخبون الليتوانيون من الحريديم وحزب شاس لمصلحة ليون، على رغم أنهم لا ينظرون إليه كمرشح مثالي، في حين صوّت الحاسيديم لمرشح أغودات يسرائيل، يوسي دايتش، على رغم قناعتهم بأنه ليست لديه أي فرصة للفوز.

امرأة فلسطينية من القدس تدلي بصوتها

على هامش معسكر الحريديم، كان هناك بعض الحريديم “الحديثين” الذين صوّتوا لبيركوفيتش، لكنه لم يفلح في تحقيق أي اختراق داخل معاقل الحريديم. يشبه هؤلاء الحريديم الجدد – الذين يميلون إلى العمل من أجل كسب لقمة العيش بدلاً من التفرغ التام لدراسة التوراة – جسيمات بوزون هيغز: الجميع يعرفون أنهم موجودون، مثلما يبرهن على ذلك، وجودهم في النظام التعليمي، والكليات المختلفة ووسائل إعلام الحريديم، لكن من منظور سياسي، يكاد لا يظهر لهم أثر. وإلى يومنا هذا، لم يبرهن هؤلاء الحريديم، الذين لا يتبعون بالضرورة مذاهب الحاخامات السياسية، أنهم يشكلون أي ثقل سياسيٍ يُحسب له حساب.

موشيه ليون

تشير قلة الأصوات بالنسبة إلى قائمة موشيه ليون، إلى أن الادعاءات التي تزعم أنه لا يمثل أكثر من دمية سياسية يتلاعب بها الآخرون، كانت دقيقة. لا يشعر معظم المقدسيين بأي حماسة إزاءه. وبعد 5 سنوات من وصوله إلى العاصمة قادماً إليها من مدينة جفعاتايم، لم يتمكن من الحصول إلا على 5 آلاف صوت فقط، وكل ما تبقى من أصواته حصل عليه نتيجة اتفاق سياسي بينه وبين حاخامي ديغل هتورا وشاس. ومن دون هذا الدعم من أحزاب الحريديم، كان ليون سيجد نفسه يتنافس مع المرشح التعيس آفي سلمان على المركز الأخير.

زئيف إلكين

خلال الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية، بدا وزير شؤون القدس وكأنه قد استسلم، وأمضى نهاية الأسبوع في منزله في مستوطنة جوش عتصيون، وقد واجه الصحافيون صعوبات جمة للقائه ، للقيام بجولة في مراكز الاقتراع. ومن الأمور التي تُحسب له أنه لم يخدع ناخبيه، فقد صرح منذ البداية بأنه لن يبقى في القدس ليجلس في مجلس المدينة إذا خسر سباق البلدية، وسيعود بدلاً من ذلك إلى الحكومة ليعمل فيها بدوام كامل، بينما يخطط لمستقبله السياسي.

ومع ذلك، لا يعني الأمر أنه لا يدين للمقدسيين بنوعٍ من المساءلة. فقد كان إلكين مغتراً وواثقاً بنفسه عندما دخل السباق على منصب العمدة. وقد اعتبر القدس بمثابة مشكلة – ديموغرافية وسياسية وحتى من ناحية الميزانية – لا بد من حلها، وليس كمدينة يجب أن تدار أولاً وقبل كل شيء لمصلحة سكانها. من المحتمل أن يكون ترشيحه قد قوّض حظوظ بيركوفيتش، وهو سياسي محلي نشأ في المدينة وأسس حزب هيتيروت، ليجعل منها حركة سياسية كبيرة. وفي نهاية المطاف، كان الفوز حليف الحريديم، الذين قدموا مصالحهم الخاصة أولاً، على حساب مصالح جميع سكان القدس.

هذا المقال مترجم عن موقع Haaretz ولقراءة المقال الأصلي زوروا الرابط التالي

إقرأ أيضاً:
إنها ليست مزحة: يهودي ومسلم ومسيحي في حانة ليليّة شمال إسرائيل
ترامب بين إسرائيل – نتانياهو واليهود الضحايا