fbpx

فتيات غير محجبات يقلقن النظام في إيران

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تحولت الشابة الإيرانية ويدا موحد (31 عاما) وأم لطفل في سنته الثانية، إلى أيقونة للحركة الاعتراضية على الحجاب الإجباري في الجمهورية الإسلامية. ظهورها في أشرطة فيديو وفي صور نقلتها وسائل التواصل الاجتماعي، واقفة على منصة حجرية، في شارع إنقلاب( الثورة) وسط طهران، سافرة تلوح بمنديلها الأبيض

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تحولت الشابة الإيرانية ويدا موحد (31 عاما) وأم لطفل في سنته الثانية، إلى أيقونة للحركة الاعتراضية على الحجاب الإجباري في الجمهورية الإسلامية. ظهورها في أشرطة فيديو وفي صور نقلتها وسائل التواصل الاجتماعي، واقفة على منصة حجرية، في شارع إنقلاب( الثورة) وسط طهران، سافرة تلوح بمنديلها الأبيض، شكل إلهاماً، لنموذج الاعتراض السلمي الهادئ، الذي تسعى الإيرانيات إلى اعتماده وتعميمه من أجل إسقاط قانون فرض الحجاب في البلاد.
حركة ويدا موحد، التي شغلت العالم، كانت الاستجابة الأولى لنداء حملة “الأربعاء الأبيض” في طهران، والتي شكلت في بدايتها، إرباكاً لكل من تابعها، فلم يتمكن أحد من تحليلها ولا من تفسيرها، حتى الإيرانيون أنفسهم. فمنهم من ظن أنها جزء من المظاهرات الاحتجاجية، التي شهدتها البلاد في الشهر الماضي، اعتراضا على تفشي الفساد في دوائر الدولة وتدهور الوضع الاقتصادي، ومنهم من اعتبرها تصرفا فرديا أو تعبيرا شخصيا عن قضية ما، ليس له أي خلفيات. لكن الالتباس سرعان ما تكشف، وذلك بعدما بثت حملة “الأربعاء الأبيض” على صفحتها على فيسبوك، شريط الفيديو الذي وثقت به ويدا موحد حركتها، معلنة تجاوبها مع نداء الحملة، للتعبير السلمي عن الاعتراض على الحجاب الإجباري.
شرطة الآداب التي انشلغت منذ اللحظة الأولى بمحاولة معرفة هوية هذه الفتاة التي استسهلت خرق القانون، والوصول إليها وتغييبها قبل أن تتحول إلى “ملهمة”، تمكنت بعد يومين من البحث والتقصي وزرع العيون والجواسيس، من اعتقال ويدا موحد واقتيادها إلى جهة غير معروفة.
في المقابل كانت النساء اللواتي أعربن عن التزامهن بالحملة، ودعمهن لها، بدأن أيضا بالبحث عن فتاة شارع الثورة – كما صارت تعرف، من أجل معرفة مصيرها أولا، ومن أجل حمايتها والدفاع عنها في المحكمة إذا اقتضى الأمر، كون نزع الحجاب في الأماكن العامة في إيران يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون بالحبس وبدفع غرامة مالية.
ما لبثت أن تحولت عبارة “دختر خيابان انقلاب- فتاة شارع الثورة” إلى عنوان لحملة تقصّ ٍواسعة، لبناء سد معنوي حول ويدا موحد، أطلقها ناشطون وناشطات، وأسفرت عن الوصول إلى مكان اعتقالها ومن ثم إطلاق سراحها بعد دفع كفالة 500 ألف ريال إيراني.
لم تنته المسألة عند هذا الحد، شرطة الآداب عادت واعتقلت ويدا موحد، لأنها تحولت إلى رمزٍ خشيت منه، ومعها ست فتيات طهرانيات، ترافق اعتقالهن مع بيان أصدرته المحكمة العليا في البلاد، يتهم النساء المتجاوبات مع الحملة المذكورة بالعمالة للخارج ويهددهن بالسجن الدائم.
التصعيد لا يقابل إلا بالتصعيد، أما إرهاب السلطة فهو أمر اعتدنا عليه، ولن يثنينا عن تحقيق هدفنا، وهو انتزاع قانون “حق اختيار اللباس” وإلغاء قانون “الحجاب الإجباري”، هكذا أعلن ناشطون وناشطات على مواقع التواصل الاجتماعي، مهددين السلطة الدينية ومؤسساتها التي تنحر الحريات الشخصية، بأنها سترى في الأيام المقبلة ما لم تره من قبل، مطلقين حملة “دختران خيابان انقلاب- فتيات شارع الثورة” في إشارة إلى الفتيات الستة وملهمتهن ويدا موحد.
وبالفعل، تتواصل منذ يوم الأربعاء الماضي، حركة اعتراضية لا سابق لها على الحجاب الإجباري واعتقال الفتيات، في طهران وعموم المدن الإيرانية. اشترك فيها نساء ورجال من مختلف القوميات والأديان والمجتمعات، وفاقت قدرة شرطة الآداب لوجستيا على لملمتها.
اما في طهران، فيتناوب على الوقوف على المنصة الحجرية التي اعتلتها ويدا موحد، في شارع إنقلاب، نساء ورجال يلوحون بمناديل بيضاء ربطوها بعصي طويلة، محولين هذه البقعة الجغرافية الضيقة من العاصمة المترامية، إلى مزار على مدار الساعة، لمعارضي قوانين تقييد الحريات. كما تشهد مساحات وأماكن أخرى في العاصمة مظاهر تأييد ودعم للحملة، من قبل شبان يحملون منديلاً أبيض في يد، وفي اليد الأخرى لافتة كتب عليها “لستن وحدكن”.
من الطبيعي ألا تستسلم شرطة الآداب تحت ضغط هذه الحملة الآخذة بالتبلور يوما عن يوم، وباستقطاب وجوه اجتماعية وثقافية وسياسية مختلفة. وفي حركة صادمة تنطوي على الكثير من الكيدية والدهاء، اعتلى رجل دين صباح  الجمعة، المنصة الخاصة ب”فتاة شارع الثورة” ملوحا بمنديل أسود. كأنه يوجه رسالة إلى داعمي وداعمات الحملة بأن هدفها أسود (خبيث) وليس ملائكيا أو بريئا كما يدل اللون الأبيض.
رسام الكاريكاتور الإيراني أسد بيناخواهي وصف الحركة الاعتراضية الجديدة على الحجاب الإجباري بالإعصار. وفي الرسم الكاريكاتوري الذي علق فيه على حملة “فتيات شارع الثورة”، رسم بيناخواهي، ويدا موحد، تقف على منصة ملوحة بمنديلها وخلفها يقف شاب وفتاتان يفعلون مثلها، ويظهر الرسم جسدي رجلي دين طيرهما الإعصار وعدد من العمائم والسبحات وقعت أرضا.

[video_player link=””][/video_player]

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!