fbpx

في روسيا يواجه نشطاء وحقوقيون الاعتقال والحرق المتعمد والقتل

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

الإنسان المسمى “ميموريال” هو جزء مهم وحيوي من تاريخ روسيا بعد الحقبة السوفياتية. نشأ المركز خلال حقبة ماسمي بأسبوع الضمير عام 1988، عندما قام نشطاء شباب من الطلاب ومعارضون سياسيون كبار، وسجناء سابقون في الغولاغ، بوضع أسماء وقصص ضحايا القمع السوفياتي، الأعداء السابقين للشعب، على حائط خارج مسرح صغير في موسكو.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

الإنسان المسمى “ميموريال” هو جزء مهم وحيوي من تاريخ روسيا بعد الحقبة السوفياتية. نشأ المركز خلال حقبة ماسمي بأسبوع الضمير عام 1988، عندما قام نشطاء شباب من الطلاب ومعارضون سياسيون كبار، وسجناء سابقون في الغولاغ، بوضع أسماء وقصص ضحايا القمع السوفياتي، الأعداء السابقين للشعب، على حائط خارج مسرح صغير في موسكو.
في نفس العام تطلع النشطاء إلى أندريه ساخاروف، وهو معارض سياسي فاز بجائزة نوبل للسلام في 1975. في منتصف الثمانينيات عندما كان ساخاروف وزوجته يلينا بونر، يعانيان في منفى داخلي، أضرب ساخاروف عن الطعام لمدة مئتي يوم. في عام 1988 وحين كان الاتحاد السوفيتي على شفا الانهيار، أعلنت مجموعة النشطاء الشباب، ساخاروف، رئيساً فخرياً لمجموعتهم، والتي عرفت ببساطة بـ “ميموريال” أو “التذكار”.
لثلاثة عقود تلخصت مهمة هذه المجموعة، في حماية ذكرى الضحايا، والدفاع عن حقوق الإنسان في روسيا. بالنسبة للعاملين هناك، تحمل وظيفتهم الكثير من المخاطر. خلال السنوات الثمانية عشر الماضية ، عصر حكم فلاديمير بوتين، اُختطف نشطاء ميموريال المدافعون عن حقوق الإنسان، وضربوا، وسجنوا وقتلوا، رمياً بالرصاص، وتعرضت مكاتبهم للاقتحام والحرق. لكن الحركة لم تمت، لأن نشطائها آمنوا بأن روسيا يجب أن تتذكر تاريخها الحقيقي، ضحاياها الحقيقيون.
خلال الفترة الماضية، وصل الضغط على مجموعة “ميموريال” إلى مستويات حرجة وخطيرة بالنسبة لموظفيها في منطقتين من المناطق الروسية، في جمهوريات الشيشان وإنغوشيا. فقد اعتقل مدير مكتب الشيشان، أيوب تيتيف، في التاسع من يناير/كانون الثاني، على خلفية ما يقول محامو مركز ميموريال، إنها تهم مزيفة بحيازة مخدرات. في هذه الأثناء تلقى أفراد أسرته تهديدات من الشرطة المحلية. بعد ذلك بيوم، التقطت كاميرات المراقبة صورة رجلين مقنعين، يشعلان النار، في مكتب ميمويال في نازران في إنغوشيا. بعدها،اقتحمت الشرطة الشيشانية مكتب المجموعة في غروزني.
في وقت سابق، وصف الرئيس الشيشاني المتسلط، رمضان قاديروف، في لقاء له مع ضباط الشرطة، نشطاء المجموعة بأنهم “أعداء الشعب”، الذين يخبرون العالم بمشاكل روسيا، لتشويه سمعة الدولة. قال قاديروف، “لا مكان لمثل هؤلاء الناس في الشيشان”. وصف قاديروف مدير مركز ميموريال في غروزني بـ “مدمن المخدرات”. وشعر الزعيم الشيشاني بالغضب لأن عشرات المنظمات الدولية. أعربت عن دعمها لأيوب تيتيف ومنظمة ميموريال.
كان ذلك تصريحاً خطيراً من زعيم يتمتع بالسلطة الكاملة في الجمهورية. قال مدير منظمة ميموريال ألكسندر تشيركاسوف، للديلي بيست، في مقابلة حصرية في المكتب الرئيسي في موسكو، “قاديروف أعلن تحذيره مخبراً إيانا بشكل رئيسي بأنه يحظر نشاطنا في الشيشان”.
أثناء حديثه معنا، كانت صورة امرأة جميلة تدعى ناتاليا استيميروفا، معلقة على حائط قريب. كانت ناتاليا مدافعة بطولية عن حقوق الإنسان، وهي أدركت عمق الخطر الكامن في عملها جيداً. باعتبارها مديرة مركز ميموريال في الشيشان، حاربت ناتاليا ضد الفساد والظلم، ولم تغادر الجمهورية حتى بعد أن هددها قاديروف شخصياً بالقتل. مرت ثمان سنوات منذ مقتلها، ومازلنا لا نعرف من أعطى الأمر بذلك.
منذ أول أسبوع الضمير عام 1988، انضم آلاف النشطاء وعشرات المنظمات إلى حركة ميموريال في جميع مناطق روسيا، وفي بعض الدول المجاورة.أرشفت مراكز ميموريال، معلومات عن أكثر من 3 مليون ضحية للقمع السوفيتي، وافتتحت مكاتب ونصب تذكارية وساعدت وكالات إنفاذ القانون، على تحرير الرهائن خلال أزمات الرهائن، وقدمت الدعم القانوني لأكثر من 5000 عائلة، من ذوي المختطفين والمختفين.
تقول سفيتلانا غانوشكينا، العضوة القديمة في المجلس الدولي لميموريال، “ميموريال هي فخر روسيا، الذي يجب أن تدافع عنه الدولة وتحميه. ستستفيد الدولة حقاً من التعاون مع ميموريال”.
وباعتبارها عضوة في مجلس الكرملين للمجتمع المدني وحقوق الإنسان، ناقشت غانوشكينا قضايا حقوق الإنسان مع الرئيس بوتين ست مرات.، وهي أخبرت الديلي بيست، “سمعت بوتين يتحدث عن ميموريال باحترام بالغ في عدة مناسبات، لكن في هذه اللحظة أشك أن لدى الرئيس قوة كافية للسيطرة على رمضان قاديروف. سياسة الكرملين في الشيشان فشلت. تقول الشائعات إن قاديروف قال مرة إنه بنى غروزني، وأنه هو من سيدمر غروزني، لذا قاديروف الغاضب من ميموريال ، أحدث منتقديه، هو تحد كبير بالنسبة لبوتين”.
قبل أيام، كتبت منافسة بوتين في الانتخابات الرئاسية في 2018 كسينيا سوبتشاك، رسالة مفتوحة إلى قاديروف قالت فيها، “كيف لا تفهم أن الأشخاص الذين يدافعون عن حقوق الإنسان هم الأعضاء الأفضل والأهم في الجنس البشري، وأنا متأكدة أنك ستحتاج -أنت تحديداً- إلى حمايتهم يوماً ما”.
في سبتمبر/أيلول الماضي، افتتح الرئيس بوتين نصباً تذكارياً ضخماً لضحايا القمع السياسي على شرف ساخاروف، في وسط مدينة موسكو، وهو النصب الذي بدأت ميموريال العمل عليه. قال بوتين خلال حفل الافتتاح، “هذا الماضي المرعب لا يجب أن ينمحي من الذاكرة القومية، ولا يجب تبريره بأي شكل أو بما يسمى صالح الشعب”.
هناك رأي قوي سائد بين خبراء الكرملين مفاده أن المدافعين عن حقوق الإنسان، ليسوا بحاجة للمساعدة. قال سيرجي ماركوف، العضو في المجلس العام الروسي، للديلي بيست، “انظر، الأمم المتحدة والمجلس الأوروبي ووزارة الخارجية الأميركية ــ والجميع أصدر تصريحات دعماً لميموريال، هم لا يحتاجون أي مساعدة من السلطات، على المستوى الشخصي أحترم مجهودات ميموريال في إعادة تأهيل الضحايا وأرشفة قصصهم، لكن حين يتعلق الأمر بحقوق الإنسان، لا أظن أن عليهم العمل على ذكريات الموتى، بل على حقوق الروس في أوكرانيا ودول البلطيق، حيث تساء معاملتهم بشكل كبير”.
تمتلك روسيا، أكبر دول العالم، ذكريات مؤلمة على مدى تاريخها الطويل. يحتاج الناس إلى مكان يشعرون فيه بالحماية. خلال الحرب الشيشانية الثانية في 1999-2009، كان مركز ميموريال في نازران، مكاناً يلجأ إلى الناس للمأوى والمساعدة. كان ذلك المكتب الصغير والمزدحم دائماً، منزلاً لنا نحن الصحفيون، نرى فيه مقابلات نشطاء حقوق الإنسان، للأشخاص الذين يواجهون الأزمات، ويعملون على توثيق حالات العنف، والأقارب المختطفين والمقتولين. ساعد محامو ميموريال الضحايا على إيجاد أحبائهم وتحرير الشكاوى لدى الشرطة والسلطات القضائية.  
واليوم، المكتب مكسو بالسواد، محروق ومليء بالرماد، وفارغ. قال تشيركاسوف، “وعد رئيس جمهورية إنغوشيتيا، يونس بك يفكوروف، بالتحقيق في الحادثة؛ لكن الهجوم على مركز غروزني متواصل، ومستمر، الأمر متوقف على قرار بوتين برفع سماعة الهاتف، والاتصال بقاديروف وإخباره بإيقاف هذه الهجوم الشامل”.
تقول تانيا لوكشين،ا مديرة برنامج موسكو في منظمة هيومان رايتس ووتش، “هذا هجوم على أكبر مجموعة حقوقية في روسيا، وعلى أي إمكانية لتحقيق تقدم في ملف حقوق الإنسان في الشيشان، ويصل مداه إلى أوسع من ذلك، فيما يتعلق بالقدرة على القيام بأي أعمال لصالح حقوق الإنسان في روسيا المعاصرة. هذا الهجوم ليس مقصوراً على الشيشان. هذه الأحداث المريعة مستمرة. مكتب ميموريال في إنغوشيا دُمر، تماماً وتتعرض المنظمة لحملات تشويه شديدة من قبل الإذاعات الوطنية”.
*آنا نيمتسوفا
هذه المادة مترجمة عن موقع The Daily Beast. للاطلاع على المادة الأصلية من هنا.
[video_player link=””][/video_player]

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!