fbpx

مصر تنقسم: العقل أم السيسي؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

كلّ شيء بدأ في الجامعات المصريّة. أساتذتها الذين يدرّسون تاريخ “حركة التنوير والعقل” الأوروبيّة في القرن الثامن عشر، قرّروا تأسيس حزب جديد أسموه “حزب العقل”. هذا التطوّر الكبير، وفقاً لمراسل “درج” في القاهرة، شرع يهدّد بصدام عنيف بين طرفين انشقّ المجتمع المصريّ إليهما: “حزب العقل” و”حزب السيسي”

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

كلّ شيء بدأ في الجامعات المصريّة. أساتذتها الذين يدرّسون تاريخ “حركة التنوير والعقل” الأوروبيّة في القرن الثامن عشر، قرّروا تأسيس حزب جديد أسموه “حزب العقل”، شعاره “كلّ السلطة للعقل”.

عشرات الآلاف من طلاّبهم تجاوبوا معهم وانتسبوا إلى الحزب الجديد الذي ما لبث أن تجاوز حدود الجامعة وبدأ يستقطب المناصرين في المجتمع الأوسع.

هذا التطوّر الكبير، وفقاً لمراسل “درج” في القاهرة، شرع يهدّد بصدام عنيف بين طرفين انشقّ المجتمع المصريّ إليهما: “حزب العقل” و”حزب [رئيس الجمهوريّة عبد الفتّاح] السيسي”. ولأنّ مصر باتت مهدّدة بحرب أهليّة طاحنة، دعا الدكتور أسامة الغزالي حرب والإعلاميّ عمرو أديب إلى “مؤتمر لصانعي الرأي من مثقّفين وجامعيّين وإعلاميّين وناشطين” للتهدئة والخروج بما قد يؤدّي إلى استبعاد احتمال خطير كهذا.

أعمال المؤتمر بدأت ببيان تلاه الغزالي حرب كان أهمّ ما ورد فيه الفقرة التالية: “إنّ بلدنا هو أصل الحضارة والتسامح، فيما ديننا الإسلاميّ دين الاعتدال والوسطيّة. لهذا ينبغي أن لا تنجرّ مصر وشعبها إلى خيارات متطرّفة تعصف بالاستقرار والسلم الأهليّ. ولأنّنا نعلم أنّ فكرنا السياسيّ قام دائماً على التوفيق: بين العروبة والإسلام، ثمّ بين الديمقراطيّة والاشتراكيّة، ثمّ بين الأصالة والحداثة، والتراث والمعاصرة، فإنّ ما ندعو إليه اليوم هو حركة تجمع بين الولاء للعقل والولاء لسيادة الرئيس السيسي”. في هذه اللحظة هتف الصحافيّ محمّد صلاح من القاعة: “هذا كلام إخوانيّ. سيادة الرئيس السيسي هو العقل، والعقل هو سيادة الرئيس السيسي”، لكنّ باقي المؤتمرين أسكتوه بلطف كي يفسحوا المجال لسماع الأصوات التوفيقيّة التي انعقد المؤتمر أصلاً لاستنطاقها.

هنا كانت مداخلة لافتة لعمرو أديب نقلت النقاش من الحيّز النظريّ إلى الشقّ العمليّ. قال أديب: “تعالوا، يا إخوان، نؤسّس حزباً جديداً يكون توفيقيّاً ونسمّيه “عقل السيسي” أو “سيسي العقل”. هكذا نحلّ المشكلة ونتغلّب على الأزمة”. إلاّ أنّ هذا الاقتراح واجهته عاصفة من الآراء المتباينة. فالبعض، كالدكتور عبد المنعم سعيد، وجد أنّ هذا الحلّ لفظيٌّ يذكّره بحلّ العقيد الليبيّ الراحل معمّر القذّافي حين اقترح اعتماد مصطلح “إسراطين” (إسرائيل – فلسطين) لإنهاء الصراع الفلسطينيّ – الإسرائيليّ. آخرون، في المقابل، رأوا أنّ هناك تناقضاً في التسمية المقترحة: “عقل السيسي – كما قال أحدهم – يُبقينا في المكان نفسه، خصوصاً أنّ معظم أعضاء “حزب العقل” يعتقدون أنّ سيادة الرئيس يفتقر إلى مثل هذا الشيء الثمين. أمّا اسم “سيسي العقل” فأسوأ منه لأنّه يرهن العقل كلّيّاً بسيادة الرئيس أو يقدّم الإثنين كمُتماثلين ومُتعادلين، وهذا ما سيثير احتجاجات أكبر وأكثر حدّة عند العقلانيّين”.

ويبدو، بحسب مراسلنا في القاهرة، أنّ مهمّة التوفيق بين العقل والسيسي ستسغرق وقتاً قد يطول، كما ستسهلك جهداً ليس من المؤكّد أنّه سيفضي إلى نتيجة. فـ “المهمّة صعبة، وتكاد تكون مستحيلة”، كما علّق أحد المؤتمرين الذي أبدى خوفه من انهيار أمنيّ يسبق التوصّل إلى تسوية مقنعة.

حمى الله مصر في محنتها هذه.

إقرأ أيضاً:
نوري المالكي في حلم كابوسيّ
“مطلب جماهيريّ”: فليسلّم الحريري سلاحه!