fbpx

بولندا واللاساميّة: إلى متى؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

“كلّما انخفض عدد اليهود في بولندا زادت اللاساميّة البولنديّة”. هذه العبارة ليست نكتة. إنّها تشرح واقع الحال ليس في البلد المذكور فحسب (حيث لم يبق تقريباً يهود)، بل في كلّ مكان يتحوّل فيه التعصّب ضدّ “آخر” ما إلى “مطاردة للساحرات” وهوس مرضيّ محموم.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“كلّما انخفض عدد اليهود في بولندا زادت اللاساميّة البولنديّة”. هذه العبارة ليست نكتة. إنّها تشرح واقع الحال ليس في البلد المذكور فحسب (حيث لم يبق تقريباً يهود)، بل في كلّ مكان يتحوّل فيه التعصّب ضدّ “آخر” ما إلى “مطاردة للساحرات” وهوس مرضيّ محموم.لكنْ ليس عبثاً أنّ العبارة المأثورة قيلت عن بولندا. فيوم الجمعة الماضي صوّت مجلس النوّاب على تصنيف كلّ اتّهام لـ “الأمّة البولنديّة” بالتواطوء في الهولوكوست غير قانونيّ، والرفض نفسه يسري على وصف معسكرات الموت في بولندا بالمعسكرات البولنديّة. أمّا العقاب فثلاث سنوات سجناً. فإذا ما أقرّ مجلس الشيوخ هذا التصويت صار الاقتراح قانوناً.الذين علّقوا على هذا التصويت اعتبروا أنّ رفض وصف المعسكرات بالبولنديّة قد يكون محقّاً، لأنّ المعسكرات كانت ألمانيّة في آخر المطاف. لكنّ التكتّم عن دور “الأمّة البولنديّة” في أعمال الإبادة، بما في ذلك من تواطوء لبولنديّين مع النازيّين وتنفيذ بعض الارتكابات بأيدٍ بولنديّة، فهو استئناف للاساميّة بأشكال وصيغ أخرى.وللتذكير فإنّ بولندا هي البلد الذي عاش فيه، أواسط القرن السادس عشر، ثلاثة أرباع يهود العالم، وهي نفسها البلد الذي قدّم للمحارق النازيّة نصف ضحاياها، أي ثلاثة ملايين يهوديّ بولنديّ.لكنْ لئن كان اليمين التقليديّ والكاثوليكيّ قد تواطأ مع النازيّين منذ غزوهم البلد في 1939، فإنّ اليسار التقليديّ لم يكن بريئاً أيضاً. وعلى رغم وجود تقليد شيوعيّ بين يهود بولندا، فقد انفجرت اللاساميّة بعد حرب 1967 العربيّة – الإسرائيليّة وبذريعة قطع العلاقات بين وارسو وتلّ أبيب. وتحت قيادة فلاديسلو غومولكا تمّ الاقتصاص من اليهود في الحزب والمجتمع.أمّا بعد سقوط الشيوعيّة وقيام الديمقراطيّة، فجاءت الكلفة التي لا بدّ منها على شكل انبعاث لبعض القيم الرجعيّة والكاثوليكيّة المكبوتة: ضدّ تحرّر المرأة وضدّ الأجانب، وطبعاً ضدّ اليهود. ومع كلّ أزمة يعانيها البلد يعاود الإحباط صياغة نفسه بهذه العبارات وهذه العداءات السهلة. بيد أنّ العام 2015 كان مفصليّاً: لقد وصل إلى الرئاسة مرشّح “حزب القانون والعدالة” أندريه دودا. حزبه شعبويّ ويمينيّ متشدّد. معادٍ للاتّحاد الأوروبيّ. معادٍ للمهاجرين واللاجئين. يعمل على ضبط الإعلام والمنابر الحرّة، والتحكّم في القضاء وإخضاعه للسلطة، ومحاصرة منظّمات حقوق الإنسان غير الحكوميّة، وتقييد حرّيّة التجمّع والاجتماع. في الصيف الماضي، ومن دون أن يعبأ بالرأي العامّ المحلّيّ أو بالأوروبيّين وإداناتهم، أجيز للسلطة تسريح القضاة في المحكمة العليا. دونالد تاسك، رئيس المجلس الأوروبيّ (وهو رئيس حكومة بولنديّ سابق) اضطرّ لأن يتدخّل بقوّة ضدّ هذا الإجراء. كذلك فعل ليش فاليسا، الذي قاد نقابة “التضامن” وأسقط النظام الشيوعيّ ثمّ تولّى رئاسة بولندا بين 1990 و1995. لقد قطع فاليسا صمته المديد ليعلن اعتراضه.هذا النهج تناسبه اللاساميّة ويناسبه إنكار التاريخ ورفض الإقرار بمسؤوليّة “الأمّة”. هذا ما تفعله دوماً الأمم المأزومة، وهو يعاكس تماماً ما فعلته ألمانيا التي طاردت ماضيها وواجهته وتخلّصت، إلى حدّ بعيد، منه. إلاّ أنّ بولندا، وحتّى إشعار آخر، لا تزال شيئاً آخر.[video_player link=””][/video_player]

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!