fbpx

التيار العوني يعترف للنازحين السوريين بأفضالهم على فاسدي الدولة اللبنانية

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تشهد جماعة “8 آذار” اللبنانية، وهي الجماعة التي تصدرت الحياة العامة وهزمت الجماعة اللبنانية الأخرى، أي “14 آذار”، حالاً من التخبط كانت ذروتها حين أطلقت قناة الـ”أو تي في”، الناطقة بلسان التيار العوني، حملة على وزير التربية السابق الياس بو صعب دون أن تسميه، وصفته فيها بـ”سارق أموال النازحين والعميل المزدوج”، علماُ أن أبي صعب كان ممثلاً للتيار العوني في الحكومة، وعين مستشاراً لرئيس الجمهورية ميشال عون في أعقاب انتخاب الأخير رئيساً.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تشهد جماعة “8 آذار” اللبنانية، وهي الجماعة التي تصدرت الحياة العامة وهزمت الجماعة اللبنانية الأخرى، أي “14 آذار”، حالاً من التخبط كانت ذروتها حين أطلقت قناة الـ”أو تي في”، الناطقة بلسان التيار العوني، حملة على وزير التربية السابق الياس بو صعب دون أن تسميه، وصفته فيها بـ”سارق أموال النازحين والعميل المزدوج”، علماُ أن أبي صعب كان ممثلاً للتيار العوني في الحكومة، وعين مستشاراً لرئيس الجمهورية ميشال عون في أعقاب انتخاب الأخير رئيساً.
لكن هذا ليس مظهر التخبط الوحيد في أوساط الجماعة اللبنانية، فقد شهدت المنابر الإعلامية اللبنانية مؤخراً عدداً من السجالات التي شهدت شتائم متبادلة بين وجوه من “8 آذار”، لم يكن آخرها ما حصل بين الوزير السابق وئام وهاب وبين مقرب وممثل لحزب الله في الندوات التلفزيونية هو حبيب فياض شقيق النائب في حزب الله علي فياض. فبينما سخر فياض من الحجم السياسي لوهاب، والذي لا يخوله توقع لقاء وزير خارجية ايران جواد ظريف، ردّ وهاب بكم من الشتائم التي تكشف توتراً ناجماً عن بدء تزاحم على المواقع، بعد شعور أطراف هذه الجماعة، أي “8 آذار” باستتباب الأمر لها في أعقاب انتصارها على الجماعة اللبنانية المقابلة.
وبالعودة إلى اشارة “أو تي في” إلى بو صعب بوصفه “سارق أموال النازحين”، فقد جاء بعد أن كان الأخير قد صرح أن وجود الجيش السوري في لبنان لم يكن احتلالاً، لكن هذا ما كان السبب المعلن لغضبة الـ”أو تي في”، في حين يرى مراقبون أن وراء هذا الصوت المرتفع في وجه وزير التيار ومستشار رئيسه ورئيس الجمهورية أسباباً أخرى، ذاك أن العونية، لم تعد تعني حساسية عالية متمسكة بتعريف الوجود السوري احتلالاً، ولم يعد هذا التعريف قضية التيار، ورجح المراقبون أن يكون وراء الهجوم على بو صعب أسباباً ربما تمت الإشارة إليها في سياق التهم التي وجهت إليه من قبل المحطة، وهي أموال النازحين، لا سيما وأن وزارة التربية في عهد بو صعب تلقت مساعدات من دول مانحة بهدف تعليم اللاجئين السوريين في المدارس الرسمية، وهي تقاضت عن كل تلميذ سوري نحو 600 دولار أميركي سنوياً، وبلغت أعداد التلاميذ السوريين في لبنان دفترياً أكثر من 300 ألف تلميذ، علماً أن الرقم الواقعي كان ينخفض إلى أقل من النصف بعد الشهر الأول من العام الدراسي بسبب ظاهرة التسرب المدرسي.
وفي هذه المساحة من الاستثمار التربوي الأممي، أنشأت وزارة التربية وحدة ادارية مهمتها متابعة قضية تعليم التلامذة السوريين على رأسها موظفة ليست بعيدة عن التيار العوني، وشهد إداء هذه الوحدة تحفظات على موازنتها وفعاليتها وأشكال توزيعها الهبات الدولية على المدارس والمناطق التعليمية.
الصدام بين بو صعب والـ”أو تي في” جاء مفاجئاً ولم يكن امتداداً لافتراق بدأت تلوح مظاهره قبل أن تبث المحطة مقدمتها التي تضمنت الهجوم على وزيرها. وهذا يؤشر إلى احتقانٍ داخلي تسببت به ما تجره السلطة من نعمٍ على أصحابها على ما وصف أحد رواد الصالونات السياسية لـ”درج” ما جرى بين الوزير وبين أهله في الـ”أو تي في”.
واللغة التي استعملتها المحطة لتنال منه جاءت قاطعة، وهي مشابهة في عنفها للغة التي تسود بين شركاءٍ هالهم “طعن” شريك بهم. فـ”سارق أموال النازحين” عبارة تنطوي على رغبة في قلب الطاولة على رأس الجميع، لا سيما وأنها لا تنسجم مع الخطاب العوني، غير المعترف بأن للنازحين أموالاً تسرقها جماعات لبنانية، لطالما اشتكت من أعباء النزوح السوري إلى لبنان، واذ بنا حيال كلام المحطة أمام حقيقة معاكسة، تتمثل في أن الدولة المشتكية من أعباء اللاجئين مستفيدة منهم، لا بل “سارقة المساعدات المقدمة إليهم”، وفي هذا اعتراف يجب أن يُحسب للمحطة، ولكن يجب أن يُبنى عليه خطاب اعتراف بأفضال النازحين على شبكة الفساد اللبناني.
أما الجزء الثاني من الاتهام، والمتمثل في أن الوزير السابق عميل مزدوج، فنحن ننتظر من المحطة مزيداً من التوضيح حول هذا الاتهام، فربما نكسب اعترافاً موزاياً للإعتراف للنازحين بأفضال نزوحهم.
[video_player link=””][/video_player]