fbpx

لماذا تراجعت ممارسة الجنس بين الشباب؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

التحوّل الثقافي، المتمثل في تقبل المجتمع العلاقات الجنسية قبل الزواج، وتوافر وسائل منع الحمل، والتعارف عبر الإنترنت، من شأنها أن تسهل على الناس ممارسة الجنس أكثر من الأجيال السابقة. على رغم هذا، فإن عدد الأشخاص الذين يمارسون الجنس هو في أدنى مستوياته على الإطلاق

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

نشرت مجلة The Atlantic، مقالاً بعنوان “لماذا تراجعت ممارسة الجنس بين الشباب؟”، يشرح بالتفصيل ما سمته الكاتبة كيت جوليان “الكساد الجنسي”.

أكدت الكاتبة أن التحوّل الثقافي، المتمثل في تقبل المجتمع العلاقات الجنسية قبل الزواج، وتوافر وسائل منع الحمل، والتعارف عبر الإنترنت، من شأنها -من الناحية النظرية- أن تسهل على الناس ممارسة الجنس أكثر من الأجيال السابقة. وقالت جوليان إنه على رغم هذا، فإن عدد الأشخاص الذين يمارسون الجنس هو في أدنى مستوياته على الإطلاق. في الواقع، وجد تقرير نُشر عام 2017 من قبل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أنه بين عامي 2007 و2017، انخفضت النسبة المئوية لطلاب المدارس الثانوية الذين أفادوا بأنهم مارسوا الجنس من 47.8 في المئة إلى 39.5 في المئة.

أوضح مقال جوليان، إضافة إلى ردودٍ من وسائل الإعلام الأخرى وشبكات التواصل الاجتماعي مثل “تويتر”، الكثير من الأسباب المحتملة لانخفاض شعبية الجنس مما كانت عليه في السابق، مثل ثقافة العلاقات العابرة، وزيادة استقلالية النساء، وهوسنا بالتكنولوجيا الرقمية، إلى جانب عوامل أخرى.

ثقافة العلاقات العابرة في ازدياد، لكنها لا تعني بالضرورة زيادة ممارسة الجنس

أشارت جوليان في مقالتها إلى أن الصورة النمطية للمراهقين والشباب العشرينيين الشبقين، غالباً ما تقود الناس إلى المبالغة في تقدير مدى انتشار الجنس. تحدثت جوليان مع ليزا ويد، أستاذة علم الاجتماع في كلية أوكسيدنتال ومؤلفة كتاب “ثقافة العلاقات العابرة الأميركية: الثقافة الجديدة للجنس في الحرم الجامعي”، ووجدت أن ثقافة العلاقات العابرة لا تمثلها صورة “الجنس طوال الوقت” التي نستحضرها في أذهاننا.

وجد بحث ويد أن ثلث الطلاب اختاروا عدم المشاركة في ثقافة العلاقات العابرة على الإطلاق، بينما تنخرط نسبة تفوق الثلث من حين إلى آخر في تلك النوعية من العلاقات. أما من يعتبرون أنفسهم مشاركين نشطين ومتسقين في العلاقات العابرة، فهم يمثلون نسبة لا تتعدى الربع. وصنّف بقية الطلاب في بحث ويد أنفسهم بأنهم منخرطون في علاقات طويلة الأمد.

وعلى رغم أن العزوبية يمكن أن تلعب دوراً رئيساً في انخفاض ممارسة الجنس، وفقاً لأبحاث جوليان، فإن وجود علاقة مُلزِمة أو العيش مع شريك حياتك لا يضمن حمايتك من الركود الجنسي.

الشاشات تستهلك الوقت المتاح للجنس

تلعب وسائل الترفيه المتاحة عبر الإنترنت، مثل Netflix وInstagram ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، دوراً في الركود الجنسي. وكما أشارت جوليان، فإن الناس -بخاصة الأزواج الرومانسيين الذين يعيشون معاً- يتصفحون إنستغرام أو يشاهدون أحدث إصدارات نيتفليكس بدلاً من قضاء الوقت معاً في غرفة النوم.

تتمتع النساء باستقلالية أكبر في اختيار اللقاءات الجنسية

إلا أن الكساد الجنسي ليس سيئاً بالضرورة. ورداً على مقال جوليان، أرجعت جيسيكا فالنتي الكساد الجنسي إلى اكتساب النساء قوة متزايدة والاعتراف بحقوقهن الذاتية. إنه أمر منطقي: لماذا يتورط المرء في علاقة جنسية سيئة إن لم يكن مضطراً إلى ذلك؟ تقول فالنتي إن الكثير من الأسباب قد تدعو إلى عدم ممارسة الجنس، سواء كان الرجل لا يعرف كيف يسعد شريكته أو أن المرأة لا تشعر بالارتياح أو الأمان.

كتبت جوليان في مقالها لمجلة The Atlantic، “في مقابلاتي مع النساء الشابات، شكت كثيرات من أن شركاءهن فعلوا أشياء مزعجة، علمن لاحقاً أنها تتكرر بشكل أساسي في الأفلام الإباحية، وأحد الأمثلة التي تكررت على نطاق واسع كان (الخنق)”.

تقول فالنتي إنه إضافة إلى ما سبق، صار رفض الجنس أكثر سهولة على النساء، إذ أصبحت لديهن أدوار مستقلة في المجتمع بصورة متزايدة. ووفقاً لمكتب الإحصاء في الولايات المتحدة، فإن عدد النساء ذوات الميول المستقيمة اللاتي يتزوجن صار أقل من أي وقت مضى، ما يجعل حياة المرأة من دون رجل، مستقلةً عن رغباته واحتياجاته حقيقة أكثر انتشاراً بين النساء ذوات الميول المغايرة.

يتركز هذا الركود المزعوم، في الغالب، لدى الأشخاص ذوي الميول الجنسية المغايرة أو الـStraight.

تلعب النساء ذوات الميول المغايرة بالتأكيد دوراً في عدد المرات والأساليب التي يمارس بها المجتمع الجنس، ولكن عند مناقشة الكساد الجنسي، يتم تجاهل مجموعة واحدة بشكل كبير، هي: مجتمع المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية. تتطرق جوليان، باختصار، إلى الأشخاص المثليين، قائلة إنهم “يميلون إلى استخدام خدمات المواعدة عبر الإنترنت بمعدلات أعلى بكثير من ذوي الميول المغايرة”.

قد يكون الركود الجنسي ظاهرة تتعلق بالمغايرين جنسياً أكثر من غيرهم

كما تشير إلى عمل مايكل روزنفيلد، وهو باحث بجامعة ستانفورد، الذي وجد أن مثليي الجنس ومثليات الجنس “لديهم حياة جنسية أكثر نشاطاً” من الأشخاص المغايرين جنسياً، ويرجع ذلك جزئياً إلى استخدامهم تطبيقات المواعدة بشكلٍ أنجح.

كتبت جوليان: “يثير هذا التفاوت احتمال أن يكون الركود الجنسي ظاهرة تنتشر بين المغايرين جنسياً أكثر من غيرهم”، وذلك بعد مقارنة النتائج التي توصلت إليها مع نتائج روزنفيلد.

على “تويتر”، لاحظ آخرون عدم وجود معلومات كافية عن الجنس في مجتمع المثليين والمتحولين جنسياً، وسألوا ما إذا كانت هذه الظاهرة تخص المغايرين أكثر من غيرهم.

الجزء المفضل لدي في هذا المقال الذي يصل إلى 10 آلاف كلمة، هو الجزء الذي تقول فيه الكاتبة “قد يكون الركود الجنسي ظاهرة تتعلق بالمغايرين جنسياً أكثر من غيرهم”.

ظهرت بعض الأنماط عندما تحدثت كيت جوليان مع الشباب في سن العشرين والثلاثين عن حياتهم الجنسية أثناء التحقيق في موضوع “الركود الجنسي”: العادة السريّة، ثقافة العلاقات العابرة والآباء مفرطي الرعاية، سراب Tinder، الجنس السيئ, المنع.

على رغم التساهل في المواضيع المُحرّمة وتزايد شعبية تطبيقات العلاقات العابرة، فإن الأميركيين واقعون في غمرة الركود الجنسي.

السؤال هو، هل ينتشر هذا الركود الجنسي بين المثليين والمتحولين جنسياً أيضاً؟

في الوقت الحالي، تميل الأبحاث في الجنس والعلاقات إلى التركيز على العلاقات بين الجنسين، ما يجعل إدراك الفئات التي ينتشر فيها الركود الجنسي صعباً. ناقشت دراسة أجريت عام 2015 من مجلة الزواج والأسرة، الافتقار إلى البيانات المتعلقة بالعلاقات المثلية. أما بالنسبة إلى البيانات المتاحة عن المثليين، فهي كما كتب الباحثون في الدراسة، تؤخذ من خلال أساليب عفّ عليها الزمن، وهي “تشبه تلك التي كانت تنتج عن الأبحاث التي أجريت على المغايرين جنسياً منذ 30 عاماً أو أكثر”.

عندما يتعلق الأمر بمعرفة المزيد عن كيفية ممارسة الجنس (أو عدم ممارسته) وأسبابها، تعتبر نتائج جوليان مجرد بداية، ولا تزال الحاجة لإجراء المزيد من الأبحاث، قائمة.

هذا المقال مترجم عن موقع This Insider ولقراءة المقال الأصلي زوروا الرابط التالي

إقرأ أيضاً:
انخفاض التستوستيرون أو “سن اليأس الذَّكَري” يصيب الشبّان أيضاً
زيت الزيتون أفضل من الفياغرا؟

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.