fbpx

“التنمّر الالكتروني” يفضحنا.. “نجوم” في الواقع ضحايا على انستغرام

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لعلّ مراقبة صفحات النجوم تكشف أنّ الفنانات (الإناث) هنّ الأكثر عُرضة للتنمّر، وهذا ليس مستغربا في مجتمعات تحكمها عقليات “ذكورية”، تحاكم المرأة على جسدها ولبسها وشكلها وخياراتها الحياتية قبل عملها. ولعلّ آخر هؤلاء كانت الممثلة المصرية رانيا يوسف التي تحول “فستانها” الشفاف الى قضية رأي عام

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أرست وسائل التواصل الاجتماعي ثقافات جديدة بدلّت كثيراً في نمط حياتنا، وفي أسلوب تعاطينا تجاه الأشياء المحيطة بنا. مفردات كثيرة دخلت قاموسنا اليومي لتعكس تأثير السوشيل ميديا علينا، مثل: “لايك”، “بلوك”، متابعة، مشاركة، follow، unfollow… وتبقى الكلمة الأحدث والأكثر شيوعاً حالياً هي Bullying أو التنمّر.

وفي حين يأخذ التنمّر، أي التسلّط والاستقواء، أشكالاً متعددة بين اللفظي والعاطفي والجسدي، يأتي التنمّر الإلكتروني (cyber bullying)، ليكشف عن حقائق اجتماعية كانت غائبة عنّا.

كثيرون قد لا يعرفون معنى “التنمّر”، المشتقّة من فعل “نَمِر” (الشخص) أي غضب وساء خلقه. وفي معناها النفسي، فإنها تعني الإساءة المستمرّة من فرد أو مجموعة على فرد أو مجموعة أخرى.

ولكن يبقى التنمّر الإلكتروني هو الأحدث وربما الأصعب لكونه يتمّ على الملأ، ومن دون أية حدود وضوابط. ومع أنّ “الأقوى” هو من يمارس عادةً فعل “التنمّر” على من هو أضعف منه، نجد أنّ ضحايا التنمّر الإلكتروني هم أيضا من النجوم والمشاهير والمؤثرين. فكأنّ المتابعين يتقصدون تنمّراً افتراضياً كتعويض عن تنمّر واقعي يُمارس عليهم.

وإذا رصدنا التعليقات التي تُكتب على صفحات بعض النجوم العرب على “انستغرام”، نكتشف حجم الكره والغضب الموجود في نفوس هؤلاء المتنمرين. في أحيان كثيرة، ينتهي التنمّر بصراعات حقيقية بين المستخدمين، تتخللها إساءات معنوية وألفاظ بذيئة.

ولعلّ مراقبة صفحات النجوم تكشف أنّ الفنانات (الإناث) هنّ الأكثر عُرضة للتنمّر، وهذا ليس مستغربا في مجتمعات تحكمها عقليات “ذكورية”، تحاكم المرأة على جسدها ولبسها وشكلها وخياراتها الحياتية قبل عملها.

رانيا يوسف

 آخر هؤلاء كانت الممثلة المصرية رانيا يوسف التي تحول “فستانها” الشفاف الى قضية رأي عام، علما ان المسألة بدأت عبر وسائل التواصل من خلال عبارات مسيئة من قبيل: “فاسدة ومش محترمة”، “رخيصة”، “نرفض ان تكون هذه الفناة صورة المرأة المصرية”، “يجب محاكمة هذه المرأة الفاجرة”… وأدّى هذا الهجوم الإلكتروني الكبير الى تحرّك بعض المحامين لتقديم دعاوى ضدّها، بتهمة التحريض على الفجور. هذه الحملة ضدها دفعتها الى الإعتذار وفبركة حكاية “البطانة” التي جلبت لها كمية أكبر من التنمّر بحيث تم وصفها ب”الكذابة” و”الهبلة” وكلمات أخرى كثيرة.

وفي سياق آخر، وقعت الممثلة دينا الشربيني ضحية التنمّر الإلكتروني بعد إطلالتها في مهرجان الجونة. الفستان الذي ارتدته عن دار “روبرتو كافالي”، وتتجاوز قيمته ألفي دولار، عرّضها لحملة شرسة لكونه أظهر نحافتها الشديدة، فأضحت مثار سخرية المتابعين. ومن بين التعليقات: “مسكينة ولا نهار لبست شي حلو”، “شبه المعزة”، “ايه اللي عجب عمرو دياب فيها”…

دينا الشربيني

المتنمرّون نجحوا فعلا في إحباط دينا الشربيني وعطّلوا مشاركتها في مهرجان الجونة. لكنها لم تردّ على الكلام القاسي الذي وجه اليها واكتفت بإغلاق حسابها على “انستغرام”، بينما عمد زملاؤها الى الدفاع عنها مستخدمين هاشتاغ “لا للتنمّر”. وكانت هذه الحادثة سبباً في دفع الفنان عمرو دياب الى إشهار علاقتهما من أجل التخفيف عنها بعد معاناة نفسية عاشتها جرّاء التنمّر الذي تعرضت له.

وفي أوّل ظهور تلفزيوني لها بعد هذه الحادثة، أكدت في برنامج “صاحبة السعادة” صدمتها مما حدث معها، وقالت إنّ ردود أفعال الناس في الواقع تبتعد كليا عن الكلام الذي قرأته، الى حد أنها تسأل نفسها  دائما: “ما دام الجميع يحبني ويريد أن يتصوّر معي أينما أكون، إذاً من هم أولئك الذين يتنمرّون عليّ؟”.

حلا شيحا

حلا شيحا وقعت ايضاً ضحية التنمّر، بعد عودتها الى الوسط الفني ونشر صورها بلا حجاب. بعضهم اعتمد في حملته ضدها على “تفوقه” الديني، فوصفت بالمرتدة وبكلمات أخرى تتجاوز موضوع الحجاب لتصل الى حدّ التجريح الشخصي. وإزاء هذا الطوفان من التعليقات، حذفت حلا صورها وعلقت حسابها فترة معينة. وبعد إعادة تفعيل صفحتها نشرت صورةً لها مع صديقة محجبة وكتبت عليها: “أنا أحترم الحجاب وسأظلّ أحترمه وله مكانة خاصة في قلبي…. والناس اللي نازلة فيّ شتائم على الميديا كأنهم بيطبقّوا الدين، أقول لهم إنّ الدين مش بس حجاب، الدين الكلمة الطيبة والمعاملة الطيبة وحاجات كتير.. ادعوا للناس بالخير أفضل من الشتايم والتجريح والخوض في أعراض الناس”.

أمّا الممثلة السورية جمانة مراد فعاشت أخيراً تجربة مماثلة عقب نشر صورها وهي حامل، فراح بعضهم يسخر من حملها “المتأخّر”. لكنّ متابعين آخرين رفضوا بشدة هذا النوع من التنمّر ووصفوا أصحاب الكلام المسيء بأنهم مرضى. واللافت أنّ معظم هؤلاء المتنمرين هم من النساء اللواتي عبّرن بكلامهنّ عن فكر ذكوري مترسّخ ناتج عن “استلاب” اجتماعي، أو alienation.

وبعيداً عن الغوص في أسباب التنمّر، وهي تتنوّع بين الجهل والتعصّب والشعور بالدونية، تستحق ظاهرة التنمّر الإلكتروني الرصد والتحليل، لعلّها تقودنا نحو فهمٍ أعمق بسوسيولوجيا المجتمع العربي الغارق في أمراضه وتعقيداته. ويبقى السؤال، هل سيتمكن موقع “انستغرام” من القضاء فعلا على ظاهرة “التنمّر” عبر تقنية “الفلتر” النصّي التي استحدثها؟

إقرأ أيضاً:

وائل كفوري على خطى نجوم الأزهر

الأثرياء يحكمون انستاغرام والفقراء يشترون