fbpx

أكثر من 15000 مدني قتلوا في العام 2017 جراء الغارات الجوية للتحالف

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

مع بداية هذا الأسبوع، أصدرت منظمة “مكافحة العنف المسلح”، تقريراً تصف فيه الارتفاع المذهل لمعدل الإصابات بين المدنيين جراء الذخائر المتفجرة والذي وصل لأكثر من 15,000 شخصاً قتلوا عام 2017 فقط، بزيادة قدرها 42 بالمائة، عن عام 2016. وأوضح التقرير أن السبب وراء هذه الزيادة هي الغارات الجوية وذلك في العراق واليمن وسوريا في المقام الأول.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

مع بداية هذا الأسبوع، أصدرت منظمة “مكافحة العنف المسلح”، تقريراً تصف فيه الارتفاع المذهل لمعدل الإصابات بين المدنيين جراء الذخائر المتفجرة والذي وصل لأكثر من 15,000 شخصاً قتلوا عام 2017 فقط، بزيادة قدرها 42 بالمائة، عن عام 2016. وأوضح التقرير أن السبب وراء هذه الزيادة هي الغارات الجوية وذلك في العراق واليمن وسوريا في المقام الأول، لذا تم التواصل مجدداً مع كريس وودز، وهو القائم على مجموعة “إيروارز” وهي مجموعة مستقلة تراقب الضحايا المدنيين الذين سقطوا جراء الحرب ضد الدولة الإسلامية، “داعش”، والذي تواصلنا معه في البداية عام 2016.
– قبل أي شيء، هل النتائج المثيرة للقلق التي أظهرها التقرير الذي قامت به منظمة “مكافحة الإرهاب المُسلح” يتسق مع ما قمتم برصده فيما يخص الضحايا من المدنيين الذين سقطوا في عام 2017؟
– يتمحور تركيزنا في الوقت الحالي حول العراق وسوريا فقط، وفي هذا الشأن؛ كان عام 2017 عاماً عصيباً بالنسبة للإصابات المدنية. ومن المؤكد أن هناك ارتفاع كبير في نسبة القتلى بين المدنيين التي رصدناها جراء العمليات العسكرية الدولية في هذين البلدين، والذي يتوافق تماماً مع الأنباء السيئة التي نشرتها منظمات غير حكومية أخرى وبعض الوكالات الدولية.
– عندما تلاحظ ارتفاعاً في تقارير الإصابات بين المدنيين، ما هي العوامل الرئيسة المسببة لهذه الإصابات التي تتوقعها عادة؟
– إذا كنت تبحث عن اتهامات موجهة ضد روسيا أو التحالف أو القوات البرية العراقية، فعندما يتعلق الأمر بإصابة المدنيين؛ سنجد القليل من العوامل الحاسمة في هذا الصدد. عادةً ما تتجمع الاتهامات حول جريمة محددة، لذا نرى دائماً ارتفاعاً كبيراً في إصابة المدنيين عند ضرب مدينة أو بلدة أو منطقة معينة. ولكن ما رأيناه بقوة في عام 2017 كان ارتباطاً بين شدة القصف وحصيلة الضحايا من المدنيين، لذا، وبكل صراحة، كلما زاد عدد القنابل والصواريخ على منطقة معينة، كلما زاد معدل الخطر على المدنيين. قد يبدو هذا بديهياً، إلا أنه من الصعب جداً الحصول على البيانات التي تدعم ذلك، ولكننا تمكنا من الحصول على الكثير منها في عام 2017.
– إذن، كان هناك الكثير من الغارات الجوية، ولكن ما هي العوامل الأخرى التي أدت إلى هذا الارتفاع المقلق في معدل الإصابات بين المدنيين؟
– كان أبزر ما شهِدْناه في عام 2017، وخاصة إذا نظرنا إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، هي أن الحرب قد زحفت نحو المدن، وهذا ما أسفر عن الزيادة الواضحة في إصابات المدنيين، مقارنة بأي عوامل أخرى. وقد شاهدنا نمطاً مماثلاً لهذه الحرب في نهاية عام 2016 عندما تعرض شرق مدينة حلب للقصف بشدة من جانب روسيا ونظام الأسد. هناك ارتباط وثيق بين الهجمات على المدن والأعداد المتزايدة من الضحايا المدنيين. وبكل صراحة، لا يهم من الذي يقوم بهذه الهجمات، فدائماً ما تكون العواقب وخيمة على المدنيين.
– ما هي التغييرات التي طرأت على طريقة شن الحرب في العام الماضي والتي أدت إلى هذا الزحف إلى المناطق الحضرية والزيادة في الغارات الجوية؟
– أحد الانتقادات التي وجهتها إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى الرئيس السابق باراك أوباما؛ هو حذره الشديد خلال حربه ضد الدولة الإسلامية، “داعش”، ولكن كان هناك داعياً إلى هذا الحذر، وهو الحد من إصابة المدنيين قدر الإمكان. لذا شاهدنا نسباً أقل في معدلات إصابة المدنيين نسبةً إلى عدد الغارات الجوية مقارنة بنظام ترامب. وقد كانت النقطة الفارقة التي تغير فيها ذلك قليلاً، خلال المعركة شرقي مدينة الموصل والتي اندلعت في نوفمبر/ تشرين الثاني، 2016.
بعد مرور سنة وأسابيع من بدء الحملة، كان على كل من الأميركيين والعراقيين اتخاذ القرار. كانت هذه الحملة شديدة الوطأة على القوات البرية العراقية، حتى أن نسبة الضحايا في القوات الخاصة العراقية بلغت واحداً من كل ثلاثة أشخاص، وهذا رقم ضخم بالنسبة للقوات الخاصة. أحد الأسباب الكامنة وراء ارتفاع نسبة هذه الإصابات هو أن عمليات اقتحام وتمشيط البيوت كانت تتم يدوياً، بسبب صعوبة المطالبة باللجوء للغارات الجوية. خلال الأسابيع الأخيرة من رئاسة أوباما، تغيرت قواعد الاشتباك مما يعني سهولة اللجوء إلى الغارات الجوية. ولذا رأينا حينها انتقال فوري للخطر من القوات العراقية إلى السكان المدنيين.
وبوصول ترامب إلى المنصب، استمر هذا النهج، ولم تتحسن الأمور إطلاقاً بالنسبة للمدنيين تحت حكم ترامب، بل ازدادت سوءاً في الواقع. وأحد الأسباب وراء ذلك هو شدة القصف، فقد شهدنا حملة قصف شرسة للغاية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في كلٍ من مدينة الموصل والرقة عام 2017. فبين هاتين المدينتين، أسقط التحالف وحده 50,000 ذخيرة حتى وصل الأمر إلى سقوط قنبلة أو صاروخ فوق مدينة الرقة كل 12 دقيقة فقط في المتوسط، وذلك طوال مدة المعركة التي استمرت أربعة أشهر.
– هل يمكن أن تحدثنا أكثر عن الأسلحة المستخدمة وكيف يؤثر ذلك على الضحايا المدنيين؟
– عندما كانت مدينة حلب تُقصف من قبل روسيا ونظام الأسد في أواخر 2016، افترضنا أن السبب الرئيسي لارتفاع أعداد الضحايا من المدنيين كان في الحقيقة أنهم يستخدمون بشكل أساسي القنابل غير الموجهة ولكننا غيرنا هذا الافتراض منذ ذلك الحين استناداً إلى ما شاهدناه من قوات التحالف في بعض المناطق مثل مدينتي الرقة والموصل. والسبب في هذا أنه حتى عند استخدام القنابل الموجهة بدقة على المدن؛ فإن عاقبة المدنيين لا تتغير، هي ذاتها في حال القنابل غير الموجهة، ولذلك لعدم القدرة على التحكم في تأثير القنابل عند سقوطها.
فقد لاحظنا اختلافاً طفيفاً بين الهجمات الروسية وهجمات قوات التحالف عندما يتعلق الأمر بقصف المدن، وهذه هي المشكلة الحقيقية التي تواجهنا مع زحف الحرب إلى المناطق الحضرية، إذ يحد هذا الأمر من الفوائد التي ربما نحققها فيما يخص حماية المدنيين عند استخدام القنابل الموجهة الدقيقة.
– إذن فإن السرد العسكري الغربي للضربات الحاسمة فيما بعد حرب الخليج لا معنى له عندما تكون هذه الهجمات موجهة ضد المناطق المأهولة بالسكان؟
– نعم، وأكبر مثال على هذا الأمر كان في شهر مارس/ آذار عام 2017 عندما شنت الولايات المتحدة ضربة جوية دقيقة للغاية على مقاتلي “داعش”، وذلك من خلال إسقاط قنبلتين على سطح منزل بمنطقة في مدينة الموصل تسمى الجديدة، يبلغ وزن كل من القنبلتين 500 رطل. ولكنهم لم يعلموا حينها أن هناك أكثر من مائة من المدنيين يحتمون في ذاك المبنى، والذين ماتوا جميعاً جراء انهياره. لذا، فقد كانت هذه ضربة دقيقة جداً، ولكن الدقة لم تجدِ إطلاقاً في هذا الموقف. في الواقع، كانت الدقة ذاتها جزءاً من المشكلة، إن غياب المعلومات هو السبب وراء هذه الوفيات.
– خلال حديثنا للمرة الأولى، قلتَ إن هناك تفاوتاً كبيراً فيما يتعلق بمستوى الشفافية والمساءلة بين أعضاء التحالف. فهل أحدث زيادة عدد القتلى من المدنيين أية تحسينات بخصوص هذا الأمر؟
– كان من المفاجئ لنا انخفاض مستوى الشفافية والمساءلة الذي يمكننا الوصول إليه بين أعضاء التحالف بما في ذلك بعض البلدان مثل هولندا وفرنسا وكندا، تلك البلدان التي من المفترض أن تكون أفضل من ذلك. ولعل المفاجأة الأخرى الأكبر هي أن الولايات المتحدة تحملت إلى حد كبير مسؤوليتها عن هذه الحرب، وفي الواقع، فقد تحسن مستوى المساءلة بشكل كبير خلال فترة كبيرة من العام الأول لرئاسة ترامب. وقد جاء هذا مخالفاً للتوقعات وهو أمر إيجابي جداً، فقد أقرت الولايات المتحدة بحادث الإصابات بين المدنيين الذي وقع في الجديدة. لو كان هذا الهجوم من قبل أحد حلفاء الولايات المتحدة فربما لم نكن لنحصل على اعتراف رسمي بهذا الحادث حتى اليوم.
– ما هو تقييم المملكة المتحدة في ذلك الشأن؟
– تُمثل المملكة المتحدة مشكلة حقيقية، كما هو الحال بالنسبة لفرنسا. فقد شَنَّا أكثر من 3,000 غارة جوية. وفي عام 2017، كانت معظم هذه الغارات الجوية في المناطق الحضرية. أصدر وزير الدفاع البريطاني السابق، مايكل فالون، تصريحاً خلال معركة الموصل، متفاخراً ومتباهياً بأن الطائرات البريطانية دمرت 750 هدفاً داخل الموصل، مما يضعها في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة. وعلى الرغم من ذلك، فإن المملكة المتحدة تُنكر وقوع ضحايا بين المدنيين نتيجة لغارتها الجوية. ونشرت وكالة الأنباء الأمريكية “أسوشيتد برس”، مؤخراً تقريراً يشير إلى مقتل ما لا يقل عن 10 آلاف مدني في الموصل، وأن ما لا يقل عن ثلثهم لقوا مصرعهم بسبب الغارات الجوية أو المدفعية. لذلك من الواضح أن هناك شيء خاطئ للغاية في الرصد البريطاني للضرر الذي يلحق بالمدنيين.
ومن المثير للاهتمام أن المملكة المتحدة تُعتبر واحدة من أكثر أعضاء التحالف شفافية، إذ تزودنا بمزيد من المعلومات بشأن ما تقوم به وأين ومتى. وعلى الرغم من أن ذلك يُعد أمراً جيداً، ولكن الشفافية لم تؤد إلى خضوع البريطانيين للمساءلة. وقد ضغطنا من أجل إجراء تحقيق مستقل ومناسب بشأن التقييمات البريطانية للخسائر الناجمة عن المعارك. إلا أننا نعتقد أنها لن تفي بالغرض، فعلى ما يبدو، هم غير قادرين على اكتشاف الضرر الذي يلحق بالمدنيين.
– بالنظر إلى الأعداد الإجمالية للضحايا، ما مدى سوء عام 2017؟
– لقد كانت هذه الحرب طويلة، ومُستعرة. ولا زلنا في السنة الرابعة من الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، “داعش”، ولم تنته بعد. فقد أُسقط أكثر من 100,000 من الذخائر، بالإضافة إلى أكثر من 30,000 غارة جوية وضربات مدفعية. إنها حرب منهكة للغاية. وقد شهدت أكبر عدد من الضحايا المدنيين نتيجة للأعمال القتالية الغربية، من قِبل الولايات المتحدة وأستراليا، منذ حرب فيتنام. وبالنسبة للحلفاء البريطانيين والأوروبيين، ربما يكون ذلك أكبر عدد من الضحايا المدنيين في صراع شاركوا فيه بشكلٍ مباشر منذ حرب كوريا. فلم نشهد مثل هذه المستويات من الأضرار المدنية منذ أجيال.
– بالتطلع إلى عام 2018، هل هناك تراجع متوقع في الضحايا بين المدنيين مع نهاية المعارك التي تجري في المعاقل المدنية الرئيسية لتنظيم الدولة الإسلامية؟
– تُعتبر الحرب، خاصة في سوريا، متذبذبة ودورية. وعلى الرغم من انخفاض الأعمال القتالية من قِبل قوات التحالف هناك، فقد تسارعت الأعمال القتالية الروسية. وقد وقعت في الأسبوع الماضي 30 حادثة من قبل القوات الروسية، يُزعم أنه نتج عنها خسائر بشرية. وأفاد تقرير الأمم المتحدة أن 70,000 سوري يتنقلون الآن من مكان لآخر لتفادي الهجوم الروسي والسوري. ولذلك على الرغم من انخفاض الهجمات الموجهة من قِبل قوات التحالف في الوقت الراهن، فقد ارتفعت من الجانب الذي تقوده روسيا.
نحن قلقون كذلك نتيجة لظهور بعض السوابق المقلقة للغاية في عام 2017. فما من شكٍ أن الحرب تمتد بعمق مرة أخرى إلى المدن على نحو لم تكن عليه منذ عقود. ووفقاً للأمم المتحدة، فإن الهجوم على الموصل في عام 2017 كان أكبر هجوم على المناطق الحضرية منذ الحرب العالمية الثانية وأسفر عن مقتل الآلاف من المدنيين.
أعتقد أننا أصبحنا راضين تماماً عن مثل هذا النوع من التحول في أساليب الحرب. ولا يأخذ الجيش والحكومات ذلك الأمر بجدية كافية. ولا يوجد سبيل إلى حماية المدنيين عندما تنتقل الحرب إلى المدن. ومع ذلك، نحن هنا، نُساند حكوماتنا إلى حد كبير يوماً تلو الآخر في عمليات القصف التي قامت بها في العراق وسوريا وليبيا واليمن وأفغانستان.
ولا ينبغي أن نشعر بالراحة تجاه ذلك.

هذا الموضوع تم اعداده وترجمته عن موقع VICE لمراجعة المقال الاصلي زوروا الرابط التالي.

[video_player link=””][/video_player]