fbpx

كيف حطّمت السوشيل ميديا معايير الجمال “المثالي”؟ 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لا شكّ أنّ الجمال الأنثوي على مدار العصور ارتبط بجوانب متعدّدة من حياة الإنسان وبيئته. وإذا رصدنا واقعنا الراهن، نجد أنّ الثورة الهائلة في مجال وسائل التواصل تُحدث اليوم تحوّلاً لافتاً في معايير هذا الجمال. وكأنّ ما صاغته العقود السابقة من علاقة وثيقة بين جمال المرأة وجسدها “المثالي”، صار منتهياً الصلاحية

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لا شكّ أنّ الجمال الأنثوي على مدار العصور ارتبط بجوانب متعدّدة من حياة الإنسان وبيئته. وإذا رصدنا واقعنا الراهن، نجد أنّ الثورة الهائلة في مجال وسائل التواصل تُحدث اليوم تحوّلاً لافتاً في معايير هذا الجمال. وكأنّ ما صاغته العقود السابقة من علاقة وثيقة بين جمال المرأة وجسدها “المثالي”، صار منتهياً الصلاحية.

السوشيل ميديا سمحت للناس العاديين في التدخّل مباشرةً في تحديد مفهوم الجمال، ما أدّى الى تحوّلات كبيرة تستحق أن نقف عندها. “المثالية” لم تعد مصطلحاً مقبولاً بعدما أضحت وسائل التواصل ساحة مفتوحة يرتادها أيّ كان من أي مكان، متسلّحاً بقدرته على التعليق والمشاركة وتسجيل قبوله ورفضه لهذا الموضوع أو ذاك.

النحافة الشديدة مثلاً لم تعد معياراً مرغوباً، كما في السابق. لقد أرغم روّاد المواقع الإلكترونية صنّاع الموضة على التخلّي عن مبدأ النحافة الشديدة في اختيار العارضات. وذلك بعدما تداول الناشطون على صفحاتهم صور عارضات أزياء وقعن ضحية المرض والموت رغبةً منهن في الحفاظ على أجسادٍ نحيفة و”مثالية” تُرضي متطلبات دور الأزياء الكبرى.

استطاع الفايسبوكيون بكلماتهم ومواقفهم الجريئة تحريك الرأي العام، وهذا ما دفع حكومات أوروبية إلى اتخاذ قرار يقضي بمنع التعاقد مع عارضات نحيفات جداً أو يعانين “الأنوريكسيا”، المعروف بمرض فقدان الشهية.

وبعد إطلاق منصات إلكترونية تهتم بالمرأة وحياتها (تديرها نساء من خارج الدائرة التي تضمّ مبتكري الموضة العالمية)، تحوّل المتابعون إلى فاعلين ومؤثرين. من هنا، بدأت حملات أخرى تُطالب بتقديم موضة تعكس قوة المرأة بدلا من الاكتفاء بإبراز مكامن أنوثتها.

وفي شكل سريع وغير متوقع، ظهرت عارضات أزياء مختلفات، حطّمن قواعد كانت ثابتة في هذا المجال. ولعلّ الفيديو الذي قدمته شركة “ايتش أند أم” هو الأقوى، بحيث قدّم عارضات مختلفات وزناً وطولاً ولوناً وثقافةً، تكريساً لمبدأ احترام فردية كل امرأة.

جمال المرأة الحديثة يكمن فقط في هويتها الخاصة

لم يعد مبتكرو الموضة قادرين على تجاوز “مليونيات” يمتلكها صنّاع محتوى استطاعوا فرض رؤيتهم الجديدة على العالم. فالإنستغراميات اللواتي استطعن جذب آلاف المتابعين صرن اليوم “عارضات” تتسارع الماركات العالمية إلى التعاون معهن، من دون أن تولي اهتماماً إلى جمالهن “العادي”. وصارت المرأة الناجحة حاضرة في إعلانات مهمّة، عربياً وعالمياً، ترسيخاً لدور المرأة في مجتمعها من دون الاعتماد المطلق على الجمال الصارخ. هكذا، أخذت المعايير الجمالية الثابتة تتلاشى شيئاً فشيئاً.

ويني هارلو مثلاً هي اليوم من أهم عارضات الأزياء في العالم، مع أنها مصابة بالبهاق أو مرض اصطباغ البشرة، الأمر الذي لم يكن ممكناً مشاهدته قبل عشر سنوات مثلا. وحليمة آدن هي اليوم أول عارضة أزياء مسلمة ومحجّبة. طولها أقلّ من 170 سنتم، لكنها شاركت في إعلانات أهم شركات الملابس واعتلت منصّات العروض التابعة لدور أزياء عالمية… أما آشلي غراهام فهي عارضة بدينة، وقّعت عقداً مع إحدى أهم شركات الأزياء في أميركا، وستتولى تقديم حفلة انتخاب ملكات جمال الكون، الشهر المقبل. وهذا الحدث يُمثّل في ذاته سابقة في عالم الجمال والموضة.

المرأة المستهلكة إذاً لم تعد متفرّجاً سلبياً. هي اليوم مُشاركة فاعلة في تحديد خطوط الموضة ومعايير الجمال. لقد فرضت عبر حضورها الافتراضي تغييرات واقعية رسمت ملامح جديدة للمرأة الجميلة.

جمال المرأة الحديثة يكمن فقط في هويتها الخاصة.  فهل يمكن أن تغدو “الخصوصية” معياراً أساسياً في جمال المرأة الحديثة؟

إقرأ أيضاً:
“التنمّر الالكتروني” يفضحنا.. “نجوم” في الواقع ضحايا على انستغرام
الأثرياء يحكمون “إنستغرام”… والفقراء يشترون الوهم