fbpx

هل تنجح المملكة العربية السعودية في ضبط التطرف في المناهج المدرسية ؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

في الوقت الذي بدأت فيه الحكومة السعودية تكثيف جهودها لمكافحة التطرف، حلمت بعقد منافسة لتلاميذ المدارس لالتقاط الصور ومقاطع الفيديو، التي تُظهر “العمل الذي تقوم به المملكة في خدمة الإسلام” أو “معركة قوات الأمن ضد المسلحين الإسلاميين المتشددين”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في الوقت الذي بدأت فيه الحكومة السعودية تكثيف جهودها لمكافحة التطرف، حلمت بعقد منافسة لتلاميذ المدارس لالتقاط الصور ومقاطع الفيديو، التي تُظهر “العمل الذي تقوم به المملكة في خدمة الإسلام” أو “معركة قوات الأمن ضد المسلحين الإسلاميين المتشددين”.
ولكن تم تعليق المبادرة، ومستقبلها الآن غير مؤكد بعد مزاعم باستيلاء الإسلاميين على المشروع. فُصِل أول رئيس للبرنامج في أكتوبر / تشرين الأول، بعد ما أفادت بعض وسائل الإعلام أن موظفيه أعربوا عن تعاطفهم مع جماعة الإخوان المسلمين، وهي الجماعة التي تصنفها الرياض على أنها جماعة إرهابية. ومكثت بديلته 72 ساعة فقط قبل أن يتم فصلها لنفس السبب.
وتؤكد تجربة الحكومة مع هذا البرنامج، المعروف باسم “فَطِن”، التحديات التي تواجهها لإصلاح نظام التعليم المحافظ. سيكون نجاحها بالغ الأهمية لتتمكن الرياض من الوفاء بتعهد الأمير محمد بن سلمان بتحويل الأمة التي غالباً ما تُتهم بتصدير التطرف إلى مجتمعٍ أكثر تسامحاً. وقد اُنتُقِد نظام التعليم منذ فترة طويلة بسبب استخدامه لمنهج يروج للكراهية لغير المسلمين ويخلق أرضية خصبة للتطرف.
وقد ازداد التدقيق في النظام وتأثير المؤسسة الدينية الوهابية القوية، التي تدعو لتفسير صارم للإسلام السني، بعد أن تبين أن 15 من 19 من المختطفين الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر / أيلول 2001 في الولايات المتحدة كانوا سعوديين.
ويصر المسؤولون الحكوميون على أن الكثير من الجهود قد بُذلت لتحديث مناهج التعليم وتنقيح الكتب المدرسية لتخليصها من التعصب. غير أن التقارير الأخيرة الصادرة عن مراكز البحوث وجماعات حقوق الإنسان تشير إلى أن مواد التعليم الديني لا تزال تتضمن قضايا إشكالية.
على سبيل المثال، يحتوي كتاب الصف الخامس على مقطع يصف اليهود والمسيحيين والوثنيين بـ “الكافرين الأصليين”، وفقاً لاستعراض أجرته منظمة هيومن رايتس ووتش في سبتمبر / أيلول. وجاء في كتابٍ آخر، “أولئك الذين يتخذون قبور الأنبياء والصالحين مساجد هم أصل الشرّ”، في إشارة واضحة للمسلمين الشيعة والصوفية.
وتقول سارة ليا ويتسون، المديرة التنفيذية لمنظمة هيومن رايتس ووتش: “إن سياسات الحكومة التعصبية والتمييزية نفسها، هي مصنع محلي للتطرف”. وتضيف “لا تحتاج السعودية فقط إلى إصلاح نظامها التعليمي لإنهاء الكراهية الدينية المفتوحة التي تنشرها الكتب المدرسية والمعلمين على حد سواء، ولكنها تحتاج إلى إنهاء التمييز المتفشي ضد السكان الشيعة الأصليين والأجانب المسيحيين”. ولم يستجب المسؤولون السعوديون لطلبات للتعليق.
وأعلن أحمد العيسى، وزير التعليم، العام الماضى أن الحكومة تعتزم وقف طباعة الكتب المدرسية بحلول عام 2020 كجزء من جهودها الرامية إلى إصلاح النظام. وبدلاً من ذلك، سوف تكون المدارس مجهزة بأجهزة لوحية تفاعلية ومناهج رقمية يمكن تحديثها بصورة مباشرة، ما يعني أنهم منفتحون على فكرة الفحص والتدقيق وأن أي مادة تعتبر مسيئة يمكن أن تُعدل بسهولة. لكن الخبراء يقولون إن القضية الحاسمة تتمثل في ضمان اتباع المعلمين للمناهج الدراسية وعدم تقديم رسالة أكثر أصولية خاصة بهم.
وقالت الوزارة إنها اتخذت إجراءات تأديبية ضد بعض المعلمين الذين أعربوا عن آرائهم المتطرفة داخل الفصول الدراسية. تقول فوزية البكر، أستاذة التربية في جامعة الملك سعود، إن ثمة تقدم قد أحرز بالفعل في إصلاح النظام، خاصة في المدن الكبيرة. غير أن المخاوف لا تزال قائمة حول ما إذا كانت المدن الصغيرة والمناطق الريفية تتلقى نفس المستوى من الاهتمام في بلد يبلغ فيه عُمر 70 في المائة من السكان أقل من 30 عاماً.
وتتابع الاستاذة فوزية البكر قائلةً، “كان المجتمع يتغير في العديد من الجوانب، وخاصة في المدن الكبرى. كانت المشكلة تتعلق سابقاً بسياسات الحكومة المعكوسة. أما الآن فقد بدأت الحكومة في المضي قدماً في طرق عديدة”. ومع ذلك، فإنها تشعر بالقلق إزاء أنشطة ما بعد المدرسة الإضافية -وغير المقررة في المناهج- والتي كانت تنظمها وتنفذها عادة مجموعات “التوجيه الديني” التي يقودها المعلمون. ولكنها استدركت، “توجد الآن قيود أكثر بكثير (على الأنشطة الجارية في المدارس). وأضافت، لا أحد يدخل المدارس الآن دون إذن. لكن هل يقومون بما ينبغي في الجنوب؟”، في إشارةٍ إلى المنطقة التي نشأ فيها العديد من الخاطفين السعوديين المشاركين في هجمات الحادي عشر من سبتمبر / أيلول.
سيتم وضع برنامج “فطين” تحت مسؤولية “مركز الفكر الأمنى” الذى أعلنته وزارة التعليم الشهر الماضى. وقال سعد المشوح، المشرف الجديد على البرنامج لوكالة الأنباء الرسمية إن وزارة التعليم تعيد النظر في خططها قبل إعادة إطلاق المبادرة في فصل الربيع. وعلقت الأستاذة  فوزية البكر، إن حقيقة تعليق البرنامج بعد أن اُكتشف مباشرة أن رأس إدارته مرتبطة بالإخوان المسلمين كان علامة على إحراز التقدم. إلا أن البعض الآخر أكثر تشككاً في فعالية مثل هذه المخططات.
يقول مستشار إحدى المدارس في المنطقة الشرقية: “إن قضية التطرف لا يمكن حلها من قبل فطين أو أي برنامج آخر”. وأضاف، “هذه البرامج هي عروض مبهرجة، تروج لها الوزارة باعتبارها إنجازات، ولكن تأثيرها في الواقع ضعيف”.
احمد العمران – فايننشال تايمز
هذا المقال نشر على موقع صحيفة الفايننشال تايمز ولقراءة الموضوع الأصلي زوروا الرابط التالي
 [video_player link=””][/video_player]