fbpx

الافتتاحيّة الغريبة لجريدة “تشرين”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“فهل نحن عرب؟” يتساءل المقال، ثمّ يجيب بالتالي: “نعم ولا. نعم: لأنّنا نتكلّم العربيّة ويجمعنا التاريخ بالعرب، وطوال عقود ظلّت دمشق قلب العروبة النابض. ولا: لأنّ كثيرين من العرب تآمروا علينا، بينما الحليف الإيرانيّ الذي وقف معنا بصلابة لا يستهويه هذا الكلام عن العرب والعروبة، كما أنّ الأصدقاء الروس يشاركون الأصدقاء الإيرانيّين استياءهم من هذا القاموس”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

نشرت جريدة “تشرين” السوريّة الرسميّة يوم أمس مقالاً افتتاحيّاً لرئيس تحريرها السيّد محمّد البيرق فاجأ جميع من قرأه في دمشق وخارجها، وأثار لديهم أوسع الاستغرابات والتساؤلات. وهذا ما يحدو بنا إلى نشر أهمّ الفقرات الواردة في المقال الذي حمل عنوان: “مَن نحن بعد هزيمة الإرهاب؟”.

المقال يبدأ بالإشارة إلى “إنجاز سوريّا – بقيادة سيادة الرئيس بشّار الأسد، وباستلهام أفكار سيادة الرئيس الخالد حافظ الأسد – أكبر انتصار تاريخيّ على الإرهاب والإرهابيّين التكفيريّين”. لكنّ المقال لا يلبث أن يستنتج “ضرورة الخروج بتعريف جديد للنفس بعد انقضاء المرحلة السابقة التي حفلت باختلاط المعاني وسقوط بعضها”.

“فهل نحن عرب؟” يتساءل المقال، ثمّ يجيب بالتالي: “نعم ولا. نعم: لأنّنا نتكلّم العربيّة ويجمعنا التاريخ بالعرب، وطوال عقود ظلّت دمشق قلب العروبة النابض. ولا: لأنّ كثيرين من العرب تآمروا علينا، بينما الحليف الإيرانيّ الذي وقف معنا بصلابة لا يستهويه هذا الكلام عن العرب والعروبة، كما أنّ الأصدقاء الروس يشاركون الأصدقاء الإيرانيّين استياءهم من هذا القاموس”. وفي فقرة أخرى يكتب رئيس التحرير: “وهل نحن مسلمون؟ نعم ولا. نعم: لأنّ أكثريّة شعبنا تعتنق الإسلام ديناً، وقد شكّل الإسلام جزءاً أساسيّاً من هويّتنا الحضاريّة. ولا: لأنّ العالم الذي سنتعامل معه لا يقتصر على المسلمين، فضلاً عن أنّ الحضارة التي سننتمي انتماء عميقاً إليها لا تقتصر على الإسلام، ناهيك عن أنّ حضارتنا تسبق قدوم الإسلام بعدّة قرون”.

 

ويطرح المقال سؤالاً آخر: “وهل نحن أعداء إسرائيل؟”، ثمّ يجيب: “نعم ولا. نعم: لأنّنا قضينا سنوات مديدة ونحن نقول إنّنا أعداء إسرائيل، كما أنّها لا تزال تحتلّ بعض أرضنا. ولا: لأنّ أموراً كثيرة تجمعنا بهذه الدولة الجارة، أهمّها مكافحة الإرهاب، وهي قد تتطوّع لتحسين علاقاتنا مع الولايات المتّحدة

 

ويطرح المقال سؤالاً آخر: “وهل نحن أعداء إسرائيل؟”، ثمّ يجيب: “نعم ولا. نعم: لأنّنا قضينا سنوات مديدة ونحن نقول إنّنا أعداء إسرائيل، كما أنّها لا تزال تحتلّ بعض أرضنا. ولا: لأنّ أموراً كثيرة تجمعنا بهذه الدولة الجارة، أهمّها مكافحة الإرهاب، وهي قد تتطوّع لتحسين علاقاتنا مع الولايات المتّحدة التي لا تزال تقيم في بلدنا، وعلينا أن نتعامل معها بما أمكن من إيجابيّة وتفهّم. ومن يدري فإسرائيل قد تنسحب ذات يوم من الجولان وتعيده إلينا”.

لكنّ أغرب الفقرات في هذا المقال الغريب هي التالية: “وهل نحن سوريّون؟ نعم ولا. نعم: لأنّنا نحمل اسم هذا البلد الذي ينطبع على جوازات سفرنا، كما أنّه الاسم الذي تستخدمه الدول والمنظّمات الدوليّة والإقليميّة في وصفنا. ولا: لأنّنا ينبغي أن لا نتمسّك كثيراً بهذه الصفة إذ أنّ الدول التي نتعامل معها، والتي قاتلت إلى جانبنا، لا تحبّ مبالغتنا في الاعتزاز بالوطنيّة أو التركيز على الهويّة السوريّة. وإذا سألَنا القارىء العزيز، أو أي مواطن شريف في القطر، عن سبب هذا الجمع المتكرّر بين الـ “نعم” والـ “لا”، أجبناه بالتالي: هناك سببان وراء ذلك: الأوّل أنّ أعداءنا التكفيريّين وحدهم هم الذين يتمسّكون بقناعات جامدة ونهائيّة لا يتزحزحون عنها، ولا يرضون لها بديلاً، بل يصفونها بأنّها مقدّسة. ولأنّنا النقيض التاريخيّة للإرهاب التكفيريّ، فإنّنا نتمسّك بأقصى المرونة والليونة، وندافع عن سيولتنا في الأفكار، وهي وحدها ما يحمي مصالحنا. أمّا السبب الثاني فأنّنا نعيش في عصر دونالد ترامب الذي يغيّر آراءه عدّة مرّات في اليوم الواحد، ولا بدّ أنّ هذا السلوك هو الطريقة الحضاريّة في عالمنا الراهن”.

هذا وعلم “درج” أنّ الافتتاحيّة المشار إليها إنّما كُتبت بعد تلقّي السيّد البيرق بعض توجيهات الرئيس الأسد في هذا الصدد. وأضافت المصادر أنّ مستشارة الأسد، السيّدة بثينة شعبان، تنكبّ على وضع كتاب يوسّع هذه المعاني ويؤصّلها، على أن يكون عنوانه المرجّح: “فلسفة بشّار الأسد: نعم ولا، ولا ونعم”.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.