fbpx

لماذا لا تجرؤ الصحافيات على الحديث علناً عن التحرش في غرف الأخبار؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

الصحافيات العربيات يرفضن الكلام امام الرأي العام، إلا أن الدراسة التي أجرتها “النساء في الأخبار” كشفت أن 78 في المئة من العاملات في الصحافة تعرضن للتحرش و3 في المئة منهن اعتدي عليهن جنسياً.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“عندما كانت ابنتي طالبة في المدرسة، وجهت لها معلمتها إنذاراً بعدما تشاجرت مع صبية في صفها. ابنتي رفضت أن تقف في آخر الصف خلف الصبيان. المعلمة انحازت إلى الذكور ولم تعالج المسألة كما يجب، فسألتُها لماذا لم توجهِ إنذاراً للصبيان مكتفيةً بتحذير ابنتي! ودعوت ابنتي حينها لأن لا تخجل من المطالبة بحقها..”

بهذه الرواية افتتحت مديرة الموارد البشرية في Mittmedia، كارين اندرسون الكلمة التي ألقتها في القمة الإقليمية للنساء داخل الأخبار WAN-ifra.

تؤمن اندرسون بنوعية الثقافة التي تؤسسها الجماعات البشرية ودورها في تحديد قيمة المرأة الاجتماعية والمهنية. هذه الخلاصات استنتجتها أندرسون بعد سنوات من قيادتها برامج دولية لتمكين المرأة وتطوير قدراتها، بهدف تحسين مركزها الوظيفي في المؤسسة التي تعمل فيها.

كارين اندرسن

وفي كلمتها التي تركزت على أهمية الثقافة، قالت أندرسون “إن الثقافة: هي كل ما نفعله وما لا نفعله”، فحين يرفض أفراد المجتمع التحرش بالنساء، فإن ذلك سيؤسس بيئة تحصّن المرأة، أما حين يتغاضى الأفراد عما تتعرض له المرأة من تهميش، فإننا في نهاية المطاف سنواجه مجتمعات منغلقة تمارس فوقيتها ضد المرأة كما تقول.  

 سلّطت القمة الإقليمية للنساء في الأخبار في أفريقيا والشرق الأوسط الضوء على التحديات التي تواجهها الصحافيات العاملات في مؤسسات الإعلامية وغرف الأخبار، كإثبات جدارتهن في تولي مناصب مهمة وإظهار تميزهن أثناء تنفيذ مهمات صعبة كالتغطية الميدانية للأحداث.

فاللاعدالة في توزيع الأدوار الوظيفية بين الذكور والنساء، كانت محط نقاش مفتوح في القمة التي عقدت في بيروت نهار الاثنين الواقع في 14 كانون الثاني/ يناير واستمرت إلى يوم الخميس.

عام 2015، أطلقت المنظمة العالمية للصحف وناشري الأنباء “wan/ifra” برنامج “نساء في الأخبار” بمشاركة صحافيات من 3 بلدان أفريقية وما لبث أن تطور البرنامج ليضم حالياً عشرات الصحافيات من  12 بلداً أفريقياً وعربياً.  

تقبع خلف الصورة الجميلة التي نراها للمؤسسات الإعلامية، كواليس وقصص سوداوية تهدد أمن الأنثى العاملة وتجبرها أحياناً على تقديم استقالتها من العمل أو الرضوخ لابتزاز المتحرشين.

 

وألقت القمة جزءاً من لومها على مؤسسسات إعلامية تفتقد سياسات تعزيز قدرات المرأة وتوفير الحماية اللازمة لها، كما تداولت القمة شهادة صحافية مصرية تحرش بها رجل دين، فاشترط عليها ارتداء ملابس محتشمة خلال اللقاء الصحافي، كما تناولت القمة تحرش لاعبين بصحافيات يغطين النشاطات الرياضية.

وشهدت القمة جدالاً حول تعريف “التحرش”، هل هو ظاهرة أم قضية؟ فقالت إحدى الحاضرات: “عندما تفصح أنثى أوروبية عن اسم مُتحرش، فإنها تتلقى احتضاناً  شعبياً، بينما إذا كشفت فتاة عربية عن اسم المتحرش فإن ذلك كفيل بتدمير مسيرتها العملية، وهو ما حصل مع كثيرات”.

 مديرة برنامج “النساء في الأخبار” ميرا عبدالله  قالت لـ”درج”، “عدد لا يستهان به من المذيعات والمحررات والصحافيات العربيات تعرضن للتحرش والاعتداء الجنسي”. تتحفظ المنظمة العالمية للصحف عن كشف الأرقام الرسمية عن عدد العاملات في الإعلام اللواتي واجهن التحرش، وتضيف عبدالله: “ما زلنا كمجتمعات عربية محافظة نواجه التابو الاجتماعي حين نتطرق إلى قضية التحرش الجنسي”.

ويعد الخوف من مواجهة المجتمع سبباً أساسياً في عدم كشف النساء عن ما يحصل معهن في العمل، وتضيف عبدالله: “الصحافيات العربيات يرفضن الكلام امام الرأي العام، إلا أن الدراسة التي أجرتها “النساء في الأخبار” كشفت أن 78 في المئة من العاملات في الصحافة تعرضن للتحرش و3 في المئة منهن اعتدي عليهن جنسياً. وسبب رفض النساء لربما يعود إلى عدم وجود آلية دعم وسياسة لمناهضة التحرش الجنسي، وغالباً  ما تُهدد الصحافية في حال إقدامها على الفضح، إما بالطرد أو تطرد من عملها تلقائيا وبالتالي تتعرض حياتها المهنية للخطر”.

 

ارتكزت النقاشات التي حصلت في القمة على ما كشفه تقرير صدر عن برنامج “النساء في الأخبار” العائد للمنظمة، والمستندة نتائجه إلى شهادات حقيقية قدمتها عشرات المشاركات فيه.

يشرح التقرير نماذج التحرش داخل المؤسسات الإعلامية وتضمن التقرير توصية لدعم المؤسسات الإعلامية من أجل اعتماد سياسة تحمي النساء أثناء عملهن في المؤسسة.

وجاء في تقرير البرنامج، أن 48 في المئة من الصحافيات تم التحرش بهن، 83 في المئة لم يبلغن عن الأمر، إضافة إلى أن 59 في المئة من صحافيات الشرق الأوسط تعرضن للتحرش اللفظي، و17 في المئة للتحرش الجسدي، بينما 73 في المئة من النساء اللواتي تعرضن للاعتداء الجنسي رفضن التبليغ بالحادثة.

يستعرض التقرير أنواعاً عدة من التحرش، تحصل داخل المؤسسات الإعلامية كتزيين الموظف محيط مكاتبه بصور تتضمن إيحاءات جنسية، أو أن ينتهز الموظف وجوده وحيداً مع زميلته في المكتب، أو أن يسأل الموظفون عن الماضي الجنسي لزميلتهم، أو أن يستغل المدير الظروف الوظيفية للموظفة فيشترط عليها ممارسة الجنس معه مقابل تسهيل عملها في الشركة، أو أن يفرض مدير العمل ممارسة الجنس لتوظيف الصحافية.

تفتقد الكثير من المؤسسات الإعلامية للسياسات الوقائية الخاصة بالتعامل مع التحرش الجنسي في مكان العمل، وتشير الدارسة إلى إطار حقوقي يمكن من خلاله تحميل المؤسسة الإعلامية المسؤولية غير المباشرة عن التحرش الجنسي، في حال وقع داخلها. وتتوجه الدراسة إلى توعية المؤسسات حول آلية معالجة التحرش في حال حصوله بين أفراد فريق عملها، كعزل المتحرش وظيفياً، وتخفيض أجره، وإحالة ملفه إلى الجهات القضائية المختصة.

ويكشف التقرير أن التحرش ليس محصوراً بالنساء فقط، بل الذكور أيضاً عُرضة للتحرش، وروت الصحافية المصرية لمياء راضي التي شغلت مناصب مرموقة في عدد من المؤسسات الإعلامية العربية والدولية، لـ”درج”، كيف شكا لها موظف عمل معها في إحدى المؤسسات، قيام مسؤولة في المؤسسة بالتحرش به بشكل متواصل.




 

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.