fbpx

في الرقة الأهالي يبحثون عن أحبائهم الذين اختفوا على يد “تنظيم الدولة”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

يقول أقرباء، إن مئات الأشخاص وربما الآلاف ممن جرى اعتقالهم أثناء عهد تنظيم “داعش” في سوريا، مازالوا في عِداد المفقودين على الرغم من فقدان التنظيم للأراضي وتراجعه إلى مخابئه في الصحراء…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يلتمس أهالي المفقودين المساعدة في البحث عن مئات الأشخاص الذين جرى اعتقالهم خلال الحكم الإرهابي لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الرقة السورية، إذ يجهد أهالي مئات المدنيين لمساعدتهم في العثور على أحبائهم. ويقول الأقارب إن مئات الأشخاص وربما الآلاف ممن جرى اعتقالهم أثناء حكم التنظيم في سوريا، مازالوا في عِداد المفقودين على الرغم من فقدان التنظيم للأراضي وتراجعه إلى مخابئه في الصحراء.
أحد صُنّاع الأفلام الوثائقية من الرقة، أمير مطر، والذي يعيش في ألمانيا، دشّن حملة إلكترونية لرفع مستوى الوعي حول المحتجزين،”لدينا المئات من الأسماء والصور وتواريخ الاعتقال، ليست هناك قائمة كاملة إلا أننا بصدد اكتشاف أسماء جديدة كل يوم”. وجرى اعتقال شقيق مطر، محمد نور مطر، من قبل “داعش” في أغسطس / آب 2013 ومازال في عِداد المفقودين. وتابع قائلاً “لم تقم أية جهة عسكرية أو قضائية بالتعامل بشكل جاد مع قضية المختطفين من قبل داعش. ولم نتلقَ أي استجابة منهم، ويُعتبر أهالينا من مواطني الدرجة الثانية بالنسبة لجميع المعنيين”.
سقطت الخلافة التي أعلنتها “داعش”، لنفسها تحت هجوم متعدد الأطراف في العراق وسوريا على يد متمردين يحظون بدعم تركي، وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، والقوات الكردية شبه العسكرية، والجيشين العراقي والسوري، إلا أن قلة منهم سعت للحصول على إجابات فيما يتعلق بمصير آلاف الأشخاص المحتجزين من قبل التنظيم، خلال ثلاث سنوات سيطر فيها على مساحات شاسعة من الأراضي في كلا البلدين.
وزعم المسلحون أن لديهم العديد من السجناء البارزين، من بينهم صحافيون جرى إعدامهم أمام الكاميرا، والأب باولو، الكاهن اليسوعي المنشق من إيطاليا، والذي كان يعيش في سوريا عندما جرى اختطافه، ومازال مصيره مجهولاً. كما جرى اعتقال العديد من السوريين بشكل يومي لارتكابهم مخالفات تتراوح بين التدخين والاحتجاج على أعمال المسلحين، وتوثيق الانتهاكات و”الرِدّة”. وتعاون مطر مع شبكة من الناشطين على أرض الواقع ممن قاموا بزيارة سجون “داعش” المهجورة لتصويرها، وجمع أي وثائق يمكن أن تسلط الضوء على مصير السجناء. وتحولت بعض المراكز بالفعل إلى زنازين احتجاز من قبل القوات الغازية.
ومن ضمن الاكتشافات التي توصل إليها الفريق، مذكرات أحد سجاني “داعش”، والأحكام التي أصدرتها محاكم التنظيم، ومن بينها حكم بالإعدام صدر ضد ممرضة اعترفت بسبِّ الإله على حد زعمهم. كما عثر على بعض النقوش التي  رسمها السجناء على الجدران، وهناك ملابس خلّفها المعتقلون وراءهم، وسترات برتقالية ارتبطت بأحكام الإعدام التي كان ينفذها التنظيم. ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان SNHR ، أسماء 8,119 شخصاً مازالوا في عداد المفقودين، من بينهم 286 طفلاً وأكثر من 300 امرأة. وقام تنظيم “داعش”، في أوج قوته بتشغيل 54 مركز اعتقال على الأقل إضافة إلى عدد أكبر بكثير من السجون والزنازين السرية، حسبما ذكرت الجماعة الحقوقية.
وصرح المتحدث باسم الشبكة لصحيفة “الغارديان”، بأن 1600 شخص على الأقل لقوا حتفهم داخل سجون “داعش”. وتُعزى هذه الوفيات إلى عدد من الأسباب، من بينها التعذيب وأحكام الإعدام الجماعي واستهداف السجون من قبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أثناء التراجع الإقليمي لـ”داعش”، وكنتيجة للعمالة القسرية التي تجري بالقرب من خطوط المواجهة كعقاب.
وتقع مسؤولية إثبات ما حدث للسجناء على عاتق قوات سوريا الديمقراطية SDF، وهو تحالف يقوده المسلحون الأكراد ومدعوم من جانب الولايات المتحدة، التي تولّت السيطرة على الرقة، حسبما ذكر المتحدث الرسمي. وقال المتحدث ، “تعتبر قوات سوريا الديمقراطية SDF، مسؤولة عن الكشف عن مصير آلاف الأشخاص الذين اختفوا قسراً في سجون “داعش”، لأنها تسيطر على مساحات شاسعة من المناطق التي كانت تخضع لسيطرة المسلحين بما في ذلك مدينة الرقة، التي كانت مقراً للمراكز الإدارية الأكثر أهمية بالنسبة للتنظيم وقادته. كما احتجزوا العشرات من المسؤولين الأمنيين وقادة التنظيم ممن لديهم قطْعاً معلومات يمكن أن تكشف مصير هؤلاء الذين اختفوا قسراً”.
ولم يستجب تحالف قوات سوريا الديمقراطية SDF لطلب بالتعليق على الجهود الرامية إلى تعقب السجناء السابقين. ومازال الأهالي متمسكون بالأمل على الرغم من أنهم في بعض الأحيان يفكرون في الأسوأ، ومن بينهم زبيدة إسماعيل، زوجة أحد الأطباء الجراحين من الرقة والذي جرى اختطافه على يد رجال يرتدون أقنعة في نوفمبر / تشرين الثاني عام 2013. ولم تؤدِ احتجاجات زبيدة ضد “داعش” إلى أي نتيجة، إذْ أنكر المسلحون اعتقال زوجها. وعقب الهروب إلى تركيا ثم إلى فرنسا، تنشر زبيدة كل يوم منشوراً عن زوجها على صفحة الحملة على فيسبوك، لتحديث عدد الأيام التي مضت منذ اختفائه.
كما يأمل مطر أن يلتقي مجدداً بشقيقه، ويرغب في افتتاح متحف يعرض للناس الفظائع التي ارتُكبت داخل سجون “داعش”. ويقول “إن الدليل على تلك الجرائم يجري استئصاله، وهذا هو سبب تفكيري في الحفاظ على هذه الذكرى التي دمرت حياتنا تقريباً”. وجرى اعتقال شقيق مطر منذ أكثر من أربع سنوات عقب تصوير احتجاج امرأة أمام إحدى منشآت “داعش” في الرقة. وبغض النظر عن نقص المعلومات عن الأماكن التي يمكن أن يتواجد بها شقيقه، يشعر مطر بالراحة حيال حقيقة أن هناك المزيد من السجون التي لم يجرِ تفتيشها بعد.
ويقول “هناك أمل كبير. ففي كل يوم يراودنا أمل بأن محمد نور سيعود وأننا سنراه ونلتقي به. سوف نعثر عليه، قمنا بتدشين هذه الحملة من أجل محمد نور والآلاف من أمثاله”.

هذا الموضوع تم اعداده وترجمته عن موقع the guardian ولمراجعة المقال الاصلي زوروا الرابط التالي
 
 [video_player link=””][/video_player]