fbpx

نساء مُختطَفات: الحوثيون ينتهكون المُحرّم والممنوع عند اليمنيّين

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“جماعة الحوثي تقوم بتجنيد نساء تابعات لها تحت مسمّى “الزينبيات”، ومهمّتهن اختطاف النساء من الأماكن العامة ومن البيوت، وتسليمهن للجماعة التي تقوم بإخفائهن وتعذيبهن، دون أن تسمح لأهاليهن بمعرفة أماكنهن، وفي نهاية المطاف تجبر الأهالي على دفع مبالغ مالية مقابل الإفراج عليهن…”

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

صنعاء – ماجد بن صالح

تبدو ظاهرة الاعتداء على النساء، غريبة على المجتمع في اليمن، الذي تحكمه أعراف وعادات وتقاليد، تمنح المرأة حرمة تصل إلى حد القداسة، ولا يمكن تجاوزها أو انتهاك هذه الحُرمة المقدسة.

هذه المرة لم تُكسر هذه الأعراف والتقاليد بتعرّض المرأة للضرب، بل تعدّى ذلك إلى الاعتقال والإخفاء القسري، والقتل.
ويقول صالح حمود، أحد سكان صنعاء، لـ”المشاهد”: “ليس من الرجولة أن يمد الشخص يده على امرأة، فكيف بها تُختطف وتعذب وتقتل بدون سبب”، مضيفاً أن جماعة الحوثي لا تريد أحداً يعارضها، حتى وإن كانت امرأة.

مثله سلطان الخولاني، أحد سكان صنعاء، الذي انتقد ظاهرة اعتقال النساء من قبل جماعة الحوثي، بالقول: “جماعة الحوثي تثبت لنا في كل يوم أنها دخيلة على المجتمع اليمني، وأكبر دليل على ذلك ما تقوم به من اختطاف واعتقال وضرب وقتل للنساء”.

ويضيف الخولاني الذي ينتمي إلى قبيلة خولان بصنعاء، بلهجة حادة ممزوجة بالغيرة والحمية المتقدة للدفاع عما يسمّيه الحُرمة المقدسة: “ما تمارسه جماعة الحوثي ضد النساء من انتهاكات، يُعد تعدياً على قيم ومبادئ وأعراف القبيلة اليمنيّة التي لن تصمت طويلاً، وسيكون لها دورها في الدفاع عن مبادئها وقيمها التي تصل إلى حد التقديس”.

اختطاف

وجاءت هذه الانتقادات على خلفية تصريحات المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر (منظمة مجتمع مدني)، التي كشفت عن اعتقال لنساء، واحتجازهن في “فلة” بشارع تعز جنوب العاصمة صنعاء، واقتيادهن ليلاً إلى البحث الجنائي الخاضع لسيطرة الحوثيين، للتحقيق معهن تحت التعذيب.

وأصدرت المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر، بياناً حصل “المشاهد” على نسخة منه، تؤكد فيه أنها تلقت عدداً من البلاغات عن اختفاء نساء في أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، وقامت المنظمة فور تلقيها تلك البلاغات بالتحري عن المعلومات، والتواصل مع الجهات الأمنية ذات العلاقة، وإرشاد أقارب النساء المخفيات للإبلاغ لدى أجهزة الشرطة، والتحرك معهم لقيد البلاغات، والبحث عنهن في عدد من الجهات الأمنية لقيد البلاغات.

وبدأت عملية الاختطاف والإخفاء القسري للنساء اليمنيات، تبرز كظاهرة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وفقاً لمراقبين، خاصة بعد قيام العديد من النساء بتنظيم المظاهرات المناهضة لجماعة الحوثي، وفي ذلك تقول إحدى الناشطات اليمنيات لـ”المشاهد” إن جماعة الحوثي تسعى إلى تكميم الأفواه وفرض نفسها كسلطة أمر واقع تحت تهديد السلاح، وتفرط في استخدام القوة حتى ضد النساء اللواتي يمنحهن المجتمع اليمني حُرمة مقدسة لا يمكن المساس بها.

محتجزات في البحث الجنائي

يؤكد بيان منظمة الاتجار بالبشر أنه خلال عملية التواصل مع الجهات الأمنية بصنعاء، تحصلت المنظمة على معلومات تؤكد أن عدداً من النساء المخفيات محتجزات في البحث الجنائي بأمانة العاصمة، وقامت المنظمة حينها بالتواصل مع إدارة البحث الجنائي وطرح المعلومات أمامهم مراراً وتكراراً، إلا أنهم كانوا ينكرون وجودهن، وأعطوا المنظمة وعوداً بالبحث عنهن، والتعميم إلى فروع البحث والمستشفيات في العاصمة والمحافظات.

وتؤكد المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر، على أن عدد المختفيات وفقاً للبلاغات التي تلقتها، يصل إلى 120 امرأة من أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، وأن أغلبهن معتقلات في البحث الجنائي بصنعاء.

وتضيف المنظمة في بيانها: “بعد أشهر من الاختفاء أُبلغت المنظمة عن عودة البعض منهن، وتم التواصل مع بعض أقارب المخفيات اللواتي عُدن إلى منازلهن، والذين أكدوا عودتهن، لكن أهاليهن يرفضون الإفصاح عن بقية المعلومات، وبعد تطمينهم، والعمل على الأخذ بحق قريباتهم، اتضح أنهن احتجزن في الإدارة العامة للبحث الجنائي، وأنه تم الإفراج عنهن مقابل مبالغ مالية كبيرة اضطرت المحتجزات لدفعها بعد مرور عدة أشهر على خطفهن واحتجازهن وتعرضهن للتعذيب، وعجز أقاربهن عن الوصول إليهن، مما أجبرهم على الرضوخ للابتزاز مقابل الإفراج عنهن، وحفاظاً على سمعتهن”.

وأكدت إحدى المفرج عنهن أنه تمت مداهمة منزلها ونهب مجوهراتها وممتلكاتها وإخفاؤها لأكثر من شهرين، وتم التحقيق معها وإجبارها على البصمة على عدد من الأوراق، والتي من بينها التنازل عن كافة أغراضها من مجوهرات ومال مقابل الإفراج عنه، بحسب بيان المنظمة ذاتها.

ونقلت المنظمة عن أحد ضباط البحث الجنائي قوله: “إن هذه القضية كبيرة جداً، ولا أحد يستطيع الكلام خشية إخفائه، كما حصل للكثير من زملائهم العاملين في البحث الجنائي، والذين انتقدوا بعض الممارسات”.

تمزيق النسيج الاجتماعي

ويقود اختطاف النساء، إلى تمزيق النسيج الاجتماعي اليمني، خاصة أن ذلك يخلق فجوة بين الناس، في ظل تزايد الانتهاكات لأعراف وقيم ومبادئ المجتمع اليمني القبلي، بحسب أخصائي اجتماعي فضل عدم ذكر اسمه، مؤكداً لـ”المشاهد” أن هذه الأفعال ستثير الحقد والبغض ضد أسماء معينة، خاصة المنتمية إلى جماعة الحوثي، أو من تعمل معها.

وتقول الناشطة اليمنية التي رفضت ذكر اسمها: “تقوم جماعة الحوثي بتجنيد نساء تابعات لها تحت مسمّى “الزينبيات”، ومهمتهن اختطاف النساء من الأماكن العامة ومن البيوت، وتسليمهن للجماعة التي تقوم بإخفائهن وتعذيبهن، دون أن تسمح لأهاليهن بمعرفة أماكنهن والاطمئنان عليهنّ، وفي نهاية المطاف تجبر الأهالي على دفع مبالغ مالية مقابل الإفراج عليهن، وقبل ذلك تلزمهن بعدم التظاهر أو التعبير عن آرائهن، وتهدّدهن بأنهن تحت الرقابة، وغيرها من التهديدات التي تصل إلى تهديدهن بشرفهن وتشويه سمعتهن”.

هذا التحقيق مأخوذ من موقع المُشاهد اليمني وللاطّلاع على التحقيق الأصلي زوروا الرابط التالي

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!