fbpx

الصين: كيف تخنق الميديا في الداخل وتستخدمها لاجتياح العالم؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

رصد خبراء إعلاميون يتابعون السياسة الإعلامية للصين الشيوعية أن استراييجية الحزب الحاكم أخذت منحى جديداً خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، بحيث لم تعد تعتمد كثيراً على اختراق المؤسسات الإعلامية الغربية، بل أخذت تشتري بشكل مباشر مؤسسات الإعلام في بلدان كثيرة

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

الاجتياح الصيني للعالم لا يقتصر على مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة وحسب، إنما أيضاً يمتد إلى الميديا الدولية وجمهورها، فمن دون ذلك، لن تتمكّن القيادة الشيوعية الحاكمة من كسب العقول والقلوب لسياساتها من أجل اكتساب المزيد من النفوذ في العالم. يعكس توجّه بكين الجديد رغبتها في تحسين صورة نظامها الاستبدادي والعنف الفكري الذي تمارسه ضد معارضيها، إلى جانب لجوئها إلى استخدام أقصى أشكال الاستبداد والتضييق على الحريات العامة وحق التعبير والرأي.

أيقنت بكين خلال السنوات الأخيرة أن ما يعرف باسم “القوة الناعمة”، الذي وصفه أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفرد جوزيف ناي بأنه “وسيلة للتأثير وزيادة النفوذ والسعي لإعادة تشكيل وجهات النظر الاجتماعية من سلبية إلى إيجابية”. تقول الباحثة في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي ليزا ايكونومي، “إن اهتمام الصين بالقوة الناعمة يعود إلى بداية تسعينات القرن الماضي، إلا أنها لم تدخلها ضمن استراتيجيتها العامة، إلا في فترة حكم الرئيس هو جينتاو عام 2007 الذي تحدّث في أحد خطاباته عن “تجديد شباب الأمة الصينية واتقان أدوات القوة الناعمة”.

وقام الرئيس التالي شي جينبيغ بإغناء الفكرة بمحتوى جديد بقوله عام 2014، “علينا زيادة القوة الناعمة لبلدنا وطرح سردية صينية جديدة وبعث رسائل تواصل أفضل إلى العالم”. أيقنت بكين أنه لن يكون من السهل استيعاب أدوات القوة الناعمة من دون توسيع النشاط الرسمي الصيني في جميع أنحاء العالم، وبصورة خاصة الاقتصادي والاستثماري، وهو ما فعلته وما زالت تفعله وبقوة وفعالية اكبر، وتبين دراسة صدرت عام 2017 عن مركز (CAIDDATA) أن “الحكومة الصينية خصصت أكثر من 350 مليار دولار لاستثمارات ومشاريع مختلفة في 140 دولة في العالم”.

النقلة النوعية كانت في شكل وجوهر الاستراتيجية التي تعتمدها القيادة الشيوعية تمثل في تعاملها مع الإعلام الذي وجدت أنه ضروري وحاجة ملحة لتعزيز نفوذها السياسي على الساحة الدولية، فقررت اتخاذ قرار بتحويل وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) إلى ذراع إعلامية قوية تتولّى مهمّات الترويج لأنشطتها الاقتصادية والثقافية والسياسية، وتعريف الرأي العام الدولي بمواقف البلاد من الأحداث والتطورات الدولية وسياساتها الداخلية والخارجية، إضافة إلى قرار ثان بضخ عشرات ملايين الدولارات في تطوير وتوسيع وتحديث قناة تلفزيون الصين الوطنية (CCTV) ليصل بثها وبلغات أجنبية متعدّدة من بينها العربية إلى جميع قارات العالم الأخرى. تغيّر اسم هذه القناة عام 2009 إلى  CGTN، وتم استثمار نحو 10 ملايين دولار لتطويرها، وذلك بهدف “رواية تاريخ الصين بصورة إيجابية” بحسب الرئيس جينبيغ، ولخدمة “الأهداف الايديولوجية للدولة الشيوعية في الصين” وفقاُ لصحيفة “الغارديان” البريطانية.

الميديا العالمية في خدمة الشيوعية الصينية

نجحت فعالية النشاط الترويجي للقنوات التلفزيونية الموجّهة للخارج، وهذا ظهر بشكل واضح في تغير اتجاهات الرأي العام في الكثير من الدول ليس في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، حيث تبث باللغة العربية لفترة 24 ساعة في اليوم، وحسب، إنما أيضاً في دول أوروبا الغربية والشرقية التي اقامت فيها علاقات استثمارية كبيرة حظيت بتأييد الغالبية الشعبية في مجتمعاتها، وتم تداول معلومات في بلغاريا وعواصم أوروبية عن خوض شركات صينية مفاوضات لشراء مؤسسات إعلامية كبيرة تمتلك قنوات تلفزيونية لها جمهور واسع. ويشير استطلاع للرأي أجراه “معهد بيو” الأميركي للأبحاث عام 2017 إلى أن “مجتمعات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وروسيا واليابان والهند والبيرو ونيجيريا وأوروبا الشرقية وغيرها أخذت تنظر إلى الدور الصيني في بلدانها وسياساتها العالمية عموماً، بصورة أكثر إيجابية أكثر من قبل، وذلك بفضل النشاط الإعلامي والدعائي للصين”.

ركزت وسائل الإعلام الصينية الموجهة إلى الخارج، خلال السنوات العشر الأخيرة على الجمهور الأجنبي في محاولة لتغيير شكل بيئة المعلومات وجوهرها، والأخبار التي تنشرها وتبثها الميديا العالمية مستخدمة لتحقيق هذا الهدف تدفقات مالية ضخمة لتمويل مواد صحافية مدفوعة الثمن، والتغطيات الإعلامية للأحداث المتنوعة، إضافة صياغة وإرسال رسائل إيجابية عن سياسات النظام الحاكم. في المقابل، كان تعاطي بكين مع الصحافة المحلية مختلفاً تماماً، إذ تُخضِعها لرقابة صارمة، وهو ما يختلف جذرياً عن علاقتها مع الميديا التي تصدر في الخارج، فهي لن تفوت أي فرصة لاستخدامها في تلك البلدان التي تحظى فيها الميديا بالحرية والاستقلالية. ولهذا فهي لم تبخل في دفع آلاف الدولارات مقابل قيام هذه الصحف بنشر ملاحق خاصة دعائية عن الصين كما فعلت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية. وليس هذا فقط، فبكين تتملّق لصحافيين من جميع أنحاء العالم وتقدّم لهم دعوات رسمية للقيام بجولات استطلاعية في البلاد تدفع تكاليفها بالكامل.

ولكي نكون موضوعيّين أو على الأقل محايدين في عرضنا المعلومات، يجب أن نعترف بأن هذه الممارسة لا تقتصر على الصين، بل تقوم بها دول غربية كثيرة، في مقدّمها الولايات المتحدة وبريطانيا، فهما أيضاً تتقربان وفي أحيان كثيرة بوقاحة من الصحافيين الأجانب وتعرضان عليهم دعوات لزيارات ميدانية مدفوعة الثمن، وإجراء لقاءات مع كبار مسؤوليها، ولكن مع فارق مهم للغاية هو أن القيادة الشيوعية الصينية، لا تقبل أي تعددية في وجهات النظر والرأي، فمهمة الصحافة برأي قادة الحزب الحاكم في بكين تقتصر على سردية منضبطة تستبعد جميع ما لا يتفق مع تصورات الحزب حول الأحداث، وهو ما لا تنفيه بكين ولا تنكر حدوثه.

ووفقاً لدراسة أجراها معهد “راند كوربوريشن” الأميركي ونشرت مقتطفات منها دوريةNational Interest، الأميركية “إن الجيش الصيني يعتمد استراتيجية وضعها قبل 2500 سنة القائد العسكري البارز (سون تزو) تقوم على مبدأ “كسب الحرب من دون المشاركة في المعركة”. ويقدّر محللون أن الميزانية السنوية لـ”الدعاية الخارجية” تقترب من الـ10 مليارات دولار سنوياً. وعلى النقيض من ذلك، أنفقت وزارة الخارجية الأميركية 666 مليون دولار على الديبلوماسية العامة في السنة المالية لعام 2014.

جورج أورويل في بكين

يعد مكتب الإعلام التابع لرئاسة الوزراء العصب المؤسسي لهذه العملية بحيث شبه دوره عدد من الصحافيين بوزارة الحقيقة في رواية جورج أورويل 1984. يشكّل هذا المكتب التابع لرئاسة الوزراء جزءاً من جهاز دعاية أوسع، ويضطلع بمهمة تنسيق جهود الدعاية المختلفة، ويمتلك عدداً كبيراً من الموظفين، ولديه ميزانية ضخمة، وقدراً كبيراً من النفوذ البيروقراطي. ومن الأسرار الشائعة أن إمبراطورية الإعلام العالمي الخاصة بالصين تسعى كما يؤكد مسؤولوها إلى كسر ما تعتبره “احتكار وسائل الإعلام الغربية لمصادر المعلومات”. وتلعب وكالة أنباء شينخوا، وكالة الأنباء الصينية الرسمية، هذا الدور الذي نما وتوسع خلال السنوات الأخيرة. ومنذ إنشائها سارت هذه القناة في خطين متوازيين، على حد سواء محلياً ودولياً: أن تقدّم الأخبار وتنشر دعاية الحزب الشيوعي.

توظّف “شينخوا” أكثر من ثلاثة آلاف صحافي، تم إرسال 400 منهم كمراسلين في 170 مكتباً تابعاً للوكالة في دول مختلفة في العالم. وتواصل الوكالة زيادة عدد موظفيها في المكاتب وتعزز وجودها على الإنترنت بمحتويات صوت وفيديو. ترى إدارتها أن هناك فرصة للتنافس وجهاً لوجه مع الوكالات الإخبارية الغربية الكبرى، مثل وكالة “أسوشييتد برس” و”يونايتد برس انترناشونال” و”رويترز” و”بلومبيرغ”، بهدف أن تصبح بحسب أحد مسؤوليها الكبار عام 2010 “وكالة الأنباء العالمية الحقيقية”. وكانت أطلقت أول قناة ناطقة بالإنكليزية على مدار 24 ساعة، “سي سي تي في” الدولية التي اصبح اسمها الآن “سي جي تي ان”، عام 2000، وتبث الآن بأكثر من ست لغات حول العالم. وتوسّعت عام 2012، بافتتاحها مرافق إنتاج جديدة في نيروبي وكينيا وواشنطن، كما اخترقت الصين أيضاً محطات الإذاعات الأجنبية. حيث تبث من مقرها في بكين على مدار 392 ساعة من البرامج يومياً بـ38 لغة ولها 27 مكتباً خارج البلاد. الجيش الوطني الصيني ليس بعيداً من هذه السياسة، إذ أعلن عام 2003 استراتيجيته التي حدد فيها الأهداف السياسية التي يسعى إلى تحقيقها، من بينها أن “الحرب الإعلامية” هي جزء أساسي من نشاطاته للتأثير في الرأي العام الأجنبي، بالشكل الذي يرغم الحكومات الاجنبية على تطبيق سياسات تتوافق مع مصالح بكين.

تقوم بكين بصورة متزايدة ومستمرة بزيادة رقابتها وتعزيزها على الشبكة الإلكترونية العالمية بواسطة شركات خاصة، ظلت هي المهيمنة على هذه العملية التي تجسّدت خلال مرحلة الانتقال من البث التلفزيوني التقليدي إلى الرقمي في أفريقيا على سبيل المثال: إطلاق الأقمار الاصطناعية وإقامة الشبكات الجديدة من خلال نقلها من البصريات الليفية إلى الرقمية التي تتولّى نقل الأخبار حول العالم، وبهذا الشكل ستتمكن الصين ليس من إتقان صناعة الأخبار وحسب، بل أيضاً وسائل توزيعها ونشرها، وكان الرئيس الصيني جينبينغ أوجز في خطبة له خطته فى تحويل الصين إلى “قوة عظمى على الإنترنت”. تهدف الصين إلى بناء نظام سيبراني “منيع”، يمنحها صوتاً أكبر فى إدارة الإنترنت، وتعزيز المزيد من الشركات ذات المستوى العالمي، وقيادة العالم فى التقنيات المتقدمة. نظراً لحجمها التكنولوجي، فإن بكين لديها فرصة جيدة للنجاح فى إعادة بناء الفضاء السيبراني بحسب صورتها الخاصة. وإذا حدث هذا، فستكون شبكة الإنترنت أقل عالمية وأقل انفتاحاً.

وقاحة تحويل صحافيين إلى جواسيس

تركّز اهتمام الصين خلال السنوات المنصرمة على القارة الأفريقية ويلاحظ هذا في قيام مؤسسات الإعلام بزيادة إنتاج تقارير ومواد صحافية عالية الجودة، تنافس ما تقدّمه وسائل الإعلام الغربية الكبرى، وذلك بالتوازي مع توسيع العلاقات السياسية والاقتصادية مع حكومات دول القارة، وانصب اهتمام الميديا الصينية على كتابة التقاريرالخاصة بالتنمية ونشرها، معتمدة في هذا المجال على صحافيين محليين يسعون إلى تصدير صورة إيجابية عن بلادهم، بحسب ما ذكر أندريا بريغا في مقال كتبه للموقع الإيطالي للمرصد الأوروبي للصحافة. وقال بريغا إن اهتمام وسائل الإعلام الصينية بالدول الأفريقية لا يمثل نوعاً من أنواع تطور الصحافة ومحاولتها استكشاف مناطق أخرى على سبيل التنوع الثقافي، وإنما هو انعكاس للأزمة المهنية التي تعيشها الصحافة العالمية، فقد أصبح الإعلام جزءاً من استراتيجيات الدول في الحفاظ على مصالحها الاقتصادية في مختلف أنحاء العالم.

بعد ازدهار العلاقات بين الصين وأفريقيا سياسياً واقتصادياً، قامت بكين بجهد منسق لبناء وكالات الإعلام في أفريقيا وحول العالم حتى تتمكن من المنافسة مع الميديا الغربية، حيث خصصت عام 2009 نحو 7 مليارات دولار لتوسيع وجود وسائل الإعلام المملوكة للدولة في الصين في جميع أنحاء العالم ومن بينها وكالة “شينخوا” للأنباء وتلفزيون الصين المركزي “سي جي تي ان” وإذاعة الصين الدولية وصحيفة الشعب اليومية وصحيفة تشاينا دايلي. وبحسب الأستاذ في جامعة ويستمنيستر، فيفيان مارش “إن القناة التلفزيونية الصينية تجهد لتقديم وإيصال قصص ايجابية عن السياسات الرسمية للدولة إلى العالم، فعلى سبيل المثال فإن 17 في المئة من موادها وتحقيقاتها الصحافية عالم 2014 كانت عن مرض فيروس الايبولا والمساعدات الهائلة التي قدمتها الصين لوقف انتشاره”. وقامت قناة “سي جي تي ان” خلال السنوات الأخيرة بتوسيع مجال تغطيتها إلى القارة، وبث برامجها مجاناً في آلالاف القرى من خلال شبكة الميديا الصينية  StarTimes، التي أسّسها بانغ شتينينغ عام 1988، ودخلت بقوة إلى أفريقيا عام 2000، وتحظى بعلاقات مميزة وواسعة مع حكومات دول المنطقة.

“على الفور شعرت بأن الصينيين يريدون منا أن نكون جواسيس”، وأيقنت أن “الوقت حان لسحب البساط من بين أرجلهم والاستقالة”

هذا فيما يكلف الوصول إلى بث قنوات مثل ” بي بي سي” و”الجزيرة” دفع مبالغ أكبر للاشتراكات تعتبر عالية بالنسبة إلى مداخيل الغالبية الكبرى من الجمهور. ذلك أن الحكومة الصينية تتكلف بدفع 40 في المئة من ميزانية الشبكة التي تصل إلى مئات ملايين المشاهدين في العالم. ونقلت صحيفة “الغارديان” عن كريسجن كلييس ادواردز الذي عمل لفرع الشركة في بوسطن للفترة 2010 -2014 قوله “أهداف الصينيين واضحة وهي أن يمرروا بصورة جلية ومن دون مواربة سياساتهم واهدافهم، وأن يشيروا بأصابعهم إلى مواقف الضعف في النظام الديموقراطي ويستغلونها في دعاياتهم المضادة”. وقال: “ليس هناك حاجة لرقابة مباشرة، فالصحافيون يعرفون ما هي المادة التي ستحضى بالقبول وتنشر”. وقال مراسل الشبكة في أفريقيا الجنوبية لعامين متتاليين دانييال شفايملر للصحيفة نفسها “كنا نعي تماماً بأننا أدوات لبث الدعاية الناعمة، ولكن ليس أكثر مما تفعله قناة (بي بي بس) وتلفزيون الجزيرة”.

إلا أن مراسل الشبكة في اتاوا مارك بوري قال بغضب “إن الكيل طفح وفاضت الكأس حينما زار الدالاي لاما كندا عام 2012، إذ تلقى تعليمات من الإدارة العامة للشبكة ببذل ما يمكن من جهود للحصول على محضر اللقاء الذي دار بين الزعيم الروحي ورئيس الوزراء آنذاك ستيفن هاربر أو تفاصيل عنه كاملة، مع توضيح أنها لن تنشر” وأضاف: “على الفور شعرت بأن الصينيين يريدون منا أن نكون جواسيس”، وأيقنت أن “الوقت حان لسحب البساط من بين أرجلهم والاستقالة”.

وأشارت الصحيفة إلى أنها علمت من 3 صحافيين كانوا عملوا في “شينخوا” أنهم “كانوا يقومون بكتابة تقارير سرية مخصصة فقط لمسؤولين كبار في الدولة الصينية”. أما صحيفة “تشاينا ديلي” الإنكليزية فلقد أبرمت عقود مع 30 صحيفة أجنبية على الأقل من بينها: نيويورك تايمز، وول ستريت جورنال، واشنطن بوست، تلغراف البريطانية لإصدار ملاحق تحمل اسم “تشاينا ووتش”، تتضمّن مواد دعائية متهالكة ذات طابع تعليمي قسري مثل “التبيت: 40 عاماً من النجاحات الناصعة” و”شي يثني على أعضاء الحزب الشيوعي”. وقالت الغارديان إن “تشاينا ديلي أنفقت منذ عام 2017 وحتى الآن 20.8 مليون دولار من أجل التأثير في الرأي العام الأميركي، وهذا يعد أعلى أنفاق لمؤسسة خاصة ليست حكومة لدولة أجنبية”.

رصد خبراء إعلاميون يتابعون السياسة الإعلامية للصين الشيوعية أن استراييجية الحزب الحاكم أخذت منحى جديداً خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، بحيث لم تعد تعتمد كثيراً على اختراق المؤسسات الإعلامية الغربية، بل أخذت تشتري بشكل مباشر مؤسسات الإعلام في بلدان كثيرة، وفقاً للأستاذة في جامعة “كانتربري” البريطانية آن – ماري بريدي، التي أشارت إلى قيام شركة علي بابا للتجارة الإلكترونية الصينية بشراء قناة “ساوث تشاينا مورنينغ” في هونغ كونغ مقابل 226 مليون دولار أميركي. ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن أحد مدراء الشركة “أن الصفقة غذتها الرغبة في تحسين صورة الصين”.

يقول جوزيف ناي “حين تقوم الصين بتقديم الأموال لدعم موازنات 33 محطة إذاعية في 14 دولة بشكل سري، فإنها بهذا تكون انتهت قواعد القوة الناعمة ومعاييرها وحدودها، لتدخل مباشرة إلى سياسة القوة الحادة، وهنا ينبغي أن نفضح هذا الانتهاك السافر ونواجهه بعزم”.

إقرأ أيضاً:
“دمى الجوارب” الروسية تنشط للإطاحة بماكرون
أنا أيضاً: السلطة الصينية تحمي المتحرشين وتهدد الناشطات