fbpx

طبيبة نفسية اطلعت الكونغرس على حالة ترامب العقلية وتصرح: إنها “حالة طارئة”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

كلما استمر دونالد ترامب وطال بقاؤه في منصبه بالبيت الأبيض، كلما اشتد رعبنا وزادت صدماته لنا، نتيجة سلوكه الغريب وغير اللائق بمقام رئيس دولة. بدءاً من خطابه الوهمي وغير المتسق، أثناء المقابلة التي أجرتها معه صحيفة “نيويورك تايمز” في 28 ديسمبر/ كانون الأول، إلى تغريدته يوم الثلاثاء الماضي حول “زره النووي”، إلى تأكيده صباح يوم السبت على أنه “عبقري في وضع مستقر جداً”، تزداد نبرة تصريحاته تهديداً وغرابة وتنذر بكوارث مقبلة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

كلما استمر دونالد ترامب وطال بقاؤه في منصبه بالبيت الأبيض، كلما اشتد رعبنا وزادت صدماته لنا، نتيجة سلوكه الغريب وغير اللائق بمقام رئيس دولة. بدءاً من خطابه الوهمي وغير المتسق، أثناء المقابلة التي أجرتها معه صحيفة “نيويورك تايمز” في 28 ديسمبر/ كانون الأول، إلى تغريدته يوم الثلاثاء الماضي حول “زره النووي”، إلى تأكيده صباح يوم السبت على أنه “عبقري في وضع مستقر جداً”، تزداد نبرة تصريحاته تهديداً وغرابة وتنذر بكوارث مقبلة. 
وكما كتب عزرا كلاين، في موقع vox ،  فإن “رئيس الولايات المتحدة ليس في حالة جيدة”. ولكن السؤال المطروح، إلى أي حد وضعه سيء، حقاً؟ هل يمكن أن يكون سلوكه ناتج عن بعض الأمراض التي تعطل قدرته العقلية، أم أن الأمر مجرد طبيعة سلوكية سيئة؟
تكتسي هذه المسألة أهمية بالغة، ليس فقط لأن نائب الرئيس ومجلس الوزراء (أو الكونغرس) سيحتاجون إلى معلومات يقينية بشأن عدم كفاءته العقلية في الاحتجاج بالتعديل الخامس والعشرين، وإعلانه عاجز عن القيام بمهامه كرئيس وهو خيار، رغم استبعاد اللجوء إليه إلى حد كبير، لا يزال محل نقاش الآن، بصورة منتظمة.
وبطبيعة الحال، فإن مسألة صحته العقلية ستعود في نهاية المطاف إلى رأي طبي متخصص، ولم يجر، أي طبيب، على حد معرفتنا للموضوع، أي تقييم لمؤهلات الرئيس العقلية، حول مدى قدرته على الاضطلاع بمهامه كرئيس. ومع ذلك، هناك دعوة متزايدة لتشكيل فريق من الأطباء النفسيين، أفضل الخبراء في تفسير السلوك البشري الشاذ، لأن ما نشهده هو ما يحصل بالضبط، ضرورة تقييم مستعجل للقدرة العقلية للرئيس، بالقوة إذا لزم الأمر.
وتقود هذه الحملة للدعوة إلى تقييم طبي للطبية، باندي لي، وهي أستاذة مساعدة في الطب النفسي الشرعي (الواجهة التفاعلية بين مجالي القانون والصحة النفسية)، في معهد ييل للطب، التي كرست حياتها المهنية لمدة 20 عاماً لدراسة العنف وسبل التنبؤ به ومنع وقوعه. وقد أطْلعت باندي لي مؤخراُ مجموعة من أعضاء الكونغرس، ديمقراطيين وعضو جمهوري واحد، بشأن الحالة النفسية للرئيس. وهي أصدرت، مع جوديث هيرمان من جامعة “هارفارد وروبرت جاي ليفتون” في كولومبيا، بياناً قالت فيه إن وضع ترامب “يزيد تدهوراً”. ونشرت باندي لي، في أكتوبر/ تشرين الأول مجموعة من المقالات، بقلم 27 من المتخصصين في الصحة النفسية، تحت عنوان حالة دونالد ترامب الخطيرة.
ولم تلق هذه الجهود الترحيب من قبل جميع زملاء باندي لي، في الطب النفسي. وقال البعض منهم إن تحذيراتها غير أخلاقية وتنتهك قاعدة “غولد ووتر”، وهي وثيقة جمعية الطب النفسي الأميركية التي تلزم أعضائها بعدم مناقشة الصحة العقلية لشخصية عامة علناً. وقد اتهمها أحد الأطباء النفسيين المرموقين على صفحات مجلة “نيو إنغلاند جورنال أوف مديسين، NEJM، الشهيرة بانتهاج أخلاقيات “مضللة وخطيرة”.
 

 
وفيما يلي حديث سجل مع لي، مؤخراً عن طريق الهاتف عن سبب اعتقادها بأن ترامب شديد الخطورة، وما الذي ستنطوي عليه عملية التقييم، خلال الفحص البدني القادم للرئيس في 12 يناير / كانون الثاني، ولماذا تعتقد أنه من واجبها الأخلاقي توعية الجمهور والمشرعين بشأن خيار إلزام الرئيس حتى ولو كان ذلك ضد إرادته للقيام بتقييم نفسي.
–  لقد انتهيت من تحرير الكتاب قبل سبعة أشهر. ما الذي حدث منذ ذلك الحين، ليجعلك تعتقدين أن ترامب أصبح أكثر خطورة؟
–  بدأت الأزمة مع لوائح الاتهام من قبل المستشار الخاص، أزمة صحية نفسية يعاني منها رئيس غير قادر على التعامل بشكل جيد مع الضغوط العادية مثل النقد الأساسي أو الأخبار غير السارة.
صاحبت رحلته إلى آسيا الكثير من الاحتفالية، وأغدق عليه الكثير من الإطراء الراجع إلى تقاليد المنطقة، بحيث جعلته يقوم بأشياء أفضل لبعض الوقت، لكن مثل ذلك الوضع قد يؤشر إلى خطورة أكبر بالنسبة لنا، لأن الاحتفاء بشخص معرض لحالات عدم الاستقرار، قد يجعله أكثر تقلباً لدى عودته من السفر، وهذا بالضبط ما حدث. وعندما عاد وواجه تطور تحقيق المستشار الخاص، أصبح يُظهِر حالة متعاظمة من جنون العظمة والتشكيك في كل شيء، وعودة هوسه بنظريات المؤامرة التي تخلى عنها لفترة من الوقت. وبدا وكأنه يفقد المزيد من السيطرة على الأحداث، من خلال إنكار حتى صوته الحقيقي على أشرطة “أكسيس هوليوود”. كما  بدا جلياً أن غزارة تغريداته تعكس الحالة الذهنية التي أصبح يعاني منها، وأظهرت إعادة تغريده، لبعض مقاطع الفيديو العنيفة المناهضة للمسلمين، جاذبية مثيرة للقلق بشأن العنف، ثم جاءت تهديداته النووية العدوانية. أود أيضاً أن أؤكد أننا لا نقوم بتشخيص حالته، فنحن ملتزمون بقاعدة “غولد ووتر” المهنية، كل ما نعبر عنه هو قلقنا وضرورة إجراء تقييم عاجل.
–  وأنتِ قلقة حقاً من أن تؤدي اضطراباته النفسية إلى مواجهة عسكرية مع كوريا الشمالية، ومحرقة نووية؟
–   نعم، ولكن هذا ليس الخطر الوحيد الذي نواجهه. هناك العديد من الأشياء إلى جانب ذلك، منها: إثارة حلفائنا وعزلهم، والتسبب في صراعات أهلية وإرساء قواعد لثقافة عنيفة يمكنها أن تعبد الطريق لانتشار وباء العنف ، ناهيك عن تسببه في تأجيج نيران التوتر في الشرق الأوسط بإعلانه القدس عاصمة إسرائيل. كل هذه التصرفات تتسق مع نمط الاضطرابات التي أظهرها بالفعل، عند لجوئه إلى العنف كلما شعر بالتهديد.
وليس من قبيل المصادفة أن يزيد عدد القتلى بالأسلحة النارية 12 في المائة على الأقل منذ عام 2016، وهناك زيادة في البلطجة داخل المدارس وارتفاع غير مسبوق في جرائم الكراهية المستمرة حتى يومنا هذا.
–  ثمة شيء يبدو أنه جعل الكثير من الناس لا يشعرون بالراحة إزاء الأطباء النفسيين مثلكِ، الذين يصدرون تعليقات عن الاضطرابات النفسية التي يفترض أن ترامب يعاني منها، دون إجراء تقييم له. والسؤال المطروح كيف يمكن اعتبار تقييمكِ أخلاقياً؟ ولماذا يتعين على الجمهور أخذه على محمل الجد؟
– نحن نقوم بتقييم الخطورة، وليس بعملية تشخيص، والأمران مختلفان اختلافاً كلياً: تقييم الخطورة هو إصدار حكم حول الوضع، وليس الشخص، ونفس الشخص قد لا يشكل خطراً في ظروف مختلفة، على سبيل المثال. وما يثير قلقنا، هو ما يشكله من تهديد لعافية الناس عموماً، وليس شؤونه الشخصية. ومن ناحية أخرى، يُعتبر التشخيص شأن خاص لا يتغير بتغير الأوضاع، والأمر يحتاج إلى جميع المعلومات ذات الصلة، بما في ذلك، حسب اعتقادي، مقابلة شخصية مع المعني. وتجدر الإشارة أن معظم الناس الخطرين لا يعانون من مرض عقلي يمكن تشخيصه، مثلما أن معظم الأشخاص الذين يعانون من مرض عقلي، هم أكثر احتمالاً ليكونوا ضحايا بدلا من كونهم جناة.
–  هل تعرفين من هم الأطباء الذين سيجرون فحوصات 12 يناير/ كانون الثاني؟ هل اتصلت بهم؟
–  الدكتور روني جاكسون من المركز الطبي العسكري الوطني والتر ريد، هو من سيقوم بالفحص المذكور. أعتقد أنه طبيب البيت الأبيض، ولكن لا أعرف ما هي كفاءته.
–  ألا تعتقدين أن الجمهوريين قد ينظرون إلى جهودكم الكاملة أنها سياسية بطبيعتها وليست مستقلة؟ كيف تتعاملين مع ذلك؟ 
–  هذا هو السؤال المثير للقلق. لقد رأينا كيف يمكن تحويل كل شيء إلى مسألة سياسية، حتى بالنسبة لتحقيق جنائي محكم بصارمة، من قبل مستشار خاص مستقل! وعندما التقينا ببعض المشرعين، كان ذلك قبل مشروع قانون الإصلاح الضريبي، وكان بادياً بوضوح أنه يوجد أعضاء جمهوريين في الكونغرس يشعرون بالقلق نفسه إزاء الخطر، لكن بعد ذلك رأينا تأييداً ساحقاً للرئيس، خدمة لأهدافهم السياسية – حتى من السيناتور بوب كوركر، الذي أعرب علناً عن مخاوفه بشأن الحرب العالمية الثالثة!
 
 هذا الموضوع تم اعداده وترجمته عن موقع Vox لمراجعة المقال الاصلي زوروا الرابط التالي.
 
 
 [video_player link=””][/video_player]