fbpx

“ثورة فبراير اليمنية” بعيون أبنائها بعد 8 أعوام عجاف

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

” كُنا ثواراً حقيقين لا نبحث عن منصب أو مكانة”.. بصوت امتزج بتنهيدة تحدث محمد عارف، هتّاف ساحة الحرية في ذمار، جنوب العاصمة صنعاء. ويضيف لـ “درج”: “حلمنا بدولة تحفظ كرامتنا وحقوقنا كمواطنين فقط، لكن النخب السياسية استكثرت ذلك علينا.”

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

” كُنا ثواراً حقيقين لا نبحث عن منصب أو مكانة”..

بصوت امتزج بتنهيدة تحدث محمد عارف، هتّاف ساحة الحرية في ذمار، جنوب العاصمة صنعاء. ويضيف لـ “درج”: “حلمنا بدولة تحفظ كرامتنا وحقوقنا كمواطنين فقط، لكن النخب السياسية استكثرت ذلك علينا.”

يستذكر محمد كيف قضى لياليه الأولى في بداية الثورة اليمنية قبل ثماني سنوات في حماية المعتصمين طوال الليل ورغم البرد القارس خوفاً من حدوث أي إعتداء.

محمد ذو صوت جهوري وكان يصدح بهتافات عن الثورة في الساحة وفي المظاهرات، ولطالما ردد هذا الشعار الأثير، “الشعب يريد إسقاط النظام”.

يقول محمد،”هتفنا لرحيل النظام، وحلمنا بدولة مدنية للشعب اليمني، تربص الأعداء بحلمنا وبثورتنا..”

كما كثيرين، بدأ محمد بمراجعة المواقف من “ثورة فبراير”، وكذلك يفعل ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي، فجزء من هؤلاء الناشطين ما زال يعتبر انتقاد ثورة فبراير من الخطوط الحمراء، بينما فريق آخر يطالب بضرورة أن يتسع النقاش لنقد جاد لهذه التجربة.

اليمن : ثورة وحرب

مع دخول اليمن العام الخامس من الحرب وتشظي الهوية اليمنية وإنقسام القبائل والقوى السياسية إلى كيانات ميلشياوية ومسلحة لم يعد “للمظاهرات” و”الهتافات” موقع في قاموس العمل السياسي في اليمن.

عبدالناصر العربي القيادي في ساحة الحرية في عدن يؤكد أن الثورة كفكرة مستمرة من أجل الوطن والمواطن وأنها ضرورة زمنية في ظل تردي الأوضاع المعيشية للشعوب.

ويرى العربي أن الوطن يحتاج إعادة صياغة لثورة تعيد البوصلة لنصابها كون الثورة، “نهبت، وعلينا الوقوف والتصدي لصياغات ممكنة التطبيق مهما كان هناك من تحدي”.

يؤكد العربي : “ثورتنا جاءت وفق نضال ممتد منذ تم التواطؤ على الثورة من قوى الرجعية المتامرة على الأوطان”. ويضيف العربي وهو محام وناشط حقوقي “لم يكن علي عبد الله صالح قوياً، ولكن القوى السياسية كانت في حالة سكون وقوقعة نتيجة عدة عوامل داخلية وخارجية؛ ما أدى إلى تأخر إنتاج الثورة…الثورة اخترقها فيروس نقص المناعة الثورية، لمن يدعون أنهم وسطاء للخالق مما خلقو فوبيا وهم في الأصل أوهن من بيت العنكبوت” …

محمد سعيد صحفي وأحد ناشطي الثورة في ساحة صنعاء: يرى أن ذكرى فبراير التي تثير جدلاً في عامها الثامن يخفت فيها صوت العقل المستنير وينعدم الحس النقدي للذات ولما حصل لتتحول إلى مهاترات عقيمة. يضيف في حديثة لـ “درج”، “يقولون الثورة مستمرة، ترد عليهم أين؟ وعلى من؟ يجاوبون: ضد النظام السابق. تذكرهم بالواقع بقولك جزء كبير من النظام السابق هم السلطة الشرعية، لكنهم يصمتون أو يتهربون عن مواصلة الحديث.”

سعيد لا يخفي الاعتراف  بـ “فشل الثورة” بعد 4 أعوام من إنقلاب “جماعة أنصار الله” رغم أنه أحد رواد الثورة لكنه كما يقول تجاوز وهمه الثوري إلى هذا الإعتراف. لكن سلمان المقرمي يرى أن “الثورة لم تفشل” وإنما “الثوار هم الفاشلون”.

جراحنا ليست أغلى من جرح اليمن

ناصر الدالي أحد الجرحى الذين سقطوا في مظاهرات رئاسة الوزراء في نوفمبر 2011، قال إن الثورة لا بد منها واستطاعت إنهاء مشروع التوريث لنجل صالح أحمد علي السفير اليمني في الإمارات حالياً.

الدالي يوكد أن هناك أخطاء رافقت الثورة بوعي أو بدون وعي، وساهم بذلك الأحزاب السياسية والمبادرة الخليجية التي أتت لأنقاذ صالح، وعملوا على الحد من الثورة واكتفوا بتحقيق مصالحهم.

“لن نتذمر من الثورة ونتائجها، وجراحنا ليست أغلى من جراح اليمنيين خاصة وأننا جميعاً نعاني من جرح أكبر وهو الحرب”، يضيف الدالي.

ويعتقد أن التدخلات الخارجية أربكت الثورة وجعلتها عاجزة عن تحقيق أهدافها..

بدورها زينب أحمد تتحدث أن الثورة فعل نبيل ومشروع لكن بعضاً ممن حسبوا عليها أعتبروها منجزاً خاصاً لتحسين أوضاعهم المعيشية، ونسوا أهداف الثورة وشهدائها وجرحاها، معتبرة أن “البعض يلقي باللوم على الثورة، وإنما يجب أن يلام من خذلها وتحايل بدءً بالأحزاب السياسية “اللقاء المشترك” وهو أكبر تكتلات المعارضة و “المبادرة الخليجية” التي تبنتها دول مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة بين المعارضة وحزب المؤتمر الحاكم أنذاك.”

وتقول: “خرج الشباب وهتفوا من أجل دولة مدنية تؤمن بالمواطنة المتساوية لكل أبناء اليمن وتوفر لهم الدواء والتعليم والأمن وفرص العمل للشباب، لكن الدور الأقليمي والمحلي هو من تحكم بالنهاية بمخرجات الثورة.”

تعدد الولاءات

زايد سلطان أحد شباب الثورة قال لـ “درج”، “نحتفى بذكرى الثورة، رغم أن نتائجها مخيبة للآمال، ودخلت اليمن في حرب أهلية وتضاعفت نسب الفقر والبطالة بين أوساط الشباب.”

سلطان يعزي سبب الأوضاع الراهنة في اليمن إلى ما سماه الفشل في إتمام الانتقال السياسي الذي كان – حينها – متوقعاً أن يحدث إستقراراً سياسياً في البلاد عقب الثورة السلمية التي أجبرت الرئيس اليمني السابق علي صالح على تسليم الحكم إلى الرئيس عبدربه منصور هادي في تشرين الثاني/نوفمبر 2011.

يرى سلطان أن هادي عجز عن إدارة وطن ما بعد الثورة نتيجة “عناد” صالح، وتشظي الأحزاب وتعدد الولاءات في فريق هادي من قبل القيادات بين موالٍ للسعودية وآخرين لدول إقليمية أخري؛ لتحدث شرخاً في الانتقال السلمي للسلطة وقادتنا تلك التشعبات إلى “النفق المظلم” في إشارة منه إلى  الحرب الراهنة التي تشهدها اليمن منذ سبتمبر/ أيلول 2014.

فخورون ولكن !

في المقابل يرى خالد بقلان ناشط من محافظة مأرب (شمال صنعاء) لـ “درج”: “أنه في تاريخ الثورات لا تنجز بعضها مهامها وتحقق اهدافها في غضون سنة او اثنتين وإنما تتحقق الأهداف وتنجز المهام الثورية عبر مراحل متعددة”. بقلان يؤكد أن ثورة فبراير عانت الاستغلال والتوظيف السياسي من قبل بعض المكونات السياسية.

يُشير بقلان على أن الثورة في بلد مثل اليمن لا يمكن أن تحقق أهدافها بسرعة؛ لأن مرحلة التحول من “اللادولة” إلى “دولة حقيقية” يحتاج وقت طويلاً، وقد حققت ثورة فبراير خرقاً مهماً رغم كل شيء.

“فبراير حلمنا، ونشعر بالفخر، لكننا بعد 8 أعوام نبوح بخيبات آمالنا التي سيطرت على قناعتنا تجاه الأحداث الجارية” ….