fbpx

خريطة المواجهات في إيران بعد أسبوع من بدء الاحتجاجات

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تدخل الاحتجاجات الشعبية في إيران يومها السابع، بعدما كانت قد انطلقت شرارتها من مدن محافظة خراسان (العتبة الرضوية المقدسة)، وحطت في يومها الثاني في العاصمة طهران، التي زخّمتها وأضفت عليها طابعا سياسيا مهما

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تدخل الاحتجاجات الشعبية في إيران يومها السابع، بعدما كانت قد انطلقت شرارتها من مدن محافظة خراسان (العتبة الرضوية المقدسة)، وحطت في يومها الثاني في العاصمة طهران، التي زخّمتها وأضفت عليها طابعا سياسيا مهما، ثم عمّت سائر المحافظات، ووصل عدد المدن التي خرجت في المظاهرات 80 مدينة، توزعت بين الأطراف والمركز.  واللافت أن العدد الأكبر من المدن التي شاركت في الاحتجاجات، هي مراكز شيعية فارسية بالدرجة الأولى، انضمت إليها مدن كردية وعربية وبختيارية ومازندرانية ولارية، مما يقطع الطريق على احتمالات اتهامها بالمؤامرة الخارجية على السلطة المركزية أو الرغبة الانفصالية، على ما يسعى إليه النظام.
وأعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أن أعمال الشغب التي تشهدها البلاد، أسفرت عن مقتل 9 مواطنين، برصاص مجهولين، بينما أفادت وسائل إعلام غير رسمية أن العدد الحقيقي بلغ 22 قتيلا. وفي حين اعترف الإعلام الرسمي بسقوط 3 قتلى من الحرس الثوري أثناء تصديهم لمثيري الشغب، نقلت مواقع الكترونية معارضة عن مشاركين في التظاهرات أن الرقم الصحيح هو 9 قتلى، أرداهم متظاهرون بأسحلة صيد.وانتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي عن تخريب وإحراق متظاهرين في سائر أنحاء إيران، حسينيات وحوزات دينية ومصارف ومؤسسات حكومية ومراكز للحرس الثوري  والشرطة والبلديات، إضافة إلى سيارات ودراجات نارية تابعة لقوات الباسيج وقوات مكافحة الشغب.
وقد كذبت وكالة “تسنيم” الموالية خبر إحراق الحوزة الدينية في مدينة خميني شهر في إصفهان، بعد انتشار فيديو، يظهر مواطنين يقومون بإشعال النيران على مدخل الحوزة، وادعت أنها أفلام مفبركة للنيل من كرامة المؤسسة الدينية.
ومنذ اليوم الأول للاحتجاجات تسجل على كافة أراضي الجمهورية الإسلامية، أعمال تخريب (إنتقامية) ينفذها شبان غاضبون. مثلا: في مدينة كرمانشاه أقدم متظاهرون على إحراق مركز للشرطة، وفي مدينة خميني شهر أدى إطلاق نار على القوات الأمنية إلى مقتل عسكري وكذلك في مدينة لنجان، التي شهدت أيضا إطلاق نار على مركز مراقبة أدى إلى جرح عسكريين، كما هاجم مجهولان يستقلان دراجة نارية نقطة أمنية متمركزة أمام بنك صادرات إيران مطلقين النار على عناصرها من أسلحة صيد. وفي طهران أحرق متظاهرون صورا لقائد الثورة الإمام الخميني ولمرشد الثورة السيد علي الخامنئي. بينما شهد وسط المدينة، خصوصا منطقتي فردوسي وإنقلاب، أعمال تخريب مختلفة، طالت دوائر حكومية ومراكز أمنية، كما أقدم متظاهرون على إحراق سيارات ودراجات نارية تابعة للباسيج، بعدما أنزلوا منها عناصرها وانهالوا عليهم ضربا وركلا.

من ناحية أخرى، أعلن المعاون السياسي والأمني لقائد شرطة طهران علي أكبر ناصر بخت أنه في الأيام الثلاثة الماضية اعتقلت شرطة طهران 450 مثيرا للشغب. وهم يخضعون الآن- حسب قوله- للإرشاد والتوجيه علهم يعودون إلى رشدهم. في حين أفاد شهود عيان أن المعتقلين يعاملون بكثير من الوحشية والعنف، مشيرين إلى أن القيمين على سجن “إيفين الرهيب”، بدأوا عمليات نقل مساجين وتحضير عدد من الزنازين لاستقبال المعتقلين الجدد.
من ناحيته، أشار الناطق الرسمي ومسؤول العلاقات العامة في تنظيم الحرس الثوري رمضان شريف إلى أن “الحرس الثوري سيتولى أمن العاصمة واستقرارها، وسيتخذ التدابير اللازمة لحماية الممتلكات العامة وأرزاق الناس، بالتعاون مع مؤسسات أمنية أخرى”، وسلم شريف هذه المسؤولية لفصيل “ثار الله” التابع للحرس الثوري، الذي يضطلع عادة بمهمات تجسسية وأمنية ويملك لتنفيذها، أسطولا من السيارات الخاصة (المعروفة) تجوب ليل نهار شوارع المدن الإيرانية كافة.
الفوضى العارمة التي يشهدها الشارع الإيراني، التي لم يحسم تصنيفها بعد، ما إذا كانت ثورة، أم انتفاضة أم تمردا، يقابلها خطة أمنية- سياسية، ينسجها النظام بمزيج من الدهاء والذكاء، تقوم على حصر الأزمة بشقها الاقتصادي، وتحميل حكومة روحاني أسباب اندلاعها، وفي هذا السياق أفاد الموقع الإخباري لجامعة الإمام الصادق الأصولية، أن طلاب الجامعة وجهوا رسالة إلى رئيس الجمهورية الشيخ حسن روحاني طالبته ب”التنحي من منصبه وإجراء انتخابات مبكرة”، هذا من جهة الشعارات المطلبية.
أما من جهة الشعارات السياسية، التي تجاوزت الخطوط الحمر، كالمطالبة بعودة الملكية وإسقاط الحكم الديني ورموزه، والخروج من سوريا وتوقف إنفاق أموال إيران على غزة ولبنان، فيتفق جناحا الحكم (المحافظ والمعتدل) على اعتبار مطلقيها أقلية امتطت الأزمة لإحداث فتنة، ويتهمانهم بالعمالة للخارج ويصفانهم ب”الأعداء”.

وفي أول ردة فعل له على الأحداث الجارية، حمّل قائد الجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي “الأعداء” مسؤولية ما يجري في إيران. وقال خلال استقباله الأسبوعي لعوائل شهداء الحرب الإيرانية العراقية: “العدو ينتظر فرصة للتدخل في إيران والنيل من شعبها”، مضيفا: “ما حصل في الأيام الأخيرة، يثبت أن أعداء إيران يتربصون شرا بالنظام الإسلامي، ويستعملون للوصول إلى غاياتهم المال والسلاح والسياسة”، خاتما بأنه سيكون له “كلام آخر حول هذه القضية، في الوقت المناسب”.
من جهته، يقرأ روحاني الشق السياسي للأزمة، بطريقة مختلفة عن قراءة “الرهبر” أي القائد، وبرأيه أن “الناس لم يخرجوا إلى الشارع من أجل المال والخبز والماء بل من أجل الحرية”.
وقال تعليقا على الأحداث: “انتصارنا في المنطقة لم تستوعبه أميركا وإسرائيل. فهل تعتقدون أنهم سيتورعون عن الانتقام؟ هل تعتقدون أنهم سيقفون مكتوفي الأيدي ولا يحركون ساكنا؟”، مضيفا: “نحن صامدون، وجاهزون للقصة حتى آخرها. فهم هددوا بصريح العبارة أنهم يريدون معاقبة طهران”.
بدوره، هدد الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني المملكة العربية السعودية بأنها ستلقى “الرد المحكم بسبب تدخلها بشؤون إيران”
الإصلاحيون حلفاء روحاني، دخلوا اليوم على خط الأزمة، فقد انتقد الناطق الرسمي باسم جمهورية محمد خاتمي، عبدالله رمضان زادة من يتهم المتظاهرين ب”الحثالة”، وغرد عبر حسابه على موقع “تويتر”: “ماذا تفعل الحثالة؟ أين كان العدو؟ الشباب، كل الشعب وصلوا إلى قمة البطالة، اليأس، الفقر، التمييز، المستقبل المجهول. على السلطة والحكام أن يسمعوا صوتهم وينتهزوا الفرصة لاحتواء النار التي تحاصرنا”.
[video_player link=””][/video_player]