fbpx

لا نريد جمهورية إسلامية في إيران

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

رغم أن التظاهرات ضد الحكومة في إيران، انطلقت من مشهد ثم توسعت إلى باقي المدن، إلا أنه قبل سنة من اليوم، شهدت طهران، شيراز، إصفهان والأهواز وعدد من المدن الأخرى تظاهرات نظمها مواطنون خسروا ودائعهم في المصارف والمؤسسات المالية الحكومية.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

رغم أن التظاهرات ضد الحكومة في إيران، انطلقت من مشهد ثم توسعت إلى باقي المدن، إلا أنه قبل سنة من اليوم، شهدت طهران، شيراز، إصفهان والأهواز وعدد من المدن الأخرى تظاهرات نظمها مواطنون خسروا ودائعهم في المصارف والمؤسسات المالية الحكومية.
فالهزة الأخيرة التي حصلت في مدن غرب إيران، تندرج ضمن ازدياد حجم فقدان الثقة بين الشعب والحكومة، وانكشاف تقاعسها عن أداء واجباتها وإيفاء وعودها. أما سرعة استجابة فئات الشعب لدعم مطالب مواطنيهم في غرب إيران، بعدما ثبت لديهم عجز الحكومة وإهمالها لهذه القضية، فقد كشفت نوعاً جديدا من التصميم والثقة بين فئات الشعب في مواجهة الحكومة.
هذه الثقة المترافقة مع التصميم والتي نشأت بين فئات الشعب، سرعان ما أخرجت احتجاجات مشهد، التي كان من المقرر أن تقام لأهداف محددة وضمن إطار اللعبة السياسية بين طرفي الحكم، من دائرة الاختلافات الأيديولوجية – الاقتصادية للجناحين الأساسيين في الحكومة، وتحولت إلى تظاهرات ضد الدولة في جميع أنحاء إيران. فلم يعد خافيا أن إبراهيم رئيسي الذي خسر في الانتخابات الرئاسية مقابل روحاني ووالد زوجته أحمد علم الهدى، هما المحرضان الأساسيان للتظاهرات الأولى التي شهدتها مشهد من خلف الكواليس.
ولمحاولة فهم الوضع بصورة أدق، يجب الالتفات إلى هذه النقطة المهمة، وهي أن الشعب الإيراني قبل عقدين من الزمن، قرر الدخول في اللعبة السياسية، لذلك كان يشارك بزخم في الانتخابات الرئاسية، مقررا قدر المستطاع، أن يستفيد من التناقضات السياسية بين طرفي الحكم ويجيرها لتصب في مصلحته. انطلاقا من هذه النقطة، يتجلى المعنى الفعلي والسبب الحقيقي لدعم أغلبية الناخبين لحسن روحاني وقبله محمد خاتمي، فالشعب كان عليه الاختيار ما بين السيئ والأسوأ.
لكن النتائج المترتبة على هكذا خيارات، هل كان بإمكانها أن تساهم في وضع خطة اقتصادية تساعد في حل الأزمات المعيشية المتردية للمواطنين في نظام الكلمة الأولى والأخيرة فيه هي للمرشد أو رجل الدين؟ الواقع، خصوصا كما يظهر في مختلف القطاعات الاقتصادية، يشير إلى أن النتائج لم تكن يوما بحجم الآمال. إذ إن الفساد المالي تفاقم أضعافا، وكلا الفصيلين الحاكمين ساهم في تغطيته بنسب متفاوتة، مما أجبر الشعب على عدم التعويل على مشاركته في العملية السياسية (الانتخابات).
من الإشارات الدالة على فقدان آمال الشعب بنتائج الانتخابات التي عول عليها كثيرا، هو تحول شعار (ضد الغلاء) الذي سجلته التظاهرات الأولى في مشهد بسرعة فائقة إلى شعارات ضد الحكومة، وتطوره إلى إحراق صور الخميني وخامنئي.
الحراك الشعبي الجديد الذي تعيشه إيران يختلف كثيرا عن الحراك الذي حصل في العام 2009 والذي عرف باسم “الحركة الخضراء”. ففي تلك السنة اندلعت التظاهرات اعتراضا على تزوير نتائج الانتخابات من قبل السلطة، وكان المتظاهرون في ذلك الوقت من الداعمين لمير حسين موسوي ومهدي كروبي، وهما من كبار المسؤولين في النظام. في حيت يستهدف الحراك الحالي الحكومة والنظام معا. كما أن أغلبية التظاهرات في ذلك الوقت تمركزت في طهران، أما الآن فالمعترضون يجتاحون شوارع مناطق شمال وجنوب وشرق وغرب ووسط إيران رافعين شعارات مشتركة.
في العام 2009، كانت اليد العليا لقوات الشرطة منذ اليوم الأول، أما الآن فالشعب دخل في مواجهة مباشرة مع رجال الشرطة والقوات الأمنية الأخرى، مما جعل كثيرا منهم ينسحبون أو يلوذون بالفرار خصوصا في طهران، الأحواز، رشت وكرمانشاه وغيرها.
في أيام “الحركة الخضراء”، لم يكن هناك كلام عن الجيش، أما الآن، فالناس تهتف ضد تنظيم الحرس الثوري بينما تعتبر أن عناصر الجيش من لدنها. وخلافا لما حصل في 2009، حيث لم ينتقد المعترضون السياسات الخارجية لإيران، المتظاهرون اليوم هتفوا “أخرجوا من سوريا وفكروا بحالنا”، في إشارة إلى اعتراضهم وإدانتهم الحكومة على دعم بشار الأسد.
أيام “الحركة الخضراء” لم نسمع باعتراض على الفساد الاقتصادي، خصوصا فساد الملالي، أما هذه الأيام، فشعارات مثل: “جعلت الشعب متسولا وجعلت (خامنئي) نفسك إلها” أو “في إيران ما هي الحرية…حرية السرقة والفساد” تتردد في جميع أنحاء إيران.
من الواضح أن هناك اختلافا كبيرا بين ما جرى أمس وما يجري اليوم، كما أن التظاهرات الحالية أبرزت خصوصية لافتة، هي الأولى من نوعها منذ انتصار الثورة الإسلامية، حيث طالبت هتافات بعودة النظام السابق للثورة ( الملكية البهلوية). إطلاق شعارات مثل “شاه رضا…تحيا روحك” خصوصا في مدينتين مثل مشهد وقم اللتين هما بمثابة مصنع إنتاج رجال الدين الشيعة تستدعي الكثير من التأمل.
لوقت طويل، كان رجال الدين الشيعة، بمن فيهم جيل آية الله الخميني، يعارضون الإصلاحات التي أطلقها رضا شاه مؤسس السلالة البهلوية، ولم تصفح قلوبهم عنه أبدا. فالشاه المؤسس أدخل نظام التعليم الحديث إلى المدارس والجامعات، كذلك استبدل المحكمة المدنية بالمحكمة الدينية وأحل القوانين المدنية محل القوانين الشرعية، بمعنى آخر خلع رجال الدين الشيعة عن عرش السلطة القضائية.
المعترضون الحاليون، أطلقوا عمدا في هذين المركزين الرائدين للفقه الشيعي (مشهد وقم) شعارات تشيد برضا شاه، وتنبع أهمية هذه الإشادة من رغبة المعترضين في وضع حد لرجال الدين في التدخل في حياة الناس، عدا أن هذه الإشادة تأخذ بعدا آخر أكثر أهمية، كون من أطلقها هم فئة الشباب أي الجيل الذي ولد في الثورة ونشأ تحت تأثير نظام آلتها الدعائية. جيل الشباب علاوة على أنه يرغب في العيش تحت ظل نظام مشابه لنظام ما قبل الثورة، تراه يعبر عن رغبة أخرى هي إقامة جمهورية إيرانية غير دينية أيضا.
في الخطاب الذي ألقاه آية الله الخميني في مقبرة “بهشت زهرا” في طهران، يوم عودته إلى إيران، بغرض إثبات عدم مشروعية النظام السابق وإضفاء المشروعية على نظامه المقترح (الجمهورية الإسلامية) قال: ” بصراحة، حصل آباؤنا على حق التصويت على نظام (الملكية الدستورية)، لكن لم يسمح لهم أن يقرروا لجيل اليوم، ما هو نوع النظام الذي يفضلونه”.
في الوقت الحالي، هناك فئة غير قليلة في إيران تسأل بناء على ما ورد في خطاب آية الله الخميني: “ألم يتسن الوقت بعد لآية الله خامنئي ومسؤولي الجمهورية الإسلامية لينفذوا مقولة الخميني ويتركوا جيل الشباب أن يختار نوع النظام الذي يريده؟”. [video_player link=””][/video_player]

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.