fbpx

كيف تراجع ظريف عن استقالته؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

علم “درج” من مراسله في طهران أنّ لقاء تمّ بين رئيس الجمهوريّة حسن روحاني ووزير خارجيّته المستقيل محمّد جواد ظريف هو الذي حمل الأخير على التراجع عن استقالته

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

علم “درج” من مراسله في طهران أنّ لقاء تمّ بين رئيس الجمهوريّة حسن روحاني ووزير خارجيّته المستقيل محمّد جواد ظريف هو الذي حمل الأخير على التراجع عن استقالته. اللقاء الذي بدأ عاصفاً، انتهى بترطيب الأجواء عبر تقديم “تنازلات فعليّة” لوزير الخارجيّة.

وفي التفاصيل أنّ روحاني بدأ معاتباً: “هل من المعقول يا عزيزي محمّد جواد أن تستقيل في هذه الأوضاع الحسّاسة والمضطربة فيما أنت مَن يمسك بجميع الملفّات المؤثّرة في مستقبل بلدنا ودولتنا؟ وهل يُعقل، فوق هذا كلّه، أن تصلني استقالتك عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ؟ يا لها من إهانة وجّهتَها لنا يا محمّد جواد”. وهنا، على ما يبدو، انفجر وزير الخارجيّة غاضباً: “يا فخامة الرئيس، هل يُعقل أن تسرّبوا أنتم معلومات تقول إنّ مشكلتي مشكلة تنظيميّة مع رئيس مكتبكم محمود واعظي، وأنتم تعلمون أنّها أكبر كثيراً من ذلك. والأنكى محاولتكم ردّ الاعتبار لي من خلال الاتّفاق مع السوريّين على توجيه دعوة لي إلى دمشق للقاء بشّار الأسد. هل هذا معقول؟ لقاء بشّار يا فخامة الرئيس! هذا لا يردّ أيّ اعتبار لأحد، كما تعلم”. واستطرد ظريف: “أصارحكم القول بأنّني فكّرت للحظة في مغادرة البلد وطلب اللجوء السياسيّ في أحد البلدان الأوروبيّة، وربّما في الولايات المتّحدة الأميركيّة نفسها. لكنّ زوجتي، وبعد التشاور معها، نبّهتني إلى ما لم أكن منتبهاً إليه. قالت لي: ماذا يحصل لعائلتنا وأقاربنا في طهران يا محمّد جواد إذا لجأنا إلى الخارج؟!”.

بعد لحظة تأمّل أكمل روحاني: “نحن يا عزيزي في مركب واحد، فإمّا أن نغرق معاً وإمّا أن ننجو معاً”

وهنا تدخّل روحاني الذي بدت علامات الذعر على وجهه: “أرجوك يا محمّد جواد أن تخفض صوتك، بل أطلب منك أن لا تقول ذلك لأحد بتاتاً”، وهنا قرّب رئيس الجمهوريّة فمه من أذن وزير خارجيّته كما لو أنّه يهمس: “أنا أيضاً ساورتني هذه الفكرة، لكنّني عدلت عنها للسبب نفسه الذي جعلك تعدل عنها. قد قلتُ لنفسي: سيقولون عنّي إنّني جاسوس ومتآمر، وهذا ما يمكنني تحمّله، لكنّني لا أستطيع تحمّل الانتقام الذي سيحلّ بأقاربي وأصدقائي. هذه مسألة ينبغي أن تبقى خارج التفكير يا محمّد جواد”.

وبعد لحظة تأمّل أكمل روحاني: “نحن يا عزيزي في مركب واحد، فإمّا أن نغرق معاً وإمّا أن ننجو معاً”. وهنا قاطعه ظريف بشيء من الحدّة: “يحيّرني أمرك يا فخامة الرئيس، فأنت رئيس البلاد لكنّك لا تتوقّف عن التذكير بصورة المركب والغرق!”، لكنّ روحاني ابتسم مضيفاً: “أرجوك أن تهدأ يا محمّد جواد. أنت تعلم أنّ رئاستي للجمهوريّة ليست أكثر جدّيّة من تولّيك وزارة الخارجيّة. دعك من هذا ولنتحدّث في الجدّ. لقد قلتَ إنّك تعتبر زيارتك لبشّار الأسد إهانة أخرى وليست اعتذاراً عن إهانة سابقة. حسناً. ما رأيك إذاً في أن تشارك في استقبال رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان الذي سيصل إلى طهران بعد ساعات قليلة، والذي سنوقّع معه اتّفاقين للتعاون؟”.

هنا ابتسم ظريف وانفرجت أساريره: “هذه بداية معقولة جدّاً لردّ الاعتبار لي. زعيم أرمينيا رجل محترم أتشرّف بمصافحته. لقد صنع نفسه بنفسه ولم نصنعه نحن. إنّني أوافق على الرجوع عن استقالتي بشرط واحد هو أن تطلب من قاسم [سليماني] إصدار عبارة أو عبارتين إيجابيّتين عنّي”. روحاني رحّب ووعد وزير خارجيّته بأنّه سيبذل قصارى جهده. هكذا انحسرت الأزمة الديبلوماسيّة التي أحدثتها استقالة ظريف.

إقرأ أيضاً:
باسيل يعمل لإلغاء اتّفاق الطائف؟