fbpx

حملة الحزب الديموقراطي على إلهان عمر مهزلة كبرى

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

أنا يهودي وأعمل ضد معاداة السامية منذ عقود. كنت جالساً على بعد أمتار قليلة من إلهان عمر ولم أسمع شيئاً مطلقاً يشير إلى معاداة السامية سواء بشكل صريح أو ضمني أو غير ذلك.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تتصاعد الهجمات على عضو الكونغرس إلهان عمر. فإلى جانب أنها إحدى أول مسلمتين فازتا في انتخابات الكونغرس، هي سوداء البشرة، ومهاجرة أفريقية، ولاجئة سابقة من الصومال. كما أنها ترتدي حجابها في قاعات الكونغرس. تتعرض إلهان لهجوم من قادة حزبها بسبب تصريحات معادية للسامية لم تُصرّح بها مطلقاً، وبسبب تحيز ضد اليهود، لم تُعبّر عنه أبداً، وبسبب كراهية لليهود لا تكنّها. تنظر قيادات الحزب الديموقراطي في إصدار قرار نصه الأولي -وإن لم يسمِّ إلهان – يهدف بوضوح إلى اتهامها بتلك الأشياء، على رغم حقيقة، تجاهَلها رئيس مجلس النواب وغيره من كبار المسؤولين، وهي أنها أنها لم تقل أو تؤمن بأيٍ من هذه الكلمات.

تستند أحدث الهجمات على إلهان عمر إلى جوابها على سؤال عام عن معاداة السامية خلال اجتماع حديث في قاعة المدينة في مطعم Busboys & Poets، في العاصمة واشنطن. كنت هناك، جالساً على بعد بضعة أمتار من إلهان، لأطرح سؤالاً عليها خلال فقرة الأسئلة. لم تقل أبداً، إن لدى اليهود ولاءً مزدوجاً. كما لم تُبدِ “سلوكاً ضاراً” أو تدعم “أعمالاً تمييزية” ضد اليهود أو أي أحد آخر. وعلى رغم ذلك، فهذه التوصيفات، جاءت في قرار الحزب الديموقراطي المُقترح، الذي يهدف إلى تقويض صدقية إلهان، ورشيدة طليب المرأة المسلمة الأخرى التي انتخبت نائباً في الكونغرس أيضاً. رشيدة الفلسطينية، مثلها في ذلك مثل إلهان، تدافع صراحةً عن الحقوق الفلسطينية ضد قوى اللوبي المؤيد لإسرائيل وغيرها من جماعات الضغط التي تستخدم الأموال للتأثير في الكونغرس، ليدعم الأسلحة والتدمير البيئي، وينحاز لإسرائيل في انتهاكها حقوق الإنسان – كما تقف ضد العنصرية ومعاداة السامية.

يُدرك أعضاء الكونغرس أن معاداة السامية الحقيقية في الولايات المتحدة متجذّرة داخل جماعات التفوق الأبيض، منذ عودة جماعة “كو كلوكس كلان” إلى الظهور عام 1915، وإضافتهم اليهود إلى الأميركيين من أصل أفريقي؛ الذين كانوا هدفهم الأساسي لفترة طويلة. هذه هي المعاداة الحقيقية للسامية التي نراها؛ عنف مسيرة “شارلوتسفيل” التي نظمها النازيون وجماعة “كو كلوكس كلان”، وجرائم القتل في كنيس بيتسبرغ، كلها متجذرة في معتقدات الداعين إلى تفوق العرق الأبيض. ببساطة، انتقاد إسرائيل وانتهاكاتها حقوق الإنسان والقانون الدولي وجماعات الضغط التابعة لها، ليست معاداةً للسامية.
أنا يهودي. عملت ضد معاداة السامية عقوداً، في سياق العمل ضد جماعات التفوق الأبيض والعنصرية وكره الأجانب والإسلاموفوبيا وغيرها. ولم أسمع شيئاً -مطلقاً- يشير إلى معاداة السامية، سواء بشكل صريح أو ضمني أو غير ذلك. ببساطة، لم تقل إلهان عمر ذلك.

إليكم بعض ما قالته:

“أعلم كيف يبدو التعصب، وأشعر بالحساسية حين يقول أحدهم “الكلمات التي تستخدمينها يا إلهان تُثير التعصب”. أحذَر وأشعر بالألم جراء ذلك. لكن يبدو كما لو أننا في كل مرة نقول شيئاً -بغض النظر عن مضمونه- من المفترض أن يكون حول السياسة الخارجية أو الاندماج، [أَمّا] حين نُدافع عن إنهاء الظلم، أو تحرير البشر والرغبة في الكرامة، فيتم وصمنا بوصفٍ ما، وتنتهي المناقشة، لأننا في النهاية ندافع عن أنفسنا ضد هذا التنميط، ولا يصل أحد أبداً إلى مناقشة الموضوع الأعم “ماذا يحدث مع فلسطين؟”. بالنسبة إلي، أريد أن أتحدث عن التأثير السياسي في هذا البلد والذي مفاده أن لا بأس بأن يُجبر الناس على الولاء لدولة أجنبية. أريد أن أسأل، لماذا لا يكون هناك بأس في أن أتحدث عن تأثير الاتحاد القومي للأسلحة NRA، أو قطاعات الصناعة المرتبطة بالوقود الأحفوري، أو شركات الأدوية الكبيرة، ولا أتحدث عن لوبي قوي يؤثر في السياسة …

أعني أن معظمنا حديث عهد في لكابيتول هول، لكن كثراً من أعضاء الكونغرس، موجودون هنا منذ الأزل. بل أن بعضاً منهم كانوا هنا قبل ولادتنا. لذلك أعرف أن كثراً منهم، كانوا يكافحون لينال الناس حرياتهم، ولكي يعيش السكان بكرامة في جنوب أفريقيا. وأعلم أن كثراً منهم ناضلوا ليحظى الناس في جميع أنحاء العالم بكرامة وأن يكون لهم حق تقرير المصير. لذا أعلم، يقيناً أنهم يهتمون بهذه الأمور. ولكن الآن، بوجود مسلمتين تقولان: “هناك مجموعة من الناس، نريد أن نتأكد من أن لديها الكرامة التي تريدون أن يحظى بها الآخرون!”… يسخرون منا، ونوصم بأننا مروجو كراهية.

لا، نحن نعرف كيف تبدو الكراهية. نحن نتعرض لها كل يوم. إذ يتعين علينا التعامل مع تهديدات القتل. لدي زملاء يتحدثون عن تلقيهم تهديداتٍ بالقتل. وأحياناً… هناك مدن في ولايتي مكتوب على جدران حمامات محطات الوقود فيها “اغتالوا إلهان عمر”. يتجول أشخاص في المنطقة المحيطة بي يبحثون عن منزلي، وعن مكتبي، ويُسببون لي الضرر. وثمة أشخاص يظهرون كل يوم على شبكة “فوكس نيوز” وفي كل مكان، يُعلنون أنني أشكل خطراً على هذا البلد. لذا أعرف كيف يبدو الخوف. كما تعرض المسجد الذي أصلي فيه في مينيسوتا للقصف من قبل اثنين من الإرهابيين المحليين، وهما أبيضا البشرة. لذا أعرف ما يشعر به شخص تُذم معتقداته. أعرف ما يشعر به شخص يُذم عرقه. أعرف ما يشعر به شخص من جنس ما… حسناً، أنا مهاجرة لذا ليست لدي الخلفية التاريخية المأسوية التي يحملها بعض أخوتي وأخواتي السود في هذا البلد، لكنني أعرف ماذا يعني أن ينظر الناس إليّ بصفتي شخصاً أسود، وأن يُعاملوني كأقل من إنسان. وهكذا، عندما يقول الناس، “أنتِ تجلبين الكراهية”، أعرف نيتهم. هدفهم هو التأكد من أننا نتوارى عن الأنظار. وأن نسير ورؤوسنا محنية. وأن نخفض وجوهنا وأصواتنا.

لكننا نحمل أنباءً للناس… ما يخشاه الناس ليس أن هناك مسلمتين في الكونغرس. ما يخشاه الناس هو أن هناك مسلمتين في الكونغرس لهما أعينٌ مفتوحة، وأقدام راسخة على الأرض، وتعرفان ما تتحدثان عنه، ولا يُمكن لأحد أن يُخيفهما، ويتعين على الجميع أن يتفهم أنهما تتمتعان بالحقوق الانتخابية ذاتها، مثل أي عضو آخر في الكونغرس.”

يُعتبر إطلاق قيادات الحزب الديموقراطي مثل هذه الادعاءات الكاذبة عن معاداة السامية بمثابة مهزلة. فقد اتسمت كلمات إلهان عمر بأنها كانت قوية وحماسية وقائمة على المبادئ وتستند إلى حقيقة عميقة ومؤلمة. لم تخفت الأضواء في تلك الليلة. الأصوات الجريئة ومن يؤيدها، احتشدوا من كُلّ حدب وصوب، من كل مجتمع وعرق، وتعالت الأصداء، لتكون كل ما سمعناه. وكل ما كنّا نحتاج إلى سماعه.

 

فيليس بينّيس

هذا الموضوع مترجم عن موقع Thenation.com ولقراءة الموضوع الأصلي زوروا الرابط التالي.