fbpx

“دواعش” أوروبية بتمثيل برلماني وشعبي تنافس دواعشنا!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

التشققات المجتمعية والصدامات السياسية والاقتصادية والثقافية التي عصفت في دول الاتحاد الأوروبي أحدثت ارتجاجات عميقة أنجبت مسخاً لا يختلف عن داعشنا، تجسد في التيارات الشعبوية والقومية المتشددة والنازية الجديدة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“موهان ابراهيم” الذي كان يؤدي صلاة الجمعة في مسجد النور وقت الهجوم الإرهابي في كرايست تشيرتش، قال للصحافيين الذين تجمعوا أمام المسجد المنكوب وعلامات الصدمة ما زالت ترتسم على وجهه، “كنا نعتقد أن نيوزيلندا هي أكثر مكان آمن في العالم!”. وأضاف، “ما حدث لم يكن متوقعاً”.

هل كلمات موهان تنبئ بأنه فعلاً لم يعد هناك مكان آمن في العالم، وأن “داعش” الذي جسد في جوهره الفاشية الإسلاموية والذي انهزم جغرافياً في منطقتنا، انتصر ايديولوجياً في أوروبا، بنجاحه في بعث النازية الأوروبية بعد عقود على هزيمتها ودحرها؟ ولعل أكثر ما يثير القلق في ظاهرة عودة أجواء الفاشية والنازية، التي سادت بعد الحرب العالمية الأولى واستهدفت الأقليات الدينية والعرقية، توجه عدوانيتها نحو المسلمين والمهاجرين من الشرق الأوسط وأفريقيا خصوصاً.

لا شك في أن هذه الظاهرة التي ستكون لها انعكاسات كارثية متوقعة على أوروبا، بعد انتخابات البرلمان الأوروبي المفصلية المرتقبة في أيار/ مايو المقبل، تستلزم الشروع الجدي بإلقاء نظرة تحليلية على العمليات التي شهدتها أوروبا في السنوات الأخيرة، والتشققات المجتمعية والصدامات السياسية والاقتصادية والثقافية التي عصفت في دول الاتحاد الأوروبي وأحدثت ارتجاجات عميقة في منظومة القيم الأوروبية، وأنجبت مسخاً لا يختلف عن داعشنا، تجسد في التيارات الشعبوية والقومية المتشددة والنازية الجديدة.

هذا المسخ استعاد حياته في أكبر دولة ديموقراطية في العالم، الولايات المتحدة الأميركية، متجسداً في دونالد ترامب الذي حفز فوزه الغرائز العنصرية، وأنار الطريق مجدداً أمام جماعات تفوّق العنصر الأبيض، مثل كوكلوكس كلان، والنازيين الجددد وحليقي الرؤوس، والقوميين البيض. جرس الإنذار الذي أطلقه ماكرون قبل أيام معلناً مشروعه لإصلاح أوروبا وإنعاش دورها، ربما يمثل أحد الأدوات التي ينبغي استلامها ودراستها في ظل النقاشات والسجالات حول مستقبل أوروبا، وكيفية استعادة ثقة مواطنيها بمشروعهم الاندماجي لوقف تدحرج مجتمعاتها وانزلاقها إلى أحضان الفاشية الجديدة.

سلاح “داعش” الفعال

أدرك “داعش” أن موجات العنف والإرهاب التي كان يمارسها في الدول الأوروبية ستؤجج مشاعر الكراهية والإسلاموفوبيا في المجتمعات الأوروبية التي كانت تعاني من أزمات حادة سياسية واجتماعية واقتصادية، مع تنامي موجات اللجوء والهجرة من الشرق الأوسط وأفريقيا. وكان يعي جيداً أن عملياته الإرهابية في عواصم أوروبا ومدنها، لا بد أن تشحن المزيد من جرعات العنصرية وغرائز الكراهية الدينية والعرقية وتغذية الإسلاموفوبيا التي كانت تشق طريقها بسهولة في بيئات محددة، تعيش صراعات الهوية والتوجس من الآخر المختلف في وسائل التواصل الاجتماعي، التي تحولت إلى سلاح فعال بيد مختلف التيارات السياسية والايديولوجية، لتحقيق أهدافها المتباينة. ولم يخف “داعش” أبداً رغبته الجامحة بتحويل شواطئ الغرب وشوارع مدنهم إلى برك دماء. وسخر أدواته الدعائية ووسائل التواصل الاجتماعي لإثارة غريزة الكراهية لدى المواطن الأوروبي واستفزاز ردود فعل هذه المجتمعات، ضد جالياتها العربية والإسلامية. البيئة المعادية للإسلام، التي خلقها “داعش”، خدمت التيارات النازية الجديدة والأحزاب الشعبوية في أوروبا. وتطابقت بشكل مريب أهداف “داعش” مع برامج هذه الجماعات القومية العنفية في تقويض النموذج الأوروبي من الداخل، وصولاً إلى تفكيك الاتحاد الأوروبي، واسترجاع ما يسمونه السيادات الوطنية المفقودة.

هجوم نيوزيلندا الإرهابي ليس الأول، إذ سبقته هجمات كثيرة في عواصم ومدن أوروبية متعددة، منها ما حدث في النرويج عندما نفذ اليميني المتطرف آنش بريفيك هجومين مسلحين، وقال عند محاكمته إن تنظيم القاعدة كان مصدر إلهام له ولجماعته “فرسان المعبد”. وربط بين هجومه وقنبلة هيروشما النووية، لأن الاثنين يهدفان برأيه إلى حماية البشرية، موضحاً أنه بهجومه أراد أن يحذر المجتمع النرويجي من تنامي الإسلام. وكان أيضاً هجوم لندن في 19 حزيران/ يونيو 2016 حين دهست شاحنة (فان) يقودها متطرف يميني مصلين، وأصابت 10 منهم في عملية وصفتها الشرطة بالاعتداء الإرهابي، الذي كان ضحاياه من المسلمين. ولا يمكن نسيان عملية اغتيال النائب العمالية البريطانية جو كوكس، التي رحبت باللاجئين والمهاجرين والمعروفة بتسامحها وانفتاحها على الثقافات الأخرى على يد اليميني المتطرف توماس ماير، المنتمي لحزب “بريطانيا أولاً”، الذي يتبنى أفكاراً معادية للإسلام، إضافة إلى عشرات بل مئات الهجمات الإرهابية التي استهدفت المسلمين في أوروبا والولايات المتحدة وكندا.

وكان المعهد الملكي لدراسات الدفاع (RUSI) في لندن اعترف في تقرير أصدره عام 2016، بأن خطر جماعات اليمين المتطرف الأوروبية تجاوز خطر الجماعات الإسلامية، مشيراً إلى أن 50 في المئة من الوفيات الناتجة عن أعمال إرهابية ارتكبتها جماعات إرهابية يمينية، فضلاً عن مسؤوليتها عن 98 مؤامرة و72 هجوماً في 30 دولة عبر اوروبا.

في السياق، كان مدير وحدة مكافحة الإرهاب البريطانية السابق تشارلز فار، حذر من تزايد الهجمات التي ينفذها اليمين المتطرف بسبب قدرته على الحصول على السلاح، مشيراً إلى العثور على كميات كبيرة من الأسلحة مع اليمين المتطرف في السنوات الأخيرة.

التعصب الأوروبي وغرائز الكراهية

تتنامى مشاعر كراهية المسلمين في أوروبا في السنوات الأخيرة، وهي في تصاعد مستمر مع تزايد نفوذ التيارات الشعبوية والنازية الجديدة، ويتضح من دراسة أعدها مركز الاختصاص لبحث التطرف اليميني والديموقراطية في لايبزيغ، أن “التعصب الألماني ضد الأجانب ارتفع بشكل حاد، خصوصاً ضد المسلمين، إذ أيد 44 في المئة ضرورة منع المسلمين من الهجرة إلى ألمانيا، مقابل 36.5 في المئة قبل أربع سنوات. واتفق 56 في المئة على أن المسلمين غرباء ويشكلون تهديداً جدياً للقيم الأوروبية والأمن الألماني”. واعتبر البروفيسور إلمار براهلر “إن هذه الآراء تؤجج صعود حزب البديل من أجل ألمانيا وترفع من رصيده السياسي والاجتماعي”. وهو ما ينطبق على إيطاليا التي يشهد فيها اليميني المناهض للمسلمين والهجرة ماتيو سالفيني صعوداً شعبياً في استطلاعات الرأي، على رغم الركود الاقتصادي والنكبات الاجتماعية التي سببتها الحكومة الشعبوية، التي يشغل فيها منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية، وفرنسا التي تشهد هي الأخرى انتفاضة السترات الصفر التي يمولها بوتين للإطاحة بماكرون. كما تستمد ماري لوبين في فرنسا قوتها المالية من مصارف روسيا بأوامر مباشرة من بوتين، فضلاً عن الجماعات الأخرى المماثلة في النمسا (حزب الحرية)، وبلجيكا (حزب اليمين القومي)، وهولندا (حزب الحرية)، والسويد (الحزب الديموقراطي)، والدنمارك (حزب الشعب) وبريطانيا (حزب الاستقلال)، وبولندا (حزب العدالة والقانون)، والمجر (فيدس)، هذه الأحزاب يتزايد حضورها ونفوذها سياسياً واجتماعياً وتعبوياً وتشهد المزيد من النجاحات في الانتخابات.

تكشف استطلاعات الرأي التي أجريت في السنوات الأخيرة أن علاقة المجتمعات الأوروبية بالمسلمين والإسلام تزداد سوءاً، ووفقاً لنتائج استطلاع أعده “مركز بيو” الأميركي للأبحاث”، شمل بريطانيا والسويد وألمانيا وهولندا واليونان وفرنسا وبولندا وإيطاليا والمجر وإسبانيا، “فإن 69 في المئة من الإيطاليين و56 في المئة من البولنديين لهم نظرة سلبية عن المسلمين في بلادهم”.

وتشير المعطيات التي توصل إليها معدو الاستطلاع إلى أن كراهية المسلمين شهدت ارتفاعاً مخيفاً في أوروبا، بالتوازي مع صعود اليمين المتطرف والشعبوي. ففي بريطانيا، زادت نسبة المعادين للمسلمين بتسع نقاط لتصبح 28 في المئة. أما في إسبانيا فارتفعت 8 نقاط لتصل إلى 50 في المئة، وفي اليونان ارتفع منسوب الكراهية 12 نقطة لتصل النسبة إلى 65 في المئة، وفي المجر ربط 76 في المئة اللاجئين بالإرهاب، وأعرب 71 في المئة من البولنديين عن الموقف ذاته.

جرائم الكراهية وشيوع عقاب المسلمين

تزايدت في السنوات الأخيرة جرائم الكراهية ضد المسلمين في أوروبا، بحيث لم تعد تقتصر على مجرد ترديد خطابات اليمين الشعبوي المعادية للإسلام، لتبدأ موجة من الاعتداءات الجسدية وكتابة شعارات نازية على منازل المسلمين واستخدام مواد حارقة ضد ممتلكاتهم ومساجدهم ومراكزهم الثقافية. وتكللت هذه الموجة بإعلان ما يسمى “يوم عقاب المسلمين” في الدول الأوروبية في 3 نيسان/ أبريل، حيث وضعت الجماعات المتطرفة نظام نقاط للحصول على المكافآت، لمن يقوم بممارسات معادية للمسلمين. فعملية نزع الحجاب تكافأ بـ25 نقطة، و500 نقطة مقابل قتل مسلم و100 لتفجير مسجد. ففي بريطانيا مثلاً، انتشرت رسالة “يوم عقاب المسلمين”، التي روّجتها الجماعة المتطرفة “ذابح المسلمين”، وحظيت تلك الرسائل – سواء الإلكترونية أو الورقية – بانتشارٍ واسع في مدن بريطانية متعددة. أما في ألمانيا؛ فقد سجلت السلطات الأمنية الألمانية أكثر من 200 حالة اعتداء من قبل اليمين المتطرف بدافع الكراهية للإسلام، ومنها شن مجهولين في ألمانيا، ثلاث هجماتٍ بموادٍ حارقة على مسجدين، ومبنى تابع لجمعية الصداقة التركية – الألمانية.

وفي السياق ذاته، هاجم مجهولون مسجد “قوجه سنان” في شارع كولفاين شتراسا في برلين. وألقى مجهولون زجاجات تحوي مواد حارقة على واجهة جمعية الصداقة الألمانية التركية، في مدينة مشيده، بولاية شمال الراين ويستفاليا، غرب البلاد. وجاء هذان الهجومان عقب الهجوم على مسجد في مدينة لاوفن، في ولاية بادن فورتمبرج، جنوب ألمانيا، ما أدّى إلى اشتعال حريقٍ فيه.

وقدِّر عدد المساجد الألمانية التي تعرضت لاعتداءات منذ مطلع عام 2018، بنحو 27 مسجداً، مقابل 100 مسجد عام 2017، وارتفع العدد لاحقاً إلى 950 هجوماً على الأقل. كما تسجل 56 حادثة يومياً مقابل متوسط يومي يقارب 38 حادثة ضد المسلمين في ألمانيا، منذ بداية عام 2017 بحسب صحيفة “بيلد” الألمانية. في المقابل، ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً بمقدار خمس مرات في الهجمات ضد المسلمين منذ هجوم مانشستر، حيث ارتفعت الحوادث العنصرية إلى 40 في المئة، منذ بداية هذا العام. وفي هولندا؛ تعرض مسجد “أمير سلطان” لاعتداء، في كانون الثاني (يناير) 2018، عبر تعليق لافتةٍ كُتبت عليها عبارات عنصرية، ومجسّم لإنسان مقطوع الرأس على باب المسجد. وتبنت حركة “إد فيرزيت” اليمنية المتطرفة الاعتداء.

أما في الولايات المتحدة الأميركية؛ فتشير أرقام مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، إلى أنّ الحوادث المناهضة للمسلمين زادت أكثر من 50 في المئة، من عام 2015 إلى 2016، لأسباب من بينها تركيز الرئيس دونالد ترامب على الجماعات الإسلامية المتشددة، وخطابه المناهض للهجرة. وأظهر التقرير السنوي عن جرائم الكراهية الصادر عن مكتب التحقيقات الفيدرالي ارتفاعاً حاداً في عدد الجرائم ضد المسلمين في أميركا، وبيّن التقرير أن المسلمين هم الأكثر استهدافاً، إذ ارتفعت جرائم الكراهية ضد-المسلمين 67 في المئة في غضون عام، بحيث بلغت 257 في 2015، ويعد ذلك أعلى رقم منذ هجمات القاعدة في 2001 حين بلغ 481 جريمة ضد المسلمين.

أفاد استطلاع للرأي أجرته “وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية”، شارك فيه 10 آلاف و527 مسلماً في 15 دولة أوروبية، بأن نحو 92 في المئة من المسلمين يعانون من التمييز، فيما تعرض 53 في المئة للتفرقة العنصرية عند محاولتهم العثور على مسكن. وتبين أن حوإلى 94 في المئة من المحجبات تعرضن لاعتداءات ومضايقات جسدية أو لفظية.

اللاجئون والأزمة الاقتصادية وأسلمة أوروبا

عوامل كثيرة ساعدت جماعات اليمين المتشدد على تعزيز مواقعها السياسية والاجتماعية، أحدها طبعاً، الأزمة المالية التي ضربت أوروبا عام 2008، وتحولت إلى ورقة بيد هذه الجماعات لنشر الخطاب التحريضي ضد اللاجئين والدعوة إلى الانغلاق على الذات، مستغلة حالة الإحباط واليأس لدى المواطن الأوروبي، الذي أخذ يستشعر فصاماً بينه وبين النخب التقليدية الحاكمة والعاجزة عن التصدي لمشكلاته وطمأنته حيال المستقبل المجهول، على خلفية البطالة المتفاقمة والركود الاقتصادي وخفض الإنفاق العام على الخدمات الاجتماعية. يضاف إلى ذلك، تصاعد وتيرة الإرهاب الذي كان بمثابة طوق النجاة لهم لتقديم أنفسهم وأحزابهم بديلاً عن الستاتيكو القائم. ولعل الشحنة الأعظم التي مدت هذه الجماعات بالقوة تمثلت في أزمة اللاجئين، التي أشعلت فتيل الخطاب المتعلق بالهوية القومية، وتخويف المجتمعات من اندثار المسيحية وأسلمة أوروبا. ويرى المؤرخ ومؤلف كتاب “نهاية الحداثة اليهودية” أنزو ترافيرسو، أن موجة جديدة من الإسلاموفوبيا تنتشر في الغرب حيث ينظر إلى الإسلام باعتباره ديناً همجياً، ويشكل تهديداً للحضارة الغربية”. وقال إن “فكرة إجبار المسلمين على ارتداء النجمة الصفراء ووضع الهلال على ثيابهم كما حصل مع اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، لم تعد تبدو بعيدة الحصول”. ويشير إلى أن “الطموحات الفكرية ما بعد الفاشية تقلصت بشكل ملموس، فلم نعد نرى في الوقت الحالي ما يعادل “فرنسا اليهودية” لإدوار درمون، أو كتاب “أسس القرن التاسع عشر” للكاتب هيوستن ستيورات تشامبرلن. كما لم نعد نقرأ مقالات حول الانثروبولوجيا العنصرية كتلك الي كتبها هانز غونتر او اندريه سيغفريد، ولم تنتج كراهية الأجانب كتاباً مثل ليون بلوي أو لويس فرديناند سيلين وبيار دريو لاروشيل”.

يقدم المنبت الاستعماري للإسلاموفوبيا برأي الكاتب “مفتاحاً لفهم التحولات الايديولوجية لما بعد الفاشية: الجبهة الوطنية في فرنسا، عصبة الشمال في إيطاليا، وبيغدا والبديل في ألمانيا، حزب الاستقلال في بريطانيا وغيرها من التيارات المشابهة في الاتحاد الاوروبي”، التي تخلت عن الطموحات الامبروطورية للفاشية الكلاسيكية من أجل تبني موقف دفاعي ومحافظ أكثر، فهي لا ترغب في الاحتلال، إنما الطرد الشامل، حتى أنها تنتقد الحروب الامبريالية التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون منذ بداية التسعينات”.

الحصيلة أمامنا تعكس أن أسهم اليمين ترتفع، ومبررات عدائيته وعنصريته تتراكم والشارع يميل أكثر فأكثر إلى خطابه، باعتباره البديل للأحزاب الليبرالية والاشتركية الديموقراطية واليسارية التقليدية التي تحكم أوروبا، وهذه الجماعات تتشكل، وهو ما يعد من الأسرار الشائعة عن دعم قوى من روسيا – بوتين، التي تنفق ملايين الدولارات على حربها الهجينة ضد المشروع الأوروبي، وتمول آلاف الترولات والبوتات والمواقع الالكترونية التي تنشر الأخبار الكاذبة، لزعزعة أسس المجتمعات الأوروبية وثقافتها، وأدواتها هم اليمينيون الفاشيون والنازيون، والهدف الأسمى هو تنمية “دواعش” أوروبية تنافس دواعشنا في إرهابها وتبنيها (إدارة التوحش) الأوروبي والغربي. فالفاشية الأوروبية كما تتجسد أمامنا لها قواعد وحاضنات شعبية ولها تمثيلها في البرلمانات والحكومات الأوروبية، ساهمت في التكيف مع المتغيرات التي فرضتها العولمة، من خلال دورها في وضع القوانين التي تركز في جوهرها على عداء الإسلام والمهاجرين والإرهاب الإسلامي في أوروبا، في تبريرها أفعالها الإجرامية.

 

كيف تحولت بروكسيل وكراً لجواسيس العالم؟

 

كارل لاغرفيلد: العزلة مع عالم الكتب هي قمّة الثراء

 

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.