fbpx

لماذا يحتاج الأطفال إلى معرفة تاريخ عائلتهم؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

يُنظَر إلى الذكريات باعتبارها الغِراء الذي يحافظ على عائلاتنا ومجتمعاتنا وعلى إحساسنا بالذات معاً، وبالنسبة للأطفال خاصةً، فإن مشاركة الذكريات، جيدةً كانت أو سيئة، يُعتبر أمراً بالغ الأهمية لتنميتهم. فإن معرفتهم لماضيهم والمكان الذي أتوا منه والأمور التي كانت تسبقهم وقدرتهم على ربط أنفسهم بتاريخ عائلتهم، كل هذه الأمور تساعدهم في استشراف آفاق مستقبلهم.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

 
تبين البحوث أنه كلما ازدادت معرفة الأبناء بعائلتهم، قوِي عندهم الشعور بالتحكم في حيواتهم. يُعتبر التذكُّر نشاطاً اجتماعياًّ، فهو يقوّي من الأواصر التي بيننا وكذلك بيننا وبين ماضينا.
تقول الطبيبة النفسانية في جامعة ويسترن واشنطن، إيرا هيمان، “هذا ما خُلقَت الذاكرةُ لأجله. فمن خلال تبادل الذكريات ووجود ذكريات مشتركة، فإن ذلك يحدد لنا أن لدينا خلفية مشتركة، باعتبارنا أصدقاءً أو أفراداً من الأسرة، وذلك لِجعلنا جزءاً من مجموعة اجتماعية تساعدنا في الارتباط في شكل مجموعة اجتماعية واحدة”.
يُنظَر إلى الذكريات باعتبارها الغِراء الذي يحافظ على عائلاتنا ومجتمعاتنا وعلى إحساسنا بالذات معاً، وبالنسبة للأطفال خاصةً، فإن مشاركة الذكريات، جيدةً كانت أو سيئة، يُعتبر أمراً بالغ الأهمية لتنميتهم. فإن معرفتهم لماضيهم والمكان الذي أتوا منه والأمور التي كانت تسبقهم وقدرتهم على ربط أنفسهم بتاريخ عائلتهم، كل هذه الأمور تساعدهم في استشراف آفاق مستقبلهم.
ومن أجل قياس أثر الذكريات الذاتية المشتركة على الأطفال، أنشأ كل من “مارشال دوك” و”روبين فيفوش”، وهما من علماء النفس في جامعة “إيموري”، اختباراً أسمَوْه “هل تعلم؟”، وفيه تُطرَح على الأطفال بعض الأسئلة منها “هل تعلم أين ترعرع جدك وجدتك؟” ومنها “هل تعلم مرضاً أو شيئاً مرعباً حدث في عائلتك؟”.
أراد “دوك وفيفوش”، قياس قدرة كل طفل على الصمود والمرونة بناءً على الذكريات التي شاركها معهم أفراد الأسرة. فتوصل الباحثان إلى استنتاج مُبهِر: وهو أنه كلما ازدادت معرفة الأبناء بتاريخ عائلتهم، قوِي عندهم الشعور بالتحكم في حيواتهم.
ولكن ماذا لو حُجِبت بعض الذكريات عن طفلٍ ما، سيما الذكريات المتعلقة بتاريخ يتطلعون لعرفته وتجربته؟ نروي لكم قصة الطفلة راشيل ستيفنسون. نشأت راشيل في “نيو أورليانز”، وهي الآن أم لثلاثة أطفال ومديرة جامعية في “جامعة نيويورك”. بعد ثلاثة أيام من عيد ميلاد راشيل الخامس تلقت أخباراً مفاجئة.
تروي ستيفنسون وتقول، “كان والداي في العشرينات من عمرهما، وكانا يرغبان في الحصول على المتعة والخروج، وهذا ما فعلاه في تلك الليلة. ذهبا فعلاً إلى كرنفال ماردي غرا، وأنا أعلم أن أمي كانت ترتدي زِياًّ مثل أحد الآلهة اليونانية. وفي منتصف الليل، استيقظتُ ولم تكن جدتي معي في الفراش. فإذا بها تخرج من الحمام وهي بكامل زيِّها، ثم مالت نحوي على السرير واقتربت من وجهي وقالت “يجب أن أذهب، فأمك مريضة”. فكرتُ كثيراً في مكان أمي. وتخيلتُها في سرير المرضَى وتضع ميزان الحرارة في فمها كما توضع السيجارة، وتلك كانت الصورة التي علقت بذهني حينذاك”.
لم تكن أم ستيفنسون مريضةً. ولم يكن ثمة ميزان حرارة في فمها كالسيجارة. لم تكن هذه الأمور إلا مجرد تفاصيل كان بإمكان الفتاة أن تحتفظ بها لتلك الليلة لشرح أمور غير قابلة للشرح. كانت مجرد عناصر تحل محل ذاكرة حقيقة لما حدث فعلاً.
تستأنف راشيل حديثها فتقول “في صباح اليوم التالي، أذكر أن الباب الأمامي لشقة جدتي كان مفتوحاً. كان اليوم مشرقاً جداًّ، وظهر عبر الباب ظِلا شخصَين، هما والدي وجدتي. لم تكن أمي معهما. جلس والدي، ونظر إليّ ثم قال “لقد صعدت روحُ أمك إلى السماء. هي الآن مع الملائكة”. لا أذكر أنه قال شيئاً بعد ما قال ذلك. وإنما أتذكره وهو يجلس ساكناً، يتطلع نحو الأرض، وعلى الرغم من أنه كان في مكانه ذاك، إلا أنه كان بعيداً عني جداًّ”.
تكمن قصة راشيل في البحث عن ذاكرة ظنّت هي أن والدها يمكن أن يقدمها إليها، وأن التطور غير المتوقع لكيفية عثورها أخيراً على ما أرادت.
 
هذا الموضوع تم اعداده وترجمته عن موقع “صالون” لمراجعة المقال الاصلي زوروا الرابط التالي.
 
 [video_player link=””][/video_player]

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!