fbpx

ثلاث شقيقات في “الدولة الاسلامية” كفّرن أمّهن وطلّقن أزواجهن وغادرن مع التنظيم

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

شقيقات ثلاث من مدينة الباب السورية، انتمين إلى “الدولة الاسلامية”، وعملن في الحسبة (الشرطة النسائية للتنظيم)، وانتقلن من مدينة الباب إلى مدينة الرقة، بعد سيطرة فصائل من الجيش الحرّ عليها، بدعم من الجيش التركي، بداية عام 2017، وانقطعت أخبارهن بعد ذلك. الشقيقة الكبرى روت قصتهن، قبل مغادرتهن المدينة

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

شقيقات ثلاث من مدينة الباب السورية، انتمين إلى “الدولة الاسلامية”، وعملن في الحسبة (الشرطة النسائية للتنظيم)، وانتقلن من مدينة الباب إلى مدينة الرقة، بعد سيطرة فصائل من الجيش الحرّ عليها، بدعم من الجيش التركي، بداية عام 2017، وانقطعت أخبارهن بعد ذلك. الشقيقة الكبرى روت قصتهن، قبل مغادرتهن المدينة.

” جاء زوجي ليأخذني من جامع الإيمان، الذي كنت ارتاده باستمرار في مدينة الباب. في حينها، كنت قد اتخذت قرار الطلاق منه .. خَرَجت أم محمد الألمانية من المسجد وقالت لزوجي، “زوجتك لا تحل لك فأنت كافر”. وبعد أن أتممتُ “العلم الشرعي” مع نساء الحسبة والدعوة في تنظيم “داعش”، أُجبر زوجي على تطليقي حتى أتمكن من أن أتزوج من أحد مقاتلي التنظيم، و”لأنالَ الأجرَ في الدنيا”، هكذا أخبرتني أم محمد الألمانية، التي تعمل في جامع الإيمان في مدينة الباب كدعوية.”

تروي الشقيقة الكبرى للأخوات الثلاث، خفايا عالم النساء في تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وقصتها، واحدة من قصص الفتيات، ممن استطاعت آلة التنظيم الإعلامية الدعوية تغيير أفكارها، وغسل دماغها.

وتبدأ قصة هذه الشقيقة في عام 2015، واستمرت وقائعها حتى نهاية عام 2016 إبان سيطرة التنظيم على مدينة الباب في ذلك الوقت. تقول، ” بدأت حياتي مع الدولة الإسلامية عندما بدأتُ أرتاد جامع الإيمان في مدينة الباب بريف حلب الشمالي، لتلقي الدروس الدينية وتعلم القرآن، وهناك تعرفت على أم محمد الألمانية، التي تعمل كدعوية وطبيبة نسائية في مدينة الباب. قدمت هي وزوجها أبو محمد الألماني، إلى المدينة من ألمانيا، للالتحاق بالدولة الإسلامية.كنتُ أعيش حياةً جيدة، ومتزوجة من شخص من عائلة معروفة في مدينة الباب، وزوجي كان يعاملني معاملة جيدة، إلا أنني لم أرزق بأطفال، وبعد تعرفي على أم محمد، التي تتحدثُ العربية بلهجة ركيكة أخبرتها، كونها طبيبة، بحالتي وأنني لم أنجب بعد. قامت بفحصي وأخبرتني بأنني لا أعاني من أي شيء، والسبب في عدم الانجاب هو زوجي لأنه عقيم، وسألتني هل زوجك يدخن فأجبتها نعم.

هنا بدأت المرحلة الفعلية من حياتي في كنف الدولة الإسلامية حيث قالت لي أم محمد: “زوجك كافر ومرتد، ويجب أن تنفصلي عنه ونزوجك بعدها لأحد الأخوة المهاجرين”.

وبعد عدة دروس أقنعتني بشكل تام بفكرة الإنفصال عن زوجي. فقررت أن أنفصل عنه.


في أحد الأيام جاء زوجي ليأخذني من المسجد، كنت أخبرت أم محمد بنيتي الطلاق منه، فخرجت وقالت له إن زوجتك لا تحل لك وأنك كافر. بدأ زوجي بالصراخ وبمطالبتي بالخروج من المسجد، فرفضت وارتفع الصراخ أكثر، فقامت أم محمد بطلب الحسبة، وجاء أمير الحسبة في مدينة الباب يوسف كحاط، الملقب أبو أيمن، فاعتقل زوحي، وبعد قليل جاء إخوتي الذكور لأخذي، لكنني رفضت فتم اعتقالهم ايضاً.
في اليوم التالي حضرت دورية من الحسبة إلى المسجد، بقيادة الأمير أبو كحاط، ومعهم زوجي، وطلبوا مني الخروج، وقفت أمام زوجي فقال لي أنت طالق. كانت آثار الكدمات والضرب واضحة على وجهه، وتمّ إطلاق سراحه.
وبعد طلاقي من زوجي جلستُ عدة أيام في المسجد، مع بعض المهاجرات حتى أتتني الدورة الشهرية. فقالت لي أم محمد، لا يوجد حمل ولا داعي لإكمال أشهر العدة (عدة المطلقة).

بعد انقضاء دورتي الشهرية، قدم لي شاب سعودي، يدعى أبو ذر الجزاروي خاطباً. فقالت أم محمد، إنه يجب علي أن أقبل، وأن أبو ذر مجاهد جيد، وأن الله وعد المجاهدين بالحور العين في الجنة. وأنت هنا حورية في الأرض، ويجب علينا التخفيف عن المجاهدين جنسياً، والزواج بهم حتى نكون معهم في الجنة، زودتني في حينها بكتاب صادر عن ديوان الدعوة في الموصل، عن أحكام النكاح في دولة الإسلام.

بعد أيام بالفعل حصل الزواج دون علم أو موافقة أهلي، وتزوجت أبو ذر، الذي يعمل كأحد عناصر الحسبة في مدينة الباب، وكون زوجي الجديد يعمل في الحسبة، بدأت أنا كذلك العمل في الحسبة النسائية في المدينة.

هنا بدأت مرحلة أخرى من حياتي حيث أصبحتُ إحدى النساء في جهاز الحسبة في المدينة برفقة مهاجرات أجنبيات، وكان عملنا متابعة المخالفات الشرعية للنساء، وفي نفس الوقت، إقناع الفتيات بالزواج من مقاتلي الدولة الإسلامية (المهاجرين). وعندما تقدم فتاة على مخالفةٍ شرعية، يتم استدعاؤها إلى المسجد، ونحاول إقناعها بالزواج من أحد مقاتلي الدولة.

بعد ثلاثة أشهر من زواجي، بدأت معارك السيطرة على مدينة عين العرب والتحق زوجي أبو ذر الجزراوي بالمعارك، حيث قتل هناك بقصف جوي. وبعد مقتله جلست في العدة بضعة أيام، في أحد مقار الحسبة النسائية في المدينة، وقدمت لي أم محمد، دواء يُسرّع قدوم الدورة الشهرية، وأخبرتني بأن هناك خاطباً يريد الزواج بي، وهو صديق زوجي الذي قتل واسمه أبو محمد السعودي، وهو مقاتل. لم أتمّ أشهر العدة بعد وفاة زوجي، فأم محمد قالت لي، إن الله كافأك بزوج آخر، لتنالي أجره كحورية في الدنيا، وأن أبو محمد السعودي ذو أخلاق عالية جداً، ويملك المال، وأن المجاهدين يوصون بعضهم بعضاً في حال قتلوا بالزواج من زوجاتهم، كي لا تصبح الزوجة فتنة على الأرض.

لم أجد بديلاً من الزواج، فأهلي قاطعوني، ولم يعد لي أحد سوى التنظيم. تزوجت من أبو محمد السعودي، وأكملت عملي في الحسبة، وفي الذهاب إلى مسجد الإيمان، لتلقي الدروس الدينية.

وقد دفع استمراري في الحسبة، وتلقي الدروس الدينية، إحدى شقيقاتي إلى التردد على المسجد، حيث أقنعتها أنا وأم محمد الألمانية، بضرورة الزواج من مجاهد، وأن زوجها مرتد لأنه لا يصلي ويدخن، ومتخلف عن الجهاد. وبالفعل تم تطليقها من زوجها، وتزويجها لأحد مقاتلي التنظيم الأجانب، وانضمت أختي للعمل معي في جهاز الحسبة في المدينة، كما التحقت بنا أختي العزباء الأصغر سناً. أما اخوتي الذكور وأمي، فقد خرجوا بعد ذلك مباشرة من مدينة الباب، وتوجهوا إلى تركيا نتيجة ما حدث.”

مجتمع مدينة الباب بريف حلب الشرقي، مجتمع  عشائري ومتدين وما حدث للشقيقات الثلاث يخالف الأعراف. وقد شعر الأشقاء الذكور بالمهانة، وقرروا الهرب من مناطق سيطرة داعش، خاصة وأن مضايقاتٍ ستلحق بهم في حال عارضوا قرارات شقيقاتهم.

وفي وقت لاحق، أصبحت الشقيقات الثلاث، من أهم عناصر الحسبة النسائية في مدينة الباب، ومن أكثر العناصر التي ارتكبت أعمالاً قاسية بحق نساء المدينة. فعملهن الظاهري كان في جهاز الحسبة، ولكن عملهن الأساسي هو إيقاع الفتيات وتزويجهن بالمقاتلين الأجانب المعروفين بـ “المهاجرين” .
ويدفع العنصر الأجنبي “المهاجر”، مبلغ يتراوح بين 500 و 1000 دولار، كهدية للخطابة، كما تسمى هناك، ونفس المبلغ تقريبا للزوجة التي تقبل الزواج به.

والدة الفتيات الثلاث، وبعد لقائنا بها في تركيا قالت، إن بناتها ما زلن في مناطق سيطرة تنظيم “داعش” ولا معلومات أخرى عنهن، وأنهن تعرضن لغسيل دماغ من قبل عناصر التنظيم، وما يسمى بالحسبة النسائية، والتي كانت مهمتها الأساسية اصطياد الفتيات وتزويجهن للمقاتلين. وقالت “كانت مهمة الحسبة النسائية القضاء على العادات والتقاليد”.

وأضافت “لم أتوقع في يوم من الأيام، أن تقوم فتياتي بتكفيري، وسجني عدة مرات بسجن الحسبة، فقط لأنني مدخنة، وأعارض تصرفاتهن بانضمامهن لما يسمى بالحسبة، وعندما كنت أحاول المغادرة إلى تركيا، قاموا بالإبلاغ عني لكنني تمكنت من الهرب بعد عدة محاولات.