fbpx

كيف وقعت سلمى حايك ضحية تحرش جنسي من قبل رجال بيض نافذين كترامب ووينشتاين

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

انضمت الممثلة سلمى حايك إلى قائمة نساء هوليود، ضحايا هارفي وينشتاين. وقد وصفت حايك مُنتج الأفلام الأمريكي بأنه، “وحش”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

انضمت الممثلة سلمى حايك إلى قائمة نساء هوليود، ضحايا هارفي وينشتاين. وقد وصفت حايك  مُنتج  الأفلام الأمريكي بأنه، “وحش”.
في مقالةٍ افتتاحيةٍ ملتهبةٍ نشرتها صحيفة نيويورك تايمز، روتْ حايك القصة الخفية وراء نجاحها المهني. وفقا للممثلة حايك، تحول سيناريو فيلم فريدا في عام 2002، القصة التي تروي مراحل السيرة الذاتية للفنانة المكسيكية فريدا كاهلو، من مشروع حلمٍ إلى جحيمٍ شخصيٍ ومهنيٍ وذلك بفضل وينشتاين، الذي تصفه حايك بأنه بلطجيٌ ومناوِرٌ محترفٌ.
كل قصة تحرش جنسي أو اعتداء جنسي، ظهرت أخبارها إلى العلن مؤخراً، هي بمثابة كابوس حقيقي، بالنسبة للنساء وللناجين من الاعتداء، نظرا لِما تحركه هذه الأحداث من ذكريات مؤرقة ومخاوف جدية، لكن مع ذلك تنفرد شهادة حايك بطابعها المشؤوم على نحو خاص.
إنها قصة عن امرأة وجدت نفسها، من الناحية المهنية، مقيدة بالمعتدي عليها،  والمعتدي عليها، هو رجلٌ ألف استخدام أساليب مختلفة متصاعدة، تجمع بين التخويف والانتقام والتخريب.
إن ضروب القسوة التي ترويها حايك، حدثت بعد المقدمات الجنسية من قبل وينشتاين، بدءاً من طلبها بأن تستحم معه، إلى العرض عليها ممارسة الجنس عن طريق الفم، وجاءت هذه القسوة كنتيجة مباشرة لمقاومتها. وتكتب حايك تقول “لا أعتقد أنه يكره أي شيء أكثر من قول “لا”… ومع كل رفضٍ لمطالبه، زادت فورة غضب هارفي الماكيافلي”.
في البداية، تقول حايك، حاول وينشتاين أن ينأى بنفسه، “عندما اقتنع أخيرا بأنني لن أمثل الفيلم بالطريقة التي كان يتوقعها”، عرض الجزء الذي عملتُ عليه لسنواتٍ لممثلةٍ أخرى. وعندما لجأتْ حايك إلى التدابير القانونية، جاء رد ينشتاين من خلال ما تصفه الممثلة  بـ”قائمة من المهام المستحيلة”، بما في ذلك 10 ملايين دولار للتمويل، يشمل قائمة من المخرجين من صنف  A، والعديد من النجوم المشاركين من بين المشاهير.
وعندما وفت حايك هذه المطالب، وهو انتصارٌ هائلٌ، تمكنت من المضي قدما في المشروع، لكن لسوء الحظ، كانت في تلك اللحظة متورطة مع وينشتاين، الذي “لم يكن مرفوضا فحسب ولكن كان أيضا على وشك إنتاج فيلم لم يكن يرغب فيه”، مما أحدث عاصفة بأتم معنى الكلمة، تسببت حسبها، في تصاعد الاعتداء العاطفي والقسوة الصريحة.
تُعدُ قصة حايك بمثابة تذكيرٍ مرعبٍ، يُظهر أنه في مجال النشاط السينمائي، الذي يمارس فيه وينشتاين الكثير من النفوذ، تكون الإيحاءات الجنسية غير اللائقة، في كثير من الأحيان مجرد بداية. وفي هذه الحالة، تشكل مقالة حايك مدخلا يضيئ على مجموعة من الشهادات المقدمة ضد وينشتاين، كما تسلط الاهتمام على الآثار البشعة الناجمة عن شجارات وينشتاين.
إن اتهامات حايك مقلقة للغاية، تقول في مقالتها، إن “تكتيكات الإقناع” المنتهجة من قبل وينشتاين متنوعة، بدءًا من الحديث المعسول إلى فورات الغضب، على غرار تهديده لها في إحدى المناسبات بقوله “سوف أقتلكِ، ولا تظني أنني لا أستطيع ذلك”، ويقال أنه أبدى تذمره أثناء تصوير الفيلم، بشأن حواجب  فريدا “الملتصقة ببعضها” وانتقد أداء حايك.
وتقول حايك، أخبرني هارفي أن الشيء الوحيد الذي أملكه هو جاذبيتي (الجنسية) وأنه لا يوجد أي شيء من هذا القبيل في هذا الفيلم، لهذا قال لي بأنه سيوقف إنتاج الفيلم، لأنه لا أحد سيرغب أن يراني في هذا الدور “.
وفي أحد الأجزاء الأكثر إيلاما في المقالة، تصف حايك كيف أصر وينشتاين على أنه “سيسمح لي بإنهاء الفيلم” إلا في حالة قبول المشاركة في مشهد جنسي مع الممثلة النجمة المشاركة أشلي جود.
وبعد تكريس سنوات من حياتها وإقناع الآخرين بالمساهمة بأوقاتهم ومواهبهم، شعرت حايك بأنه لم  يبق أمامها خيار سوى الموافقة على شروط وينشتاين، وعندما وصلت إلى موقع تصوير “المشهد العبثي”، واجهت نوبة هلع ارتعدَ لها كامل جسدها.
وتقول حايك “بما أن الزملاء من حولي لم يكن لديهم أي علمٍ بقصتي مع هارفي، فقد تفاجؤوا كثيرا  بحالتي النفسية ذلك الصباح، والأمر ليس لأنني أبدو عارية مع امرأة أخرى، ولكن لأنني أظهر عارية معها من أجل هارفي وينشتاين، لكنني لم أستطيع الإفصاح لهم عن الوضع آنذاك”.
وتقول “كان ذهني متفهمًا بضرورة فعل ذلك، لكن جسدي لم يتوقف عن البكاء والتشنج” ثم تواصل “في تلك المرحلة، بدأت أتقيأ، في الوقت الذي كان فيه مشهدُ متوقفُ لا يزال ينتظر التصوير. واضطررت إلى تناول مهدئٍ، الذي ساعدني لاحقا على التوقف من البكاء، لكنه جعلني أتقيِأ بشكل أسوأ، وكما يمكنكِ أن تتخيلي، لم يكن هذا مثيرا، لكنها كانت الطريقة الوحيدة التي يُمكني أن أنهي بها المشهد “.
وحتى بعد انتهاء الفيلم، استمر وينشتاين في التقليل من شأن عمل حايك وزملائها، واصفا الفيلم الحائز على جائزة الأوسكار، بأنه “ليس جيدا بما فيه الكفاية لعرض مسرحي” وواصل مضايقة حايك  على طول مراحل مسارها.
في المقالة الافتتاحية، تعبر حايك بأسلوب جميل عن العديد من أوجه التعسف المستخدمة من قبل وينشتاين، بما في ذلك رفضه الاعتراف بمساهماتها المختلفة في الفيلم، التي تجاوزت بكثير أدائها (أو الجاذبية الجنسية). وتقول حايك ” من وجهة نظره، لم أكن ممثلة، لم أكن حتى شخصاً، كنت مجرد شيئ، لم أكن أحدًا، كنت جسدًا لا غير “.
لجأت حايك إلى وينشتاين، باعتباره صانع أذواق محترمٌ وصاحب سمعة، لانتزاع اعتراف فني مستحق، فإذا بها تجد نفسها تواجه اعتداءات عاطفية مستمرة والتحرش الجنسي. وما تصفه حايك هو حملة مستمرة لرفض قيمتها المهنية وانكار مواهبها، وهو سعي ذميم لشخص كاره للنساء. وقد تم إضفاء الشرعية على هذا التحقير المنهجي من خلال رؤية وينشتاين المعتمدة على نطاق واسع. ومثلما تعبر عنه حايك بقولها، “كان الأمر عبارة عن تحطيم للروح، لأنني أعترف، بعد أن تاهت بي السبل ووقعت ضحية نوع من متلازمة ستوكهولم، أردته أن يراني كفنانة، ليس فقط كممثلة قادرة ولكن أيضا كشخص يمكنها أن تنسج قصة مقنعة ولديها رؤية تقصها بطريقة مبتكرة”.
قصة حايك توضح  ليس فقط انتشار المضايقات الجنسية وسوء السلوك، بل تلقي الضوء أيضا على الطرق المختلفة التي تستعملها الشخصيات القوية للانتقام من ضحاياهم. وتتراوح هذه المساعي من تلطيخ سمعة الضحايا ونشرها للعلن إلى الحرب النفسية، وتستعمل التهديدات العنيفة والملتوية جنبا إلى جنب، كسلاح لإسكات الضحايا وجعلهن يشعرن بالعار. وقد تعرضت حايك للأسف لهذه التكتيكات المناوِرة من  شخصيتين ذميمتين، هارفي وينشتاين والرئيس دونالد ترامب.
في أكتوبر / تشرين الأول 2016، شاركت حايك، وهي واحدة من مؤيدي هيلاري كلينتون، قصة تفاعلاتها الشخصية مع دونالد ترامب. فخلال مقابلة إذاعية، قالت الممثلة “عندما قابلتُ هذا الرجل، كان لي صديق، وحاول ترامب أن يصبح صديقه للحصول على رقم هاتف منزلي، وحصل على رقم هاتفي، واتصل بي ليدعوني للخروج معه “.
وتابعت تقول، “عندما قلتُ له أنني لن أخرج معه حتى لو لم يكن لدي صديق، [وهو ما اعتبره مسيئا له]، اتصل، دعنا نقول لم يتصل بل بالأحرى، أبلغ شخصاً في صحيفة فتحت له صفحاتها وقال عبرها إنه لن يخرج معي لأنني قصيرة جداً. ثم اتصل لاحقا وترك لي رسالة، يقول فيها ‘هل تصدقين هذا؟ من سيقول مثل هذا الكلام؟ لا أريد أن يفكر الناس بشأنك على هذا النحو”. ثم تختم بالقول ” لقد اعتقدَ بأنني سأحاول الخروج معه، حتى لا يفكر الناس أن ذلك هو السبب الذي من أجله لن يخرج معي”.
تكد كانت حكاية ترامب تكون سخيفة إلى درجة لا يمكن اعتبارها جديرة لتُستعمل كوسيلة للتخويف، فإن حثه على إهانة حايك أو الضغط عليها  للخروج معه، كان شكلا من أشكال وسائله الانتقامية. ترامب، مثله مثل وينشتاين، يكره بوضوح أن يُقال له لا. ويبدو أن هؤلاء الرجال لا يفهمون مدلول هذه الكلمة.
وبينما كان وينشتاين يستخدم نفوذه في مجال الصناعة السينمائية لمحاولة التحكم في حايك بل ومعاقبتها، لجأ ترامب إلى استعمال حليف، صحفي في محاولة لتلطيخ سمعة فريسته الرومانسية والإيقاع بها في الفخ.
تُعتبر صحيفة ناشنل إنكيرر، التي يديرها المحرر المتهم مؤخرا ديلان هوارد، “صديقا مشتركا” لهارفي وينشتاين ودونالد ترامب. وقد تبدو هذه الرابطة الذميمة المؤلفة من رجال أشرار وكأنها نظرية تآمرية، لكنها ليست كذلك في الواقع بل لها ما يُدعهما من أدلة إلى حد كبير. وكما ذكرَت صحيفة واشنطن بوست، فقد “قدمت ناشنل إنكيرر إلى الديمقراطي هارفي وينشتاين نفس خدمات إدارة السمعة التي قدمتها للجمهوري دونالد ترامب.
كتبت النيويوركر “في ديسمبر/ كانون الأول عام 2016، أظهرت رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة بين وينشتاين وديلان هوارد، كبير مسؤولي المحتوى من شركة وسائل الإعلام الأمريكية، التي تنشر ناشنل إنكيرر، أن هوارد شارك وينشتاين مواداً حصل عليها أحد صحفييه، في إطار الجهود الرامية إلى  مساعدة واينشتاين على دحض ادعاء (روز) ماكجوان بالاغتصاب. وفي إحدى الرسائل الإلكترونية، بعث هوارد إلى وينشتاين قائمة من الاتصالات، قال فيها “دعنا نناقش الخطوات التالية بالنسبة لكل واحدة منهن. ”
في محادثة حول عمليات الانتقام، وكذلك في سياق النقاش الأوسع نطاقا حول محيط التحرش الجنسي والاعتداء، من المهم جدا أخذ مسألة العرق بعين الاعتبار. في مقالتها، تُجهد حايك نفسها للبرهنة على استمرارية صلابتها، مؤكدة أن وينشتاين كان يدرك جيدا ما كان يستطيع (ولا يستطيع) فعله.
وتقول ” بناءاً على ما أعرفه الآن، أتساءل عما إذا لم تكن صداقتي معهم، وكوينتين تارانتينو وجورج كلوني، هي التي أنقذتني من التعرض للاغتصاب”. وبالنسبة لبعض النساء، يُشكل بياض بشرتهن، مثل الأصدقاء المشهورين أو المشاهير، مصدرهن للسلطة والحماية، ويرفع بعض الضحايا فوق آخرين، ويمكن القول إنه يترك النساء من غير البيض، أكثر عرضةً للهجمات الجسدية واللفظية.
مع هارفي وينشتاين، رأينا هذه الديناميكية العنصرية تتكشف خيوطها عندما روت لوبيتا نيونغ  قصتها. وبينما كان وينشتاين، في تلك المرحلة، غارقًا يواجه الكثير من الاتهامات، عاجزا عن الرد على كل تهمة بمفردها، فقد تخطى استراتيجية الصمت المعتمدة حتى ذلك الحين، لتفنيد قصة نيونغو.
وأصدر ممثل فاينشتاين بيانًا قال فيه “للسيد وينشتاين رواية مختلفة حول تلك الأحداث، لكنه يعتقد أن لوبيتا هي ممثلةٌ رائعةٌ وقوةٌ رئيسيةٌ في هذا المجال من الصناعة (السينما). وفي العام الماضي، وجهتْ دعوة شخصية إلى السيد وينشتاين لرؤيتها في معرض برودواي بعنوان Eclipsed.
وقال موقع تيمبست “بما أنها (لوبيتا ) سوداء، يعتقد وينشتاين وممثليه أنها أقل مصداقية مقارنة بعشرات النساء البيض اللاتي اتهمته بالتحرش الجنسي، وبالتالي فإن روايتها الشخصية، من السهل بالنسبة له الطعن فيها ودحضها”.
وقد استخدم ممثل وينشتاين مع حايك، نفس التكتيكات المستعملة لتحدي ضحاياه من النساء من غير البيض، وأصدر بيانًا في وقت متأخر من ليلة الأربعاء جاء فيه “السيد وينشتاين لا يتذكر أنه مارس ضغوطا على سلمى للقيام بمشاهد جنسية بلا مبرر مع ممثلة أخرى، ولم يكن هناك أثناء تصوير المشاهد، لكن، هذه المشاهد كانت في الواقع جزءًا من القصة، لأن فريدا كاهلو  كانت شخصية ثنائية الجنس، والمشهدُ الجنسي الأكثر أهمية في الفيلم تم تصميمه من قبل السيدة حايك مع جيفري راش. وكل الادعاءات الجنسية مثلما صورتها سلمى ليست دقيقة، والذين شهدوا الأحداث لديهم وصف مختلف لما جرى “.
بالنسبة لحايك، كان انتماؤها العرقي وجنسها بمثابة عقبة أمام استحقاقها المشروع إلى هوليوود. “في الوقت نفسه،” تقول حايك ” لم يكن يتصور أحدٌ أن تطمح ممثلةٌ مكسيكيةٌ للظفر بمكانة في هوليوود”.
إذا وضعنا التحرش الجنسي والإساءة العاطفية جانبا، يُعتبر وقوف حايك لوحدها تقريبا في مواجهة رجل أبيض قوي، من أجل رواية قصة فريدا كاهلو، نوعًا من الظلم في حد ذاته.
وهذا هو البعد الآخر لقصة حايك، شهادة على الأطواق المتعددة التي يتعين على النساء، ولاسيما النساء من غير البيض، القفز فوقها، في إحدى الصناعات، التي لا يزال أغلبية رجال البيض، يتصرفون فيها كحكام فنيين.
وتتساءل حايك “لماذا يتعين على الكثيرات منا، كفنانات، خوض الحروب لإبلاغ قصصنا، في حين لدينا الكثير الذي يمكننا تقديمه؟” ثم تضيف “لماذا علينا أن نحارب بضراوة للحفاظ على كرامتنا؟”
في النهاية، تقول حايك إن المساواة وحدها يمكنها أن تجعل صناعة الترفيه غير مريحة ومناسبة للأشخاص المتحرشين بالنساء والمهددين لكرامتهن. وحتى ذلك الحين، ندين بالامتنان للناجيات من الضحايا اللواتي يسلطن الضوء على أشكال الاعتداء الكثيرة، حتى في ظل استمرار مواجهتهن المضايقة والتخويف.
هذا الموضوع تم اعداده وتورجمته عن موقع   thedailybeast.com للاطلاع على المادة الأصلية اضغطوا  هنا
 
 [video_player link=””][/video_player]

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.