fbpx

بين “أحدب نوتردام” و”وسيم” قصر المهاجرين

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

صور ألسنة النار إلى جانب أعمدة الدخان سافرت بي من باريس إلى سوريا، ولعل مصطلح الحرق حين يأتي مترافقاً مع اسم سوريا لا يذكرني إلا بعبارة موالي رئيس النظام السوري التي أطلقوها بداية الثورة السورية ” الأسد أو نحرق البلد”..

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أكتب هذه الكلمات، وأنا أستمع الى المغنية الفرنسية إديث بياف تشدو أغنية “نوتردام دو باريس”.

لم أجد حيلة سوى الاستماع لها، لأعبّر عن شيء من التعاطف الذي أشعر به حيال الفجيعة الهائلة التي مني بها الفرنسيون، ازاء احتراق كاتدرائية نوتردام التاريخية، أو ربما إرضاء لعجزي عن فعل أي شيء حيال حزن أصدقائي الفرنسيين في يومهم ويومي الحزين هذا!

استمعتُ الى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي يشهد أياماً ليست الأفضل بالنسبة له في فترة رئاسته، يخاطب الفرنسيين بكلمات عاطفية من أمام كاتدرائية نوتردام وخلفه رجال الإطفاء يواصلون عملهم لإخماد الحريق.

وعد ماكرون الفرنسيين بأنهم سيعيدون بناء وترميم الكاتدرائية للتأكيد على أهميتها بالنسبة له وللدولة الفرنسية.
صور ألسنة النار إلى جانب أعمدة الدخان  سافرت بي من باريس إلى سوريا، ولعل مصطلح الحرق حين يأتي مترافقاً مع اسم سوريا لا يذكرني إلا بعبارة موالي رئيس النظام السوري التي أطلقوها بداية الثورة السورية ” الأسد أو نحرق البلد”..

أيضاً تقودني المقارنات إلى مدى اهتمام الشارع الفرنسي بالمعلم التاريخي ومعرفة قيمته، خاصة تلك الجملة التي سمعتها لشاب فرنسي، حين عبر عن شعوره في إحدى المقابلات التلفزيونية  وهو يقلب نظراته بين الكاتدرائية التي تحترق والكاميرا بقوله” باريس تحترق”.. تقودني المقارنات أيضاً إلى تجار الآثار من مافيات النظام السوري وأشباهه في المعارضة السورية، الذين باعوا كنوزاً من الآثار السورية وهدموا أخرى بكمية من الغباء والجهل المنقطع النظير. هل كانوا حقاً يجهلون قيمة ما يتاجرون به ويحرقونه ويحطمونه؟؟

كلا الطرفين لم يتركوا لنا حتى فرصة التفكير بما نُهب ودمر من آثار ومعالم تاريخية في البلاد.
سلسلة المفارقات تكاد لا تتوقف.  

أحدب نوتردام ذو وجه قبيح وروح جميلة، ولدينا في دمشق حاكم مهتم بشكله الخارجي لكن روحه شريرة دمّرت البلد وقتلت الشعب.إطلالاته التي يتقصد فيها تقديم نفسه بوصفه القائد “العصري”، لم يصلنا منها سوى أفعاله البشعة التي تمظهرت دماراً وناراً بل وحتى تلعثماً وقصوراً هائلين.

أحدب نوتردام عرّفنا عبر قصته بالكاتدرائية التي كنا نجهلها ونجهل قيمتها، وهنا اقصد نحن عامة الناس في سوريا، وليس المهتمين بالتاريخ والمعالم التاريخية في العالم. لكن لدينا في دمشق “أحمق” قدم سوريا وغير تعريفها للعالم على أنها رقعة جغرافية أشبه بجهنم. أحدب نوتردام كان سبباً من أسباب حزننا على حريق اليوم، و”أحمق” دمشق أحرق بلداً بأكملها وما زال يضحك.

لاشك أن مشهد انهيار البرج التاريخي لكاتدرائية نوتردام، نتيجة الحريق الذي نشب فيها، كان له بالغ الأثر في كل من شاهده: رمزية البرج والكاتدرائية ككل والتي استغرق بناؤها ما يقارب قرناً من الزمن، إلى جانب صمودها طوال أكثر من ثمانية قرون ونصف، وغيرها من الأسباب، جعلت الحزن سيداً لحظة الاحتراق وبعدها.

تابعنا جميعاً ردات الفعل الرسمية والشعبية الفرنسية والعالمية المتضامنة مع الفرنسيين وباريس، التي شهدت على احتراق جوهرتها..
أحدب نوتردام الذي قدمه فيكتور هوغو على أنه الشخص الأكثر قبحاً في العالم من حيث الشكل، والأكثر جمالاً بروحه وإخلاصه لحبيبته إزميرالدا، جعل الكثير منا يبحث بعد قراءة الرواية عن نوتردام، وحتى الذي لم يبحث بقي اسم الكاتدرائية عالقاً في ذهنه.

المقارنة أيضاً واجبة بين ماكرون كرئيس لدولة تحترم القانون، تجبره على النزول إلى الشارع ليكون على بعد أمتار من مبنى تتصاعد منه ألسنة اللهب وأعمدة الدخان، بتعابير حزينة وكلمات موجهة لشعبه مطمئناً إياهم، وبشار الأسد الذي خرج علينا في أكثر من مناسبة وهو يتجول بسيارته مبتسماً بين ركام مدن دمرها هو وجيشه، مستفزاً شعبه ومستهزءاً بمشاعر ضحاياه، في دولة تحقّر القوانين لتكون ملائمة لمزاج حاكمها.
نحن شعوب تعيش على الهامش، ويحكمنا الحمقى، ليس لنا حتى اختيار متى نحزن، وكيف نحترم قيمة حضارتنا.

نحن شعوب يراها حكامنا مجرد محارق..

نساء من سنجار: يواصلون سبْيَنا

نعم… حدث الكثير للإيزيديين ولشنكال

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!