fbpx

هل نال جوليان أسانج ما يستحق؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

عرَّض أسانج حياة الأبرياء للخطر، وشوه سمعة عائلة فقيرة مَوْجُوعة تعرض ابنهم للقتل؛ وتواطأ على ما يبدو مع الأنظمة الأجنبية ليس فقط لفضح الجرائم الأميركية، بل لمساعدتهم على تنفيذ جرائمهم، عدا ذلك، فقد جعل هذه الكلمة الشريفة “الشفافية” بحاجة ماسة إلى التطهير بقدر ما هو في حاجة إليه.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في النهاية، سُحب الرجل الذي قيل إنه لطّخ جدران مسكنه بالقذارات، وأساء معاملة قطته، ولام بشتى الطرق النسويين والكُتاب اليهود على مصائب العالم، من سفارة الاكوادور، بادياً في كل شيء مثل صدام حسين، مع اختلاف لون بشرته، عندما انتُزع من مخبئه في الحفرة التي يعرفها العالم باسم “حفرة العنكبوت”.

كان طاقم التصوير الوحيد الموجود لتسجيل هذا الحدث المحوري تابعٌ لوكالة “رابتلي” التلفزيونية؛ وهي وكالة تقدم خدمة بث مقاطع الفيديو عبر الإنترنت مقرها في برلين، وهي إحدى الشركات التابعة المملوكة بالكامل لشبكة RT، قناة إخبارية ناطقة باللغة الإنجليزية تمولها الحكومة الروسية، والموزع السابق لبرنامج جوليان أسانج الحواري الذي لم يستمر طويلاً.

تتخذ شبكة RT من عبارة “اسأل أكثر” شعاراً لها، وبالفعل، قد يتساءل المرء كيف تمكنت القناة التي تعتبر أداة الدعاية الفرعية للكرملين والتي جرى إدراجها حالياً على قائمة العملاء الأجانب في الولايات المتحدة، من أن تكون أول الواصلين إلى موقع الحدث. صورت الكاميرات التابعة للشبكة فريقاً من شرطة العاصمة في لندن وهم يجرون أسانج من ملجأه في منطقة نايتسبريدج وهو يهذي بشعارات المقاومة، ويحمل نسخة بالية من كتاب غور فيدال “تاريخ الأمن القومي” ( History of the National Security State).

كان فيدال يفكر في مؤسسة الأمن القومي الأميركي وهو يكتب هذا الكتاب الجدلي، على الرغم من أنني أشك في أنه ما كان ليجرؤ على وصف  وكالة الاستخبارات المركزية بأنها متواطئة مع اشتراكي من أميركا اللاتينية الذي سُمي تيمناً بمؤسس الحزب البلشفي – فلاديمير لينين. فقد أعلن رئيس الاكوادور، لينين مورينو، أنه أتخذ قراراً استثنائياً بطرد أسانج، بعد سبعة أعوام من اللجوء إلى سفارة الإكوادور في لندن، وسحب حق اللجوء منه، بسبب سلوكه “الفظ والعدواني”.

ووفقاً لوزيرة الداخلية، ماريا باولا رومو، فمن الواضح أن الأمر قد تجاوز تلطيخ جدران السفارة بالقاذورات – مع الأسف، لا زلنا لا نعرف إن كان أسانج هو من قام بفعل ذلك أو شخصاً آخر- ورفضه الاستحمام، وترحيبه بشتى أنواع الحثالة الدولية لزيارته. وقالت رومو للصحفيين في العاصمة كيتو إن الأمر شمل أيضاً تدخله في “قضايا سياسية داخلية تخص الإكوادور”. وأضافت أيضاً أن أسانج ومؤسسته –ويكيليكس- تربطهما علاقات مع اثنين من المخترقين الروس يعيشون في الإكوادور وعملوا مع وزير الخارجية السابق، ريكاردو باتينيو، من أجل زعزعة استقرار إدارة مورينو.

لا نعلم حتى الآن ما إن كانت مزاعم رومو صحيحة (إذ أن باتينيو قد أنكرها) أو أنها مجرد ذريعة لإحداث أضرار في ممتلكات الدولة. على الرغم من ذلك فإن علاقات أسانج بالمخترقين الروس والمخابرات الروسية لا خلاف عليها.

تشير اتهامات المستشار الخاص روبرت مولر التي وجهها إلى 12 ناشطاً إلكترونياً تابعين لمديرية المخابرات الرئيسية الروسية للأركان العامة (GRU)، أن أسانج كان متواطئاً عن غير قصد –في أحسن الأحوال- مع حملة مديرية المخابرات الرئيسية للتأثير في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016، بل قيل إنه طلب الحصول على مراسلات اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي المسروقة، من وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية، التي انتحلت شخصية غامضة عُرفت باسم “Guccifer 2.0”. كما تفاعل أسانج بدأب ووحشية على موقع تويتر وقناة فوكس نيوز الإخبارية، مع الادعاء -الذي فُضح بالكامل- بأن المراسلات ربما قد وصلت إليه عن طريق سيث ريتش، الموظف في اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، والذي أقترح أسانج بغموض أنه ربما قُتل عقب ذلك على يد أتباع كلينتون انتقاماً منه على خيانته المزعومة.

تمادى مايك بومبيو، مدير الاستخبارات المركزية وقتها، بصفته مسؤولاً في حكومة دونالد ترامب، ومستفيداً بطريقة غير مباشرة من تدخل أسانج في الديمقراطية الأميركية، ووصف ويكيليكس بأنها “جهاز استخبارات غير حكومي مُعادي، تُحرضه عادةً أجهزة دولية مثل روسيا”. وبالنسبة إلى هؤلاء الذين يشبهون ويكيليكس بمنظمة إخبارية شرعية، سأُسلم بأن ذلك الوصف أكثر قسوة قليلاً – ولا سيما عندما يأتي من جاسوس أميركا العظيم السابق- من أي شيء قاله ترامب عن صحيفتي النيويورك تايمز  أو واشنطن بوست.

ذكرت صحيفة الجارديان أن الدبلوماسيين الروس أعدوا خطة لتهريب أسانج من سفارة الإكوادور في أواخر عام 2017. “قالت أربعة مصادر مختلفة إن الكرملين كان مستعداً لدعم هذه الخطة، بما في ذلك احتمال السماح لأسانج بالسفر إلى روسيا والعيش هناك. وصرح أحد هذه المصادر أن هناك رجل أعمال روسي غير معروف توسّط في تلك المحادثات”. ما عطّل تلك الخطة هو أنها اعتبرت بالغة الخطورة.

كما ذكر الموقع الاستقصائي “فوكس إكوادور”Focus Ecuador عام 2015، أن أسانج أثار الشكوك بين جهاز الاستخبارات الإكوادوري SENAIN، والذي ظل يتجسس عليه في السفارة في عملية استمرت لسنوات. وأشار الموقع الإكوادوري إلى أنه “في بعض الأحيان، طالب أسانج أن يختار بنفسه أفراد الأمن الذين يحرسونه داخل السفارة، بل أنه اقترح استخدام عاملين يحملون الجنسية الروسية”، مضيفاً أن جهاز SENAIN  لم يكن مسروراً جداً بمثل هذا الطلب.

كل ذلك يعني أن الإكوادور كان  لديها ما يكفي من الأسباب لتبعد أسانج خارج أبوابها، وكان فعل ذلك ضمن حقوقها السيادية تماماً. كان أول ما سعى إليه هو اللجوء بالسفارة بعد أن خرج من السجن في بريطانيا بكفالة قبل أكثر من سبع سنوات لتفادي تسليمه إلى السويد على خلفية اتهام سيدتين له بالاعتداء الجنسي. علق الادعاء السويدي التحقيقات عام 2017، لأنهم حسب ما قالوا قضوا خمس سنوات وهم يحاولون الوصول إلى المشتبه به لاستجوابه لكنهم فشلوا في تحقيق ذلك. (ربما يتغير الوضع الآن، فقد قدم محامو المُدعتين للتو طلباً بإعادة فتح القضية). لكن الاتهامات البريطانية ظلت صامدة وسارية طيلة الوقت.

أشار أوليفر كم الكاتب في صحيفة “التايمز” اللندنية “The Times Of London” إلى أنه بغض النظر عن مسألة كونه، “ضحية عدم مراعاة الأصول القانونية”، فإنه يُعدّ في الحقيقة فاراً منها. إلا أننا نسمع بعض المعلقين المحمومين يرددون أن عملية تسليمه لم تكن سوى مجرد ثرثرة عبر اتصال هاتفي من رئيس وزراء فاسد إلى آخر فحسب، مع إيماءة موافقة من وكالة المخابرات المركزية (CIA) في الخلفية، بينما تتجلى للعيان مؤامرة دولية لإسكات متحدث شجاع عن قول الحقيقة في وجه السلطة.

الأسوأ من ذلك، هو أن أسانج والمبررون من جمهوره الزائف -الآخذ في التناقص باطراد- ظلوا لأعوامٍ خلال الفترة التي سبقت حملة (أنا أيضاً) #MeToo يقولون -دون دليلٍ- إن  السيِّدتين اللّتين اتهمتاه بالاعتداء عليهما كانتا في الواقع عميلتين أميركيتين مُتنكرتين، وأن بريطانيا كانت ببساطة تؤدي واجبها بصفتها دمية في يد الإمبراطورية الأميركية حين كانت تحبك المكائد الدبلوماسية له.

وكما حدث بالفعل، فقد حددت في النهاية سلسلة طويلة للغاية من الدعاوى القضائية في المملكة المتحدة وطلبات الاستئناف من قبل أسانج، وضعه في بريطانيا.

وقد استنفذ ديفيد ألين غرين المراسل القانوني لمجلة “نيوستيتسمان” (The New Statesman) الكثير من طاقته عام 2012 وهو يبدد أي ادعاء لا أساس له ويفند نظرية المؤامرة حول سبب عدم إمكانية مثول أسانج أمام متهميه في السويد دون أن يحال إلى خليج غوانتانامو على الفور. «أي دون أن يُرحل إلى أميركا ويسجن في غوانتانامو»

ومن المفارقات، كما ذكر غرين، أن المثول أمام المحكمة في ستوكهولم قد يُصعب عملية ترحيل أسانج إلى واشنطن، وذلك لأن، “أيّ تسليم له من السويد.. قد يتطلب موافقة كل من السويد وبريطانيا” وليس موافقة المملكة المتحدة فحسب. وعلى الرغم من ذلك، فر أسانج واختبأ وبمنتهى الرثاء على حاله نصب نفسه “سجيناً سياسياً”.

كل شيء له علاقة بهراء باكونين ومحنته التي صاغها بنفسه يمكننا أن ندرجه تحت مسمى مسرح العبث. أعتقد أنه من الطبيعي أن تُهيمن العبثية على النقاش الجاري حالياً حول توجيه لائحة اتهامات أميركية جديدة إلى أسانج. ووفقاً لوزارة الداخلية البريطانية، فقد اعتقلت شرطة العاصمة أسانج لخرقه شروط إطلاق سراحه المؤقت، وبعدها، عندما وصل إلى مركز الشرطة، استمر اعتقاله بناءً على “طلب تسليم مشروط من الولايات المتحدة”.

الكلمة المؤثرة هنا هي “مشروط”، لأنه ما زال يتعين النظر في مثل هذا الطلب من خلال البروتوكولات القانونية المحلية نفسها مثل البروتوكولات السويدية كما في هذه الحالة. وسيحصل أسانج على نفس الحقوق التي كان يتمتع بها عندما حاول مقاومة أول عملية تسليم له عام 2010. وخلال جلسة استماع أسانج، رفض القاضي ادعاءاته بأنه مضطهد، واصفاً أياه  بأنه، “نرجسي لا يستطيع الوصول إلى ما هو أبعد من مصالحه الأنانية الشخصية”. ولا يستطيع مؤيدوه حتى الوصول لأبعد من ذلك.

وصف الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية وكاشف الفساد، إدوارد سنودن، من مأمنه في موسكو التي تتيح مجالاً ل”حرية الصحافة”، في تغريدة أن اعتقال مؤسس ويكيليكس يُمثل، “لحظة سوداء في تاريخ حرية الصحافة”. بينما علق الصحفي الاستقصائي الأميركي، والمحرر المؤسس لصحيفة The Intercept، غلين غرينوالد، مُتحدثاً بنفس الوتيرة أن ما حدث هو نتيجة، “لإجراءات تجريم الصحافة التي تمارسها وزارة العدل في ظل إدارة ترامب، ويُمثل أكبر خطر يُهدد حرية الصحافة حتى الآن في ظل رئاسة ترامب”، ومن الجدير بالذكر أن غرينوالد، مثله مثل أسانج، نال ذلك الامتياز التاريخي النادر بالتواصل مع مديرية المخابرات الرئيسية الروسية خلال إعداده أحد التقارير الحصرية.

يجعل هؤلاء الأشخاص الأمر يبدو كما لو أن أسانج مطلوب القبض عليه من قبل المحكمة المحلية للمنطقة الشرقية من ولاية فرجينيا لنشر أسرار الدولة الأميركية بدلاً من مزاعم التآمر لسرقتها.

يوضح قرار الاتهام الصادر ضده لماذا اتهمته هيئة المحلفين الكبرى. فقد بدأت تشيلسي مانينغ منذ يناير/كانون الثاني عام 2010، بتسريب وثائق سرية إلى ويكيليكس (وإلى أسانج شخصياً) حصلت عليها من خوادم حفظ البيانات التابعة للحكومة الأميركية. وشملت هذه الوثائق، ملفات خاصة بالحرب في أفغانستان والعراق وبرقيات وزارة الخارجية الأميركية. بيد أن مانينغ واجهت صعوبات في الحصول على المزيد من الوثائق، وذلك بسبب القيود المفروضة على تصريحها الأمني المحدود.

في هذه المرحلة، يُزعم أن أسانج تحول من كونه مجرد مُتلقياً وناشراً لتلك الوثائق السرية إلى عميل لاسترجاعها بطرق غير مشروعة. ووفقاً لما جاء في لائحة الاتهام، “وافق أسانج في الثامن من شهر مارس/آذار عام 2010 أو نحو ذلك، على مساعدة [تشيلسي] مانينغ في فك شفرة مرور مخزنة على أجهزة كمبيوتر تابعة لوزارة الدفاع ومتصلة بشبكة “سيبرن” SIPRN (“سيكريت إنترنت بروتوكول راوتر نيتوورك” Secret Internet Protocol Router Network) العسكريّة الحكومية لحفظ وتبادل الوثائق السرية.

يُزعم أن أسانج حاول مساعدة مانينغ في القيام بذلك عن طريق استخدام “اسم مستخدم” مختلف عن الاسم الخاص بها في محاولة لإخفاء آثارها الإلكترونية على الشبكة. وبعبارة أخرى، تتهمه الولايات المتحدة بالتآمر معها وإرشادها وتقديم المساعدة لها لاختراق البنتاجون. وهذه ليست مهمة يُمكن لأي صحفي عامل أن يشرع في القيام بها دون معرفة أن النتيجة المباشرة لهذا الفعل ستكون فقدان وظيفته وسمعته وحريته على أيدي مكتب التحقيقات الفدرالي “أف.بي. آي”.

سأوضح لك أكثر المنهج الصحفي الفريد الذي اتبعه أسانج عندما كان لا يزال يُمكنه ممارسة مهنة الصحافة. دائماً ما تخضع عملية نشر المعلومات الدبلوماسية الأميركية التي تحتوي على أسماء الأجانب الذين يعيشون في مناطق الصراع أو الدول الاستبدادية ويتعاونون مع المسؤولين الأميركيين، إلى فحص دقيق وتنقيح، خوفاً من تعرض حياة هؤلاء الأجانب للخطر. لم يهتم أسانج بذلك -فقد أراد نشر أسمائهم، وفقاً لما ذكره لوك هاردينج وديفيد ليه في كتاب “ويكيليكس: كواليس حرب جوليان أسانج على السرية- WikiLeaks: Inside Julian Assange’s War on Secrecy”. فقد قالا إنه عندما حاول الصحفيين في صحيفة الغارديان الذين عملوا مع ويكيليكس على نشر دفعة من الأسرار الأميركية، أن يشرحوا لأسانج لماذا يُعد من المستهجن أخلاقياً نشر أسماء المواطنين الأفغان الذين تعاونوا مع القوات الأميركية، أجاب أسانج قائلاً، “إنهم مخبرون، لذا، إذا ما تعرضوا للقتل، فهم من جنوا على أنفسهم. إنهم يستحقون ذلك”. (جدير بالذكر أن أسانج أنكر هذه القصة، وفي النهاية لم تُنشر الأسماء).

كما علق جيمس بال، وهو موظف سابق في ويكيليكس – الذي أبدى اعتراضه على لائحة الاتهام الموجهة ضد أسانج في هذه الصفحات- أيضاً على علاقة أسانج الغريبة مع مُنكر وقوع الهولوكوست (محرقة اليهود أثناء الحرب العالمية الثانية) المعروف باسم إسرائيل شامير:

تجمع بين أسانج وشامير صداقة دامت سنوات، وقد كان مُطلعاً على محتويات عشرات آلاف من البرقيات الدبلوماسية الأميركية قبل أشهر من إعلان ويكيليكس عنها بالكامل. دفعت تلك الطبيعة المثيرة للجدل التي اتسم بها شامير، أسانج إلى تقديمه إلى موظفي ويكيليكس تحت اسم مستعار. بيد أن شامير، الذي اشتهر وفقاً لآراء الكثيرين أنه معادي للسامية، أثار شكوك العديد من موظفي ويكيليكس -وأنا منهم- عندما طلب الوصول إلى جميع البرقيات المتعلقة بـ “اليهود”، وقد قوبل هذا الطلب بالرفض.

وبعد مضي وقت قليل، ظهر شامير في موسكو حيث عُرض عليه كتابة مقالات استناداً إلى هذه البرقيات مقابل 10 آلاف دولار للمقالة الواحدة، وفقاً لما ذكرته صحيفة “كورمسانت” الروسية. ثم سافر إلى مينسك، حيث تفيد التقارير بأنه سلم كمّاً من البرقيات غير المنقحة حول بيلاروسيا إلى مسؤولين تابعين إلى الدكتاتور ألكسندر لوكاشينكو، الذي لا يزال جهاز الشرطة السرية التابعة له القائم بأعمال تعذيب ضد المعارضين، يُعرف باسم ” كي جي بي – لجنة أمن الدولة” بأريحية.

على الرغم من أن المثل يقول، تبدأ رائحة الضيوف والسمك الكريهة في الظهور بعد ثلاثة أيام، فقد بدأت رائحة أسانج الكريهة تفوح منذ فترة طويلة من قبل أن يخرج من مخبأه الذي يقع على الجانب الآخر من متجر هارودز. لقد عرَّض حياة الأبرياء للخطر، وشوه سمعة عائلة فقيرة مَوْجُوعة تعرض ابنهم للقتل؛ وتواطأ على ما يبدو مع الأنظمة الأجنبية ليس فقط لفضح الجرائم الأميركية، بل لمساعدتهم على تنفيذ جرائمهم، عدا ذلك، فقد جعل هذه الكلمة الشريفة “الشفافية” بحاجة ماسة إلى التطهير بقدر ما هو في حاجة إليه.

مع ذلك لم تفضي به أي من هذه المفاسد إلى قفص الاتهام. إذا كان بريئاً من تهمة اختراق أنظمة الحكومة الأميركية – أو يُمكن أن يقدم دفاعاً مستنداً إلى مبدأ حماية المصلحة العامة لتبرير الاختراق، إذاً لندعه يتمتع بحق الدفاع عن نفسه في المحكمة، أولاً في بريطانيا ثم في الولايات المتحدة. لكن لا يستمر أحد في الانخداع بمناشدات التعاطف المزيفة التي يكررها، وتغذية شعوره بجنون العظمة، وتشويه الحقائق. فقد نال جوليان أسانج ما يستحق.

مايكل ويس

هذا المقال مترجم عن theatlantic.com ولقراءة الموضوع الأصلي زوروا الرابط التالي

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!