fbpx

ما الذي ساعد على ظهور السينما السعودية؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

مع وجود صناع أفلام جريئين، وقصص لا تُحصى، وشباب متعطش إلى الترفيه، تمتلك السعودية كل ما تقتضيه صناعة السينما المحلية، باستثناء دور السينما نفسها، وهي مشكلة بقيت عالقة إلى أن حلها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فقد أعلنت السعودية السماح بافتتاح دور السينما في المملكة، لأول مرة منذ أكثر من 35 عاماً.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

مع وجود صناع أفلام جريئين، وقصص لا تُحصى، وشباب متعطش إلى الترفيه، تمتلك السعودية كل ما تقتضيه صناعة السينما المحلية، باستثناء دور السينما نفسها، وهي مشكلة بقيت عالقة إلى أن حلها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فقد أعلنت السعودية السماح بافتتاح دور السينما في المملكة، لأول مرة منذ أكثر من 35 عاماً.
وبينما تتقبل المملكة الصارمة تقليدياً، المزيد من أشكال الترفيه على حذر، يستكشف صناع الأفلام المحليون عوالم جديدة في الفن السعودي، مستخدمين الإنترنت لبث الأفلام وتخطي الحدود.
تشير بثينة كاظم، وهي عضو في منصة السينما المستقلة في دبي “سينما عقيل”، إلى مجموعة من الأفلام السعودية التي صدرت في السنوات الأخيرة، وتقول، “السعودية هي مستقبل صناعة الأفلام في الخليج”.
عرضت بثينة ثلاثة أفلام سعودية قصيرة على الجماهير في دبي خلال الشهر الماضي، بما في ذلك فيلم “وسطي”. يستند الفيلم إلى حدث واقعي وقع في منتصف التسعينات، عندما هرعت مجموعة من المتشددين إلى أحد المسارح أثناء عرض مسرحية في السعودية، وتسببوا في إيقاف العرض، ما أثر بالسلب على العروض المسرحية في السعودية لسنوات.
عُرض الفيلم الذي أخرجه علي الكلثمي في لوس أنجلوس العام الماضي، وعُرض ليلة واحدة في يونيو/حزيران في جامعة اليمامة بالرياض، في نفس المسرح الذي أوقف فيه عرض المسرحية قبل عقدين.
علي الكلثمي، هو أحد أبرز رواد صناعة السينما في السعودية، والمؤسس المشارك لقناتي C3 Films، وتلفاز،11 الشهيرتين على يوتيوب، واللتين انطلقتا عام 2011 وحشدتا أكثر من مليار مشاهدة منذ ذلك الحين.
كان فيلمه “وسطي”، واحداً من العديد من الأفلام السعودية القصيرة، التي أنتجت العام الماضي، بتمويل من مركز الملك عبد العزيز للثقافة العالمية، وهي مبادرة أطلقتها شركة أرامكو السعودية للنفط، تيمناً بمؤسس المملكة. وقال الكلثمي إن هذه كانت المرة الأولى، التي يتلقى فيها تمويلاً لفيلم من مؤسسة مرتبطة بالدولة.
وأضاف “أعتقد أن ما صنعناه على الإنترنت، منحهم الثقة بقدرتنا على أن نحكي قصصاً رائعة، قصصاً إنسانية سعودية”.

باستخدام الإنترنت لعرض الأفلام، تمكنت قناة تلفاز11، ودور الإنتاج السعودية الأخرى من التحايل، على قنوات التوزيع التقليدية، وتدبر أمورها دون دور سينما. ومع ذلك، كان على المخرجين السعوديين، تطويع طرق سردهم للقصص، لتلائم أعراف المتشددين في المملكة وحدودها في حرية التعبير.
لم يكن الأمر هكذا دوماً، إذ كانت هناك دور سينما في السعودية خلال فترة الستينات وحتى الثمانينات، إلى أن صار للمتدينين المتشددين، نفوذاً أكبر على الحياة العامة. في السنوات التي تلت ذلك، كان بوسع السعوديين استئجار الأفلام من متاجر الفيديو، والتي حُذف منها المشاهد التي تحتوي على الجنس أو الشتائم. كما كان بإمكانهم مشاهدة الأفلام على القنوات الفضائية.
في الوقت الحاضر، يمكن للسعوديين مشاهدة بث الأفلام عبر الإنترنت، بعدما تعاونت قناة تلفاز11 مع يوتيوب. وبعض الأفلام المحلية المنتَجة هي للتسلية فقط، بينما بعضها الآخر يواجه التحديات اليومية العديدة التي يواجهها الناس في السعودية.
فيلم “وجدة” صنع التاريخ في عام 2013، بعدما أصبح أول فيلم سعودي يُدرج على قائمة الأفلام المرشحة لجوائز الأوسكار، على الرغم من عدم وصوله لقائمة الترشيحات الأخيرة. يسرد الفيلم قصة فتاة في العاشرة، تحلم بالحصول على دراجة مثل الأولاد في الحي المحافظ الذي تعيش فيه، حيث يتم الفصل بين الرجال والنساء، بشكل صارم، ويلتحق الفتيان بمدارس منفصلة عن الفتيات. كتبت هذا الفيلم وأخرجته المخرجة السعودية هيفاء المنصور، وقد صورته بالكامل داخل المملكة.
وتتطلع السعودية هذا العام أيضاً، للمنافسة على جائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية، عبر فيلم “بركة يقابل بركة”، للمخرج محمود صباغ. وقد عُرض الفيلم للمرة الأولى في مهرجان برلين السينمائي الدولي في فبراير/شباط، وأُطلق عليه أول فيلم كوميديا رومانسية في المملكة، وهو يحكي قصة موظف مدني يقع في حب فتاة سعودية جعلتها منشوراتها على تطبيق إنستغرام من المشاهير المحليين.
على الرغم من وجود أربع سنوات تفصل بين الفيلمين، إلا أن كلاً منهما يعالج قضية الفصل بين الجنسين في السعودية، والتي لا تزال تُطبق بصرامة.
يأتي ظهور السينما السعودية بالتزامن مع بدء المملكة في التساهل مع أشكال المرح والترفيه، بعد ما يقرب من عقدين دون دور سينما أو حفلات موسيقية. ومن المقرر أن يرث وريث العرش السعودي، محمد بن سلمان، البالغ من العمر 32 عاماً، دولةً أكثر من نصف سكانها دون سن الخامسة والعشرين، ومعظمهم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي حيث يمكنهم التواصل مع العالم بعيداً عن رقابة الدولة.
يسعى ولي العهد لتحقيق خطة طموحة لتحويل الاقتصاد والمجتمع السعودي. ويرغب في تشجيع السعوديين على إنفاق المزيد من أموالهم محلياً، بما في ذلك مضاعفة ما تنفقه الأسر السعودية في المملكة على الترفيه.
وفي حين يعتبر الكثير من رجال الدين السعوديين المؤثرين وكثير من المواطنين وسائل الترفيه ذات النمط الغربي خاطئة، فإن دعم الأمير يعني أنه قريباً ستكون هناك دور سينما داخل المملكة. قامت مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية، مسك، برعاية عرض لأحد أفلام الحركة ثلاثي الأبعاد في أغسطس/آب في العاصمة، الرياض، كما كانت هناك عروض أخرى مماثلة في مدينة جدة الساحلية.
دعمت الحكومة أيضاً مهرجان السينما السعودي الذي عُقد خلال السنوات القليلة الماضية في مدينة الظهران الشرقية. وشهد عرض أكثر من 60 فيلماً سعودياً هذا العام.
عبرت المخرجة الطموحة لمياء الشويري، التي حصلت مؤخراً على درجة الماجستير من أكاديمية نيويورك للأفلام في لوس أنجلوس، عن شعورها بالثقة إزاء الآفاق السعودية في صناعة الأفلام، بعد مشاهدتها الأفلام القصيرة السعودية في سينما عقيل في دبي ومقابلة المخرجين.
وقالت “لدينا الكثير من القصص المذهلة، سواء كانت قصصاً عن النجاح أو التحدي. مجتمعنا غني بالقصص والأفكار”.
الموضوع مترجم عن الموقع التالي. [video_player link=””][/video_player]