fbpx

هل يجب شرب الحليب لتقوية العظام؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

الاستمرار في شرب الحليب إذا كنت ترغب في شربه، ما زال أمراً جيداً. ومن المحتمل أن تكون له فوائد على صحة العظام، على رغم أن هذه الفوائد تدوم لفترة أقصر مما كنت تتوقّع…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

كم عدد الذين دُفعوا وهم صغار إلى شرب الحليب لأنه سيقوي العظام؟

الفكرة منطقية، لأن الحليب يحتوي على الكالسيوم المعروف بقدرته على تحسين كثافة معادن العظام.

لكن البرهنة على وجود صلة واضحة بين استهلاك الحليب والتمتع بعظام قوية أصعب مما قد يبدو. إذ تتطلب التجربة المثالية أخذ مجموعتين واسعتين من الناس واختيار عضو من كل مجموعة بطريقة عشوائية وتكليفه بشرب الكثير من الحليب يومياً لمدة تستمر عقوداً عدة، في حين ستشرب المجموعة الأخرى حليباً بديلاً (وهمياً). ومن الواضح أن تطبيق هذه الطريقة أمر صعب للغاية.

ما يمكننا القيام به بدلاً من هذا، هو أخذ آلاف الأشخاص، وسؤالهم عن كمية الحليب التي شربوها طيلة حياتهم، ثم مراقبتهم لعشر سنوات على الأقل، لمعرفة ما إذا كانت احتمالات تعرض الأشخاص الذين يشربون الحليب بانتظام إلى كسر في العظام يمكن أن تكون أقل في بقية حياتهم.

هذا ما حدث في الأبحاث التي أجرتها جامعة هارفارد ونشرتها عام 1997 في دراسة هائلة. فقد تابع الباحثون 77 ألف ممرضة طيلة 10 سنوات. لم يجد الباحثون فرقاً كبيراً في أعداد كسور الذراع أو الفخذ التي أُصيبت بها الممرضات اللواتي كنا يشربن كل واحدة كوباً واحداً من الحليب أسبوعياً أو أقل، ومن كنا يشربن كوبين أو أكثر.

عندما أجرى الفريق دراسة مماثلة على 330 ألف ذكر من المختصين الصحيين، تبين مرة أخرى أن معدل شرب الحليب لا يحدث فرقاً ملحوظاً في معدلات الكسر.

أجريت تجارب سريرية معشاة، أضيف فيها الكالسيوم عمداً إلى النظام الغذائي، أحياناً من خلال شرب الحليب. و قام فريق في نيوزيلندا عام 2015 بمراجعة 15 دراسة من هذه الدراسات وإعادة تحليلها وتجميعها. ووجدوا أن كثافة المعادن في العظام زادت فقط لمدة عامين، ثم توقفت بعد ذلك.

البديل الوحيد الموجود هو تناول مكملات الكالسيوم. وخوفاً من الآثار الجانبية التي قد تنتج عن تناول المكملات على المدى الطويل، قام الفريق ذاته في نيوزيلندا بجمع بيانات 51 تجربة منضبطة معشاة لمعرفة ما إذا كانت فوائد تناول المكملات تفوق المخاطر التي تترتب عنها. ووجدوا مرة أخرى أن زيادة قوة العظام تتوقف بعد عام أو عامين، وأن مكملات الكالسيوم يمكن أن تبطئ – بدل أن توقف – فقدان كثافة المعادن في العظام في سن الشيخوخة. وخلصوا إلى أن هذه النتائج يمكن أن تترجم إلى أن تناول الكالسيوم يؤدي إلى انخفاض طفيف في معدلات الإصابة بكسور.

عندما درست دول مختلفة البيانات نفسها، توصلت إلى خلاصات مختلفة للغاية بخصوص كمية الكالسيوم الموصى بأخذها في اليوم. توصي الولايات المتحدة بتناول كمية كالسيوم تصل إلى ضعف الكمية التي توصي بها المملكة المتحدة أو الهند. توصي الولايات المتحدة بشرب ثلاثة أكواب سعتها 8 أوقيات يومياً (أي ما يعادل 227 مل).

لجعل الأمور أكثر إرباكاً، أتت نتائج دراستين سويديتين مهمتين عام 2014 لتتصدر المشهد، تفيد الدراستان بأن شرب أكثر من ثلاثة أكواب من الحليب يومياً -وهي كمية كبيرة يشربها معظم الناس- ليس مفيداً لعظامك بل قد يضرك.

في هذه الدراسة، طلب الباحثون في جامعة أوبسالا ومعهد كارولينسكا من الناس ملء استبيانات عن معدل استهلاكهم للحليب عام 1987، وكرروا الأمر عام 1997. وعام 2010 دُرست معدلات الوفيات. شعر الناس بالقلق عند سماعهم أن شرب كوب من الحليب يومياً ربما يكون مرتبطاً بارتفاع معدل كسور العظام والوفيات المبكرة.

ولكن قبل أن نستغني عن شرب الحليب، هناك بعض المحاذير التي يجب أخذها في الاعتبار:

عند القيام بالدراسات في السويد، طُلب من المشاركين تقدير معدل استهلاكهم الحليب في السنوات الماضية، وهذا ليس أمراً سهلاً. فمن الصعب تقدير كمية الحليب التي تناولتها مع حبوب الإفطار أو في الشاي أو في مكونات الطعام.

تثير الدراسة أيضاً المشكلة الأبدية عن العلائقية في مواجهة السببية. فربما تعمد النساء اللواتي عرفن أنهن مصابات بهشاشة العظام لشرب المزيد من الحليب على أمل تقوية عظامهن. لم تبين الدراسة أن شرب الحليب هو السبب المؤكد وراء الإصابة بالكسور. لتعقيد الصورة أكثر، وجد الفريق السويدي أن استهلاك الجبن والزبادي مرتبط بانخفاض معدلات الإصابة بالكسور.

أوضح الباحثون أنفسهم أن هذه الدراسة يجب تكرارها قبل استخدامها لتقديم الاستشارات الغذائية. وقال آخرون، يجب أن يحذر الجمهور من تغيير معدل استهلاكهم الحليب اعتماداً على نتائج هذه الدراسة.

لذا إلى أن نعرف أكثر حول هذا الموضوع، فإن القيمة الحقيقية للأدلة تفيد بأن الاستمرار في شرب الحليب إذا كنت ترغب في شربه، ما زال أمراً جيداً. ومن المحتمل أن تكون له فوائد على صحة العظام، على رغم أن هذه الفوائد تدوم لفترة أقصر مما كنت تتوقع.

من المهم أيضاً الحفاظ على قوة عظامك من خلال طرائق أخرى مثل الرياضة والحصول على فيتامين (د) إما من النظام الغذائي، أو من أشعة الشمس أو الاعتماد على المكملات الغذائية في فصل الشتاء (بحسب المكان الذي تعيش فيه).

ترجم هذا المقال عن موقع BBC ولقراءة المقال الأصلي زوروا الرابط التالي

 

كيف جعلتنا شركات الأغذية ندمن منتجاتها؟