fbpx

عن البطلة اللبنانية والبطل السوري: “الجميلة والوحش” ديو درامي غير متكافئ

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لا شك في أنّ الموسم الرمضاني الحالي يُكرّس ثنائية البطل السوري والبطلة اللبنانية أكثر من أيّ موسم آخر. هذه المرّة، لا تقتصر هذه الثنائية على مسلسل واحد أو اثنين، وإنما تتوزّع على خمسة أعمال أساسية من الأعمال المشتركة، هي: “الهيبة”، ” خمسة ونص”، “الكاتب”، “دقيقة صمت”، “صانع الأحلام”

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]
من حساب الممثل السوري باسل خياط على إنستغرام

لا شك في أنّ الموسم الرمضاني الحالي يُكرّس ثنائية البطل السوري والبطلة اللبنانية أكثر من أيّ موسم آخر. هذه المرّة، لا تقتصر هذه الثنائية على مسلسل واحد أو اثنين، وإنما تتوزّع على خمسة أعمال أساسية من الأعمال المشتركة، هي: “الهيبة”، ” خمسة ونص”، “الكاتب”، “دقيقة صمت”، “صانع الأحلام”.

هذه الفكرة ارتبطت ببداية الحرب في سوريا. بدا في ذلك التعاون مصلحة مشتركة بين الدراما اللبنانية والدراما السورية التي تملك خبرة عالية في هذا المجال.

انطلقت هذه المغامرة في بادئ الأمر مع الاستعانة بممثل مصري يضمن تسويق العمل خارج السوق اللبنانية- السورية، ويُكرّس مفهوم التنوّع في العمل العربي المشترك. فكان الفنان ماجد المصري حاضراً في مسلسل “لعبة الموت” مثلا، وأمير كرارة في روبي”.

عملية الانتاج انتقلت بعد ذلك الى مرحلة حصرية الممثل السوري والممثلة اللبنانية على اعتبار أن هذه الثنائية قادرة على النجاح والانتشار في السوق العربية ككل. واعتماداً على هذه المعادلة، أصرّ المنتجون عليها سنوياً في رمضان، قبل أن يتجاوز حضورها العمل الواحد لتصل الى أربعة أو خمسة مسلسلات في موسم رمضاني واحد.

النجمان السوريان تيم حسن وعابد فهد والنجمة اللبنانية نادين نجيم، يُشكلّون اليوم ثلاثياً ثابتاً في هذا النوع من الدراما. أما الممثل السوري باسل خيّاط والعارضة اللبنانية دانييلا رحمة، فقد دخلا العام الماضي تجربة العمل المشترك وشكّلا معاً ثنائياً ناجحاً، بمعايير الجمهور والمنتجين، وها هما معاً للمرة الثانية على التوالي في مسلسلهما الجديد “الكاتب”.

الممثلة اللبنانية نادين نجيم

أما الممثلان السوريان قصي خولي ومعتصم النهار، فهما وافدان حديثان الى سوق البطل السوري والبطلة اللبنانية، وذلك في عملٍ يجمعهما مع نادين نجيم عنوانه “خمسة ونص”.

النجمة اللبنانية سيرين عبد النور تشكل اليوم ثنائياً جديداً مع تيم حسن في “الهيبة”. والممثل السوري مكسيم خليل يلعب دور البطولة مع الممثلة اللبنانية جيسي عبده في مسلسل جديد بعنوان “صانع الأحلام”.

ولكن، لا يمكن اعتبار مكسيم خليل وسيرين عبد النور وافدين جديدين على هذه المعادلة، لأنّ الثنائية هذه بدأت معهما في مسلسل “روبي”، ثمّ تكرّست- رمضانياً- مع مسلسل “لعبة الموت”، الذي جمع سيرين عبدالنور وعابد فهد، الذي نجاحاً كبيراً.

عند متابعة مواقع التواصل، نجد تفاعلاً كبيراً مع الموسم الدرامي كبير، إلا أنّ المتابعين مشغولون بانتخاب الثنائي الأجمل لرمضان 2019، حتى قبل انطلاق الموسم. كل متابع يروّج لـ”الكوبل” الأجمل بحسب رأيه: تيم حسن وسيرين عبد النور، قصي خولي ونادين نجيم، باسل خياط ودانيلا رحمة، عابد فهد وستيفاني صليبا…

بالمقارنة مع الأعمال الدرامية السورية الجادة، يمكن اعتبار المسلسل القائم على مبدأ النجم السوري والنجمة اللبنانية عملاً تجارياً لا يُراد منه أكثر من الربح والترفيه. ومع ذلك، يحاول الممثل السوري أن يُقدّم دوره باحترافية تُحسب له. فنراه متقمصاً الشخصية بزواياها النفسية والاجتماعية والسيكولوجية، كما تيم حسن في دور جبل شيخ الجبل، الذي يُقدّم دور الخارج عن القانون بروحه وعينيه ومشيته وألفاظه وملابسه وطريقة كلامه. بينما تبقى “الممثلة” اللبنانية على ضفّة الدور، تؤديه بشخصيتها الحقيقية فتظنّ أنّها طبيعية وناجحة لقدرتها على التمثيل من دون تمثيل. هكذا تبقى من رمضانٍ إلى آخر، ومن شخصية الى أخرى، ثابتة على حالها. تشبه نفسها أداءً وصوتاً وشكلاً. دائماً جميلة وأنيقة و”نجمة”. لا تنويعات في الأدوار، ولا في المواقف. الحوارات أشبه بحصّة قراءة شفهية، بلا روح وبلا إحساس.

مسلسل الهيبة 2019، بطولة سيرين عبد النور وتيم حسن

معظم النجمات اللبنانيات دخلن الدراما من بوّابة الجمال. وليس خطأ أن تمثّل العارضة أو ملكة الجمال وأن تؤدي بطولات سينمائية أو درامية، وهذا شائع في كل مكان، لكنّ الخطأ عندما تغدو كل العارضات والملكات هنّ الوحيدات القادرات على أداء أدوار البطولة.

المشاهدة يهمها أن ترى ممثلة قادرة على أن تمثلها في حياتها الطبيعية. أن تحس معها بنوع من التماهي، بعيداً من الصورة النمطية للبنت اللبنانية الجميلة. يهمنا أن نرى ممثلة لبنانية قادرة على أن تقف بمستوى البطل “السوري” الذي يُقابلها، وأن يؤديا معاً “مشاهد مُبدعة” Master Scene، لا يتفوق فيها أحدهما على الآخر.

فما نراه حتى الآن في المسلسلات المشتركة يمكن أن نُسميه مجازاً ديو “الجميلة والوحش”… الممثلة دائماً جميلة، والممثل يبدو أمامها كأنه وحش تمثيل. فمتى تصحو تلك “الجميلة” من أدائها “النائم”؟

 

دراما رمضان 2019: موسم خالٍ من “الدَسَم” السياسي