fbpx

نجوم الغناء يتنافسون في الموسم الرمضاني و”التتر” يفقد هويته الدرامية

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

أغنية المسلسل قد تعيش إذاً أكثر من المسلسل نفسه. ولكن، ماذا يبقى منها عندما تفقد هويتها “الدرامية” وتغدو مثل كل الأغنيات المطروحة في الأسواق؟

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

الموسم الرمضاني لم يعد مقتصراً على أبطال الدراما العربية. منذ سنوات، دخل نجوم الغناء السباق الدرامي من خلال أغنيات تُرافق المسلسلات. وباتت أصواتهم تُروّج للعمل قبل انطلاق الموسم، ليغدو “التتر”، “ترمومتراً” تُقاس به درجة تفاعل الناس ونسبة نجاح المسلسل.

تُشكّل أغنية المسلسل، أو الموسيقى التصويرية له، جزءاً أساسياً من المنتج الدرامي نفسه. من دون هذه القطعة لا يمكن تركيب صورة العمل النهائية. وقد يكون عمر التتر من عمر الدراما نفسها، لكنّ تغيرات كثيرة طرأت على هذا المجال.

في الماضي، كان مغنّي “التتر” يختلف عن مغنّي “الأغنية”. نجومية الفنان لم تكن وحدها ما يُغري صنّاع المسلسل للاستعانة به. مغنّي شارة المسلسل يجب أن تتوافر فيه شروط قد لا يملكها أشهر المطربين. البحث كان دائماً عن صوتٍ دافئ يحمل بنبرته شجناً يُترجم نبض الناس وأحاسيسهم. فالأغنية التي ترافق المسلسل كانت تختلف في موضوعها ولحنها وتوزيعها عن الأغنية العادية. هي مزيج من أغنية سياسية واجتماعية، يشتغل عليها شعراء وملحنون كانوا عباقرة تلك المرحلة، مثل سيد حجاب وأحمد فؤاد نجم وعبد الرحمن الأبنودي وعمّار الشريعي وميشيل المصري وياسر عبدالرحمن وغيرهم.

الفنّان السوري ناصيف زيتون- من صفحته على إنستغرام

الثلاثي الذهبي في المرحلة الذهبية

محمد الحلو وعلي الحجار ومدحت صالح ثلاثة فنانين مصريين خلّدوا أجمل أغنيات المسلسلات بأصواتهم. لم يكن أحد منهم نجماً بالمعنى الراهن لكلمة “نجم”. لم تكن صورهم تعلو أسرّة المراهقين والمراهقات، كما كانت الحال مع زملاءٍ معاصرين لهما مثل هاني شاكر أو عمرو دياب. ولم تكن أغنياتهم الخاصة تكسح الأسواق المصرية والعربية. ولكن ما إن يدخل الموسم الرمضاني حتى يصبحوا هم نجوم المرحلة. أسماؤهم كانت كفيلة كي تضمن نجاح أي “تتر” وبالتالي أي عمل درامي. لقد حققوا نجوميتهم الفعلية من خلال أغنياتٍ استقلّت في ما بعد عن مسلسلاتها لتغدو مرتبطة بذاكرة الناس ووجدانهم.

علي الحجار غنّى في نهاية السبعينات، أغنية  تتر مسلسل “الأيام” عن قصة حياة عميد الأدب العربي طه حسين، ثمّ قدّم أغنية “بوابة الحلواني” من ألحان الموسيقار بليغ حمدي، وأغنية “المال والبنون”، ليرتبط اسمه مذاك بأعمال رمضان.

صوت محمد الحلو رافق أيضاً دراما رمضان. لكنّ بصمته البارزة تبقى في مسلسل “ليالي الحلمية”، إذ قدّم أشهر التترات في تاريخ التلفزيون. أما مدحت صالح فكان أيضاً نجم المواسم الرمضانية، تُعدّ أغنية “تدور” لمسلسل “في قلب الليل” من أجمل ما قدّم.

أنغام والوجدان المصري

ومن الأصوات النسائية، تعتبر أنغام أوّل وأهمّ من غنّى في الدراما العربية. والأكيد أن أغنيتي “العائلة” و”حديث الصباح والمساء” يمكن وضعهما في خانة أهمّ عشر أغنيات في تاريخ الدراما المصرية. ولعلّ تجربتها في الغناء للدراما هي التي منحتها مكانة خاصة في وجدان الجمهور المصري، لم تنافسها عليها أي فنانة أخرى.

ومن لم يكن يستعين بأحد هذه الأصوات لمسلسله، كان يتجه حتما نحو موسيقى تصويرية لمؤلفين موسيقيين بارعين مثل ميشيل المصري، موسيقار “رأفت الهجان”، أو عمر خيرت، صاحب “ضمير أبلة حكمت”.

محمد الحلو وعلي الحجار ومدحت صالح ثلاثة فنانين مصريين خلّدوا أجمل أغنيات المسلسلات بأصواتهم. لم يكن أحد منهم نجماً بالمعنى الراهن لكلمة “نجم”

نجوم وأرقام

من المهمّ القول إنّ غناء التتر لم يكن هدفاً مادياً يتقصده الفنانون. فالمشاركة في حالة فنية استثنائية تُسمى “مسلسلات رمضان” كانت هدفاً في ذاته. أمّا اليوم، فإنّ مغني “التتر” هو نفسه مغنيّ “الغنوة”. النجوم ذاتهم يحتلّون الساحة إذاعياً والكترونياً ودرامياً. أغنية المسلسل فقدت هويتها القديمة وغدت أكثر انفتاحاً على كل الأصوات. وباتت هناك ميزانية كبيرة تُخصّص لمطربين قادرين على جذب انتباه المشاهد. ومع أنّ أحداً لا يُصرّح عن المبلغ الذي تقاضاه مقابل أداء أغنية التتر، تُفيد بعض المصادر بأنّ الأجور تترواح بين 50 و300 ألف دولار عن الأغنية الواحدة.

هذه الأرقام الخيالية تشمل نجوم الصف الأوّل طبعاً. ومنهم الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، التي تدخل الموسم من خلال أغنية “يا بتفكر يا بتحس” في مسلسل “خمسة ونص”. وقد حصدت أغنيتها ملايين المشاهدات على مواقع التواصل منذ طرحها قبل شهر رمضان بأسابيع. ويُرجّح أن تكون شيرين قد حصلت على الأجر الأقصى الذي يمكن ان يتقاضاه فنان، وهو 300 ألف دولار. وليس مستغرباً أن تكون شيرين هي صاحبة أعلى أجر، بعدما قدمّت أغنية “مشاعر” لمسلسل “حكاية حياة” من بطولة غادة عبد الرازق. وتمكنت الأغنية من أن تحصد نحو 200 مليون مشاهدة على “يوتيوب”، لتتجاوز الأغنية شهرة المسلسل وتصبح واحدة من أنجح أعمال شيرين.

الفنّانة اللبنانية إليسا- من صفحتها على إنستغرام

اليسا هي أيضا من أعلى الفنانات أجراً، وتُعدّ اليوم أهمّ من يُغني التتر، لا سيما بعد أدائها أغنية “لو” التي استبقت نجاح المسلسل عبر نسب مشاهدة هائلة على “يوتيوب”.

ولا شكّ أنّ أغنية “مجبور” التي رافقت مسلسل “الهيبة” في جزءيه الأول والثاني، كان لها دور كبير في الترويج للمسلسل. وقد استثمر صنّاع المسلسل نجاح الأغنية من خلال إقحام ناصيف زيتون في مشهدٍ تمثيلي في الجزء الثاني من المسلسل. وما إن طُرحت أغنية الجزء الثالث من “الهيبة” وعنوانها “أزمة ثقة” حتى بلغت مشاهدات مليونية، ما يجعلها من أكثر التترات توهجاً هذا الموسم.

ونظراً إلى ارتفاع أسعار التترات، يحاول بعض المنتجين الاستعانة بالموسيقى التصويرية أو بفنانين أقلّ سعراً. في مسلسل “زلزال” للنجم المصري محمد رمضان مع النجمة العائدة من اعتزالها حلا شيحا، يُغنّي الفنان الشعبي أحمد شيبة أغنية التتر التي انطلقت قبل بداية شهر رمضان وحققت أيضاً مشاهدات عالية. ومع أنّ شيبة هو صاحب أشهر أغنية شعبية في مصر “آه لو لعبت يا زهر”، فإنّ أجره يبقى أقلّ بكثير من نجوم الأغنية العاطفية.

الدراما السورية اهتمت أيضاً بأغنية الشارة، لكنّها لم تنجرّ وراء الأسماء “اللامعة”. وإذا استثنينا أغنياتٍ معدودة، مثل “أنا الدمشقي” بصوت أصالة نصري في مسلسل “نزار قباني”، نقول إنّ أشهر الشارات الغنائية جاءت بأصوات غير معروفة مثل أغنية “باب الحارة” الشهيرة، بصوت عدنان الحلاق، وأغنية “التغريبة الفلسطينية” بصوت الفنان سامر جبارة، من قصيدة للشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان. وأغنية “وشاء الهوى”، التي جعلت من مغنيتها لينا شاماميان فنانة معروفة وواحدة من نجمات المهرجانات العربية.

أغنية المسلسل قد تعيش إذاً أكثر من المسلسل نفسه. ولكن، ماذا يبقى منها عندما تفقد هويتها “الدرامية” وتغدو مثل كل الأغنيات المطروحة في الأسواق؟

 

عن البطلة اللبنانية والبطل السوري: “الجميلة والوحش” ديو درامي غير متكافئ

دراما رمضان 2019: موسم خالٍ من “الدَسَم” السياسي

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.