دراسة: الشعبويون أكثر ميلاً لتصديق نظريات المؤامرة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

وفقاً لاستطلاع عالمي للرأي، إن الشعبويّين في جميع أنحاء العالم، أكثر ميلاً بكثير لتصديق نظريات المؤامرة عن اللقاح والاحتباس الحراري وهجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر…

وفقاً لاستطلاع عالمي للرأي حصلت عليه الغارديان حصراً، فإن الشعبويّين في جميع أنحاء العالم، أكثر ميلاً بكثير لتصديق نظريات المؤامرة عن اللقاح والاحتباس الحراري وهجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر.

سلط مشروع العولمة التابع لمركز YouGov-Cambridge، الضوء على قطاع من سكان العالم، لديهم على ما يبدو ثقة محدودة في خبراء العلم والديمقراطية التمثيلية. خلص الاستطلاع إلى أن أوضح نزعة لدى الأشخاص ذوي الميول الشعبوية، هي إيمانهم بنظريات المؤامرة التي يخالفها العلم والأدلة القاطعة.

وربما يعين البحث في فهم أسباب نجاح شعبويّين من أمثال دونالد ترامب وجاير بولسونارو، الذين غذّوا لهيب نظريات مؤامرة هدّدت جهود مواجهة الاحتباس الحراري، وهاجموا الصحافة القائمة على الحقائق باعتبارها “أخباراً زائفة”.

قد تكون نتائج الدراسة مفيدة كذلك لمسؤولي الصحة العامة، الذي يكافحون لمواجهة انتشار الحصبة حول العالم، وسط ارتفاع كبير في معدلات الأطفال غير المطعّمين.

أطلقت منظمة الصحة العالمية وكيانات أخرى متخصصة في الصحة العامة، حملات كبرى لتذكير الجمهور بأهمية اللقاح، بعد أن استشرت الدعاية المضادة للقاح ونظريات المؤامرة في شبكات التواصل الاجتماعي.

كشفت منظمة اليونسيف مؤخراً أن معدلات الإصابة بالحصبة قد تضاعفت بنسبة 300% في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. في 2017 لاقى ما يقارب 110 ألف شخص حتفهم جراء الإصابة بالمرض، معظمهم من الأطفال. ويبلغ عدد الأطفال غير المطعّمين تحت سن العاشرة حول العالم 169 مليون طفل، بحسب المنظمة التابعة للأمم المتحدة.

يشير استطلاع مركز YouGov، إلى أن الأشخاص ذوي الرؤى الشعبوية المتشددة، هم في المتوسط أكثر عرضة لتصديق أن الأخطار المفترضة للقاح يتم إخفاؤها عمداً عن الجمهور. وعلى نفس النحو هم أكثر عرضة لتصديق أن حكومة الولايات المتحدة ساعدت عن قصد، منفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول وأن الاحتباس الحراري الذي يسببه البشر مجرد خدعة.

اثنان من كل خمسة شعبويين شملهم الاستطلاع قالوا إنه بغض النظر عن من يتولى الحكم رسمياً “هناك مجموعة واحدة من البشر يتحكمون في الأحداث ويحكمون العالم معاً”، مقارنة بأقل من ربع العدد الكلي لمن شملهم الاستطلاع.

الاستطلاع الذي شمل أكثر من 25 ألف شخص من حوالي 20 دولة، هو الأكبر من نوعه الذي يجريه مركز YouGov، وشمل أجزاء من أوروبا والأمريكتين وأفريقيا وآسيا. بشكل عام تمثل الدول المستطلعة 4.7 مليار شخص أو أكثر من 60% من سكان العالم. ساهمت صحيفة الغارديان في صياغة وإعداد الاستطلاع، الذي سيجرى سنوياً وستنشر الصحيفة نتائجه حصراً.

وبالعمل مع علماء في السياسة، حددت الغارديان مجموعة من الذين شملهم الاستطلاع في 19 دولة كبرى تتمتع بأنظمة ديمقراطية، ممن يمتلكون أفكار شعبوية راسخة. تشكل هذه المجموعة 22% من المستطلعين، لكن أعدادهم تختلف كثيراً من بلد لآخر.

الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو

كانت البرازيل، التي انتخب فيها بولسونارو رئيساً العام الماضي، أكثر الدول شعبوية، حيث قال 42% من سكانها إنهم يوافقون بشدة على تصريحات الشعبويين، ثم تبعتها جنوب أفريقيا بنسبة 39%. اجتاحت كلا البلدين موجات متتابعة من فضائح الفساد في السنوات الأخيرة. وينتمي واحد من كل أربعة أمريكيين لفئة الشعبويين الذين شملهم الاستطلاع، وهي نسبة مشابهة لبولندا وفرنسا وإسبانيا، وهي أكثر الدول شعبوية من بين الدول الأوروبية التي شملها الاستطلاع. أما كندا والمملكة المتحدة والسويد فقد كانت أقل شعبوية بكثير، بنسب بلغت أقل من 15%، في حين شكل الشعبويين نسبة أقل من 10% من السكان في كل من اليابان والدنمارك.

تولى تحليل بيانات الاستطلاع كل من ماتيس رودون وليفانتي ليتفاي، وهما باحثان من جامعة أمستردام والجامعة الأوروبية المركزية.

قال علماء السياسة، أن لا سبب يدعونا لافتراض وجود علاقة بين بعض نظريات المؤامرة والشعبوية، والتي تشمل غالباً الاعتقاد بأن النخب غير الأخلاقية تعمل معاً بشكل وثيق لاستغلال العامة لمصالحهم الخاصة.  لكنهم أضافوا قائلين، “إن قوة الترابط بين الأمرين في بيانات مركز YouGov، والتي تغطي طيفاً من نظريات المؤامرة المختلفة كلياً عبر مجموعة متنوعة من الدول، هو أمر مدهش للغاية”. كان هذا الرابط قوياً خصوصاً في المملكة المتحدة، التي كان فيها الشعبويين، وفقاً للتحليل المعتمد على تثبيت العوامل السوسيو-ديمغرافية، أكثر ميلاً بثلاث مرات، لتصديق نظريات مؤامرة مختلفة، من بينها الفكرة القائلة بأن البشر التقوا بكائنات فضائية وأن هذه الحقيقة أخفيت عن العامة عمداً، وأن مرض الإيدز نشر في العالم عمداً من قبل مجموعة أو منظمة سرية.

من بين الدول الـ 19 التي شملها الاستطلاع، وجدت الغارديان أن ذوي الرؤى الشعبوية الراسخة أكثر ميلاً للاعتقاد بأن النظام السياسي لبلدهم معطوب وبحاجة لتغيير جذري، وأقل ثقة في قنوات الأخبار التلفزيونية والصحف الوطنية.وكان الشعبويون أيضاً أكثر ميلاً للقول بأنهم يتابعون الأخبار على شبكات التواصل الاجتماعي، من بينها فيسبوك وتوتير ويوتيوب وواتساب، وهي المنصات التي تستشري نظريات المؤامرة فيها.

وجد جوناثان كينيدي من جامعة الملكة ماري بلندن، الذي شارك أيضاً في تحليل بيانات YouGov، رابطاً إضافياً بين الشعبوية اليمينية تحديداً، ونظريات المؤامرة المعادية للتلقيح.

ومن خلال مراجعة التاريخ الانتخابي للمشاركين في الاستطلاع في ثمان دول أوروبية كبرى، وجد كينيدي أن نسبة 25% ممن صوتوا للمرشحين والأحزاب اليمينية الشعبوية كانت لديهم مخاوف بشأن تأثير اللقاح، مقارنة بـ 14% لدى باقي السكان.

سجل أكبر فرق بين ناخبي اليمين الشعبوي وبقية الناخبين بخصوص هذه المسألة في المملكة المتحدة، حيث أعرب ثلثا المصوتين لحزب استقلال المملكة المتحدة عن مخاوفهم تجاه الآثار الضارة للقاح، وهي أكبر من نسبتهم لدى ناخبي حزب العمال (10%) وحزب المحافظين (11%).

في فرنسا التي تحظى بأعلى نسبة من المشككين في فاعلية اللقاح في العالم، أعرب 44% ممن صوتوا لمارين لوبان في الانتخابات الرئاسية لعام 2017 عن مخاوفهم تجاه اللقاح مقارنة بـ 25% لدى الممتنعين عن التصويت و 12% لدى من صوتوا لـ إيمانويل ماكرون.

في إيطاليا، كان داعموا حزب النجوم الخمسة الشعبوي المعادي للمؤسسة السياسية، والذي روج للدعاية المضادة للقاح فيما مضى، أكثر ميلاً لمخالفة الإجماع العلمي من بقية المصوتين للأحزاب الكبرى الأخرى. لكن هذه النتائج لم تسر على ناخبي حزب بوديموس في إسبانيا، الذين كانوا أقل ميلاً لتصديق مؤامرة اللقاح من غيرهم من ناخبي الأحزاب الإسبانية الأخرى.

قال كينيدي الذي نشر بحثه الخاص الذي يستقصي العلاقة بين الشعبوية واللقاح في المجلة الأوروبية للصحة العامة، “هذه قاعدة بيانات مثيرة حقاً لأنها تسمح لنا بالبدأ في فهم أسباب مخاوف الأفراد تجاه اللقاح”.

مضيفاً، “ينص الإجماع العلمي على أن لقاحات مثل MMR آمنة وتحمل منافع عديدة للمجتمع البشري، وأنها تنقذ عدة ملايين من الأرواح كل عام”.

لماذا إذن لا تؤمن شريحة كبيرة من السكان بصدق الدليل العلمي؟ تظهر البيانات أن أسباب هذا الأمر غير ذات صلة بعوامل مثل التعليم، بل هي “مدفوعة بالغضب والشك تجاه النخب والخبراء، والتي أسهمت أيضاً في زيادة الدعم للأحزاب المعادية للمؤسسة السياسية في جميع أنحاء أوروبا والعالم”.

هذا المقال مترجم عن موقع The Guardian ولقراءة الموضوع الأصلي زوروا الرابط التالي

 

كيف أصبح اليمين الشعبوي القوّة المُهيمنة في إيطاليا؟

ما السبب وراء هيمنة اليمين المتطرّف على ألمانيا الشرقية؟

لتصلكم نشرة درج الى بريدكم الالكتروني