fbpx

“لم ترغب في هذا على الإطلاق!”محاولة لفهم ميلانيا ترامب والزواج الأكثر غموضاً في تاريخ السياسة الأميركية

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

لطالما راود حلم الوصول إلى البيت الأبيض دونالد ترامب. تردد مراراً واستشار مقربين منه وكرر إعلانه الإقدام على الخطوة لكنه كان يتردد، لكن في العام ٢٠١٤ كان ترامب أكثر تصميمًا، وفي النهاية استشار أحد مستشاريه الأكثر قربًا ورصانة، زوجته ميلانيا. وبحسب مانقل عنها، قالت ميلانيا بوضوح “إما أن تترشح الآن أو لا تفكر في هذا مرة أخرى”، “لقد ملَّّ أصدقائك من عرض التعري المتكرر. كل أربع سنوات تتحدث عن هذا الأمر”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لطالما راود حلم الوصول إلى البيت الأبيض دونالد ترامب.
تردد مراراً واستشار مقربين منه وكرر إعلانه الإقدام على الخطوة لكنه كان يتردد، لكن في العام ٢٠١٤ كان ترامب أكثر تصميمًا، وفي النهاية استشار أحد مستشاريه الأكثر قربًا ورصانة، زوجته ميلانيا. وبحسب مانقل عنها، قالت ميلانيا بوضوح “إما أن تترشح الآن أو لا تفكر في هذا مرة أخرى”، “لقد ملَّّ أصدقائك من عرض التعري المتكرر. كل أربع سنوات تتحدث عن هذا الأمر”.
أعلن ترامب ترشحه، ودفع قراره في نهاية المطاف ميلانيا ترامب إلى دور لم تسعَ إليه قط.
“خلف كل امرأة ناجحة، رجلٌ في حالة صدمة”، كتبت ميلانيا ترامب هذا في مذكراتها، الصادرة مؤخرًا، عن زواجها الذي استمر ١٣ عامًا، من الرجل الذي أصبح الآن رئيسًا للولايات المتحدة، وعن تجربتها في تربية أطفالهما الثلاثة.
وميلانيا ترامب سيدة أولى غير عادية. فهي السيدة الأولى رقم اثنين في التاريخ، التي لم تُولد في الولايات المتحدة. هي الوحيدة التي نشأت في بلد شيوعي. وهي أول سيدة أولى تؤجل الانتقال مع زوجها إلى البيت الأبيض، في حالتها، حتى خمسة أشهر بعد تنصيبه. وهي الوحيدة التي كانت في موقع  الزوجة الثالثة للرئيس، كما أنها السيدة الأولى الوحيدة، التي تموضعت عارية للتصوير. تشتهر ميلانيا بحمايتها الشديدة لابنها، ولكن، على خلاف السيدات الأوليات الآُخريات، فإن الغموض حول حركاتها اليومية يثير شائعات، بأنها تمضي وقتًا أقل من المعتاد في البيت الأبيض.
قد لا يكون هناك سيدة أولى أقل استعداداً أو مناسبةً لهذا الدور، “فهذا ليس شيئًا أرادته”، حسبما يقول أصدقاء ترامب القدامى.
بُني الجناح الشرقي للبيت الأبيض، كما هو عليه اليوم، في عام ١٩٤٢، خلال الحرب العالمية الثانية، لتوفير غطاء لمركز العمليات الرئاسية الطارئة. ويبدو أن موقف ميلانيا ترامب فريد من نوعه. إذ يضم جناحها الشرقي تسعة موظفين فقط، أي أقل من نصف عدد العاملين لدى ميشيل أوباما ولورا بوش. تبدأ الجولات العامة للبيت الأبيض في الجناح الشرقي، من خلال الأبواب الزجاجية الثلاثية في مدخل الزوار. ولكن على الرغم من قربها من الجمهور، فإن الكثير من حياة ميلانيا ترامب بقي في الظل. هي الحافظة لكثير من أسرار زوجها، ويمكن للمرء أن يتصور أن ما يربط بينهما معًا، هو أنه قد يكون حافظًا لبعض أسرارها كذلك.
خلال الفترة الانتقالية، وفقًا لمستشار سابق لدى ميشيل أوباما، جلس أفراد الجناح الشرقي منتظرين رنين الهاتف. “لم يكن لدينا سوى القليل جدًا من العمل” حسبما قال هذا الشخص . لم تنتقل ميلانيا وابنها بارون، أصغر أبناء ترامب، إلى البيت الأبيض حتى يونيو / حزيران، عندما انتهى عامه الدراسي. ورافقهم والدا ميلانيا إلى واشنطن. أخبرني ثلاثة من موظفي أوباما السابقين أن الموظفين الدائمين في البيت الأبيض يعشقون السيدة الأولى. جزء من هذه المودة قد يكون راجعًا إلى حقيقة أن ميلانيا، على عكس آل أوباما، قد اعتادت على التعامل مع الموظفين. كما يبدو أنها تفكر حقًا في تفاعلاتها اليومية معهم. يرى حلفاؤها أن ترددها الأولي يتعلق بحاجتها لبعض الوقت اللازم للعثور على الاتجاه. ولكن من الصعب عدم رؤيته كعدم راحة تجاه وضعها  الحالي. مهما كانت نقاط قوتها، فميلانيا ليست ماهرة في التواصل. لغتها الإنجليزية غير مُتقنة، ولم تسع أبدًا إلى منصب رفيع المستوى في الحياة العامة (خارج سنوات عملها كعارضة). وفي الدوائر الاجتماعية في نيويورك، كانت بالكاد لاعبًا اساسيًا.
يقول بعض الأصدقاء إنها تتحمس ببطء تجاه هذه المهمة. لكنها اضطرت إلى أن تذكر بشكل متكرر أنها مستقلة عن زوجها، لدرجة من الصعب معها عدم رؤية الأمر على أنها تنأى بنفسها عن منصبه، أو حتى عنه شخصيًا. وهذا لا يعني أنها اتخذت أي موقف استباقي ضده. ورغم كونها مهاجرة نفسها، فلم تتخذ أي موقف لدعم جانب المهاجرين، الذين يريد دونالد ترامب إبعادهم. لطالما كانت السيدة الأولى قادرة على اختيار القضية التي سوف تقضي فيها ساعات عملها. بالنسبة لميشيل أوباما، كانت البدانة في مرحلة الطفولة وتعليم البنات. بينما اختارت لورا بوش محو الأمية.
بالنسبة لميلانيا ترامب، فإن القضية التي اختارتها هي، على عكس المتوقع، التنمر عبر الإنترنت. أصبح من السهل جدًا أن نشير إلى المفارقة، نظراً لاعتياد زوجها استخدام تويتر للتنمر ليس تجاه  المعارضين السياسيين فقط ولكن أيضًا ضد أعضاء حزبه وحتى حكومته الخاصة. لا يمكن أن يكون التنمر عبر الإنترنت فكرة دونالد ترامب. من غير المرجح ولكن من الممكن أن تكون قد اختارت تلك القضية من أجل الترصد لزوجها. “ألن يكون ذلك رائعًا؟” حسبما علق أحد مستشاري أوباما السابقين.
يقول صديق عائلي لميلانيا، إنه في أعقاب حملة سياسية سمع فيها بارون يتحدث عن الاعتداء على النساء، وظهرت صور والدته عارية على غلاف صحيفة نيويورك بوست، كانت ميلانيا مهتمة بشكل رئيسي بحماية طفلها من البيئة غير الودية في واشنطن. كما قالت ميلانيا أيضًا للصديق العائلي الذي تثق به، إنها تشعر بالقلق من تفاصيل الخدمة السرية المستمرة. كانت معتادة على “السائقين والأمن، ولكن الآن لديك خدمة سرية خارج بابك”، حسبما قال الصديق.
ولكن قد تكون هناك أسباب أخرى لتأخر ميلانيا في الانتقال إلى واشنطن. بعد صدور شريط بيلي بوش الشهير، كان من الحكمة التقليدية أن تترك ميلانيا زوجها. لا يحتاج المرء إلى إجراء بحث كبير على غوغل، للعثور على شائعات حول الطلاق الوشيك. يبدو أن هناك شيء بخصوص العلاقة بين دونالد وميلانيا ترامب، ويرجع ذلك جزئيًا إلى حقيقة أنه حتى أكثر العناصر العادية فيها محاطة بالسرية. انتشرت شائعة على الإنترنت، بسبب صورة واحدة يظهر فيها الرئيس يقف بجانب امرأة ترتدي النظارات الشمسية ويشير إليها باسم زوجته، ويقال أن ميلانيا  الحقيقية استبدلت بشبيهة لها.
وعلى الرغم من الأدلة العامة الموحية، كالاستهجان خلال حفل الافتتاح، والوقفة المتصلبة خلال حفلات التنصيب، وأكثر من مقطع يظهر فيه دونالد محاولًا مسك يد زوجته إلا أنها تبعد يده، ينقسم أصدقاء ميلانيا كثيرًا، عندما يتعلق الأمر بكيفية شعورها تجاه زوجها.
لطالما كانت ميلانيا شخصاً كتوماً، حسبما قال أصدقاؤها.
ولدت ميلانيا كانفاس في عام ١٩٧٠، في بلدة صغيرة في سفينكا بسلوفينيا، عندما كانت لا تزال جزءًا من يوغوسلافيا. حظى والداها، أماليجا وفيكتور كنافس، بحياة متميزة مقارنةً مع أقرانهما. كانت لدى أماليجا،-وهي امرأة أنيقة نشأت في مزرعة، مهنة في مصنع للملابس، بينما عمل زوجها فيكتور، العضو في الحزب الشيوعي السلوفيني، في بيع السيارات لشركة سيارات مملوكة للدولة.
انتقل والدا ميلانيا إلى الولايات المتحدة للعيش في برج ترامب. وهم قريبون من حفيدهم بارون الذي يتحدث السلوفينية بجانب الإنجليزية.
انتشرت أخبار ميلانيا في الأخبار السياسية عام ٢٠١٦، عندما عرضت حملة مناهضة لترامب صورة لها من مجلة GQ البريطانية في يناير/ كانون الثاني عام ٢٠٠٠، وهي عارية على أرضية طائرة ترامب الخاصة المغطاة بالفراء، ولا ترتدي سوى الأصفاد والماس. في وقت لاحق من الحملة، نشرت صحيفة نيويورك بوست صوراً عارية لميلانيا، منذ سنوات عملها كعارضة، على غلاف الصحيفة، مع عنوان “مكتب النظرات الغرامية.قال جيسون ميلر، وهو المستشار الأكبر للتواصل في الحملة عن الصور، أنها تمثل “الاحتفاء بالجسد البشري باعتباره فناً”.
ولكن يبدو أنها لم تكن مستعدة لبعض التدقيق الذي استهدفها، مثلما جرى عندما ارتدت حذاء بكعب طوله أربع بوصات في طريقها لزيارة تكساس، التي دمرتها العاصفة في أعقاب الإعصار هارفي، أو عندما ارتدت معطفا من دولتشي آند جابانا، بقيمة ٥١ ألف دولاراً أميركياً خلال رحلة إلى إيطاليا. وفي زيارة آل ترامب إلى إسرائيل في مايو / أيار، سمع مذيع محلي سارة نتنياهو تُرضي ميلانيا بهذه الكلمات “كما تعلمون، في إسرائيل يحبنا الناس. وسائل الإعلام تكرهنا، ولكن الناس يحبوننا. مثل ما يحدث معكم”. في نفس الرحلة الخارجية، كانت ميلانيا هي من تلقى أحرّ استقبال من البابا فرنسيس، الذي وصفه دونالد ترامب بـ”المشين”. كان لدى فرانسيس كلمات طيبة تجاه ميلانيا فقط. وسألها عما إذا كانت تغذي ترامب بوتيكا، وهو خبز بالمكسرات من سلوفينيا، وربما كان يشير إلى ضخامة حجم ترامب. “لقد كان ودودًا جدًا معها ولكن ليس مع باقي أفراد العائلة” حسبما قال لي شخص مُطلع على الرحلة.
في خطاب نادر في حملة زوجها، في أبريل / نيسان ٢٠١٦، اعتلت ميلانيا ترامب المنصة في ولاية ويسكونسن. بدأت قائلة “من الرائع أن أكون معكم ومع زوجي هنا اليوم”. وتابعت “أنا فخورة جدًا به. إنه مُجدّ في عمله.إنه طيب، ولديه قلب كبير، وصلب، وذكي، وجيد جدًا في التواصل. إنه مفاوض قدير، يقول الحقيقة. إنه زعيم عظيم وعادل”. وفقًا لدونالد، كتبت ميلانيا ذلك الخطاب بنفسها. ويبدو أنها قد اختارت منذ ذلك الحين الاستعانة بكاتب خطب لتلك المناسبات عندما تقوم بتعليقات عامة من أي نوع، شفهية أو كتابية. وفي إحدى المناسبات الأخيرة، واجهت زوجة زوجها الأولى، إيفانا ترامب،  التي كانت تروج لكتابها. وقالت إيفانا، في لقاءٍ لها في برنامج تلفزيوني، إنه ورغم أنه لديها رقم خاص مباشر للبيت الأبيض، فإنها لا تتصل بزوجها السابق “لأن ميلانيا هناك، ولا أريد أن أتسبب في أي نوع من الغيرة أو شيء من هذا القبيل”. وتابعت “لأنني أساسًا زوجة ترامب الأولى، حسنا؟ أنا أول سيدة، حسنًا؟” كان هذا تعليق مبتذل إلى حدٍ ما. اختارت ميلانيا الرد من خلال مدير اتصلاتها، الذي أصدر البيان التالي “السيدة ترامب جعلت من البيت الأبيض منزلًا لبارون وللرئيس. إنها تحب العيش في العاصمة واشنطن، ويشرفها دورها كسيدة الأولى للولايات المتحدة. وتخطط لاستخدام لقبها ودورها لمساعدة الأطفال، وليس لبيع الكتب”.
ورغم أن وسائل الإعلام كانت متحاملة عليها في البداية، إلا أنه وجد استطلاع أجرته شبكة سي إن إن مؤخرًا أن ميلانيا ترامب تحظى بشعبية أكثر من زوجها، وكونها أكثر شعبية من زوجها باتت مهمة سهلة على نحو متزايد.
ربما تكون ميلانيا قد أرادت حياة مختلفة جدًا عن تلك التي تحياها حاليا. إذا لم تكن قد اتخذت هذا المسار، كانت لتبعد عن هذا الوهج القاسي الذي سُلط عليها نتيجة حملة زوجها ورئاسته. ربما كانت لتعيش حياة باذخة ولكن هادئة مع ابنها، بارون، في مانهاتن، حيث كان لا يزال يمكن أن يحضر في مدرسته القديمة.
هذا الموضوع مترجم عن الرابط التالي.
[video_player link=”https://www.youtube.com/watch?v=GD_CWRXqx2U&feature=youtu.be”][/video_player]

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!